الرياض تشهد انطلاق أكبر هاكاثون عالمي لتطوير حلول تقنيّة مبتكرةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5218569-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84-%D8%AA%D9%82%D9%86%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%B1%D8%A9
الرياض تشهد انطلاق أكبر هاكاثون عالمي لتطوير حلول تقنيّة مبتكرة
4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء السعودية يشاركون في الهاكاثون لمدة 3 أيام (واس)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض تشهد انطلاق أكبر هاكاثون عالمي لتطوير حلول تقنيّة مبتكرة
4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء السعودية يشاركون في الهاكاثون لمدة 3 أيام (واس)
شهدت العاصمة السعودية، الخميس، انطلاق أكبر هاكاثون في العالم «أبشر طويق»، ضمن فعاليات «مؤتمر أبشر 2025»، المقام تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، بمشاركة أكثر من 4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء البلاد، ويستمر حتى السبت.
ويتيح الهاكاثون للمشاركين فرصة الفوز بجوائز مالية تصل إلى مليون ريال سعودي، تتضمّن 3 مقاعد في منتج (MVPLAB) برعاية البرنامج الوطني لتنمية قطاع تقنية المعلومات.
وجاء هذا الحدث ضمن مبادرة «أبشر طويق»، إحدى فعاليات «مؤتمر أبشر 2025»، المخصّصة لتمكين أكثر من 100 ألف مستفيدٍ ومستفيدة في جميع مناطق البلاد؛ لبناء قدرات وطنية متميّزة تؤكد مكانة السعودية عالمياً في التقنيات الحديثة والتحول الرقمي.
ويأتي الهاكاثون، الذي تنظمه وزارة الداخلية بالتعاون مع «أكاديمية طويق»، وبشراكة استراتيجية مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وسط أجواء تنافسيّة مليئة بروح العمل الجماعي بين الفرق في مكانٍ واحد، بإشراف خبراء ومختصّين في عدة مجالات تقنيّة.
4 مسارات متنوّعة تتيح للفرق المشاركة تطوير حلول تقنيّة مبتكرة (واس)
ويضم «أبشر طويق» أربعة مسارات متنوّعة، تشمل الذكاء الاصطناعي والتنبؤ الأمني، والهوية الرقمية وتطبيقاتها الأمنية، وإنترنت الأشياء والتقنيات الميدانية، وابتكار وتطوير خدمات منصة «أبشر»، التي تتيح للفرق المشاركة تطوير حلول تقنيّة مبتكرة.
ويقام «مؤتمر أبشر 2025» هذا العام خلال الفترة من 17 إلى 19 ديسمبر (كانون الأول)، بالشراكة بين وزارة الداخلية وأكاديمية طويق، وبرعاية رئيسية من شركة «عِلم».
ويحل المؤتمر بمفهومٍ جديد ونهج مبتكر بعد مرور 10 أعوام على انطلاق ملتقى «أبشر»، إبرازاً لأحدث الابتكارات الوطنية الرقميّة، وتأكيداً لريادة المملكة عالمياً في مختلف المجالات.
أكد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، أن السعودية «حافظت على التزامها الراسخ بتقديم المساعدات الإنسانية، خصوصاً في هذه الفترات العصيبة التي نمر بها».
تحوَّلت منطقة بنبان شمال الرياض، الخميس، إلى وجهة موسيقية نابضة مع انطلاق «ساوندستورم 2025»، الذي يستمر حتى السبت، في نسخة تعدّ الأضخم منذ تأسيس المهرجان.
بحث صالح الحصيني، السفير السعودي لدى مصر، مع المهندسة رندا المنشاوي، نائب أول لرئيس الوزراء المصري، تعزيز التعاون التجاري ومعالجة التحديات التي تواجه المستثمرين
«ساوندستورم 2025» يُحوِّل «بنبان» الرياض إلى مدينة نابضة بالموسيقىhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5218568-%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%86%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%85-2025-%D9%8A%D9%8F%D8%AD%D9%88%D9%91%D9%90%D9%84-%D8%A8%D9%86%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B6%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89
«ساوندستورم 2025» يُحوِّل «بنبان» الرياض إلى مدينة نابضة بالموسيقى
أحد المسارح الجديد لنسخة هذا العام من فعالية «ساوندستورم» في الرياض (الشرق الأوسط)
تحوَّلت منطقة بنبان شمال الرياض، الخميس، إلى وجهة موسيقية نابضة مع انطلاق «ساوندستورم 2025»، الذي يقام خلال الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول)، في نسخة تعدّ الأضخم منذ تأسيس المهرجان.
