الصعود السياسي لحفيد الخميني.. طوق النجاة للتيار الإصلاحي في الانتخابات البرلمانية

12 ألفًا سجلوا أسماءهم لخوض الانتخابات البرلمانية و801 للخبراء

إيرانية تسجل ترشحها لخوض انتخابات مجلس الخبراء في وزارة الداخلية الإيرانية في طهران في 21 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
إيرانية تسجل ترشحها لخوض انتخابات مجلس الخبراء في وزارة الداخلية الإيرانية في طهران في 21 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

الصعود السياسي لحفيد الخميني.. طوق النجاة للتيار الإصلاحي في الانتخابات البرلمانية

إيرانية تسجل ترشحها لخوض انتخابات مجلس الخبراء في وزارة الداخلية الإيرانية في طهران في 21 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
إيرانية تسجل ترشحها لخوض انتخابات مجلس الخبراء في وزارة الداخلية الإيرانية في طهران في 21 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

جاء إعلان حسن أحمد الخميني، حفيد مفجر الثورة الإيرانية، تقدمه لانتخابات مجلس الخبراء كطوق نجاة للتيار الإصلاحي للتغلب على هيمنة المحافظين المتشددين على مؤسسات الدولة.
ويرى مراقبون أن ترشح حفيد الخميني يزيد من فرص الإصلاحيين داخل أروقة النظام ويساهم في عودتهم بقوة إلى السلطة، ولكنهم استبعدوا أن يكون المرشد القادم. وتستقبل إيران انتخابات مجلسي الشورى (البرلمان) والخبراء المقررة في 26 فبراير (شباط) المقبل، وأعلن التلفزيون الرسمي قبل يومين، أن نحو 12 ألف مرشح سجلوا أسماءهم لخوض الانتخابات البرلمانية، فيما بلغ عدد المرشحين لمجلس الخبراء نحو 801 لـ88 مقعدا، شريطة أن يكون المرشح حاصلا على درجة الماجستير وداعما لمبادئ «الجمهورية الإسلامية». ومن بين موجبات استبعاد المرشح أن تكون له صلات بأحزاب سياسية محظورة.
ويأمل الرئيس حسن روحاني الذي فاز في انتخابات الرئاسة عام 2013 وتمكن من حسم الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في يوليو (تموز) الماضي، أن يتمكن من السيطرة على مجلس الشورى المؤلف من 290 مقعدا، كما يرغب أنصاره في إيجاد موطئ قدم داخل مجلس الخبراء الذي يهمن عليه المحافظون المتشددون. ويضع هؤلاء الإصلاحيون رهانهم في الوقت الحالي على حفيد الخميني.
وتحولت منابر المساجد في إيران الجمعة الماضية إلى منصات لتوجيه الاتهامات للخصوم، حيث اتهم خطيب طهران كاظم صديقي عضو مجلس الخبراء، الإصلاحيين والمعتدلين بأنهم من صنع الاستعمار، وأن هؤلاء يهدفون إلى استئصال إسلامية النظام، وقال: «لا يوجد هناك اعتدال وإصلاح في نظامنا الإسلامي». فيما حذر محمد سعيدي، عضو جبهة المحافظين، من مغبة حصول احتجاج جماهيري في إيران على هامش إعلان النتائج للانتخابات وقال للمصلين في قم: «إن نيران الفتنة هي أقسى من عمليات القتل، لأن نار الفتنة ستنتشر. لذلك، يجب اتخاذ كل التدابير إزاء الفتنة المقبلة».
وقال دكتور محمد عباس، رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية» الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات، لـ«الشرق الأوسط» إن فوز حفيد الخميني (43 عاما) يزيد من فرص الإصلاحيين - الموالين لولاية الفقيه - للعودة بقوة إلى السلطة، ويدعم فرصهم بعد حسم الملف النووي مع القوى الغربية، لافتا إلى أن ذلك الأمر سيدفع بالمتشددين إلى فرض رقابة صارمة على ملفات المرشحين واختيار من يتفق مع مصالحهم.
ويحظى حفيد الخميني بشعبية كبيرة داخل الأوساط الشعبية والتيارات الإصلاحية الإيرانية، فيما يواجه كثيرا من الانتقادات لقربه من التيار الإصلاحي، بينما جاءت مباركة علي خامنئي بترشيح الأول متحفظةً بعض الشيء بعد أن حذره مما وصفه بـ«الإساءة إلى سمعة جده».
