تجددت المعارك أمس في مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية في ريف درعا في جنوب سوريا، وسط إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مدعومة بقوات إيرانية وميليشيات طائفية ودعم جوي روسي: «تشن هجومًا مسعورًا على مدينة الشيخ مسكين في مسعى لاحتلالها»، في حين، أعلنت قوات المعارضة تشكيل غرفة عمليات جديدة، تضم 24 فصيلاً لصد هجوم النظام.
وفيما وثق ناشطون قصف طائرات قالوا: إنها روسية للمدينة بعشر غارات، جدّد الائتلاف إدانته لما سماه «العدوان الروسي على سوريا، وشراكتها الكاملة في جرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري»، مشيرًا على وجه الخصوص إلى الاستهداف المركّز للمدنيين «في خرق قرار مجلس الأمن 2254 القاضي بـ(الوقف الفوري لأي هجمات ضد المدنيين)، وإلى الغارات الروسية المستمرة التي تقدم الدعم الجوي للنظام في حربه ضد الشعب السوري وفصائل الجيش السوري الحر».
وأشار الائتلاف إلى أن عشرات الغارات الجوية الروسية «استهدفت المدينة الخالية من أي وجود لتنظيم داعش، لتؤكد من جديد حقيقة الدور الروسي واستراتيجيته المرسومة لدعم نظام الأسد في حربه على الشعب السوري والجيش السوري الحر حصريًا، وأن الحرب على الإرهاب هي آخر ما تخطط له روسيا».
ورأى الائتلاف أنه «بالتوازي مع العار الذي يكلّل المجتمع الدولي في تعاطيه مع الملف السوري ومع الاحتلال الروسي لسوريا، تفشل روسيا أيضًا في فهم المصير المحتوم لتدخلها»، مؤكدًا أن الشعب السوري: «تمكن من امتصاص الهجوم الروسي وإفشاله طوال ثلاثة شهور؛ سيظل دائمًا، وبفضل صموده الأسطوري للجيش السوري الحر في مدينة الشيخ مسكين وباقي أنحاء سوريا، صاحب الكلمة الفصل في هذه الحرب».
وأكد ناشطون أمس، أن اشتباكات متفاوتة العنف «تواصلت بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محيط بلدة الشيخ مسكين، في محاولة من الأخير للتقدم واستعادة السيطرة على البلدة، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في بلدتي داعل والشيخ مسكين بريف درعا، بالتزامن مع قصف بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض من قبل قوات النظام على منطقة في الشيخ مسكين».
وقال ناشطون إن عشر غارات جوية، يُعتقد أن طائرات روسية نفذتها، استهدفت المدينة التي سيطر النظام على أجزاء منها خلال الأيام الماضية، واستطاع بعد قصف جوي عنيف، التقدم على محور اللواء 82 والمساكن العسكرية «التي باتت نقطة اشتباكات مستمرة منذ أيام»، بحسب ما قال مصدر عسكري في جنوب سوريا لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن النظام «يواجه عمليات عسكرية نوعية لصده».
وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» إن قوات النظام «لم تستطع السيطرة على كامل اللواء 82. ولم تستطع أن تحتفظ بمواقعها على أطراف مدينة الشيخ مسكين»، مشيرًا إلى أن الهجوم الأخير «تسعى من خلاله لأن تكون المدينة الواقعة في وسط الطريق إلى الريفين الشرقي والغربي لدرعا، نقطة انطلاق باتجاه المدن والقرى الأخرى، فضلاً عن أنها نقطة استراتيجية لتأمين خط الإمداد الآخر لمدينة درعا» التي لا تزال خاضعة لسيطرة قوات النظام، علما بأن المدينة تقع على خط الأوتوستراد القديم الذي يربط دمشق بمدينة درعا.
وتصاعدت وتيرة التنسيق العسكري المعارض في المدينة، إذ أعلن عن تشكيل غرفة عمليات الشيخ مسكين، فيما أعلن لواء «مجاهدي الفاروق» العامل في محافظة درعا عن بدء معركة جديدة ضد قوات النظام تحمل اسم «أهل النخوة»، التي «ستعمل على استعادة السيطرة على النقاط التي خسرها الثوار أخيرًا لصالح قوات الأسد». وبحسب البيان الصادر عن «مجاهدي الفاروق»، فإنّ المعركة ستكون بالاشتراك مع أربعة وعشرين فصيلاً عسكريًّا عاملاً في درعا ومن أبرزهم: «ألوية الفرقان– ألوية العمري– الفرقة 99 مشاة– ألوية قاسيون».
وأفادت «لجان التنسيق المحلية» أمس، باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد داخل اللواء 82 شمالي مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الغربي، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ يستهدف المنطقة.
في المقابل، أفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء، بأن القوات الحكومية نفذت ضربات مركزة على مواقع من سمتهم بـ«الإرهابيين»، أسفرت عن «تدمير وكر للتنظيمات الإرهابية بما فيه شرق المشفى الوطني بحي درعا المحطة وتجمع للإرهابيين شرق جامع بلال الحبشي وإعطاب سيارة ومقتل جميع من فيها في حي العباسية» في منطقة درعا البلد.
24 فصيلاً تطلق معركة «أهل النخوة» لاستعادة السيطرة على مواقع في درعا
الائتلاف يدين استهداف الطائرات الروسية للمدينة الخالية من أي وجود لـ {داعش}
24 فصيلاً تطلق معركة «أهل النخوة» لاستعادة السيطرة على مواقع في درعا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة