لبنانية تدخل «غينيس» للمرة السادسة بأكبر «أرزة» من النفايات

كارولين شبطيني لـ«الشرق الأوسط»: لا ألاقي الاهتمام والدعم من جهات رسمية

تركب مشروعاتها وحدها من دون فريق عمل (كارولين شبطيني)
تركب مشروعاتها وحدها من دون فريق عمل (كارولين شبطيني)
TT

لبنانية تدخل «غينيس» للمرة السادسة بأكبر «أرزة» من النفايات

تركب مشروعاتها وحدها من دون فريق عمل (كارولين شبطيني)
تركب مشروعاتها وحدها من دون فريق عمل (كارولين شبطيني)

استطاعت اللبنانية كارولين شبطيني للمرة السادسة على التوالي دخول موسوعة «غينيس». صنعت أكبر «أرزة» في العالم وطولها 10 أمتار. استخدمت لتعميرها 452 ألف عبوة بلاستيكية. فكارولين اشتهرت بأعمالها الفنية المصنوعة من البلاستيك، وتسهم بذلك في إنقاذ البيئة من التلوث، عندما تعمل على إعادة تدوير هذه المادة بعد الانتهاء من مشروعها.

تعتب كارولين لعدم دعمها من أي جهات رسمية (كارولين شبطيني)

في المرة الأولى، دخلت كارولين موسوعة «غينيس» من خلال شجرة ميلاد عملاقة نصبتها في بلدة شكا الشمالية. وفي المرة الثانية لاقت النتيجة نفسها بُعيد تنفيذها أكبر هلال بلاستيكي رمضاني. ولاحقاً صنعت أكبر علم لبناني، ومن ثم صورة ثلاثية الأبعاد لشركة أجنبية أيضاً بواسطة مادة البلاستيك. وفي المرة الخامسة صنعت الكرة الأرضية المنصوب عليها جميع أعلام الدول في العالم.

وعن شجرة الأرز التي أدخلتها من جديد موسوعة «غينيس» توضح لـ«الشرق الأوسط»: «استغرقت مني نحو شهرين من التحضير والتنفيذ. واستخدمت فيها عبوات بلاستيكية خضراء، تعكس اللون الحقيقي لهذه الشجرة سيما أنها تشكّل رمزاً من رموز لبنان الوطنية».

وعن الجهد الذي تطلّبه تنفيذ أكبر شجرة أرز في العالم ترد: «أستمتع في كل عمل أنجزه خصوصاً أن انعكاساته لا تقتصر فقط على (غينيس). فالعبوات التي أستعملها أبيعها بعد فك المجسّم المصنوع، ويعاد تدويرها وأتبرع بثمنها لمساعدة أطفال مرضى السرطان».

وتشير إلى أنها صنعت هذه «الأرزة» بمناسبة عيد الاستقلال في لبنان، ويصادف 22 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وقدمتها هدية إلى الجيش اللبناني تكريماً وشكراً لتضحياته. وتتابع: «قدّمت بلدة أميون لي المساحة اللازمة لاستضافة هذه الشجرة. وقد تعاونت مع 3 شبان من عكار لإقامة ركيزة الشجرة المصنوعة من الحديد».

وتلفت شبطيني إلى أن حبها لعملها يزودها بالحماس والنشاط. وتضيف: «للقيام بعمل مماثل تلزمنا الإرادة، وهي الكفيلة بتزويدنا بالرغبة». وعند سؤالها عن الفريق الذي يساعدها في عملها تجيب: «لا فريق لديّ، بل هناك تلامذة مدارس يتطوعون للعمل معي. وكذلك أفراد من جمعيات خيرية». وعن مدى خطورة عملها نظراً إلى ضخامة الأحجام التي تنفذها وارتفاعها تقول: «لا أواجه أي خطورة، فمادة البلاستيك تتطلّب 10 آلاف عامٍ لتتحلل. كما أنها لا تشتعل بسرعة».

تجمع كارولين هذا العدد من العبوات البلاستيكية من الناس. «لقد صاروا يخبئون لي عبوات وأدوات أخرى بلاستيكية. ويتوقعون دائماً حاجتي لها في عمل جديد».