ويتألف مجلس الخبراء من 86 عضوا يتم انتخابهم عن طريق اقتراع شعبي مباشر، لدورة واحدة مدتها ثماني سنوات، ويتولى هذا المجلس الإشراف على أعمال المرشد، ويقوم بدراسة قرارات المرشد وتقييمها، كما يناط به مهمة تعيين المرشد الجديد.
ولفت الخبير في الشأن الإيراني إلى أن حفيد الخميني يستفيد من رصيده العائلي أكثر من رمزيته الدينية، موضحا أن: «الدرجة الدينية التي وصل إليها حفيد الخميني لا تؤهله لأن يكون مرشد إيران القادم، وفي الانتخابات سيكون هناك اختبار فقهي لكل المرشحين، ومن المحتمل أن يتم استبعاده من سباق الانتخابات إن لم يجتز تلك الاختبارات». ويرى مراقبون أن دخول حفيد الخميني المجلس سيتيح تشكيل تحالف ثلاثي قوي مكون من الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني وحفيد الخميني، وهو ما يصب في مصلحة التيارات الإصلاحية.
واعتبر عباس أن انتخابات مجلس الخبراء هي الأهم في الفترة المقبلة، والتي سيتم عن طريقها اختيار خليفة للمرشد علي خامنئي بعد أن أصبحت حالته الصحية تثير تساؤلات عدة، إلا أنه قال: «تيار المحافظين سيكون في غاية الحذر عند اختيار هوية الأعضاء الذين سينجحون في هذه الانتخابات».
ويسعى روحاني إلى مجلس يدعمه على تفويض أقوى للدفع بإصلاحات داخلية تزيد من الحريات الاجتماعية والسياسية، وعلى النقيض يواجه المحافظون حملات الإصلاحيين بخطابات تحذيرية للإيرانيين مما سموه «مؤامرة على الجمهورية الإسلامية»، والخروج عن نهج ولاية الفقيه، كما حذروا من «عصيان» محتمل في الانتخابات.
من جهته، حذّر مصباح يزدي رئيس جبهة المحافظين المتشددة من مغبة ما سماه «محاولات يقوم بها رفسنجاني وبعض المسؤولين للإطاحة بالمرشد الأعلى خامنئي من خلال إقامة مشروع انتخابات للقائد الجديد»، وأكد يزدي المرجع المقرب من الحرس وتيار الرئيس الأسبق أحمدي نجاد على وجود محاولات للأعداء لضرب ولاية الفقيه، لافتا إلى أن «البعض يسعى من خلال طرح مشروعات يوهم بها الناس أنها مشروعات لخدمة الثورة، لكنها في أساسها مؤامرات وانقلابات يجب التوخي والحذر منها».
وكان روحاني قد دعا النساء للمشاركة في الانتخابات، وهو ما دفع محمد يزدي، رئيس مجلس الخبراء، إلى التحذير مما وصفه بعواقب حصول اختراقات في الانتخابات، حيث قال إن «تنافس 800 مرشح على مجلس تعداده 99 شخصا يدعو للاستغراب والتساؤل، لا سيما وأن هناك نساء حضرن للترشيح وهن من ذوات الحجاب السيئ»، وتابع: «لن نسمح بتقسيم المجلس إلى إصلاحي ومحافظ، بل مجلس موحد في ظل ولاية الفقيه».
من جهة أخرى، هاجم النائب الإيراني المعتدل علي مطهري المحافظين متهما إياهم بممارسات سياسية غير عقلانية، تخدم أجندتهم الحزبية، قائلا إن «الدعوة إلى عدم الرقابة على سلوك المرشد خامنئي، هي دعوة غير قانونية وغير شرعية، لأن العصمة للأنبياء فقط وليس للناس العاديين».
وتابع: «لا يوجد مسؤول في إيران معصوم، والكل يتعرض للخطأ، لذلك يجب الإشراف عليهم بشكل قانوني وبما جاء في مفردات الدستور، وأن الشعب هو من يختار الممثل له، بشكل حر ومن دون ضغوط».
أما أحمد جنتي، الأمين العام لمجلس صيانة الدستور، فحذّر من تعمد دفع الإصلاحيين لأكبر عدد من ممثليهم في المدن والقرى، فيما رحب الإصلاحيون الإقبال على التقدم للترشح، واصفين تلك الخطوة برغبة الشباب في خوض الانتخابات التي سيطر المخضرمون عليها في الدورات السابقة. ويشارك في هذه الانتخابات شخصيات إصلاحية بارزة، مثل مرشح الرئاسة السابق مصطفى معين، وأحمد خرم وزير المواصلات في حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي، والأكاديمي داود هيرميداس الذي ينتمي إلى التيار القومي الإيراني، ونجلي هاشمي رفسنجاني، محسن وفاطمة.



