ما العقبات التي تواجه اكتشاف المواهب الكروية في مصر؟

بعد مطالب رئاسية باستنساخ تجربة محمد صلاح

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد تدريبات المنتخب الوطني قبل المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2023 (الاتحاد المصري لكرة القدم)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد تدريبات المنتخب الوطني قبل المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2023 (الاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

ما العقبات التي تواجه اكتشاف المواهب الكروية في مصر؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد تدريبات المنتخب الوطني قبل المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2023 (الاتحاد المصري لكرة القدم)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد تدريبات المنتخب الوطني قبل المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2023 (الاتحاد المصري لكرة القدم)

رغم أن مصر تضم ملايين الأطفال، فإنه توجد «عقبات» في اكتشاف المواهب الكروية، ما يثير تساؤلات حول موضع الخلل بمنظومة رياضية يُفترض أن تكون منجماً لا ينضب من النجوم.

ففي بلدٍ يعشق كرة القدم إلى حدّ الهوس، ويلمع فيه محمد صلاح بوصفه أيقونة ملهمة، توالت التصريحات بشأن معوقات اكتشاف وتطوير المواهب الكروية، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عبّر مؤخراً عن دهشته من عجز الدولة عن إنتاج آلاف اللاعبين الموهوبين على غرار «الملك المصري»، رغم امتلاك قاعدة شبابية ضخمة. أما اللاعب السابق محمود عبد الرازق «شيكابالا»، فوصف المنظومة الكروية بأنها «مقلوبة»، مشيراً إلى أن «اللعبة لم تعد متاحة لأبناء الطبقات الفقيرة، بل أصبحت حكراً على من يملك المال».

وأثار التصريحان نقاشاً حول الحاجة إلى مراجعة آليات اكتشاف المواهب، لا سيما مع ظهور مواهب بالريف المصري والأحياء الشعبية حققت شهرة لافتة على مواقع «السوشيال ميديا» بعد نشر مقاطع فيديو توثق مهاراتهم الفذة.

محمد صلاح كابتن منتخب مصر (الاتحاد المصري لكرة القدم)

وبلغ عدد اللاعبين المسجلين في جميع الفرق المصرية نحو 151 ألف لاعب، وفق التقرير الختامي للنشاط الرياضي لكرة القدم عن الموسم الماضي (2023 - 2024)، من بينهم حوالي 20 ألفاً مسجلين في الفرق الأولى بكل الأندية.

قائد الأهلي المصري الأسبق، مصطفى يونس، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجيال الكروية الفذة في مصر جاءت من تحت التراب، في إشارة إلى أنها نشأت في الشوارع والأندية الصغيرة، مضيفاً: «هذه البيئة هي التي تخرج المواهب الحقيقية، أما الآن تحول الأمر، هناك أسر تدفع ثلاثين ألفاً وخمسين ألف جنيه (نحو ألف دولار) لضمان أن يلعب أبناؤها، لذا أصبحت كرة القدم اليوم لمن يملك المال».

منتخب الناشئين المصري أمام سويسرا في بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً بقطر (الاتحاد المصري لكرة القدم)

واستطرد: «الأندية الكبرى، مثل الأهلي والزمالك، تشتري اللاعبين ولا تُخرج ناشئين، وقطاعات الناشئين تحولت في غالبية الأندية إلى مساحة للمحسوبية».

ويطالب يونس الدولة المصرية بالبدء في «إصلاح منظومة كرة القدم من أول السطر، لمواجهة ما بها من فساد هيكلي»، بحسب وصفه.

وقال أحمد صلاح البعلي، منظم دورة شعبية بقرية البعالوة الصغرى بمحافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشكلة لا تكمن في غياب المواهب، بل في غياب الاهتمام الرسمي بها»، مؤكداً أن «القُرى تزخر بمواهب كروية تفوق مهاراتها لاعبي الدوري الممتاز، وإذا قام اتحاد كرة القدم بتكليف كشّافين لحضور الدورات الشعبية التي تقام بها، لاكتشفوا مواهب قادرة على حصد البطولات».

