محطات الهجرة غير الشرعية

محطات الهجرة غير الشرعية
TT

محطات الهجرة غير الشرعية

محطات الهجرة غير الشرعية

* كارثة القارب الذي غرق وعلى متنه نحو 700 شخص في مضيق صقلية، على مسافة 100 كلم من سواحل ليبيا، في أبريل (نيسان)، كانت أحد الأحداث التي أدت إلى إيقاظ العالم منذ وقت مبكر من عام 2015 بشأن مأساة المهاجرين غير الشرعيين. كان على متن هذا القارب جنسيات جزائرية ومصرية وصومالية، ونيجيرية، وسنغالية، ومن مالي وزامبيا وبنغلاديش وغانا. وجرى إنقاذ عدة عشرات منهم. ومن بعد هذه الحادثة المروعة بدأ الاتحاد الأوروبي في عقد الاجتماعات الطارئة بالتعاون مع الدول المعنية ومع الأمم المتحدة لحل المشكلة.
* استمرت قوارب الموت طوال عام 2015 في الغرق بمن عليها في البحر. ولم يكن يمر يوم إلا بحادثة جديدة يذهب ضحيتها عشرات القتلى. وعلى سبيل المثال غرق في منتصف سبتمبر (أيلول) 34 شخصا في السواحل اليونانية أغلبهم أطفال، ليلتحقوا بنحو 2700 غريق سبقوهم للمصير نفسه منذ بداية العام.
* بدأت الكثير من الحكومات الأوروبية اتخاذ إجراءات صارمة للحد من تدفق الهجرة غير الشرعية، لكن أبرز المواقف الإدارية كان في سبتمبر، بتوقيف الحكومة الفرنسية لقنصلها الفخري في مدينة بوضروم التركية، بعد مزاعم عن إدارته لمتجر يبيع «قوارب الموت» للساعين إلى الهجرة نحو أوروبا.
* أدى تسليط الأضواء على مأساة غرق الطفل السوري، إيلان الكردي، البالغ من العمر ثلاث سنوات على شواطئ أحد المنتجعات التركية، يوم الثاني من سبتمبر إلى هزة إنسانية دولية بشأن مصير ألوف المهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وأثارت صورة الغريق المسجى على الرمال ضجة كبيرة في الإعلام وسائل التواصل الاجتماعي.
* تعد الهجمات الدامية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس على يد تنظيم داعش، في نوفمبر (تشرين الثاني)، أكبر ضربة لطموحات المهاجرين غير الشرعيين. فلم يعد التساهل مسموحا، بعد أن أشارت التحقيقات إلى أن بعض منفذي الهجمات التي قتل فيها نحو 130، ربما كانوا قد تنقلوا بين سوريا وأوروبا وسط موجات المهاجرين غير الشرعيين.
* زعماء الاتحاد الأوروبي تعهدوا خلال قمة عقدت في بروكسل يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) بالإسراع في إنشاء قوة لحرس الحدود وخفر السواحل للحد من الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط. لكن بعض الزعماء - ومنهم رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس - أبدوا رغبتهم في إلغاء بند مثير للجدل من الاقتراح يعطي للاتحاد الأوروبي سلطة إرسال أفراد من قوة حرس الحدود إلى أي دولة من دول الاتحاد دون موافقتها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».