هجوم سيدني: الاستخبارات حققت سابقاً بصلة أحد المهاجمين بـ«داعش»

رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (في الوسط) وكيلي سلون (على اليمين) زعيمة حزب المعارضة (الحزب الليبرالي) في نيو ساوث ويلز يستعدان لوضع أكاليل الزهور على نصب تذكاري لضحايا إطلاق النار خارج جناح بوندي في شاطئ بوندي بسيدني الاثنين 15 ديسمبر 2025 بعد يوم من وقوع الحادث (أ.ب)
رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (في الوسط) وكيلي سلون (على اليمين) زعيمة حزب المعارضة (الحزب الليبرالي) في نيو ساوث ويلز يستعدان لوضع أكاليل الزهور على نصب تذكاري لضحايا إطلاق النار خارج جناح بوندي في شاطئ بوندي بسيدني الاثنين 15 ديسمبر 2025 بعد يوم من وقوع الحادث (أ.ب)
TT

هجوم سيدني: الاستخبارات حققت سابقاً بصلة أحد المهاجمين بـ«داعش»

رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (في الوسط) وكيلي سلون (على اليمين) زعيمة حزب المعارضة (الحزب الليبرالي) في نيو ساوث ويلز يستعدان لوضع أكاليل الزهور على نصب تذكاري لضحايا إطلاق النار خارج جناح بوندي في شاطئ بوندي بسيدني الاثنين 15 ديسمبر 2025 بعد يوم من وقوع الحادث (أ.ب)
رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (في الوسط) وكيلي سلون (على اليمين) زعيمة حزب المعارضة (الحزب الليبرالي) في نيو ساوث ويلز يستعدان لوضع أكاليل الزهور على نصب تذكاري لضحايا إطلاق النار خارج جناح بوندي في شاطئ بوندي بسيدني الاثنين 15 ديسمبر 2025 بعد يوم من وقوع الحادث (أ.ب)

أفادت هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) بأن جهاز الاستخبارات الأسترالي حقق قبل ست سنوات في صلات لأحد منفذي هجوم شاطئ بوندي بتنظيم «داعش».

وأعلنت الشرطة الأسترالية أن والداً يبلغ 50 عاماً ونجله البالغ 24 عاماً، قاما بإطلاق النار الأحد على محتفلين بعيد حانوكا على شاطئ شهير في سيدني؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين.

وذكرت وسائل الإعلام الأسترالية أن منفذي الهجوم هما الباكستاني ساجد أكرم الذي قُتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وابنه نافيد أكرم الذي يرقد الآن في المستشفى بحالة حرجة تحت حراسة الشرطة.

مشيعون يتفاعلون عند نصب تذكاري على شاطئ بوندي في سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن مسؤول رفيع في عملية مكافحة الإرهاب المشتركة التي تحقق في هجوم بوندي، أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية حققت في شبهات متعلقة بالابن عام 2019.

