«المغاربة في مصر».. آثارهم ودورهم خلال القرن الثامن عشر

كتاب جديد أصدرته مكتبة الإسكندرية

«المغاربة في مصر».. آثارهم ودورهم خلال القرن الثامن عشر
TT

«المغاربة في مصر».. آثارهم ودورهم خلال القرن الثامن عشر

«المغاربة في مصر».. آثارهم ودورهم خلال القرن الثامن عشر

عن تاريخ المغاربة في مصر وعلاقاتهم الاجتماعية المتنوعة، ودورهم في حركة الاقتصاد المصري، وعلاقاتهم بالجاليات الأجنبية الأخرى، وأثرهم وشواهدهم الباقية في نسيج المجتمع المصري، خلال القرن الثامن عشر، يدور هذا الكتاب «المغاربة في مصر» للباحث الدكتور حسام عبد المعطي، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة بني سويف بصعيد مصر.
الكتاب أصدرته أخيرا مكتبة الإسكندرية، وذلك بمناسبة عقد أول مؤتمر أكاديمي تنظمه المكتبة خارج مصر، بعنوان «نقض أسس خطاب التطرف» والمقرر إقامته خلال العام المقبل بالعاصمة المغربية الرباط بالاشتراك مع الرابطة المحمدية، وسوف يهدي المؤلف الكتاب إلى المكتبة الوطنية المغربية وجامعة محمد السادس.
ويذكر الدكتور إسماعيل سراج الدين أمين المكتبة في تصديره للكتاب أن صفحة العلاقات بين مصر والمغرب العربي من الصفحات المشرقة في تاريخ الأمم، وكان من نتيجة هذه العلاقات كثير من الأسفار والرحلات من بلاد المغرب إلى مصر ومن مصر إلى بلاد المغرب، حتى إننا نرى الروح المغربية موجودة في مدينة الإسكندرية في أوليائها الصالحين وأسماء أحيائها وشوارعها، بل امتد الوجود المغربي إلى مدن مثل رشيد وفوة ومطوبس، وفي القاهرة عد حي ابن طولون مركزا للمغاربة. وما زلنا إلى اليوم نرى في هذا الحي أثرا لبقايا العائلات المغربية القاطنة به.
من جهته، يوضح المؤلف الدكتور حسام عبد المعطي أن دراسة الجاليات والأقليات والطوائف في مصر إبان العصر العثماني حظيت باهتمام متزايد من قبل الباحثين والمؤرخين بهدف دراسة البناء الداخلي للمجتمع المصري في هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر، إلا أن الطائفة المغربية كانت أقل الطوائف حظًّا من الدراسة، فلم يحظ المغاربة رغم ثقل وجودهم في مصر إلا بدراسة الأستاذ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن، وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة الرائدة التي كانت تمثل حجر الأساس الذي سوف تنطلق منه هذه الدراسة، فإنها ركزت على كل المغاربة في مصر ورصد هذا الوجود، لافتا إلى أن الإشكالية التي تطرحها هذه الدراسة هي دراسة الموجود المراكشي في مصر، وبالتالي فإن كلمة «المغربي» هنا تعني بالأساس المراكشيين ودورهم في مصر، وسوف تركز الدراسة على دور العائلات المغربية في الاقتصاد المصري، وكلمة «مغربية» هنا تعني في الأساس المغرب الأقصى أو مراكش، صحيح أنه في هذه الفترة كان يطلق على كل الوافدين من ليبيا إلى المغرب مغاربة، إلا أنه أيضًا كان يطلق على كل شخص اسم مدينته مثل الطرابلسي والسوسي والفاسي. وتسعى هذه الدراسة إلى تركيز الضوء أكثر على المراكشيين وليس كل المغاربة، وبالتالي فإنه يجب أن ننتبه هنا إلى أن كلمة «المغربي» تستخدم للإشارة بشكل خاص إلى الوافدين من المغرب الأقصى.
ويركز الكتاب على دراسة العائلات المغربية خلال القرن الثامن عشر، والغاية ليست دراسة العائلة المغربية في حد ذاتها فقط، بل دراستها كخلية اجتماعية اقتصادية متحركة، أو بصورة أوضح دراسة حراك المجتمع من خلال العائلة المغربية، وعلى نحو خاص ترجمة لعائلات النخبة التجارية المغربية ودورها في الاقتصاد إبان تلك الفترة التاريخية، والمدى الجغرافي الذي اتخذته معاملاتهم التجارية بمختلف أنواعها والرخاء الاقتصادي الذي تمتعوا به وأسبابه، في الوقت الذي غلب الظن فيه أن الاقتصاد المصري قد أصابه الكساد.
