10 نقاط جديرة بالدراسة في مباريات الجولة السابعة عشرة

انتعاشة واتفورد وخيبة أمل قطبي مدينة مانشستر وتقدم ليستر المذهل

TT

10 نقاط جديرة بالدراسة في مباريات الجولة السابعة عشرة

ما بين انتعاشة واتفورد ونيوكاسل بعد البداية المتعثرة والتقدم المذهل لليستر سيتي الواثق من نفسه للانفراد بالصدارة إلى خيبة أمل قطبي مدينة مانشستر يونايتد وسيتي، هنا أبرز 10 نقاط مستخلصة من المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم.
1- «مغرفة» إيغالو تجسد ثقة واتفورد
ما العامل المشترك بين جون ستونز وفابريسيو كولوتشيني وريان بينيت وجيمس كولينز وجون أوشاي ومامادو ساكو؟ إنهم جميعًا سقطوا ضحايا لـ«مغرفة» اللاعب النيجيري أوديون إيغالو، مهاجم نادي واتفورد. استوحت اللعبة المميزة لإيغالو اسمها من تعليق اللاعب الإنجليزي السابق آلان شيرر الشهير في برنامج «مباراة اليوم» لقد «أرسل أوشاي لتناول العصائر». حتى الآن، أثمرت حركة «المغرفة» هدفًا واحدًا، حيث تقدم النيجيري تاركا ستونز، ظهير إيفرتون، وراءه ليسجل هدفًا لناديه خلال اليوم الأول للموسم. كما استفاد زميله جوزيه مانويل جورادو من هذه الحركة كثيرًا في تسجيل هدف بمرمى ليفربول.
وعلى ما يبدو فإن الميزة الرئيسية من وراء «المغرفة» إذلال دفاع الخصم، بل وأصبح لـ«المغرفة» حساب خاص لها عبر موقع «تويتر»، حيث يتابع عشاقها أحدث الأمثلة. من جهته، قال إيغالو: «لقد شاهدت حساب (تويتر)، والواضح أن المشجعين مهووسون بهذه الحركة، لكنني في الحقيقة أحاول اللعب وبذل كل ما بوسعي فحسب. ولا أفكر في تعمد تقديم هذه الحركة في كل مباراة - وإنما أقدم عليها عندما تتوافر أمامي المساحة اللازمة. وأحيانًا، أشعر أن الحظ حالفني فيها، وأحيانًا يخونني الحظ».
أما واتفورد فيبدو محظوظًا للغاية هذا الموسم. ويقول إيغالو: «منذ أسابيع ماضية شعرت بالدهشة حيال هذا الأمر»، وذلك في رده على سؤال حول ما إذا كان قد توقع النجاح الذي حققه ناديه. واستطرد قائلاً: «لكن الآن ومع مشاهدتي لأفراد الفريق يعملون بجد ويتعاونون مع بعضهم البعض ويقاتلون للاستحواذ على كل كرة، زالت عني هذه الدهشة. ويمكننا تحقيق مزيد من الإنجازات إذا مضينا في اللعب على هذا النحو».
2- نوريتش يفتح الباب أمام الرومانسية
تمامًا مثلما أن ليستر سيتي يعد بتقديم أول قصة أسطورية تدور فصولها على أرض الواقع داخل الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن القول ذاته ينطبق على فوز نوريتش سيتي على مانشستر يونايتد. خلال المباراة، كان أداء مانشستر يونايتد بقيادة المدرب لويس فإن غال شديد السوء. في المقابل نجد أن نوريتش سيتي بقيادة المدرب أليكس نيل نجح في امتصاص الضغط الذي تعرض له في بداية اللقاء، ثم شرع في أداء لحن كروي ممتع كان أشبه بتعويذة سحرية سقط ضحيتها لاعبو الخصم.
ويستحق لاعبا نوريتش، كاميرون جيروم وألكسندر تيتي، تحية خاصة على هدفيهما في الدقيقتين 38 و54 على الترتيب. إلا أن التحية والإشادة الأكبر يستحقها عن جدارة مدربهم نيل الذي صاغ خطة ذكية لمواجهة مانشستر يونايتد حققت نجاحًا مبهرًا.
ومع ذلك، تبقى هناك بعض الأصوات المتشائمة التي تنظر إلى اختلال موازين القوى القديم على الساحة الرياضية على يد أسماء صعد نجمها حديثًا مثل نوريتش سيتي وليستر سيتي، وتؤكد أن هذا الوضع الجديد غير قابل للاستمرار. أما الحالمون فينظرون إلى الصورة ذاتها ويأملون في أن تكون بداية أمر أكثر استمرارًا.