وأضافت أن نافيد أكرم كان يعتقَد أنه على صلة وثيقة بأحد أعضاء تنظيم «داعش» الذي ألقي القبض عليه في يوليو (تموز) 2019، وأدين بتهمة التخطيط لعمل إرهابي في أستراليا.

وذكرت الهيئة أن محققي مكافحة الإرهاب يعتقدون أن المسلحين اللذين نفذا هجوم شاطئ بوندي قد بايعا تنظيم «داعش».

وأفاد مسؤولون كبار لهيئة الإذاعة الأسترالية بالعثور على عَلمين لتنظيم «داعش» في سيارة المسلحين على الشاطئ.

وصرح المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بورغيس، للصحافيين، الأحد، بأن أحد المسلحين «كان معروفاً لدينا، لكن ليس من منظور أنه يشكل تهديداً فورياً». وأضاف: «لذا؛ من الواضح أننا في حاجة إلى أن ننظر في ملابسات ما حدث هنا».

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إنها لا تستطيع تأكيد تقرير هيئة الإذاعة الأسترالية.

وأوضحت منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية أنها «لا تعلق على الأفراد أو التحقيقات الجارية».

حضر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز مؤتمراً صحافياً مع رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي بعد توقيع معاهدة بوكبوك في مبنى البرلمان بكانبرا 6 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

رئيس وزراء أستراليا يقترح قوانين

أكثر صرامة على الأسلحة النارية

في غضون ذلك، اقترح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الاثنين، فرض قوانين وطنية أكثر صرامة بشأن الأسلحة النارية بعد أن خلف إطلاق نار في شاطئ بوندي بيتش بسيدني 15 قتيلاً على الأقل. وقال ألبانيز إنه سيقترح قيوداً جديدة، تشمل الحد من عدد الأسلحة النارية التي يمكن للمالك المرخص الحصول عليها. وتابع ألبانيز للصحافيين: «الحكومة مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري. ويشمل ذلك الحاجة إلى قوانين أسلحة نارية أكثر صرامة». وأضاف: «ظروف الناس يمكن أن تتغير. يمكن أن يتطرف الناس على مدى فترة من الزمن. لا ينبغي أن تكون التراخيص دائمة».

وقالت الشرطة الأسترالية إن المسلحين اللذين قتلا 15 شخصاً خلال احتفال يهودي على شاطئ بوندي في سيدني هما أب باكستاني الأصل وابنه، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه أستراليا الحداد على ضحايا أسوأ واقعة عنف مسلح تشهدها البلاد منذ نحو 30 عاماً.

وأضافت الشرطة في مؤتمر صحافي أن الأب البالغ من العمر 50 عاماً قُتل في موقع الهجوم ليرتفع عدد القتلى إلى 16، بينما يرقد ابنه (24 عاماً) في حالة حرجة بالمستشفى. وكشفت هيئة الإذاعة الأسترالية ووسائل إعلام محلية أخرى عن هوية الاثنين، وقالت إن الأب هو ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم. ووصف المسؤولون إطلاق النار بأنه هجوم معادٍ للسامية.

وقالت الشرطة إن 40 شخصاً ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى بعد الهجوم، من بينهم شرطيان في حالة خطيرة وإن كانت مستقرة.

وتراوحت أعمار الضحايا بين عشرة أعوام و87 عاماً. وقال شهود إن إطلاق النار الذي وقع على الشاطئ الشهير في أمسية حارة استمر نحو 10 دقائق، ودفع المئات من رواد الشاطئ للتفرق على الرمال والهروب إلى الشوارع والحدائق القريبة. وقالت الشرطة إن نحو ألف شخص كانوا يشاركون في احتفال عيد حانوكا اليهودي والذي أقيم في حديقة صغيرة قريبة من الشاطئ. ولا تزال تحقيقات الشرطة جارية وتمت زيادة عدد أفرادها في المناطق اليهودية.