تسجّل رقماً قياسياً في «غينيس» من خلال صنعها أكبر «أرزة» في العالم (كارولين شبطيني)

تقول كارولين إنها في كل مرة تنهي تنفيذ مجسم ما تحزن. وتشرح لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الحزن ينبع من شعوري بالفراغ. أعود إلى بيتي وأجدني أفكر في مشروع جديد. فتتوالى الأفكار في رأسي تلقائياً، وكأن ذلك بات عادة لا يستطيع ذهني التخلص منها». عادة ما ترسم كارولين فكرتها وتضعها على الورق مع مقاييس محددة. ومن ثم تترك مرحلة التنفيذ إلى أن تتمكن من تأمين المواد والمبلغ المالي الذي يتيح لها تسجيل اسمها للترشح في موسوعة «غينيس» العالمية.

أما المشروع المقبل الذي تعمل على تحضيره فيتعلق كما تذكر بشهر رمضان. «لن أفصح عن تفاصيله، ولكنه سيكون ضخماً جداً ويعبر عن تعايش الأديان في لبنان. ويتألف من طبقات بلاستيكية عدة».

تعتب كارولين لعدم تلقيها أي دعم ومساندة من الجهات الرسمية في لبنان. وتعلّق: «في كل مرة أنتهي من مشروع ما أدعو جهات رسمية لافتتاحه. مع الأسف لا أحد يهتم أو يولي رغبة في التعرف بالمجسم المنفّذ. وحده قائد الجيش العماد رودولف هيكل أرسل ممثلاً عنه لافتتاح مشروع «الأرزة» المهداة إلى الجيش. أما باقي المسؤولين من وزراء بيئة وسياحة وغيرهم، فلا يبدون أي اهتمام بالموضوع. فهم يجهلون أنني أسهم في الحد من التلوث البيئي عندما أجمع نحو 5 أطنان من المواد البلاستيكية لأستخدمها في كل مشروع، ومن ثم أعيد تدويرها. وأتمنى أن أحظى بفرصة لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، فيتعرّف عن قرب على امرأة لبنانية تسهم في الإضاءة على وجه لبنان الجميل».


مقالات ذات صلة

ميناء العين السخنة المصري يدخل موسوعة «غينيس»

يوميات الشرق تسجيل ميناء السخنة المصري في «غينيس» لأعمق حوض ميناء صناعي (وزارة النقل المصرية)

ميناء العين السخنة المصري يدخل موسوعة «غينيس»

سجلت موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية ميناء السخنة المصري بوصفه أعمق حوض ميناء من صنع الإنسان على اليابسة بعمق 19 متراً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)

أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

قال فنان متخصّص في الأعمال الميكروسكوبية إنه حطَّم رقمه القياسي العالمي السابق بعد ابتكار أصغر تمثال مصنوع يدوياً في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا صورة للروبوت الصيني «أجيبوت إيه 2» (موقع الروبوت الرسمي)

روبوت صيني شبيه بالبشر يسير 100 كيلومتر... ويدخل موسوعة «غينيس»

دخل روبوت صيني موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية لسيره مائة كيلومتر في ثلاثة أيام، وهي أطول مسافة يقطعها روبوت شبيه بالبشر على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق إليانور ولايل جيتنز أطول زوجين زواجاً في العالم في ميامي نوفمبر 2025 (الموقع الرسمي لمنظمة غينيس)

سر أطول زواج في العالم: «نحب بعضنا البعض»

قال زوجان من ميامي نالا مؤخراً لقب أطول زوجين زواجاً في العالم إنهما حققا هذا الإنجاز بفضل حبهما لبعضهما البعض.

«الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لورانس واتكينز صاحب أطول اسم في العالم (موسوعة غينيس للأرقام القياسية)

تتطلب تلاوته 20 دقيقة... تعرّف على صاحب أطول اسم في العالم

بالنسبة لمعظم الناس، يُعدّ التعارف إجراءً شكلياً عابراً، تبادلاً للأسماء يتم في ثوانٍ- لكن بالنسبة للورانس واتكينز، تُصبح هذه المهمة البسيطة إنجازاً استثنائياً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.


الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».