3- هيدينك يعود لدوري ممتاز مختلف مع تشيلسي
مرت أكثر من ست سنوات منذ تجاهل غوس هيدينك للافتة «ممنوع التدخين» داخل استاد ويمبلي وإشعاله سيجارا داخل غرفة تبديل الملابس في أعقاب فوز تشيلسي على إيفرتون بهدفين مقابل هدف واحد في لقاء نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. كما ظهرت صورة للمدرب الهولندي وهو يرقص ابتهاجًا بالفوز بجانب مالك النادي، رومان أبراموفيتش، مع اختتام النادي لموسم اتسم ببداية كارثية في ظل قيادة المدرب لويس فيليب سكولاري. وعن هذه اللحظة، قال هيدينك: «كانت هناك أيضًا رقصات جنوب أميركية وشرق أوروبية وأفريقية، حيث شارك بالاحتفال جميع اللاعبين وأفراد فريق التدريب، وكان جسدي بأكمله يتمايل بما يتوافق مع إيقاع رقصة أفريقية. أو على الأقل هذا ما أخبرت به نفسي».
إلا أنه على ما يبدو فإنه من المستبعد أن يقدم هيدينك، 69 عامًا، الذي خضع لعلاج بالخلايا الجذعية العام الماضي بكوريا الجنوبية بعد أن تعرض مفصل ركبته إلى تآكل شبه تام، على الرقص مجددًا لدى نهاية فترة عمله كمدرب مؤقت لتشيلسي هذه المرة. والملاحظ أن السنوات التي مرت بين أدائه هذه الرقصة الاحتفالية والآن لم تكن رحيمة بهيدينك، ذلك أن الرجل الذي قاد بي إس في آيندهوفن للوصول إلى الكأس الأوروبية خلال الموسم الثاني فقط لتدريبه الفريق، تعرض للطرد من عمله كمدرب للمنتخب الهولندي في يونيو (حزيران) الماضي.
ومثلما الحال مع مواطنه لويس فان غال مدرب مانشستر يونايتد، سيجد هيدينك أن الدوري الممتاز أصبح مختلفًا هذه الأيام، حيث عفا الدهر على الخطط القائمة على الاستحواذ على الكرة، وتحول الاهتمام باتجاه ممارسة ضغوط كبيرة على الخصم وشن هجمات مرتدة سريعة. ومثلما ثبت الموسم الماضي، فإن تشيلسي يملك اللاعبين القادرين على تسجيل نتائج جيدة، لكنهم يحتاجون من مدربهم الجديد لما هو أكثر من مجرد رفع روحهم المعنوية إذا ما كانت هناك رغبة حقيقية لأن ينهوا الموسم في واحد من المراكز الأربعة الأولى.
4- إيفرتون مطالب بتعزيز دفاعاته
تحدث المدرب روبرتو مارتينيز أكثر من مرة عن عملية التعلم التي يتعين على لاعبيه في إيفرتون خوضها لاستغلال كامل إمكاناتهم، وجاءت آخر هذه المرات في أعقاب الهزيمة التي تعرض لها الفريق على أرضه من جانب ليستر سيتي. ولم تكن تلك أيضًا المرة الأولى التي يتحدث فيها عن الكرة الهجومية الرائعة التي يقدمها الفريق، لكنها تتعرض للتقويض جراء افتقار لاعبي الدفاع إلى التركيز. إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أنه والفريق لا يملكان كثيرا من الوقت لتحويل وعودهما إلى أمر ملموس يمكنه إرضاء المشككين. ومع ذلك، فإنه يتعين علينا الاعتراف بأن هناك بعض الإنجاز وراء وصول فريق يمتلك الكثير من اللاعبين يقدمون الأداء الأفضل في مشوارهم الكروي حتى الآن، للمركز العاشر في جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز بحلول نهاية العام.
وقد نال إيفرتون إشادات مستمرة لأدائه الممتع خلال هذا الموسم، لكن هذا لا ينفي أنه فاز في اثنتين فقط من لقاءاته الـ10 الأخيرة في إطار الدوري الممتاز، ما يعني أن ضعف الدفاع ما يزال يقوض جهود مارتينيز لبناء الفريق.
5- كين يثبت أن نجاحه ليس مجرد فقاعة
مع مشاركته للمرة الـ100 في صفوف توتنهام، حان الآن الوقت المناسب لإمعان النظر في التقدم الذي يحرزه اللاعب هاري كين على طريق إثبات خطأ أولئك الذين شككوا بقدرته على الحفاظ على مستواه الذي ظهر به الموسم الماضي. ويعود الفضل وراء الهدف الذي صحح مسار فريقه في مواجهة ساوثهامبتون، إلى إصراره الذي مكنه من التغلب على ثلاثة مدافعين ورباطه جأشه التي مكنته من استغلال الفرصة بمجرد ظهورها. ويعد هذا الهدف الـ11 له خلال هذا الموسم (مع تسجيله 10 أهداف خلال المباريات الـ10 الأخيرة) الذي بدأه بفترة قحط استمرت لثماني مباريات.