وزير الحكم المحلي في ولاية نيو ساوث ويلز رون هونيغ (يسار) وحاكمة الولاية مارغريت بيزلي (يسار) وزعيمة المعارضة، كيلي سلون (يمين) ورئيس وزراء الولاية كريس مينز (يمين) يضعون الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بوندي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وقالت السلطات إن عدد القتلى كان سيصبح أكبر بكثير لولا تدخل أحد المارة، الذي ذكرت وسائل إعلام محلية أنه صاحب محل فواكه يدعى أحمد الأحمد ويبلغ من العمر 43 عاماً. وأظهرت لقطات مصورة الرجل وهو يهاجم أحد المسلحين من الخلف ويشتبك معه وينتزع البندقية من يده.

من جهته، وصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الهجوم بأنه «لحظة حالكة على أمتنا»، وقال إن الشرطة والأجهزة الأمنية تجري تحقيقات دقيقة لمعرفة دوافع الهجوم. وزار ألبانيز شاطئ بوندي صباح الاثنين لوضع الزهور قرب موقع الهجوم.

وأضاف: «ما شهدناه بالأمس كان عملاً شريراً محضاً... عملا معادياً للسامية... عملاً إرهابياً على أرضنا في موقع أسترالي له رمزية».

وتابع: «الجالية اليهودية تتألم اليوم. واليوم يقف جميع الأستراليين إلى جانبهم ويقولون (نحن معكم). سنفعل كل ما يلزم للقضاء على معاداة السامية. إنها آفة وسنستأصلها معا». وأشار ألبانيز إلى أن الكثير من زعماء العالم بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تواصلوا معه وشكرهم على تضامنهم.

وزير الصحة في ولاية نيو ساوث ويلز رايان بارك يضع الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بوندي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وقال وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك إن الأب ساجد أكرم كان قد وصل إلى أستراليا عام 1998 بتأشيرة طالب، بينما ابنه من مواليد أستراليا.

وأدان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الاثنين، «الهجوم الإرهابي» الذي وقع في شاطئ بوندي بيتش، ووصفه بأنه «عمل شر محض»، في الوقت الذي أكدت فيه الشرطة مقتل 16 شخصاً على الأقل في إطلاق النار الذي وقع يوم الأحد. وفتح مسلحان النار على عائلات في شاطئ سيدني في اليوم الأول من مهرجان حانوكا اليهودي. وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن 16 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، من بينهم أحد المسلحين، وأصيب 40 آخرون في الهجوم. وقال ألبانيز في مؤتمر صحافي إن اليوم كان يجب أن يكون «احتفالاً مبهجاً» في بوندي، لكنه «تلطخ إلى الأبد» بما حدث.

وقال إن أستراليا ستبذل «كل ما هو ضروري للقضاء على» معاداة السامية. وتابع: «لن تخضع أستراليا أبداً للانقسام أو العنف أو الكراهية، وسنتجاوز هذا معاً. نرفض أن نسمح لهم بتقسيمنا كأمة». وأضاف: «سنخصص كل مورد مطلوب للاستجابة لهذا الأمر». وتابع: «بالأمس كان حقاً يوماً مظلماً في تاريخ أمتنا. لكننا كأمة أقوى من الجبناء الذين فعلوا ذلك».

يضع المشيعون الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بوندي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025. وتعيش أستراليا حالة حداد بعد أن فتح مسلحون النار على شاطئ بوندي ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل في هجوم استهدف احتفالات الجالية اليهودية بعيد حانوكا 14 ديسمبر (إ.ب.أ)

وقال رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، إن أستراليا في حاجة إلى «إرسال رفض قوي وواضح» لمعاداة السامية بجميع أشكالها.

وتابع: «أينما كانت، نحن في حاجة إلى محاربة معاداة السامية. إنها سامة. إنها سرطانية داخل أي مجتمع. وكما ترون من الليلة الماضية، فإنها تؤدي

إلى تداعيات مدمرة لشعب بلدنا».