دورات كرة القدم الشعبية في مصر مليئة بالمواهب (مركز شباب البعالوة الصغرى بالإسماعيلية)

كما ينتقد البعلي التغطية الإعلامية الرياضية في مصر، عادّاً أنها تتجاهل المواهب في الأندية الصغيرة والقرى، مضيفاً: «الإعلام الرياضي ليس محايداً، لو أرسلوا مراسلين لتغطية الدرجات الأدنى والدورات الرمضانية والصيفية، لاكتشفوا كرة قدم مختلفة تماماً».

أما رئيس الاتحاد المصري للثقافة الرياضية، الناقد الرياضي أشرف محمود، فلمح إلى أسباب عدة تعيق اكتشاف المواهب، لافتاً إلى أن «المشكلة تكمن أولاً في غياب الأساليب العلمية في انتقاء اللاعبين، كون آلية اكتشاف المواهب غالباً ما تُوكل للاعبين سابقين، الذين يفتقدون الانتقاء العلمي للمواهب».

ويوضح محمود لـ«الشرق الأوسط»، أن «السبب الثاني والأخطر هو التحول الاقتصادي لقطاع الناشئين، بعد بيع أندية لقطاعات الناشئين لديها لمستثمرين»، وواصل: «تتعمق المشكلة أيضاً مع انتشار الأكاديميات الخاصة التي أسستها الأندية، والتي تهدف بشكل أساسي إلى تحصيل الأموال، دون النظر إلى مخرجاتها من اللاعبين».

واختتم بأن القاعدة الشبابية الكبيرة تحتاج إلى إرادة وتخطيط استراتيجي واسع المدى، مؤكداً أن حلم الجميع بظهور صلاح آخر لن يتحقق بمجرد الرغبة.

لتفعيل هذه الرغبة، يوضح النائب البرلماني محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب المصري، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مصر في حاجة بالغة لإعداد الناشئين بصورة جيدة عبر منظومة متكاملة تستفيد من تجارب الدول الأخرى التي برزت مؤخراً في هذه المرحلة، مثل المغرب التي توّجت بكأس العالم للشباب مؤخراً، مؤكداً أن مصر لديها آلاف اللاعبين الموهوبين على غرار محمد صلاح، في حاجة فقط لمن يكتشفهم.

منتخب الناشئين المصري تحت 17 عاماً في إحدى حصصه التدريبية (الاتحاد المصري لكرة القدم)

ويُحمّل البرلماني الحكومة مسؤولية إنشاء مدارس رياضية خاصة بالناشئين، يلتحقون بها لإعدادهم جيداً، على أن تتعلق مجالات دراستهم بالمجال الكروي بشكل شامل، فهم في حاجة على سبيل المثال إلى تعلم اللغات الأجنبية حتى لا يصطدموا بعائق اللغة عند توجههم للخارج مستقبلاً، إلى جانب الإعداد البدني السليم، والتأهيل النفسي.

هنا، يوضح الدكتور وائل الرفاعي، أستاذ علم النفس الرياضي بجامعة حلوان، لـ«الشرق الأوسط»، أن الإعداد النفسي للاعبين يجب أن يبدأ في سن مبكرة، منتقداً غياب المنهجية العلمية في الأندية، التي تكتفي بتدريب اللاعب على المهارات الفنية، وعدم إخضاعه لقياسات علمية دقيقة، كما أن المنظومة الكروية الحالية تفتقر إلى استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الكشف عن المواهب المبكرة عبر اختبارات فيسيولوجية تحدد ما إذا كان هذا اللاعب مؤهلاً للعب كرة القدم أم لا.

ودعا الرفاعي إلى ضرورة إحداث ثورة في طريقة تأهيل اللاعب المصري، مشدداً على أهمية بناء العقلية الاحترافية منذ سن مبكرة، مبيناً أن الرياضة الحديثة تجاوزت مرحلة التدريب البدني التقليدي، لتركز على الذكاء النفسي والقدرة على إدارة الضغوط العصبية، موضحاً أن التجهيز النفسي للاعبين يتطلب فهم جوانب معقدة، مثل «التكيف النفسي» و«النمط العصبي» الخاص بالرياضي، والأهم من ذلك، بناء «الصلابة العقلية».