ويأتي الحدث من تنظيم منصة «ميدل بيست» ضمن روزنامة الترفيه السعودية، مستقطباً جمهوراً واسعاً من داخل المملكة وخارجها. ويُنظر إلى «ساوندستورم» بوصفه أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط، نسبة إلى حجم منصاته، وتنوع عروضه، واتساع نطاق الفنانين النجوم.
وكشف تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، عبر مقطع فيديو نشره على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، مساء الخميس، عن قرب نفاد تذاكر المهرجان بالكامل؛ إذ «تبقى أقل من 20 في المائة منها»، داعياً الجمهور لعدم تفويت مفاجآت النسخة الحالية التي تجمع أبرز النجوم العرب والعالميين.
ويطرح «ساوندستورم 2025» برنامجاً موسيقياً يتضمن أبرز الفنانين العالميين، من بينهم بوست مالون، وكالفن هاريس، وكاردي بي، وسويدش هاوس مافيا، وهالسي، وأفا ماكس، ودي جي سنيك، وبنسون بون، إلى جانب مشاركة لافتة لنجوم الساحة العربية مثل عمرو دياب، وحسين الجسمي، ومحمد رمضان، وأنغام، ودي جي أصيل.
وقُسّمت عروض المهرجان على مسارح عملاقة مجهزة بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة، كما يقدم الحدث تجارب تفاعلية، ومناطق مخصصة للإبداع البصري، وفضاءات تحتضن مشاريع فنية مبتكرة ضمن أجواء تعكس هوية الرياض كمركز عالمي للموسيقى والترفيه.
ويعدّ «ساوندستورم» واحداً من أبرز فعاليات «ميدل بيست» منذ انطلاقه؛ إذ نجح خلال الأعوام الماضية في ترسيخ حضوره كحدث يجذب مئات الآلاف من محبي الموسيقى من دول العالم كافة.
ويمثل المهرجان منصة لتطوير صناعة الموسيقى الحديثة في السعودية، عبر استقطاب أسماء دولية، ودعم المواهب المحلية، من خلال بنية تنظيمية ضخمة، وتجربة جماهيرية مصممة لتقديم شكل جديد من المهرجانات الموسيقية بالمنطقة.
وضع حجر الأساس لـ«حديقة رفيق الحريري» على الواجهة البحريةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5218495-%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%AD%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3-%D9%84%D9%80%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B1%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9
وضع حجر الأساس لـ«حديقة رفيق الحريري» على الواجهة البحرية
الرئيس نواف سلام مفتتحاً حديقة رفيق الحريري (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)
على مساحة 80 ألف متر مربعٍ ستُقام «حديقة رفيق الحريري» التي تُعدّ واحدة من أجمل الحدائق العامة في بيروت وأضخمها. وقد وُضع حجر الأساس لها على الواجهة البحرية للعاصمة، بحضور رئيس الحكومة نواف سلام، وبمشاركة عدد كبير من الشخصيات اللبنانية، وفي مقدّمتهم النائبة السابقة بهية الحريري، شقيقة الرئيس الراحل.
يتكوّن المشروع من جزأين متكاملين: مساحة الحديقة التي تمتد على 80 ألف متر مربع، والممشى البحري المتفرّع منها بمساحة 44 ألف متر مربع، ليشكّلا معاً قلب الواجهة البحرية لبيروت. وتضمّ الحديقة مساحات خضراء واسعة، وأكثر من 2500 شجرة، وعشرات الآلاف من الشجيرات والنباتات، ما يجعلها متنفساً طبيعياً لسكّان العاصمة وزوّارها.
وتعتمد الحديقة نظاماً متقدّماً للاستدامة المائية. ويشمل التصميم خزّانات ضخمة لتجميع مياه الأمطار. وشبكة كاملة لري المساحات الخضراء، بما يوفّر لها اكتفاءً ذاتياً من المياه ويجعلها جزءاً من منظومة بيئية متكاملة في قلب المدينة.
كما تحتضن الحديقة شبكة مسارات مخصّصة للتنزّه وممارسة مختلف الأنشطة، تنتهي بمدرّج مفتوح على البحر، يتيح للزوّار متعة المشهد البحري.
