قالت الممثلة سارة أبي كنعان إن تجربتها الدراسية التي تخوضها حاليا في أميركا، صقلت موهبتها وساهمت في تطورها. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أي مهنة نختارها علينا أن نسعى دائما إلى الأفضل. وبرأيي، إن العلم والدراسة عنصران مهمان للاستمرارية». وتابعت الممثلة التي لفتت المشاهد العربي في الأدوار التي لعبتها، في مسلسلات «لو» و«اتهام» و«شهبندر» و«عشق النساء»، وأخيرا «قصة حب»، أن دراستها هذه ساهمت في الكشف عن نقاط ضعفها وقوتها في أدائها التمثيلي، وقالت: «اكتشفت أن لديّ القدرة على التنويع في أدائي بشكل لافت، وأن عليّ أن أسيطر أكثر على أحاسيسي أثناء أدائي».
وكانت سارة أبي كنعان قد غادرت لبنان منذ أكثر من خمسة أشهر، قاصدة ولاية لوس أنجليس في أميركا، لمتابعة صفوف تعليمية في الأداء التمثيلي، هي المتخصصة في علم الصيدلة. وقامت سارة في خيارها هذا لقناعتها بأن العلم أساس التطوّر. فحازت على شهادتها الأولى من الأكاديمية الأميركية لفن الدراما وهي الأصعب كما ذكرت، وتقول: «لقد تطلّب مني هذا القرار الانسلاخ تماما عن واقعي، للالتحاق بحلمي. فكان بمثابة تجربة قاسية عانيت منها في البداية لحنيني الكبير للبنان ولأهلي، ولكني اعتدت الأمر بعدها وصرت أكثر تفاعلا مع محيطي الأميركي، ولا سيما أن الأساتذة الذين يعلمونني في الجامعة هم ممثلون محترفون. وقد خرّجت هذه الجامعة أسماء لامعة في عالم هوليوود، أمثال آن هاثاواي وداني ديفيتو وغريس كيلي».
وتابعت: «لا شكّ أن الموهبة تلعب دورا أساسيا في مهنتنا، ولكن علينا دائما العمل على تطويرها، ولم أرغب في قرارة نفسي أن يقال إنني دخيلة على عالم التمثيل، كوني آتية من دراسة جامعية مختلفة تماما (الصيدلة)». وعن سبب اختيارها ولاية لوس أنجليس لدراستها قالت: «لو كنت أنوي احتراف الأداء التمثيلي المسرحي مثلا لما اخترت لوس أنجليس، إلا أن جامعات هذه المدينة تبقى السباقة في مجال اكتساب التعليم الدرامي التلفزيوني، وما تعلّمته سأحمله كزوّادة لي أطبّق ركائزها في أعمالي المقبلة».
وعما إذا كانت قد أقدمت على هذه الخطوة لتتميّز عن غيرها من الممثلين، أو لمجرّد اكتساب خبرة وتقنية عالميتين في الأداء، ردّت موضحة: «بالتأكيد يهمني التميّز في أدائي التمثيلي، ولكني أردت أيضًا أن أصقل موهبتي، فأنا من الأشخاص الذين ينتقدون كثيرا أداءهم التمثيلي، فرغبت بأن أحدث الفرق في أدواري».
وعن دورها في مسلسل «قصة حبّ» الذي يعرض حاليا على شاشة «إل بي سي آي»، وتؤدي فيه ولأول مرة اللون الكوميدي إلى حدّ ما قالت: «جميع الخيارات التي أقوم بها أعدّها مكمّلة لمشواري منذ بداياتي حتى اليوم. وفي (قصة حبّ) قمت بنقلة نوعية كوني لأول مرة أقدم شخصية جديدة تعتمد على (خفّة الظل). فلطالما كنت أخاف من هذا النوع من الأدوار لأنها دقيقة، فيمكن أن يقع صاحبها في المبالغة أو في الأداء السخيف، إلا أن الكاتبة نادين جابر حبكت النص بذكاء فقدّمت بالصورة المطلوبة مما جعلني لا أتردد في القيام بالدور».
ورأت أن هذا النوع من الأدوار يتطلّب كغيره تحضيرًا من قبل الممثل، وكذلك شخصية كوميدية وخفّة ظل، فلا تكون مصطنعة أو مبالغ فيها. وشرحت: «هي خلطة بحدّ ذاتها تتطلّب (الهضامة) كما نقول في لبنان، وطريقة في الأداء وأسلوب اختيار الأزياء وغيرها، إضافة إلى إدارة مخرج كفء تماما كفيليب أسمر». وعما إذا استعانت بشخصيتها الحقيقية في هذا الدور قالت: «شخصية (ميرا) تشبهني كثيرا، حتى إن أصدقائي يقولون لي إنه يخيّل إليهم وهم يتابعون المسلسل، أنني أجلس معهم ولست أمام الكاميرا في دور تمثيلي».