مقالات ذات صلة

بوينديا… «رقم 10» المثالي الذي يجسّد كل ما يريده إيمري

رياضة عالمية إيميليانو بوينديا نجم أستون فيلا (أ.ف.ب)

بوينديا… «رقم 10» المثالي الذي يجسّد كل ما يريده إيمري

هدف إيميليانو بوينديا في الدقيقة 95 أمام آرسنال لم يكن جميلاً من حيث الشكل، بل فوضوياً ومشحوناً بالتوتر، لكنه كان معبّراً تماماً عن شخصيته وعن موسم أستون فيلا.

The Athletic (برمنغهام)
رياضة عالمية قمة نيوكاسل وتشيلسي انتهت بالتعادل الإيجابي (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»: نيوكاسل يفرط في تقدمه بثنائية ويتعادل مع تشيلسي

فرط نيوكاسل يونايتد في تقدمه بهدفين عبر ​نيك فولتيماده في الشوط الأول أمام ضيفه تشيلسي الذي أدرك التعادل 2-2 في الشوط الثاني.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)
رياضة عالمية كأس الأمم الأفريقية ‌ستقام في ‌المستقبل ‌كل 4 ​أعوام (رويترز)

إقامة كأس الأمم الأفريقية كل 4 أعوام بدلاً من عامين

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، السبت، أن كأس الأمم الأفريقية ‌ستُقام في ‌المستقبل ‌كل ⁠4 ​أعوام ‌بدلاً من كل عامين.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية مدرب منتخب المغرب لكرة القدم وليد الركراكي (إ.ب.أ)

الركراكي: ننتظر هذه الفرصة منذ عامين

«وأخيراً ستبدأ النسخة المنتظرة منذ عامين واللقب هو الهدف» هذا ما شدد عليه مدرب منتخب المغرب لكرة القدم وليد الركراكي، السبت، في الرباط.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية بيب غوارديولا غيّر أسلوب مان سيتي هذا الموسم (رويترز)

غوارديولا يجد الحل أخيراً... أوريلي ونونيز مفتاح التحول

بعد موسمين من الاعتماد على «مدافعين حقيقيين» في مركز الظهير خلال رحلة التتويج بالثلاثية، قرَّر بيب غوارديولا أن يسلك طريقاً مختلفاً هذا الموسم.

The Athletic (مانشستر)

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
TT

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)

يستهل المنتخب المغربي مشواره في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على أرضه، بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة، الأحد. وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل «أسود الأطلس» اللقاء وهم في المركز الـ11 عالمياً، بوصفه أعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز الـ108.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة بينهما، فقد التقى المنتخبان في 4 مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بـ3 انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرتيهما معاً نحو النهائيات.

كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث فاز «أسود الأطلس» 3 - 1.

ويخوض المنتخب المغربي كأس أمم أفريقيا للمرة الـ20 في تاريخه، والخامسة على التوالي منذ عام 2017، بينما يسجل منتخب جزر القمر حضوره الثاني فقط بعد ظهوره الأول التاريخي في نسخة الكاميرون، ومن المفارقات أن منتخب جزر القمر سيواجه مستضيف البطولة للمرة الثانية على التوالي في مبارياته بكأس الأمم، بعد أن خاض آخر مباراة له في النسخة الماضية له أمام المستضيف الكاميروني، وخسر بصعوبة بهدفين لهدف في دور الـ16.

وبالعودة لنسخة 2021، فقد تأهل الفريقان معاً عن المجموعة الثالثة، حيث تصدر المغرب المجموعة وحل منتخب جزر القمر ضمن أفضل الثوالث متفوقاً على غانا، التي تذيلت الترتيب.

