كان منتخب موريتانيا على بُعد خطوة واحدة من التأهل إلى كأس العرب لكرة القدم، لكنه أهدر الفرصة ليستمر غيابه عن المسابقات القارية والدولية على عكس التوقعات، ما دفع مدربه أريتز لوبيز جاراي للتفكير في الهدف المقبل وهو إثبات قدراته من خلال التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2027.
وكان يُنظر إلى موريتانيا خلال السنوات السابقة على أنها إحدى القوى الصاعدة في كرة القدم الأفريقية، خاصة بعد مشاركتها في كأس الأمم ثلاث مرات متتالية كان أولها في عام 2019 ثم في عام 2021 وآخرها في المشاركة الأبرز في عام 2023 عندما تأهل الفريق إلى دور الستة عشر. لكن الفريق قدم أداءً مخيباً في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025، إذ احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة ليخفق في حجز واحدة من بطاقتي التأهل إلى النهائيات بفارق نقطة واحدة. وكان على بُعد فوز واحد من التأهل إلى كأس العرب، لكنه خسر مباراة التصفيات 2 - صفر أمام الكويت، في هزيمة أرجع جاراي السبب فيها إلى البداية غير الموفقة لفريقه في المباراة.
وقال في مقابلة مع «رويترز» عبر الرسائل النصية: «كلفتنا أول 25 دقيقة الكثير، خاصة الهدف الثاني الذي سجلناه عن طريق الخطأ في مرمانا. في الدقيقة الثالثة، سنحت لنا فرصة التسجيل والتقدم في النتيجة. وبعد التأخر 1 - صفر، سنحت لنا فرصة أخرى للتعادل. كانت لنا ثلاث فرص للتسجيل بخلاف هدف ملغى». ورغم ذلك، تحولت أنظار المدرب البالغ عمره 46 عاماً إلى الهدف التالي وقال: «الهدف الأكبر هو التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2027. في مارس (آذار) 2026، سنبدأ مباريات التصفيات وهذه اللحظة المناسبة لإظهار أننا منتخب كبير ونستطيع مقارعة أفضل المنتخبات».
وأعلن الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) سحب قرعة تصفيات النسخة المقبلة من كأس الأمم يوم 19 من الشهر الحالي. كانت أول مغامرة تدريبية يخوضها جاراي خارج حدود إسبانيا، في موريتانيا حيث صنع التاريخ مع نواذبيو الذي أصبح أول فريق موريتاني يتأهل لدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا في 2023، قبل أن يتولى تدريب منتخب تحت 20 عاماً.
وفي 2024، حل جاراي خلفا للمدرب أمير عبدو الذي قاد موريتانيا لأبرز إنجازاتها في كأس الأمم الأفريقية، بعد إخفاق المدرب المحلي في التأهل إلى البطولة التي ستقام في المغرب هذا الشهر، وتعثر الفريق في تصفيات كأس العالم. لكن الوضع اختلف مع المدرب الإسباني إذ حققت موريتانيا الفوز 2 - صفر على توغو في انتصار تاريخي، لكن ذلك لم يكن كافياً للمنافسة على التأهل لكأس العالم. وقال جاراي عن التحديات التي واجهته خلال مشواره مع الفريق: «عندما قبلت تحدي (تدريب) المنتخب كنت على دراية بالصعوبات، إذ لم يتأهل الفريق لكأس الأمم الأفريقية (نسخة المغرب)، ولم يسجل أي هدف في أول أربع مباريات بتصفيات كأس العالم وحصدنا نقطة واحدة». وأضاف: «بعد 6 مباريات، حققنا 6 نقاط وأول انتصار في التاريخ في مجموعة ضمن (تصفيات) كأس العالم».