ويشير المؤلف إلى أن مؤسسة العائلة تصلح أن تكون مؤشرًا لهذا التطور التاريخي بعيدًا عن الوجود العثماني، فالمعروف أن العثمانيين لم يتدخلوا بصورة واضحة في شؤون الحياة الأسرية والعائلية، وتعد تلك فرصة رائعة لدراسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المصري.
ويذهب المؤلف إلى أن الطائفة المغربية في مصر كانت أكبر طائفة إسلامية عربية وافدة إلى مصر خلال العصر العثماني، كما أن العائلات المغربية لم تنتشر في مصر وحدها، بل كانت لها فروع في كثير من أنحاء العالم الإسلامي إبان هذه الحقبة، مما أسهم في تفعيل دور هذه العائلات في التجارة الخارجية عن طريق الشبكات التجارية التي ربطت بينها. كما أنها ترجع إلى ظروف عملية وثائقية بصورة أكبر، حيث تردد المغاربة بصورة أوسع من غيرهم على المحاكم، ربما بسبب كونهم من الوافدين الغرباء، فقد حرصوا على تسجيل أملاكهم وتعاملاتهم، لتأكيد هويتهم ووجودهم مما وفر المادة العلمية لهذه الدراسة. كما تكشف دراسة تاريخ البيوت التجارية المغربية عن التطور الاقتصادي والاجتماعي من داخلية بناء النظام الحياتي للناس وللمجتمع، وليس من خلال الدولة والقوانين والنظم، كما أنها تقدم نظرة متعددة الزوايا لشخصيات هذه البيوت التي تناولتها، فتتضمن المظاهر المختلفة لعلاقاتهم بالمجتمع، مما يساعدنا على أن نضع التغيرات الاقتصادية في سياق اجتماعي وثقافي بدلاً من دراستها كظاهرة مجردة منعزلة عن أي سياق محدد.
يقع الكتاب في ستة فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة. وقد تناول الفصل الأول عوامل الهجرة المغربية إلى مصر خلال القرن الثامن عشر، وفيه تم التأكيد على قدم الوجود المغربي في مصر، وعلى أن الضغط الإسباني المستمر على المغرب والظروف السياسية التي مرت بها كانت من عوامل الطرد السكاني وهجرة كثير من العائلات المغربية إلى مصر، بالإضافة إلى النشاط التجاري الكبير في القاهرة، والحج السنوي للمغاربة ومرورهم بمصر وكذلك للمركز الثقافي والعلمي الذي تمتعت به مصر مما جعلها محط أنظار كثير من المغاربة للاستقرار بها. كما تناول مناطق التركز المغربي في مصر.
وعالج الفصل الثاني مفهوم البيت ثم أهم العائلات المغربية التي استقرت في مصر، ثم رصد نشاط عدد من هذه العائلات التي استقرت في مصر، لبيان الدور الفاعل والحقيقي لهذه العائلات، ثم عوامل ضعف هذه العائلات وتواريها وبعدها عن العمل التجاري إلى أعمال وميادين أخرى.
أما الفصل الثالث فقد استهدف دراسة الإثراء التجاري وعوامل نجاح العائلات التجارية المغربية في مصر، وأساليبهم لتكوين الثروات بالاتجاه للتجارة في السلع والبضائع الترفيهية المطلوبة، التي تحقق أرباحا عالية مثل البن، والأقمشة القطنية الهندية، كما تناول دورهم في ميدان الالتزام وتقديمهم القروض للطالبين من الأمراء والتجار والملتزمين ثم استثماراتهم.
وركز الفصل الرابع على دور التجار المغاربة في التنظيمات التجارية في الأسواق المصرية، فتناول تنافسهم مع الشوام والأتراك والمصريين لتولي منصب شاهبندر التجار رأس التجارة المصرية، وكذلك رئاستهم للأسواق، ثم تناول علاقة هؤلاء التجار بالسلطة الحاكمة.
أما الفصل الخامس فقد تناول الحياة الاجتماعية للتجار المغاربة فتناول الطائفة المغربية والزواج والطلاق وأسبابهما، وما نتج عنهما ثم الحراك الاجتماعي والحياة داخل البيت المغربي في مصر، وفي ذات الوقت تناول دور التجار المغاربة في تشكيل المعالم الحضارية والعمرانية في مصر مثل إنشاء الوكالات والمساجد والأحياء ودعمهم للبنية الحياتية للحياة في المدن التي عاشوا فيها.
وتناول الفصل السادس والأخير على حياة المغاربة في الجامع الأزهر ونظرتهم إليه، وكيف جذب الأزهر المغاربة للدراسة به، ملقيا الضوء على الرواق المغربي في الأزهر وأهم العلماء، ودورهم في تطوير الفقه المالكي والقضايا التي تخص المجتمع المصري والمغربي.



سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم
TT

سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم

بالكثير من التفاؤل والأمل والقليل من الحذر يتحدث أدباء وشعراء سوريون عن صورة سوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام الأسد الديكتاتوري، مشبهين سقوطه بالمعجزة التي طال انتظارها... قراءة من زاوية خاصة يمتزج فيها الماضي بالحاضر، وتتشوف المستقبل بعين بصيرة بدروس التاريخ، لواحدة من أجمل البلدان العربية الضاربة بعمق في جذور الحضارة الإنسانية، وها هي تنهض من كابوس طويل.

«حدوث ما لم يكن حدوثه ممكناً»

خليل النعيمي

بهذا العبارة يصف الكاتب الروائي خليل النعيمي المشهد الحالي ببلاده، مشيراً إلى أن هذه العبارة تلخص وتكشف سر السعادة العظمى التي أحس بها معظم السوريين الذين كانوا ضحية الاستبداد والعَسْف والطغيان منذ عقود، فما حدث كان تمرّداً شجاعاً انبثق كالريح العاصفة في وجه الطغاة الذين لم يكونوا يتوقعونه، وهو ما حطّم أركان النظام المستبد بشكل مباشر وفوري، وأزاح جُثومه المزمن فوق القلوب منذ عشرات السنين. ونحن ننتظر المعجزة، ننتظر حدوث ما لم نعد نأمل في حدوثه وهو قلب صفحة الطغيان: «كان انتظارنا طويلاً، طويلاً جداً، حتى أن الكثيرين منا صاروا يشُكّون في أنهم سيكونون أحياءً عندما تحين الساعة المنتظرة، والآن قَلْب الطغيان لا يكفي، والمهم ماذا سنفعل بعد سقوط الاستبداد المقيت؟ وكيف ستُدار البلاد؟ الطغيان فَتّت سوريا، وشَتّت أهلها، وأفْقرها، وأهان شعبها، هذا كله عرفناه وعشناه. ولكن، ما ستفعله الثورة المنتصرة هو الذي يملأ قلوبنا، اليوم بالقلَق، ويشغل أفكارنا بالتساؤلات».

ويشير إلى أن مهمة الثورة ثقيلة، وأساسية، مضيفاً: «نتمنّى لها أن تنجح في ممارستها الثورية ونريد أن تكون سوريا لكل السوريين الآن، وليس فيما بعد، نريد أن تكون سوريا جمهورية ديمقراطية حرة عادلة متعددة الأعراق والإثنيّات، بلا تفريق أو تمزيق. لا فرق فيها بين المرأة والرجل، ولا بين سوري وسوري تحت أي سبب أو بيان. شعارها: حرية، عدالة، مساواة».

مشاركة المثقفين

رشا عمران

وترى الشاعرة رشا عمران أن المثقفين لا بد أن يشاركوا بفعالية في رسم ملامح سوريا المستقبل، مشيرة إلى أن معجزة حدثت بسقوط النظام وخلاص السوريين جميعاً منه، حتى لو كان قد حدث ذلك نتيجة توافقات دولية ولكن لا بأس، فهذه التوافقات جاءت في مصلحة الشعب.

وتشير إلى أن السوريين سيتعاملون مع السلطة الحالية بوصفها مرحلة انتقالية ريثما يتم ضبط الوضع الأمني وتستقر البلد قليلاً، فما حدث كان بمثابة الزلزال، مع الهروب لرأس النظام حيث انهارت دولته تماماً، مؤسساته العسكرية والأمنية والحزبية كل شيء انهار، وحصل الفراغ المخيف.

وتشدد رشا عمران على أن النظام قد سقط لكن الثورة الحقيقة تبدأ الآن لإنقاذ سوريا ومستقبلها من الضياع ولا سبيل لهذا سوى اتحاد شعبها بكل فئاته وأديانه وإثنياته، فنحن بلد متعدد ومتنوع والسوريون جميعاً يريدون بناء دولة تتناسب مع هذا التنوع والاختلاف، ولن يتحقق هذا إلا بالمزيد من النضال المدني، بالمبادرات المدنية وبتشكيل أحزاب ومنتديات سياسية وفكرية، بتنشيط المجتمع سياسياً وفكرياً وثقافياً.

وتوضح الشاعرة السورية أن هذا يتطلب أيضاً عودة كل الكفاءات السورية من الخارج لمن تسنح له ظروفه بهذا، المطلوب الآن هو عقد مؤتمر وطني تنبثق منه هيئة لصياغة الدستور الذي يتحدد فيه شكل الدولة السورية القادمة، وهذا أيضاً يتطلب وجود مشاركة المثقفين السوريين الذين ينتشرون حول العالم، ينبغي توحيد الجهود اليوم والاتفاق على مواعيد للعودة والبدء في عملية التحول نحو الدولة الديمقراطية التي ننشدها جميعاً.

