حين كان طفلاً، أطلق عمّ إيغور جيسوس عليه لقب «سابينيو»، أي الضفدع الصغير، بسبب طريقته القافزة والحماسية وهو يلعب حارس مرمى. وبعد صافرة نهاية فوز مان سيتي على نوتنغهام فورست بنتيجة 2-1 في ملعب سيتي غراوند، ربما تمنّى روبن دياز ويوشكو غفارديول لو أن مهاجم فورست البرازيلي ما زال يقف بين القائمين بدلاً من إزعاجهما في الخط الأمامي.
وحسب شبكة «The Athletic»، فإن جيسوس لم يفقد تلك الطاقة الطفولية، لكنه منذ انضمامه إلى فورست قادماً من بوتافوغو قبل 5 أشهر مقابل 16 مليون جنيه إسترليني، بات يوظفها بذكاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. المهاجم البالغ 24 عاماً تأقلم سريعاً مع الإيقاع العالي للمسابقة، وفرض نفسه كعنصر لا غنى عنه في تشكيلة المدرب شون دايش.
وربما أصبح لقب «المُزعج الصغير» أكثر ملاءمة له الآن. فعلى الرغم من أن طوله لا يتجاوز 179 سم، فإن ذهنيته داخل الملعب أكبر بكثير من مقاسه البدني. بقَصّة شعره اللافتة ووشومه، يلعب جيسوس وكأنه في مهمة دائمة، وقد نجح في إرباك دياز وغفارديول، وهما من نخبة مدافعي العالم، منذ الدقائق الأولى للمباراة. فورست شعر بالظلم حين لم يُطرد دياز بعد تدخله الثاني على جيسوس، عقب حصوله على بطاقة صفراء في الشوط الأول، وهو قرار أثار دهشة دايش. ورغم إحباطه من بعض القرارات التحكيمية، فإن أداء فريقه منحه أسباباً واضحة للتفاؤل، وعلى رأسها مستوى جيسوس، الذي جسّد الروح القتالية والعمل الدؤوب الذي يميّز فورست في أفضل فتراته هذا الموسم.
في الموسم الماضي، كان غياب كريس وود كفيلاً بأن يتحول إلى أزمة موسمية، بعدما سجل 20 هدفاً قادت فورست إلى المركز السابع. ومع إعلان خضوع وود لعملية جراحية في الركبة، بدت الضربة موجعة، لكن وجود جيسوس خفف كثيراً من وقعها، بفضل طريقته في قيادة الخط الأمامي.
دايش عبّر عن إعجابه بلاعبه قائلاً إن جيسوس قوي ويلعب بشراسة ونزاهة، وإن الخطوة التالية في تطوره ستكون إضافة الأهداف، مؤكداً أنه مهاجم مزعج للمدافعين ويتعلم بسرعة في بيئة جديدة عليه. ورغم أن جيسوس سجّل هدفاً واحداً فقط في الدوري، فإنه كان قريباً من التسجيل أكثر من مرة، وتعرض لظلم تحكيمي حين أُلغي له هدف صحيح أمام ليفربول، فضلاً عن تألقه في المسابقات الأوروبية.
أسلوبه يتناسب تماماً مع فلسفة دايش؛ إذ يستطيع اللعب على خط التسلل، أو الاحتفاظ بالكرة، أو التحرك في القنوات، أو التراجع للربط مع الوسط. فورست يفتقد خبرة وود، لكنه لا يشعر بغيابه كاملاً بفضل الحيوية التي يمنحها جيسوس. في يوم استعاد فيه النادي ذكريات أسطورته جون روبرتسون، جاء هدف فورست من الجهة اليسرى، في مشهد يحمل دلالة تاريخية، وأسهم جيسوس بحركته واندفاعه في بناء الهجمة التي انتهت بالهدف. ورغم أن دايش لم يحقق بعد فوزاً على بيب غوارديولا في مسيرته، فإن إشادة المدرب الإسباني بفورست ولاعبيه كانت شهادة إضافية على جودة ما يقدمه الفريق. إيغور جيسوس نجح حتى الآن في سد فراغ كبير داخل نوتنغهام فورست، ومع استمرار تطوره وازدياد حصيلته التهديفية، قد يتحول من «المزعج الصغير» إلى الحل الكامل في هجوم الفريق.