وعلى صعيد الأرقام الخاصة بالمنتخب المغربي، يطمح «الأسود» لتحقيق انطلاقة قوية في استضافتهم الثانية للبطولة بعد نسخة 1988 التي حلوا فيها بالمركز الثالث، علماً بأن بداية مشوار الفريق في تلك النسخة انتهت بالتعادل بهدف لمثله أمام الكونغو الديمقراطية.

ويمتلك المغرب سجلاً حافلاً، حيث تُوِّج باللقب عام 1976 وحلَّ وصيفاً عام 2004، ويدخل هذه النسخة بسلسلة من الانتصارات في مبارياته الافتتاحية بآخر 3 نسخ، مع الحفاظ على نظافة شباكه في آخر 5 مباريات افتتاحية خاضها. وبوصفه أول منتخب أفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يدخل المغرب البطولة بسجل مرعب في التصفيات، حيث حقق العلامة الكاملة بـ6 انتصارات مسجلاً 26 هدفاً، وكان إبراهيم دياز هداف التصفيات بـ7 أهداف.

في المقابل، يمثل منتخب جزر القمر طموح الجزر الأفريقية، وهو واحد من 4 منتخبات جزرية تأهلت للنهائيات تاريخياً بجانب الرأس الأخضر ومدغشقر وموريشيوس. وقد قدم منتخب جزر القمر أفضل حملة تصفيات في تاريخه، حيث تأهل دون خسارة من مجموعة ضمت تونس وغامبيا ومدغشقر، مستنداً إلى دفاع صلب لم يستقبل سوى 4 أهداف.

ورغم أن الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه في مبارياته الـ4 السابقة بالنهائيات، فإنه أثبت خطورته في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل 3 أهداف من أصل 4 له في البطولة، ويعتمد الفريق على استقرار تشكيلته التي شارك فيها 25 لاعباً في التصفيات، منهم 4 لاعبين بدأوا جميع المباريات بصفة أساسية.


«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
TT

«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)

كان يتعيّن على المغربي حمزة إيغامان الاحتراف في الخارج كي يضمن استدعاءه إلى صفوف منتخب بلاده، ومزاحمة المخضرمين أيوب الكعبي ويوسف النصيري على مركز أساسي في قلب الهجوم.

سلك إيغامان، البالغ من العمر 23 عاماً، الطريق ذاته للكعبي والنصيري، حيث نجحا في ضمان مكان في تشكيلة «أسود الأطلس» عبر الاحتراف في الخارج بعدما بدأ مشوارهما الكروي محلياً، الأول مع فريق النهضة البيضاوية وبرز بعدها مع أولمبياكوس اليوناني والثاني في أكاديمية محمد السادس وتألق في صفوف إشبيلية الإسباني على الخصوص.

صنع إيغامان لنفسه اسماً في فريق الجيش الملكي الذي جلبه إلى صفوفه من وداد تمارة الذي اكتشفه في الأحياء الشعبية لمدينة تمارة المجاورة للعاصمة الرباط وضمه إلى صفوف فئتين للناشئين والشباب.

سجل 13 هدفاً في 47 مباراة على مدى ثلاثة مواسم، الأول منها كان في صفوف فريقه الرديف، حيث لعب سبع مباريات فقط في الدرجة الأولى بسن الثامنة عشرة دون أن يسجل أي هدف.

لكنه هز الشباك 6 مرات في 18 مباراة موسم 2022-2023، ثم 7 أهداف في موسم 2023-2024، وكانت بوابته إلى الاحتراف في صفوف رينجرز الأسكوتلندي لمدة 5 مواسم مقابل 3 ملايين يورو لكنه أمضى موسماً واحداً فقط معه وكان رائعاً سجل خلاله 12 هدفاً في 33 مباراة في الدوري مع تمريرة حاسمة.

كما سجل 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في 10 مباريات في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، حيث ساهم في بلوغ ربع النهائي قبل الخروج على يد أتلتيك بلباو الإسباني.

