وزير الخارجية الليبي: المجلس الرئاسي يضم رئيس الوزراء و5 نواب ويعلن الوزارة بعد شهر

الدايري قال لـ {الشرق الأوسط} : الأمم المتحدة لم تعين الحكومة.. وعقب تشكيلها ستعرض على البرلمان

وزير الخارجية الليبي محمد الدايري
وزير الخارجية الليبي محمد الدايري
TT

وزير الخارجية الليبي: المجلس الرئاسي يضم رئيس الوزراء و5 نواب ويعلن الوزارة بعد شهر

وزير الخارجية الليبي محمد الدايري
وزير الخارجية الليبي محمد الدايري

طالب وزير الخارجية الليبي، محمد الدايري، الأطراف الليبية المعارضة لاتفاق الصخيرات بالانضمام إلى مسيرة الوفاق الليبية، نافيا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تكون الأمم المتحدة قد قامت بتعيين الحكومة الليبية أو حتى تدخلت في هذا الشأن.
وقال الدايري إن «ما تم الاتفاق حوله حتى الآن هو المجلس الرئاسي الذي أعلن عنه وهو رئيس مجلس الوزراء ونوابه الخمسة»، لافتا إلى أن «هذا المجلس سوف يعكف على تشكيل الحكومة وإعلانها في غضون 30 يوما»، مضيفا أن «قرار مجلس الأمن رقم 2259 يدعم اتفاق الصخيرات.. ولهذا نعتبر هذا التأييد الدولي والعربي مؤشرا إيجابيا لانفراج الأزمة واتساع نطاق المصالحات بين الفرقاء الليبيين».
وتابع بقوله: «ربما من الصعب أن نصل إلى إجماع ليبي حول الحل، وإنما نسير نحو التوافق، وإن كانت تعتريه بعض الصعوبات بسبب إرهاب (داعش) الذي يحاصر المدن الليبية»، ذاكرا أن «بعض التشكيلات المسلحة في طرابلس بدأت تتفهم خطورة الوضع وأعلنت استعدادها للتعاون مع مرحلة اتفاق الصخيرات.. وأكدت أنها سوف تقوم بحماية الحكومة الليبية في حال اتخاذ العاصمة طرابلس مقرا لها».
وحول مصير اتفاق الصخيرات الذي وقع في المغرب مؤخرا، قال وزير الخارجية الليبي إن «الاتفاق سوف يعرض على مجلس النواب والمؤتمر الوطني ونتمنى امتثال بقية الأطراف لهذا الاتفاق، الذي قامت برعايته الأمم المتحدة وحظي بموافقة مجموعات لا بأس بها على المستوى الداخلي».
وحول الموافقة على صيغة الاتفاق في ظل اعتراض بعض الأطراف التي ترفضه تحت مبرر أن الأمم المتحدة تدخلت في تشكيل الحكومة وتعيين رئيس الوزراء، أوضح محمد الدايري أن «الأمم المتحدة لم تعين أي حكومة»، مؤكدا بأنه «سوف يتم تشكيلها بعد ثلاثين يوما وسوف يتم اعتمادها من قبل نواب الشعب».
وعن الحقائب الوزارية التي تم الاتفاق عليها، أوضح بأنه «تم الاتفاق فقط على رئيس الوزراء ونوابه وهو يعد بمثابة المجلس الرئاسي الذي يتكون من رئيس الوزراء وخمس نواب له»، مضيفا أن «المجلس الرئاسي تم تشكيله وهو سوف يقوم بتشكيل الحكومة».
وعما إذا كانت الأمم المتحدة قد وعدت برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي بعد اتفاق الصخيرات، قال الدايري إنها لم تعد بشيء، إلا من خلال تصريحات للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن مثل تصريح وزير الخارجية البريطاني ومن خلال مباحثاتها كذلك مع فرنسا وروسيا، حيث أبدى الكل الاستعداد لرفع القيود المفروضة على تسليح الجيش الليبي بعد تشكيل الحكومة وبعد تقديم حكومة الوفاق الوطني طلبا بهذا الشأن.
وعن الحوار الذي تستضيفه العاصمة العمانية مسقط بين كل من رئيسي مجلس النواب والبرلمان، قال الدايري: «نحن نتمنى أن يصلا إلى اتفاق بخصوص اتفاق الصخيرات، ومجلس الجامعة العربية دعا في بيانه الأخير الأطراف الليبية التي لم توافق على هذا الاتفاق الانخراط في مسيرة الوفاق الوطني.. ونتمنى أن تكلل جهود سلطنة عمان بالنجاح في تضيق الفجوة، وكفى خلافا والسير قدما في اتجاه الوفاق الوطني بحيث ينضم العدد الأكبر لهذا الاتفاق، ونتفرغ إلى البناء وإنقاذ البلاد مما تعاني منه، بحيث يفتح المجال للبدء في مرحلة جديدة تلبي تطلعات الشعب في الأمن والاستقرار والحفاظ على استقلاله ووحدة أراضيه».
وأضاف: «لقد لمست تجاوبا وتعاونا من كل الدول العربية التي أيدت اتفاق الصخيرات وأبدت تقديم يد العون والمساعدة لحكومة الوفاق الوطني في التصدي للأخطار والمصاعب التي تواجهها البلاد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».