ممرات خاصة للمشي داخل الحديقة (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)
يُذكر أنّ المشروع يأتي ثمرة لاتفاق أُبرم عام 1994 بين شركة «سوليدير» والدولة اللبنانية، وقد واكبه «مجلس الإنماء والإعمار» منذ انطلاقته.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يروي مصمم الحديقة ومنفّذها، المهندس فلاديمير دجوروفيك، قائلاً: «هذا المشروع طرحه الرئيس الراحل رفيق الحريري قبل سنوات طويلة من استشهاده. وقد اجتمعت معه مراراً لمناقشة الصورة التي يجب أن تبدو عليها الحديقة. كما عملنا معاً على مشروعات حدائق أخرى، بينها حديقة السرايا الكبير». ويضيف: «كان الرئيس الحريري يرغب بأن تكون هذه المساحة الخضراء مشهداً طبيعياً يُثري العاصمة، على غرار الحدائق الكبرى في مدن عالمية، مثل (سنترال بارك) في نيويورك، وحديقة (لوكسمبورغ) في باريس».
ويشرح دجوروفيك أنّ مساحة الحديقة تعادل 3 أضعاف مساحة حديقة متحف «Nezu»في طوكيو، وأن لها 3 مداخل رئيسية يمكن للزائرين الدخول منها. وتنبع أهميتها من طبيعة المناظر التي تحتضنها، إذ تطلّ مباشرة على البحر المتوسط، حيث يحلو تأمّل مشهد الغروب. أما الغابة التي تشكّل جزءاً أساسياً منها، فستُزرع بأشجار تنمو أصلاً على الساحل اللبناني، وتشمل 4 أنظمة بيئية منتشرة على امتداده، من بينها الصنوبر، والسنديان، وأنواع تعيش قرب المياه المالحة كما في منطقة الناقورة.
ويؤكد دجوروفيك أنّ بيروت تفتقر بشدّة إلى المساحات الخضراء، إذ تبلغ نسبتها 10 مرات أقل من المعدّل العالمي المطلوب لضمان بيئة سليمة. وتتميّز الحديقة أيضاً بأحواض خاصة تُزرع فيها نباتات محلية تُعرف بـ«الحاضنات الطبيعية». تُترك فيها الشتول لتنمو تلقائياً وفق نظامها البيئي، مما يعزز استمرارية الحديقة ويحافظ على خضرتها لعقود طويلة.
وتطرّق الرئيس نواف سلام في كلمة ألقاها بالمناسبة إلى افتقاد بيروت للمساحات الخضراء. مشيراً إلى أنه رغم تاريخها العريق وجمالها الفريد، تعاني العاصمة نقصاً حاداً في المساحات المخصّصة لتنفس أطفالها وراحة أهلها. ليس فقط لأن مساحاتها الخضراء بقيت محدودة جدّاً وتآكلت مع الزمن، بل لأنّها راحت تعاني أيضاً من تلوّث الهواء وأزمة السير.
ومن ناحية أخرى، ستتمتع الحديقة باكتفاءٍ ذاتي لمياه الري بفضل شبكة متكاملة تُجمع فيها مياه الأمطار خلال فصل الشتاء. وتستخدم صيفاً في ري الأشجار والنباتات عند الحاجة. وستسهم هذه المنظومة في ضمان استدامة المساحات الخضراء من دون الاعتماد على مصادر مائية إضافية.
كما ستستقطب الحديقة الطيور والحشرات التي تنتمي إلى البيئة اللبنانية. بما يضمن تكاثرها ونموها في محيط طبيعي مشابه لبيئتها الأصلية. ويعود ذلك إلى اعتماد أنواع محلية من الأشجار والنباتات. فهناك دراسات تشير إلى أنّ استخدام مزروعات محلية يساهم في زيادة تكاثر الفراشات والطيور بنسبة تصل إلى 25 ضعفاً مقارنة بزراعة نباتات مستقدمة من دول أخرى، منها إيطاليا. ويعلّق المهندس فلاديمير قائلاً: «هذا الأسلوب في تشجير الحدائق باستخدام نباتات محلية يجب أن يتّبع في مختلف المشروعات المشابهة. فهي نباتات تنمو وحدها وتتأقلم مع مناخ لبنان بنسبة أعلى بكثير من غيرها. ومن دون الحاجة إلى عناية دائمة أو ري مستمر».
وتجدر الإشارة إلى أنّ عملية بناء الحديقة ستعتمد على بقايا أحجار الرخام وغيرها من المواد التي تفرزها المصانع اللبنانية، مما يساهم في إعادة تدوير الموارد ويجعل المشروع أكثر استدامة.
وستشكّل الحديقة، التي تُعدّ الأكبر من نوعها في لبنان، مساحة جامعة لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وخلفياتهم، وعنصراً بيئياً جديداً يُسهم في تغيير وجه العاصمة. ومن المتوقع أن يستقطب محيطها العمراني هواة السكن قرب المساحات الطبيعية الخلابة.