وداعاً «نظام الخوف»

مروان علي

ومن جانبه، بدا الشاعر مروان علي وكأنه على يقين من أن مهمة السوريين ليست سهلة أبداً، وأن «نستعيد علاقتنا ببلدنا ووطننا الذي عاد إلينا بعد أكثر من خمسة عقود لم نتنفس فيها هواء الحرية»، لافتاً إلى أنه كان كلما سأله أحد من خارج سوريا حيث يقيم، ماذا تريد من بلادك التي تكتب عنها كثيراً، يرد قائلاً: «أن تعود بلاداً لكل السوريين، أن نفرح ونضحك ونكتب الشعر ونختلف ونغني بالكردية والعربية والسريانية والأرمنية والآشورية».

ويضيف مروان: «قبل سنوات كتبت عن (بلاد الخوف الأخير)، الخوف الذي لا بد أن يغادر سماء سوريا الجميلة كي نرى الزرقة في السماء نهاراً والنجوم ليلاً، أن نحكي دون خوف في البيت وفي المقهى وفي الشارع. سقط نظام الخوف وعلينا أن نعمل على إسقاط الخوف في دواخلنا ونحب هذه البلاد لأنها تستحق».

المساواة والعدل

ويشير الكاتب والشاعر هاني نديم إلى أن المشهد في سوريا اليوم ضبابي، ولم يستقر الأمر لنعرف بأي اتجاه نحن ذاهبون وأي أدوات سنستخدم، القلق اليوم ناتج عن الفراغ الدستوري والحكومي ولكن إلى لحظة كتابة هذه السطور، لا يوجد هرج ومرج، وهذا مبشر جداً، لافتاً إلى أن سوريا بلد خاص جداً بمكوناته البشرية، هناك تعدد هائل، إثني وديني ومذهبي وآيديولوجي، وبالتالي علينا أن نحفظ «المساواة والعدل» لكل هؤلاء، فهي أول بنود المواطنة.

ويضيف نديم: «دائماً ما أقول إن سوريا رأسمالها الوحيد هم السوريون، أبناؤها هم الخزينة المركزية للبلاد، مبدعون وأدباء، وأطباء، وحرفيون، أتمنى أن يتم تفعيل أدوار أبنائها كل في اختصاصه وضبط البلاد بإطار قانوني حكيم. أحلم أن أرى سوريا في مكانها الصحيح، في المقدمة».

خالد حسين

العبور إلى بر الأمان

ومن جانبه، يرصد الأكاديمي والناقد خالد حسين بعض المؤشرات المقلقة من وجهة نظره مثل تغذية أطراف خارجية للعداء بين العرب والأكراد داخل سوريا، فضلاً عن الجامعات التي فقدت استقلالها العلمي وحيادها الأكاديمي في عهد النظام السابق كمكان لتلقي العلم وإنتاج الفكر، والآن هناك من يريد أن يجعلها ساحة لنشر أفكاره ومعتقداته الشخصية وفرضها على الجميع.

ويرى حسين أن العبور إلى بر الأمان مرهونٌ في الوقت الحاضر بتوفير ضروريات الحياة للسوريين قبل كلّ شيء: الكهرباء، والخبز، والتدفئة والسلام الأهلي، بعد انتهاء هذه المرحلة الانتقالية يمكن للسوريين الانطلاق نحو عقد مؤتمر وطني، والاتفاق على دستور مدني ديمقراطي ينطوي بصورة حاسمة وقاطعة على الاعتراف بالتداول السلمي للسلطة، وحقوق المكوّنات الاجتماعية المذهبية والعرقية، وحريات التعبير وحقوق المرأة والاعتراف باللغات الوطنية.

ويشير إلى أنه بهذا الدستور المدني المؤسَّس على الشرعية الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن تتبلور أحلامه في سوريا القادمة، حينما يرى العدالة الاجتماعية، فهذا هو الوطن الذي يتمناه دون تشبيح أو أبواق، أو طائفية، أو سجون، موضحاً أن الفرصة مواتية لاختراع سوريا جديدة ومختلفة دون كوابيس.

ويختتم قائلاً: «يمكن القول أخيراً إنّ مهام المثقف السوري الآن الدعوة إلى الوئام والسلام بين المكوّنات وتقويض أي شكل من أشكال خطاب الهيمنة والغلواء الطائفي وإرادة القوة في المستقبل لكي تتبوّأ سوريا مكانتها الحضارية والثقافية في الشرق الأوسط».