جيش الإسلام لـ {الشرق الأوسط}: الاستهداف الروسي لعلوش قوض الحل السياسي

عضو المكتب السياسي للتنظيم قال إن دعوة المبعوث الأممي لمحادثات سلام سورية «تحايل»

جيش الإسلام لـ {الشرق الأوسط}: الاستهداف الروسي لعلوش قوض الحل السياسي
TT

جيش الإسلام لـ {الشرق الأوسط}: الاستهداف الروسي لعلوش قوض الحل السياسي

جيش الإسلام لـ {الشرق الأوسط}: الاستهداف الروسي لعلوش قوض الحل السياسي

بين محمد علوش، عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام، وأحد القيادات التي شاركت في اجتماع المعارضة الموسعة في العاصمة السعودية الرياض أخيرًا، أن الاستهداف الروسي للمعارضة المعتدلة أسهم في تقويض الحل السياسي لإنهاء الأزمة في بلاده.
وأشار علوش في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» من مقر العزاء المخصص لزهران علوش «قائد جيش الإسلام» في الرياض أمس إلى أن دعوة المبعوث الأممي ببدء محادثات سلام سورية لا تتسق مع التصعيد العسكري الروسي الأخير.
وكان ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أعرب في بيان له أمس عن أمله في انعقاد محادثات سلام سورية في جنيف في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل. وأفاد البيان أن المبعوث الأممي كثف جهوده من أجل إجراء المحادثات في الموعد المحدد، ويعول على التعاون الكامل لجميع الأطراف السوريين المعنيين بهذه العملية، داعيًا إلى عدم السماح للتطورات الميدانية المتواصلة بعرقلة إجراء هذه المحادثات.
وبالعودة لتصريح علوش، أضاف إلى أن دعوة المبعوث الأممي لمحادثات جنيف تمثل «تحايلا» على ما تم الوصول إليه من اتفاق في مؤتمر الرياض بإجماع غير مسبوق بين كافة الأطراف، مؤكدًا أن المعارضة بكافة أطيافها كانت ولا تزال تطالب بوقف الاستهداف الروسي لها، وإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة.
ولفت عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام، أن الطائرات الروسية لديها أجهزة تجسس تعمل على كشف أماكن تواجد المدنيين وأن قوى المعارضة العسكرية تعلم بذلك وتتخذ أساليب أخرى للمراوغة على تلك الأجهزة.
وشدد علوش أن قائد جيش الإسلام لا يستخدم أجهزة الاتصالات التي تكشف مكانه، وإنما يتخذ طرقا أخرى للتواصل في إرسال واستقبال المعلومات منها.
وكان تجمعت في العاصمة السعودية الرياض جموع من المعزين لتقديم واجب العزاء والمواساة لعبد الله علوش والد قائد جيش الإسلام وأخويه والمقربين منه، وتطرقوا في مراسم العزاء إلى ما قدمه الراحل مع بدء الأزمة السورية وحتى وفاته.
وعن طبيعة توقيت هذا الاستهداف لأحد قيادات جيش الإسلام خصوصًا أنه يتزامن مع قرب موعد انطلاق المفاوضات مع النظام السوري، اكتفى محمد علوش بالقول: «الاستهداف يوميا»، مشيرًا إلى أن النظام السوري يسعى إلى المماطلة في إيجاد أي حل سياسي للأزمة في البلاد.
وشدد علوش أن الاستهداف الروسي على بلاده، يهدد مسار العملية السياسية والتفاوضية ويهدف إلى دعم الإرهاب ويخدم النظام، وإضعاف «جيش الإسلام» الذي تصدى «للإرهاب» وقوض أركانه، لافتًا إلى أن اغتيال زهران علوش جاء بعد أيام من مؤتمر قوى الثورة والمعارضة في الرياض والاتفاق الذي أكد الالتزام بالحلِّ السياسي، ووقعته القوى العسكرية المشاركة، ومنها «جيش الإسلام».
وكان مجلس قيادة «جيش الإسلام» أعلن اختيار أبو همام البويضاني قائدًا له خلفًا لعلوش، مؤكدًا استمراره في نهجه المتمثل في مواجهة قوات النظام السوري وقتال تنظيم داعش الإرهابي.
فيما ذكرت مصادر للمعارضة أن علوش قتل وأحد مرافقيه في غارة روسية على الغوطة الشرقية، كما أصيب في الهجوم أبو محمود الزيبق نائب قائد «جيش الإسلام» والناطق العسكري للتنظيم حمزة بيرقدار وقادة عسكريون آخرون.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».