توّج بجائزتي أفضل لاعب شاب وأفضل هدف في الدوري الأسكوتلندي.

انضم إلى صفوف ليل الفرنسي لتعويض هدافه الدولي الكندي جوناثان ديفيد، وكان عند حسن الظن حتى الآن كونه هداف الفريق في الدوري برصيد 5 أهداف مع تمريرة حاسمة في 13 مباراة بين أساسي وبديل (435 دقيقة)، كما سجل له 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

أشاد به مدربه برونو جينيزيو بقوله: «يمتلك مهارات تقنية مميزة. يمتلك المهارة اللازمة، وديناميكيته تمنحه القدرة على إظهار أفضل ما لديه عند دخوله في مجريات المباراة».

لم يتأخر إيغامان في فرض نفسه على تشكيلة «أسود الأطلس» مثبتاً أنه ليس مجرد موهبة عابرة. استُدعي للمرة الأولى في مارس (آذار) الماضي للمباراتين ضد النيجر وتنزانيا ودخل بديلاً في الأولى التي حسمها المغرب 2-1 في مدينة وجدة.

لكنه انتظر سبتمبر (أيلول) الماضي لتسجيل هدفه الدولي الأول في مباراته الدولية الثانية وكانت ضد النيجر (5-1) بمناسبة تدشين ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، حيث تألق مع فريقه السابق الجيش الملكي قبل الاحتراف في أسكوتلندا.

وقتها دخل بديلاً للكعبي وهز الشباك بعد ثلاث دقائق من دخوله ثم صنع هدفاً لعز الدين أوناحي، واحتفل في نهايتها بتأهل «أسود الأطلس» إلى المونديال.

سجل هدفه الثاني في مباراته الدولية الثالثة والأولى كأساسي بعدها بأربعة أيام ضد المضيفة زامبيا (2-0) في مدينة ندولا بتسديدة رائعة من خارج المنطقة، ليرسخ مكانته داخل منظومة المدرب وليد الركراكي.

أكد الركراكي عقب الفوز على زامبيا أن إيغامان لم يخذل ثقته قائلاً: «عندما تعطي حمزة القميص فإنه يجيبك، لديه موهبة كبيرة، يشتغل يسمع ويأخذ الثقة شيئاً فشيئاً، أتمنى أن يبقى في هذا المستوى. لديه مستقبل كبير في المنتخب ومع فريقه أيضاً».

وأضاف: «عندما جاء للمرة الأولى لم يلعب، ثم بدأ يدخل تدريجياً، وهذا ما نفعله مع جميع اللاعبين الجدد، لأن حمل القميص الوطني ليس سهلاً».

وتابع: «أبان عن موهبة لافتة وإمكانات تقنية عالية، وبدأ يكتسب الثقة تدريجياً رغم الدقائق المحدودة التي خاضها حتى الآن مع المنتخب الأول».

وأوضح أن السياسة التي يعتمدها والقائمة على منح دقائق لعب تدريجية للاعبين الجدد، بدأت تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن إيغامان يجسد هذه المقاربة بنجاح.

وأعرب الركراكي عن ارتياحه للمنافسة القوية داخل المنتخب، خصوصاً في مركز قلب الهجوم: «هذا التنافس الصحي يخدم مصلحة المنتخب لأنه يدفع كل لاعب إلى بذل أقصى ما لديه من أجل ضمان مكانته في التشكيلة الرسمية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأداء العام للمجموعة».

يتمتع إيغامان بمهارات فنية متعددة، ويجيد اللعب على الجناحين. يجمع بين القوة البدنية والفنية، ما يسمح له بالاحتفاظ بالكرة واللعب وظهره إلى المرمى والمشاركة في بناء الهجمات.

كما يتميز أسلوب لعبه بمهارات المراوغة والقدرة على التسديد من مسافات بعيدة، وميله لتقديم التمريرات الحاسمة.

يُوصف أيضاً بأنه لاعب على غرار البرازيلي رونالدو نازاريو، يتمتع بغرائز قوية ومرونة ذهنية قوية، وهي صفات تبرز من خلال أدائه في المواقف الصعبة.