وقد قال عنه مدربه ماوريسيو بوكيتينو: «إنه يملك شخصية رائعة - إنه شخص مؤهل للفوز بطبيعته. إننا نثق به ونؤمن كثيرًا بإمكاناته». جدير بالذكر أن كين سجل حتى الآن 47 هدفًا لصالح توتنهام ويكاد يكون معدل تسجيله الأهداف مطابقًا لمعدل النجم مارتن تشيفرز. ورغم أنه ما يزال أمامه بعض الوقت كي ينضم فعليًا إلى زمرة النجوم أمثال تشيفرز، فإنه بالتأكيد بذل مجهودًا كافيًا لإثبات أن تألقه ونجاحه ظاهرة مستمرة، وليس مجرد فقاعة مؤقتة. في الوقت ذاته، تزداد يومًا بعد يوم المكافآت التي يحصدها بوكيتينو من وراء الثقة التي يوليها لاعبيه الإنجليز الناشئين - الذين يعد كين قدوة بالنسبة لهم.
6- أجراس الخطر تدق لسوانزي كي يتحرك سريعًا
ظاهريًا، هناك ما يثير القلق العميق بخصوص المشكلات التي يواجهها سوانزي سيتي داخل وخارج الملعب حاليًا. ومن يدري، ربما يخبئ جينكينز، رئيس النادي، بطاقة رابحة ما، أو ربما لا ينبغي علينا من الأساس إثارة التساؤلات والشكوك بخصوص رئيس ناد يتمتع بمثل هذا السجل الحافل فيما يخص اختيار المدربين الناجحين.
ومع ذلك، من الصعب أن يتجنب المرء نتيجة مفادها أن سوانزي سيتي يمر بحالة من الفوضى. وتمر اليوم قرابة 15 يومًا على إقالة المدرب غاري مونك ووصلت مساعي النادي في البحث عن مدرب بديل إلى أميركا الجنوبية، لكن المسؤولين عادوا من دون اختيار بديل. وخلال تلك الفترة، انزلق الفريق إلى داخل المنطقة في جدول ترتيب الأندية التي يتهددها خطر الهبوط، وهو موقف لم يسبق للنادي مواجهته في الدوري الممتاز سوى خلال الأسابيع القليلة الأولى من موسم ما، قبل أن تبدأ ملامح جدول ترتيب المباريات في التشكل والاستقرار نسبيًا. وتشير الأرقام إلى أن النادي فاز في آخر 13 مباراة له بالدوري، وحصد سبع نقاط فقط خلال هذه الفترة، وسجل ثمانية أهداف فحسب. وعليه، فإن الوضع يستحق انطلاق جميع أجراس الإنذار داخل النادي. والواضح أن سوانزي سيتي لا يحتاج إلى مدرب فحسب لتوفير القيادة اللازمة، وإنما كذلك إلى لاعب هداف، وإلا يواجه الفريق خطر الانهيار الحقيقي.
7- فينغر يشق طريقه نحو اللقب
في رسالة له عبر موقع «تويتر»، قال المعلق الرياضي الشهير غاري لينكر: «أتطلع نحو مشاهدة معركة اقتناص الترتيب الثاني». في الواقع، من الصعب لوم لينكر على انبهاره بالأداء الرائع الذي قدمه ليستر سيتي، النادي الذي لعب في صفوفه ذات يوم ويدعمه طيلة حياته. في قمة الجولة بين آرسنال وسيتي انتهى اللقاء بفوز المدفعجية بعد أن قدم الفريق أداءً يجمع بين قوة الهجوم والانضباط الدفاعي، علاوة على الحظ الرائع الذي حالف الفريق خلال اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء. الآن، يقف أبناء آرسين فينغر على بعد نقطتين من ليستر سيتي، وبعد فوزهما في هذا اللقاء بالغ الأهمية على مانشستر سيتي، من المعتقد أنهم سينجحون في الفوز في مبارياتهم الثلاثة التالية أمام ساوثهامبتون وبورنموث ونيوكاسل. وإذا حدث ذلك، فإنه رغم كل روعة أداء ليستر سيتي، فإن آرسنال ربما يكون صاحب الموقف الأقوى عند لقاء الفريقين في استاد الإمارات في 13 فبراير (شباط).
