القوات المشتركة تقترب من صنعاء.. وخبراء عسكريون: الميليشيات في وضعية حرجة

قوات الجيش والمقاومة تحاصر اللواء 314 بمديرية نهم شرق صنعاء

رجال المقاومة الشعبية المسلحة الموالية للحكومة اليمنية يستردون أحد المواقع من الحوثيين في الجوف أول من أمس (أ.ف.ب)
رجال المقاومة الشعبية المسلحة الموالية للحكومة اليمنية يستردون أحد المواقع من الحوثيين في الجوف أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات المشتركة تقترب من صنعاء.. وخبراء عسكريون: الميليشيات في وضعية حرجة

رجال المقاومة الشعبية المسلحة الموالية للحكومة اليمنية يستردون أحد المواقع من الحوثيين في الجوف أول من أمس (أ.ف.ب)
رجال المقاومة الشعبية المسلحة الموالية للحكومة اليمنية يستردون أحد المواقع من الحوثيين في الجوف أول من أمس (أ.ف.ب)

واصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المواليان للسلطة الشرعية تقدمهما يوم أمس، وسيطرتهما على مواقع جديدة في مديريتي خب والشعف، والغيل، بمحافظة الجوف شمال العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن سيطرت رجال المقاومة المسنودة بقوة الجيش الوطني سيطرت على مواقع الهيبلة والأخيرس وقرن الشريف وبير شنتران الواقعة ناحية بير المرازيق وكذا مناطق آل صيدة بمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، مشيرة إلى أن هذه المواقع كانت تحت سيطرت ميليشيات الحوثي، مشيرة بتقدم الجيش والمقاومة في مديرية الغيل بالجوف.
وأكدت مصادر محلية في محافظة الجوف لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة باتت تسيطر على هذه المواقع وبشكل كامل، كاشفة عن سقوط عشرات القتلى بين أوساط الميليشيات المسلحة، منوهة إلى انتشار جثث هؤلاء في مناطق النزاع، مؤكدة أن الجيش والمقاومة أسرتا نحو 12 مسلحا حوثيا خلال مواجهات اليومين الماضيين.
وكشفت عن تعزيزات عسكرية ضخمة تتبع الجيش الوطني تحوي أسلحة متطورة، وصلت مساء أول من أمس السبت إلى مركز محافظة الجوف (الحزم) تحت غطاء جوي لطائرات اﻷباتشي التابعة للتحالف العربي، قادمة من محافظة مأرب، وتتكون من مدرعات حديثة وراجمات صواريخ ودبابات ومدافع ورشاشات متوسطة وثقيلة.
ولفتت إلى أن هذه القوة بانتظار توجيهات للتحرك من أجل تحرير ما تبقى من محافظة الجوف، ثم الاتجاه لتحرير محافظة صعدة، معقل الحركة الحوثية، منوهة إلى أن قوات الجيش اليمني تقدمت من الحدود السعودية إلى مثلث المجبر الذي يبعد عن حرض 8 كم.
وكانت الميليشيات الحوثية فشلت مجددًا في إطلاق صاروخ ثالث، عقب إطلاقها صاروخين باليستيين، مساء أول من أمس السبت، أحدهما باتجاه صافر بمأرب، والآخر باتجاه منفذ الطوال الحدودي.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين أطلقوا أمس الأحد صاروخًا، من مقر المنطقة العسكرية السادسة الكائن في الفرقة الأولى مدرع سابقا في العاصمة صنعاء، لكنه سقط شرقي العاصمة وفق إفادة هؤلاء.
وقالت مصادر عسكرية متخصصة في المدفعية والصواريخ لـ«الشرق الأوسط» إن الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات خلال الأيام القليلة الماضية لا تشير إلى قوة هذه الميليشيات، وإنما يعزا إلى عامل ضعف، مشيرة إلى أن إطلاق صواريخ تجاه محافظة مأرب كان الهدف منه منشآت النفط والغاز في صافر، منوهة إلى أن أحد هذه الصواريخ تم إطلاقه أمس الأحد وسقط بالقرب من هذه المنشآت.
ونصبت المقاومة الشعبية صباح أمس كمينًا للحوثيين في صرواح بمحافظة مأرب شرقي اليمن.
وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة نجحت بتنفيذ كمين أحرق ثلاثة أطقم حوثية في منطقة الرقل بالمحجزة في صرواح، حيث تتواصل المواجهات المتقطعة في منطقة حلبس آخر معاقل الحوثيين في صرواح من جهة مديرية حريب القراميش. وأضافت أن قوات الشرعية تحاصر اللواء 314 المرابط في منطقة فرضة نهم، مؤكدة بتعزيزات عسكرية قادمة من مأرب إلى المنطقة الواقعة بمحيط محافظة صنعاء.
وأشارت إلى أن طيران التحالف شن غارات مكثفة على معسكرات ومواقع الميليشيات في فرضة نهم وبيت دهرة ونقيل بن غيلان وما زال التحليق مستمرا، مشيرة إلى قوات الجيش والمقاومة باتت تسيطر على جبل اللول المطل على نقيل فرضة نهم. وفي محافظة شبوة، شرقي البلاد، قتل ستة من مسلحي الحوثي وصالح في اشتباكات عنيفة مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وقالت مصادر محلية في عاصمة المحافظة عتق لـ«الشرق الأوسط» إن قتلى وجرحى سقطوا بين الميليشيات عقب اشتباكات اندلعت في مديرية عسيلان بين ميليشيات الحوثي وجنود من اللواء 19 وكشفت عن أن المقاومة والجيش تمكنا من استعادة مواقع عسكرية في مناطق الصفراء والسليم في مديرية عسيلان إلى جانب مناطق من مديرية بيحان شرق المحافظة، مشيرة إلى أن الاشتباكات وقعت بعد وصول اللواء 19 من منطقة العبر بحضرموت بهدف تحرير مديريتي عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة.
وأكدت أن الشركات النفطية الموجودة في عسيلان بمحافظة شبوة صارت تحت سيطرت اللواء العسكري الموالي للسلطة الشرعية.
وقال سكان محليون إن مواجهات شرسة تدور في عقبة ثرة الواقعة بين بلدتي لودر ومكيراس، بمحافظة أبين، لليوم الخامس على التوالي بين، متزامنة مع الهدنة المعلنة ومباحثات «جنيف2».
ورجحت مصادر سياسية في البيضاء أن تكون ميليشيات الحوثي وقوات صالح قد قررت الانسحاب من مكيراس لتعزيز عناصرها في معركة الدفاع عن صنعاء، في ظل التقدم الذي تحرزه القوات الموالية للشرعية اليمنية في الجوف المحاذية لصنعاء العاصمة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.