لم يبخس إيغامان الذي استلهم في شبابه من مهاجمين أمثال الإيفواري ديدييه دروغبا والفرنسي أوليفييه جيرو زميله في ليل حالياً، الذي يدخل مكانه بديلاً هذا الموسم، حق الجماهير المغربية وشكرها على مساندته، مطالباً إياها بالوثوق في المنتخب وتشجيعه للظفر باللقب الثاني في تاريخه.


تونس تفتقد المساكني لأول مرة منذ 2010

نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
TT

تونس تفتقد المساكني لأول مرة منذ 2010

نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)

للمرة الأولى منذ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2010، يغيب نجم تونس المخضرم يوسف المساكني عن بعثة «نسور قرطاج» التي وصلت مساء الجمعة، إلى الرباط، للمشاركة في النسخة الـ35 من البطولة التي تقام في الفترة بين 21 ديسمبر (كانون الأول) و18 يناير (كانون الثاني).

ويعدّ غياب اللاعب الأكثر موهبة في تونس منذ نحو عقدين، خسارة كبيرة للمنتخب التونسي في مشواره للبحث عن اللقب الثاني، بعد تتويجه الوحيد عام 2004 على الملاعب التونسية.

وأبدى مدرب المنتخب سامي الطرابلسي في وقت سابق، حسرته لعدم جاهزية المساكني وابتعاده عن المنافسة، لكنه في الوقت نفسه كان ترك الباب مفتوحاً لإمكانية عودته في حال استعاد نشاطه.

وظل المساكني من دون أي نشاط بعد انتهاء عقده مع ناديه العربي القطري في يونيو (حزيران) الماضي، قبل أن يعلن الترجي التونسي استعادة نجمه بعقد لمدة عام ونصف عام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبدأ المساكني (35 عاماً) تدريباته مع الترجي في نهاية الشهر نفسه، عبر خضوعه لبرنامج تأهيلي خاص، وهي فترة قصيرة حالت دون استعادة جاهزيته بشكل كامل للالتحاق بالمنتخب.

وقال لاعب المنتخب نعيم السيليتي: «غياب المساكني ترك فراغاً كبيراً. بإمكانه مساعدتنا حتى في 5 دقائق. نتمنى أن نراه قريباً».

ويمثل يوسف المساكني علامة ساطعة في أكبر مسابقة كرة قدم بأفريقيا، وهو يتشارك مع المصري أحمد حسن، والكاميروني ريجوبرت سونغ، والغاني أندريه أيو، في الرقم القياسي لعدد مرات المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، بوجوده في 8 نسخ متتالية منذ دورة 2010.

وليس واضحاً ما إذا كان اللاعب قادراً على الاستمرار في اللعب حتى النسخة التالية من كأس أمم أفريقيا لكسر الرقم القياسي، أم لا، ومع ذلك فهو يحمل في جرابه أرقاماً قياسية بالجملة.

ويعدّ المساكني هداف تونس في المسابقة بـ7 أهداف، وهو أول لاعب تونسي يسجل في 4 نسخ مختلفة من المسابقة، وأول لاعب عربي يسجل في 5 بطولات متتالية.

وكانت أولى مشاركات المساكني في البطولة القارية في سن الـ19 عاماً بدورة أنغولا عام 2010، وسجل أول أهدافه في دورة الغابون عام 2012 ضد المغرب.

وإلى جانب مهاراته العالية، يحتفظ المساكني بأحد أجمل الأهداف المسجلة في تاريخ البطولة والموقع في شباك الجزائر في نسخة 2013، من تسديدة بعيدة في الزاوية التسعين.

ولعب المساكني في تونس لأندية الملعب التونسي، ثم الترجي، قبل انتقاله في 2013 إلى نادي لخويا القطري في صفقة قياسية آنذاك بلغت قيمتها 15 مليون دولار أميركي، كما لعب لناديي يوبين البلجيكي والعربي القطري.