ويشكل هجوم الأحد الواقعة الأخطر في سلسلة من الهجمات التي وصفت بأنها معادية للسامية والتي استهدفت كنساً يهودية وبنايات وسيارات في أستراليا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

والجالية اليهودية في أستراليا قليلة العدد، لكنها مندمجة بقدر كبير في المجتمع الأوسع، ويعيش في البلاد نحو 150 ألف شخص يعرّفون أنفسهم بأنهم يهود من أصل عدد السكان البالغ 27 مليون نسمة.

وتشير التقديرات إلى أن نحو ثلثهم يقيمون في الضواحي الشرقية لسيدني، بما في ذلك بوندي.

وقال أليكس ريفيتشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، في مقابلة أجرتها معه «سكاي نيوز»: «إذا كنا استُهدفنا عمداً على هذا النحو، فإن ذلك يمثل مستوى لم يكن أي منا ليتخيله مطلقاً. هذا أمر مروع». وأضاف أن مستشاره الإعلامي أصيب في الهجوم.

ووقائع إطلاق النار على أعداد كبيرة نادرة الحدوث في أستراليا، وهي واحدة من أكثر دول العالم أماناً. وعدد القتلى في هجوم الأمس يجعله أسوأ واقعة من نوعها في البلاد منذ عام 1996، عندما قتل مسلح 35 شخصاً في موقع سياحي في ولاية تسمانيا بجنوب البلاد.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه «جريمة قتل بدم بارد»، مشيراً إلى أنه حذَّر ألبانيز من معاداة السامية قبل أن تعترف أستراليا، إلى جانب بريطانيا وكندا وفرنسا، بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول).

وقال نتنياهو إنه بعث برسالة إلى ألبانيز في أغسطس (آب)، قال فيها: «دعوتك إلى إقامة دولة فلسطينية تصبّ الزيت على نار معاداة السامية، وتُكافئ إرهابيي (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية)/حماس، وتشجع أولئك الذين يهددون يهود أستراليا، وتغذي كراهية اليهود التي تستشري في شوارعكم الآن». وقال مجلس الأئمة الوطني الأسترالي في بيان: «أعمال العنف والجرائم هذه لا مكان لها في مجتمعنا. يجب أن يحاسب المسؤولون عنها بشكل كامل وأن يواجهوا كامل قوة القانون».


محكمة في هونغ كونغ تدين قطب الأعمال جيمي لاي بقضية أمنية

جيمي لاي (أ.ف.ب)
جيمي لاي (أ.ف.ب)
TT

محكمة في هونغ كونغ تدين قطب الأعمال جيمي لاي بقضية أمنية

جيمي لاي (أ.ف.ب)
جيمي لاي (أ.ف.ب)

أدانت المحكمة العليا في هونغ كونغ، اليوم الاثنين، رجل الأعمال والناشط المؤيد للديمقراطية جيمي لاي بتهمة التآمر مع قوات أجنبية، في أبرز محاكمة تشهدها المدينة، بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين، والذي قد يؤدي إلى سجنه مدى الحياة.

وأثارت القضية التي شكلت نقطة فاصلة انتقادات دولية تتعلق بمدى استقلالية القضاء في هونغ كونغ، وسط حملة قمع استمرت لسنوات للحقوق والحريات في المركز المالي العالمي، بعد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2019 التي عدَّتها بكين تحدياً لحكمها.

وبينما يَعدّ أنصار لاي قطب الأعمال، البالغ من العمر 78 عاماً، مناضلاً من أجل الحرية، تَعدّه بكين العقل المدبر للاحتجاجات ومتآمراً يعمل من أجل فرض عقوبات أميركية على هونغ كونغ والبر الرئيسي. وترفض السلطات الصينية الاتهامات الموجهة لها بتقويض سيادة القانون في المدينة.

وقالت القاضية إستر توه، في قاعة المحكمة المكتظة: «ليس هناك شك» في أن لاي «كان يضمر استياءه وكراهيته للصين».

وأمضى لاي، مؤسس صحيفة «أبل ديلي» المغلقة حالياً وأحد أبرز منتقدي قيادة الحزب الشيوعي الصيني، خمس سنوات في السجن، ويواجه مجموعة كبيرة من الدعاوى القضائية، بموجب التشريعات الأمنية الواسعة التي سنّتها بكين رداً على احتجاجات 2019.

