أنهى مؤتمر القمة العالمية لكرة القدم 2025 في الرياض، يومه الأول بجلسة عنوانها «ما بعد الملعب: الابتكار التجاري في الخليج وما يمكن توقعه في المرحلة المقبلة من تطور التكنولوجيا»، أدارها المحاور زبير تيمول شريك ونائب الرئيس العالمي للثقافة في شركة «MeltWater»، وشهدت مشاركة نخبة من القيادات وصنّاع القرار في القطاع الرياضي الخليجي.
وبدوره تحدّث المستثمر الأميركي بن هاربورغ، رئيس مجلس إدارة مجموعة «هاربورغ» ونادي «الخلود»، عن التحولات التي يشهدها سوق كرة القدم في الخليج، موضحاً أن السوق كان يعاني لسنوات من محدودية التطور بسبب سوء إدارة الأندية، لكن الخصخصة الحالية أطلقت مرحلة جديدة من النمو.
وأشار في حديثه إلى أنهم يسعون إلى بناء أول مجموعة عالمية متعددة الأندية تتخذ السعودية مقرًا لها، مؤكداً أن النادي السعودي سيكون المركز الذي تُبنى حوله أذرع استراتيجية متناسقة مع رؤيته.
وأشار إلى أن ما يميز السعودية اليوم هو وجود شريحة ضخمة من السكان الأصليين الرقميين، وهو ما يوفر فرصة لصياغة تجربة كروية مصممة لجيل زد، الذي يستهلك المحتوى الرياضي بطرق أكثر ابتكاراً وحداثة.
أما وائل الفايز، الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في رابطة الدوري السعودي للمحترفين، فقد ركز على جانب آخر من التحول، موضحاً أن الابتكار في كرة القدم يبدأ من الاستثمار في نقاط إدخال البيانات، وأن الدوري السعودي ومعظم الأندية يحتاجون إلى تطوير قدراتهم في الجانب التكنولوجي.

وقال إن الحضور الإعلامي للدوري السعودي يشهد توسعاً كبيراً، مضيفاً أن الأرقام التجارية من الناحية الإعلامية تجاوزت بعض أبرز الدوريات العالمية، مما يخلق فرصة لتقديم منتجات موجهة لجماهير دولية ترغب في أن تكون جزءاً من هذا الانتشار.
وأشار إلى أن الرابطة طورت استراتيجية دولية داخلية يجري العمل على توسيعها، وأن الاستهلاك في الأسواق الدولية يتزايد بصورة لافتة، وأوضح أن توقيت المباريات يشكّل تحدياً تسعى الرابطة إلى تجاوزه عبر دعم المذيعين الدوليين وصناع المحتوى المتعاونين معهم.
ومن جهتها قدّمت مرام البتيري، رئيسة نادي «شعلة الشرقية»، رؤية تركز أكثر على العمل داخل الأندية، موضحة أن النادي أجرى استطلاعاً لفهم جمهوره بشكل أعمق، مما مكنه من تحديد احتياجات أعضاء النادي وجمهوره، وبناء قنوات اتصال فعالة، من بينها نشرة شهرية إلى جانب حضور نشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكدت أن امتلاك نظام إداري واضح وفعّال، مع التزام اللاعبين بتطبيقه، يمثل الأساس لبناء فريق تجاري قوي عالي المستوى.
وأظهرت هذه الجلسة مشهداً متسارعاً يعيش فيه القطاع الرياضي في الخليج تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الاستثمار والحوكمة. وجاءت الحوارات لتؤكد أن كرة القدم في الخليج تتجه نحو نموذج جديد يتجاوز حدود الملعب، بل يمتد إلى منظومة واسعة من العمليات التقنية والتجارية التي تُبنى اليوم لتكون جزءاً من مستقبل اللعبة عالمياً.