وكانت سارة قد رددت في مقابلة سابقة أنها تتمنى الوقوف أمام ثلاثة ممثلين، وهم ماجد المصري ويوسف الخال وطوني عيسى. وفي عام 2015 حققت تمنياتها هذه إذ مثّلت معهم في مسلسلات «قصة حب»، و«لو»، و«بنت الشهبندر». وعلّقت بالقول: «هذا صحيح، وعندما التقيت الممثل ماجد المصري، في موقع التصوير لمسلسل (قصّة حب) ذكرت له ذلك. فهو على فكرة أستاذ في التمثيل محترف ومتواضع إلى أبعد حدود، كما أنه في المقابل جدي جدّا أثناء العمل ويمكنه الفصل تماما بين شخصيته الحقيقية الخفيفة الظلّ والشخصية التي يتقمصّها». وعما إذا مشاركتها هؤلاء الممثلين العمل، كانت بمثابة تجربة صعبة أو أسهل مما خيّل إليها أجابت: «لا شكّ في أن الرهبة سيدّ الموقف في البداية، إلا أن نجما كماجد المصري يملك كل هذا التواضع، يشعرك بالراحة وليس بالتوتر عندما تقفين أمامه. وكذلك الأمر بالنسبة ليوسف الخال الذي مثّلت معه في مسلسل (لو)، والذي أكنّ له كل الاحترام. أما الممثل طوني عيسى فهو صديق ومعرفة قديمة، وكنت أعرف مسبقا أن تعاوني معه سيكون ممتعا». وعن الممثل باسل خياط الذي يترددّ أنه صاحب شخصية من الصعب التعامل معها في العمل، قالت متفاجئة: «أبدًا، هذا غير صحيح، فباسل خياط يعرف كيف يحافظ على مكانته الفنيّة، فلا يخلط بين العمل والصداقة، فهو جدّي جدا أثناء ممارسته مهنته، وخفيف الظلّ إلى آخر حدود». وعن طبيعة علاقتها بالممثلة نادين الراسي بطلة المسلسل قالت: «هي ممثلة رائعة ومحترفة ومتواضعة وأنا أحبّها كثيرا، وهي تختلف عن غيرها من نجمات التمثيل بحيث لم تغرها الشهرة أو تجعلها متكبّرة، فهي لديها ملء الثقة بنفسها ولا تخاف على مكانتها من أحد. وهنا أود أن أغتنم الفرصة وأشكرها على مساندتها لي ومساعدتي وتشجيعي فلم تحاول تهميشي ولا لحظة». وختمت بالقول: «أنا متمسكة بعلاقتي بها غير كثير من النجمات اللاتي تعاونت معهن في السابق، ولم تربطني بهن سوى علاقة عمل بحتة».
حاليا ستبقى الممثلة سارة أبي كنعان في أميركا لإكمال دراستها إلى حين تلقيها إشارة للعودة إلى لبنان من أجل المشاركة في عمل درامي.. «لقد تلقيت عروضا عدّة وأعجبت بواحد منها قد يبدأ تصويرها في فبراير (شباط) المقبل. وأنا متحمسة جدا لهذا العمل كوني أجسّد شخصية مغايرة تماما عن كلّ ما سبق وقدّمته».
وعن النهاية التي سيحملها مسلسل «قصة حبّ» الذي تتابعه نسبة كبيرة من المشاهدين، قالت: «ستحمل النهاية مفاجأة كبيرة جدا، تدفع بالمشاهد لمساءلة نفسه كيف لم يتنبّه للأمر، وأعتقد أن حبكة النص من قبل كاتبته نادين جابر تلعب دورا أساسيا». وعما ستحمله معها من تجربتها في أميركا قالت: «هي تجربة فريدة من نوعها، زوّدتني بكثير من النضج. كما أن العرب الذين يستقرّون هنا من لبنانيين وغيرهم هم أشخاص لطفاء ومضيافون، وعندما التقي أحدا منهم بالصدفة، لا يتوانى عن سؤالي عن لبنان وعن أعمالي المقبلة». وختمت بالقول: «اللافت في هذا البلد أنك تكتسبين التجارب الإيجابية، على حساب الأشياء التي تزعجك فيه، وهو أمر غريب ولافت للنظر».
سارة أبي كنعان: تجربتي الدراسية في أميركا صقلت موهبتي
وصفت ماجد المصري بالممثل المحترف والمتواضع
سارة أبي كنعان: تجربتي الدراسية في أميركا صقلت موهبتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة