قالت الأمم المتحدة إن الرئيس القبرصي وزعيم القبارصة الأتراك تعهّدا في اجتماع عقد الخميس في المنطقة العازلة في الجزيرة المتوسطية المقسّمة، إحياء عملية السلام المتوقفة منذ زمن.
اللقاء هو الأول بين رئيس جمهورية قبرص المعترف بها دوليا نيكوس خريستودوليدس وزعيم «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من طرف واحد توفان إرهورمان الذي انتُخب في أكتوبر (تشرين الأول).
عُقد الاجتماع بحضور مبعوثة الأمم المتحدة ماريا أنجيلا هولغوين في مجمّع الأمم المتحدة في نيقوسيا، وجاء في أعقاب قمة عُقدت في مارس (آذار) في جنيف حقق فيها قادة القبارصة أول تقدّم ملموس منذ سنوات. علما بأن القمة حضرها عن «جمهورية شمال قبرص التركية»، زعيمها آنذاك إرسين تتار.
وجاء في بيان أصدرته الأمم المتحدة عقب المحادثات أن خريستودوليدس وإرهورمان تعهّدا المضي قدما في عملية السلام، ووافقا على المشاركة في اجتماع غير رسمي أوسع نطاقا سيعقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي استضاف قمة مارس (آذار).
وأشار البيان إلى أن الرجلين «تعهّدا مواصلة العمل في هذه الأثناء في قبرص لتحقيق نتائج ملموسة لصالح القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، ولضمان نجاح الاجتماع غير الرسمي المقبل». وأضاف بيان الأمم المتحدة «لهذه الغاية، أعربا عن استعدادهما للاجتماع كلما دعت الحاجة«، لافتا إلى أن إجراءات بناء الثقة «ليست بديلا عن التوصل إلى حل لمشكلة قبرص».
وقبرص مقسّمة منذ عام 1974 إثر غزو تركي لشمال الجزيرة عقب انقلاب في نيقوسيا بدعم من المجلس العسكري اليوناني آنذاك. وأُعلنت جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983 لكن لا تعترف بها سوى أنقرة. وانهارت آخر جولة رئيسية من محادثات السلام في كران مونتانا في سويسرا في يوليو (تموز) 2017.
وجمهورية قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، وهي تبسط سلطتها على الشطر الجنوبي من الجزيرة (نحو ثلثيها) حيث الغالبية من القبارصة اليونانيين، فيما «جمهورية شمال قبرص التركية» مقامة في الشطر الشمالي، بما ذلك أجزاء من العاصمة نيقوسيا، والغالبية فيها من القبارصة الأتراك.
ويدعو إرهورمان إلى إعادة توحيد الجزيرة ضمن دولة فدرالية، وهو طرح تدعمه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