استياء صيني

من جانبها، قالت الصين، اليوم، إنها مستاءة بشدة وتُعارض ما وصفته بأنه حملة تشويه وافتراءات تستهدف النظام القضائي في هونغ كونغ؛ في إشارة إلى الانتقادات التي وجّهتها دول أخرى لحكم الإدانة الصادر بحق لاي، على خلفية أنشطته المؤيدة للديمقراطية.

ولم تذكر وزارة الخارجية الصينية اسم أي دولة، لكنها قالت إنها تحثّ الدول المعنية على احترام سيادة الصين والنظام القانوني لهونغ كونغ. وقال المتحدث باسم الوزارة قوه جيا كون، للصحافيين: «نحث الدول المعنية على... عدم الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة بشأن محاكمة القضايا القضائية في هونج كونج، وعدم التدخل في القضاء أو في الشؤون الداخلية للصين بأي شكل من الأشكال».

ومن المقرر عقد جلسة استماع قبل النطق بالحكم، حيث يمكن للاي أن يلتمس فيها الرأفة في 12 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال محاميه ستيفن كوان إن لاي سيقرر ما إذا كان سيطعن ضد قرار المحكمة بعد النطق بالحكم.

وأُدين لاي، الذي يعاني مشاكل صحية؛ بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، بتهمتين بالتآمر مع قوات أجنبية، وتهمة واحدة بالتآمر لنشر مواد تحريضية. وكان قد دفع ببراءته من جميع التهم الموجهة إليه. يأتي الحكم في نهاية عامٍ شهد اختفاءً شبه تام للمعارضة الديمقراطية في هونغ كونغ تحت ضغوط من بكين، خصوصاً بعد أن صوَّت الحزب الديمقراطي على حل نفسه أمس.


الادعاء في كوريا الجنوبية: يون حاول استفزاز بيونغ يانغ لشن عدوان

الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول (رويترز)
TT

الادعاء في كوريا الجنوبية: يون حاول استفزاز بيونغ يانغ لشن عدوان

الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول (رويترز)

قال ممثل خاص للادعاء، اليوم الاثنين، إن الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول حاول استفزاز كوريا الشمالية لشن عدوان عسكري على بلاده، لتبرير إعلان الأحكام العرفية في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وللقضاء على المعارضين السياسيين.

وأوضح المدّعي الخاص جو أون-سوك، في إحاطة صحافية، أن فريقه وجَّه اتهامات إلى 24 شخصاً، مِن بينهم يون وخمسة أعضاء في حكومته، بسبب مزاعم عن ضلوعهم في تمرد، خلال تحقيقه الذي استمر ستة أشهر.

وقال: «نعلم جيداً من التجارب التاريخية أن المبررات التي يقدمها مَن هم في السلطة لتبرير تمرد ليست سوى واجهة، والهدف الوحيد منها هو احتكار السلطة والحفاظ عليها».

وأضاف أن فريقه خلص إلى أن الرئيس السابق بدأ الاستعدادات لفرض الأحكام العرفية في أو قبل أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ أيْ قبل أكثر من عام من محاولته الفاشلة في ديسمبر 2024.

وقال إن فريقه أكد أن يون ووزير الدفاع في عهده دبّرا مخططاً يعود إلى أكتوبر 2023 استهدف تعليق صلاحيات البرلمان، واستبدل به هيئة تشريعية طارئة.

وتابع: «لخلقِ مبرر لإعلان الأحكام العرفية حاولا استدراج كوريا الشمالية لشن عدوان مسلَّح، لكنهما فشلا لأن كوريا الشمالية لم تردَّ عسكرياً».

كان فريق ممثل الادعاء الخاص قد اتهم سابقاً يون وقادة عسكريين في عهده بإصدار أوامر بتنفيذ عملية سرية بطائرات مسيَّرة فوق كوريا الشمالية لتأجيج التوتر بين الجارتين.