8- على ستوك سيتي تعلم الطريق نحو المرمى
الربط بين الموهبة والاتساق والتناغم إحدى المهارات الأساسية الواجب توافرها في الإدارة الناجحة. وبالنظر إلى نسبة استحواذ لاعبي ستوك سيتي على الكرة خلال مواجهتهم مع كريستال بالاس، فإن المدرب مارك هيوز يجب أن يساوره القلق حيال قدرة لاعبيه على اختراق صفوف الخصم. مثلما حدث في مواجهة مانشستر سيتي، تطلع هيوز نحو الاعتماد على الثلاثي بويان كركيتش وماركو أرناوتوفيتش وشيردان شاكيري لفك شفرات دفاع الخصم. إلا أن لاعبي كريستال بالاس بقيادة المدرب آلان باردو قدموا أداءً دفاعيًا أكثر عمقًا عن المتوقع، بجانب قدر أكبر من التنظيم والالتزام، الأمر الذي أدى لاقتصار خطورة ستوك سيتي على خمس محاولات لإحراز هدف.
اللافت أن شاكيري يبدو شخصية عتيقة الطراز بسراويله الطويلة ورجليه القصيرتين، علاوة على اعترافه بنفسه أنه انتقل إلى ستوك سيتي لأسباب منها الابتعاد عن دائرة الضوء. وخلال المباراة، بدا أن اللاعب الدولي السويسري تملكه بعض الخوف مع تقدم سير المباراة. وعلى نحو متزايد، بدأ يمرر الكرات باتجاه الجوانب أو الخلف. ورغم أن أداء ستوك سيتي يبدو ظاهريًا أفضل هذا الموسم ويحمل إمكانات واعدة، فإن الفريق أحرز 14 هدفًا في 17 مباراة، وهو أدنى معدل بجانب أستون فيلا على مستوى أندية الدوري، الأمر الذي ينبغي أن يثير قلق القائمين على النادي.
9- بورنموث يتألق شكلاً وموضوعًا
تعرض أسلوب لعب بورنموث لانتقادات منذ فترة من الوقت، حيث أعرب الكثيرون عن قلقهم من أن هذا الأسلوب مفتوح ومهادن على نحو مفرط. في المقابل، يبدو أسلوب وست بروميتش ألبيون خشنًا. وكان تداخل جيمس ماكلين، لاعب بروميتش، مع آدم سميث فظيعًا ويستحق عنه بطاقة طرد. وفي وقت لاحق، تعرض زميله سالومون روندون، للطرد بسبب الركلة التي وجهها لساق دان غوسلينغ، لاعب بورنموث.
من جانبه، قال إيدي هوي، مدرب بورنموث، إنه: «يتعين على المرء الحفاظ على الانضباط، وأعتقد أننا تمكنا من إدارة بعض المواقف بصورة جيدة للغاية. إنني سعيد لأن لاعبي الفريق نجحوا في الحفاظ على هدوء أعصابهم وسيطرتهم على سير المباراة».
جدير بالذكر أنه في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وبعد تلقيه أربع هزائم متتالية، جرى توجيه هوي إلى أن عليه تغيير مساره. أما الآن، فيبدو بورنموث في حال جيدة وعلى المسار الصحيح. إلا أنه من غير المحتمل أن يتأثر هوي كثيرًا بهذا الأمر بالنظر إلى أنه قد يتعرض لإصابة جديدة في صفوف لاعبيه بعدما تعرض له جوشوا كينغ، ما اضطره للخروج بعد فترة قصيرة من تسجيله هدفا في صفوف مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي.
10- اللياقة البدنية قد تكون عنصر الحسم لليستر سيتي
بالتأكيد مر وقت طويل على الفترة التي شهدت مناقشات حامية بخصوص ما إذا كان ليستر سيتي لديه القدرة حقًا على المنافسة على الدوري. إلا أنه رغم كل ما حمله مشوار الفريق هذا الموسم من تقدم ينافي العقل والمنطق، تظل الحقيقة أن ليستر سيتي يتربع على قائمة أندية الدوري الممتاز بعد مرور عام على وجودهم في قاع القائمة ومواجهتهم خطر الهبوط. يبقى التساؤل الأكبر الآن رغم محاولات المدرب كلاوديو رانيري الحثيثة لتقليل حجم التوقعات، كيف سيتمكن الفريق من الحفاظ على تقدمه. ويكمن جزء من الإجابة على الأقل في موسم الانتقالات في يناير (كانون الثاني) المقبل.
ربما تكون اللياقة البدنية أحد أهم العوامل وراء ليستر سيتي هذا الموسم. ولدى النادي ثمانية لاعبين شاركوا في 16 على الأقل من إجمالي المباريات الـ17 التي خاضها حتى الآن. كما أن هذه المجموعة من اللاعبين مميزة للغاية وتتضمن جيمي فادري ورياض محرز ووست مورغان وكاسبر شمايكل وروبرت هوث وداني درينكووتر - وقد غاب الأخيران للمرة الأولى خلال هذا الموسم عن مباريات هذا الأسبوع. وعند إمعان النظر في هذا السجل، نجد أنه من غير المحتمل أن يستمر، وبالتالي تقتضي الحكمة تعزيز صفوف الفريق في يناير بحيث يتمكن من التكيف مع الإصابات التي ستعترض طريقه حتمًا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».