ويشير فلاديمير دجوروفيك إلى أنّ المشروع يحتاج إلى نحو عامين لإنجازه، موضحاً: «نحن اليوم في مرحلة تلقي العروض لتنفيذ المناقصات اللازمة. وعند تحديد موعد انطلاق الأعمال سيستغرق المشروع نحو عام ونصف العام حتى اكتماله».
ويختم حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «العالم كلّه يخسر بيئته بوتيرة سريعة ومؤسفة، وهذا سينعكس سلباً على الإنسان. أهم ما نقوم به عبر هذا المشروع هو وضع نموذج من طبيعة لبنان في قلب العاصمة. وعلينا أن نكرر هذا النوع من المبادرات في بيروت وسائر المناطق اللبنانية».
براد نيمان: التطور الفني بالسعودية يعيد تشكيل خريطة السينما العربيةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5218489-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
براد نيمان: التطور الفني بالسعودية يعيد تشكيل خريطة السينما العربية
عرض الفيلم للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «تورنتو» (مهرجان البحر الأحمر)
قال المنتج الأميركي براد نيمان إن علاقته بفيلم «المجهولة» بدأت منذ اللحظة الأولى التي عرضت فيها زوجته، المخرجة السعودية هيفاء المنصور، فكرة المشروع، إذ وجد نفسه أمام قصة ذات بناء محكم ونهاية مفاجئة يصعب التنبؤ بها. وأوضح أن هيفاء استطاعت صياغة موضوعات اجتماعية حساسة داخل إطار درامي متماسك، يقوم على لغز تتقدّم فيه الأحداث تدريجياً وتُفتح من خلاله أسئلة تتصل بنظرة المجتمع إلى المرأة، وبما تواجهه النساء من تحديات قد تبدو خفية، لكنها حاضرة في كل تفصيلة.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن ما جذبه أكثر هو وجود هذه القضايا داخل سرد سريع ومتماسك، يجعل المتفرج يتابع تطوّر شخصية «نوال» من لحظة عادية في بداية الفيلم إلى حالة من الانغماس الكامل في التحقيق الذي تتولّى قيادته بنفسها. وأشار إلى أن وجود هذه الحكاية في السعودية جعل التجربة أكثر واقعية بالنسبة له، لأن المكان جزء أساسي من المعنى، ولأن الجمهور المحلي قادر على قراءة طبقات العمل ومرجعياته بطريقة لا تتحقق بالقدر نفسه في العروض الدولية.
المنتج الأميركي براد نيمان (مهرجان البحر الأحمر)
وأشار نيمان إلى أن الفيلم كُتب مع وضع اختيار الممثلين بعين الاعتبار منذ البداية، وعلى رأسهم ميلا الزهراني وشافي الحارثي، اللذان عملا مع هيفاء سابقاً ويعرفان تماماً طبيعة الأسلوب الذي تتبعه في إدارة الممثلين، فكانا يثقان بقدرتهما على تجسيد الشخصيات الرئيسية التي تتطلب حضوراً ثابتاً وتفاعلاً مع تقلبات السرد. أما بقية الممثلين الشباب، فقد جاءوا من خلفيات مختلفة، وبعضهم معروف على المنصات الرقمية، ورغم ذلك قدموا أداءً فاق التوقعات، وهو ما عدّه نيمان دليلاً على جيل يتعامل مع السينما بوصفها مساحة جدية، وليس فرصة عابرة للظهور.
وتوقف عند لحظة العرض في السعودية خلال مهرجان «البحر الأحمر»، قائلاً إن رد فعل الجمهور المحلي كان مختلفاً عمَّا شاهده في «تورونتو» و«زيوريخ»، ففي جدَّة يلتقط الجمهور التفاصيل الصغيرة المرتبطة باللهجة، وطريقة الحياة اليومية، والإشارات الاجتماعية التي قد لا تُفهم خارج هذا السياق. ولذلك شعر بأن الفيلم عُرض في المكان الذي ينتمي إليه فعلاً، خصوصاً مع تفاعل المشاهدين مع المفاجآت والتفاصيل التي بُني عليها العمل.
الملصق الدعائي لفيلم المجهولة (مهرجان البحر الأحمر)
ثم تطرق نيمان إلى طبيعة العمل مع هيفاء المنصور بوصفها زوجته ومخرجة الفيلم، مشيراً إلى أن التعاون بينهما لا يخلو من صعوبات، لكن وضوح رؤيتها في كل مشروع يجعل الأمور أكثر سلاسة. ويصف نيمان دوره الأساسي بأنه توفير الأدوات التي تحتاج إليها لتنفذ الفيلم كما تراه، مؤكداً أنه يتعامل مع الأمر بالطريقة نفسها سواء بصفته منتجاً أو زوجاً، لأن الهدف في النهاية واحد، وهو تقديم فيلم مكتمل قادر على الوصول إلى جمهوره.
وأكد أن قراراتهما الإنتاجية تُبنى دائماً على ميزانيات محدودة، ما يدفعهما إلى توظيف كل ما هو متاح في الصورة نفسها بدل إنفاقه على أمور جانبية. وأضاف أن عملها في السينما السعودية لا يرتبط بالبحث عن ميزانيات أكبر بقدر ما هو انعكاس لرغبتها في رواية حكايات قريبة من الناس، نابعة من مكان تعرفه ويعرفها، كما حدث في «المجهولة».
تدور أحداث «المجهولة» حول «نوال»، وهي مطلّقة في الـ29 من عمرها، تعود إلى مسقط رأسها بحثاً عن بداية جديدة. تعمل في وظيفة إدارية في مخفر الشرطة، حيث تتولى رقمنة الملفات القديمة، لتجد نفسها أمام جريمة غامضة بعد العثور على جثة فتاة مجهولة الهوية ترتدي زيّاً مدرسياً مشابهاً لما كانت ترتديه. يدفعها هذا الاضطراب الداخلي إلى خوض تحقيقها الخاص، مستفيدة من قدرتها على قراءة تجارب النساء وتفاصيل الحياة التي تمر عادة دون الانتباه إليها.
وانتقل نيمان للحديث عن التحول الجذري الذي شهدته صناعة السينما في السعودية خلال أقل من عقد. وأوضح أن خبرتهما في أثناء تصوير فيلم «المرشحة المثالية» في عام 2018 كانت قائمة على محاولات مستمرة لتجاوز صعوبة العثور على طواقم فنية أو معدات مناسبة أو مواقع تصوير مجهزة. أما اليوم، فالوضع مختلف تماماً: فقد أصبحت شركات الإمداد بالمعدات متوفرة داخل البلاد، والفرق الفنية جاهزة، وإجراءات التصوير أكثر تنظيماً، إلى جانب وجود دعم رسمي يسهل عمليات الإنتاج ويخلق بيئة عمل مستقرة.
ولاحظ نيمان أن السعودية أصبحت تملك سوقاً محلية قادرة على استيعاب أفلام محلية وتحقيق إيرادات تعيد للمشروعات تكلفتها من دون الاعتماد على الأسواق الخارجية، وهو ما لم يكن ممكناً قبل سنوات. وأكد أن هذا التحول يعيد تشكيل خريطة السينما العربية، ليس فقط بسبب حجم السوق، بل أيضاً لأن الجمهور يمتلك رغبة حقيقية في متابعة قصص من بيئته، ما يشجع صناع الأفلام على تطوير مشروعات مستقلة تخاطب الجمهور المحلي مباشرة.
عدد من صناع الفيلم خلال العرض الأول في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
وتحدث نيمان عن اختلاف التجارب التي مرَّ بها برفقة زوجته هيفاء بين عملهما في الغرب، حيث تعمل حالياً على مسلسل أميركي في كندا، ومشروعاتهما في السعودية، عادّاً أن القدرة على التحرك بين بيئتين مختلفتين تمنحهما فهماً أوسع لطبيعة الإنتاج وطرق إدارة الطواقم وأساليب العمل الحديثة. وأضاف أن هذه الخبرة تجعلهما قادرين على الربط بين العناصر الدولية والسعودية في مشروع واحد، وهو ما يسعيان إليه في مشروعات مستقبلية تتضمن دمج طاقات محلية مع فرق عالمية ضمن سياق سعودي.
وفيما يتعلق بالمشروعات المقبلة، قال نيمان إنهما يعملان حالياً على فيلم رعب جديد يعتمد على لغتين، الإنجليزية والعربية، وتدور أحداثه في السعودية.
ويرى نيمان أن المشروع خطوة لتوسيع نطاق التعاون بين صناع السينما محلياً ودولياً، من خلال عمل يجمع ممثلين سعوديين مع ممثلين من الخارج، ضمن حكاية تدور في بيئة سعودية، لكنها مصممة بإيقاع سينمائي قادر على جذب جمهور عالمي.
وأشار أيضاً إلى المشروع الذي تعمل عليه هيفاء مع جيسيكا ألبا، وهو فيلم عائلي لا يزال في مرحلة الكتابة المبكرة، ولا يمكن التصريح بتفاصيله أو أسماء المشاركين فيه حالياً، لكنه يتوقع أن يشكل خطوة جديدة في مسار التعاون الدولي الذي تعمل عليه هيفاء منذ سنوات.