خيّم الحزن على كرة القدم المصرية، اليوم (الجمعة)، بعد إعلان وفاة محمد صبري، نجم الزمالك السابق، عن عمر ناهز 51 عاماً، عقب حادث سير في منطقة التجمع الخامس بالعاصمة القاهرة.
رحل أحد أبرز لاعبي جيل التسعينات، صاحب القدم اليسرى الذهبية والذكرى الراسخة لدى جماهير القلعة البيضاء.
وكتب القائد التاريخي للزمالك محمود عبد الرازق (شيكابالا) عبر حسابه على «فيسبوك»: «يا رب ألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، وأجمعنا به في مستقر رحمتك... كان الأسطورة صبري مثالاً للوفاء والانتماء، وله بصمات لا تُمحى في الملاعب وفي الوسط الرياضي».
ارتدى محمد صبري قميص الزمالك لمدة 13 عاماً كاملة، صنع خلالها اسمه وبطولاته وانتماءه. وخلال عقد كامل من العطاء، حصد 15 لقباً متنوعاً، جعلته أحد أكثر لاعبي جيله تتويجاً، حيث حصل على الدوري المصري مرتين، وكأس مصر مرتين، ودوري أبطال أفريقيا 3 مرات، والسوبر المصري 3 مرات، وكأس الكؤوس الأفريقية مرة واحدة، والسوبر الأفريقي 3 مرات، وكأس الأفروآسيوية مرة واحدة. ومثّل صبري منتخب مصر في مناسبات عدة، واشتهر بكونه واحداً من أفضل منفِّذي الضربات الثابتة في فترة التسعينات.
كما سجّل أكثر من 40 هدفاً بقميص الزمالك في مختلف البطولات، وصنع عشرات الأهداف بفضل دقة تمريراته وقدرته على اللعب جناحاً وصانع لعب معاً. وكان صبري دائماً يقول: «الزمالك هو مَن صنع اسمي... أكلت وشربت من خير النادي، وكل ما وصلت له في حياتي كان بفضله».
وعلى عكس شخصيته لاعباً، أكد صبري أنه خلال مشواره التدريبي - سواء مع فرق الشباب أو في تجاربه القصيرة مساعداً - كان هادئاً ومتزناً، محاولاً تعويض اللاعبين الشباب عن كل ما افتقده هو نفسه.
كان دائماً يكرر: «أعود بذهني للوراء كثيراً... أحاول ألا يكرر اللاعبون الصغار الأخطاء التي دفعتني للاعتزال مبكراً».
بدأ صبري مسيرته في فرق الناشئين بالزمالك منتصف الثمانينات قبل تصعيده للفريق الأول في أوائل التسعينات.
كان أحد أهم عناصر الجيل الذي قاد الزمالك للهيمنة الأفريقية بين 1996 و2002.
اشتهر بمهارته في مركزَي الجناحين والتسديد من خارج المنطقة، إضافة إلى دقة ضرباته الثابتة التي سجّل بها أهدافاً حاسمة عدة.
درّب في قطاعات الناشئين بالزمالك لفترات متعددة بعد اعتزاله، وأسهم في اكتشاف وتعليم عدد من اللاعبين الذين وصلوا للفريق الأول.
شارك محللاً فنياً في بعض القنوات الرياضية، ومؤخراً كان مقدماً لبرنامج «زملكاوي»، البرنامج الرئيسي على قناة «الزمالك»، وكان يتميَّز بالبساطة والصدق في آرائه.
كان محبوباً داخل غرف الملابس ومعروفاً بغيرته الشديدة على النادي، وهو ما جعل جماهير الزمالك تحتفظ له بمكانة خاصة.
ومن المنتظر أن يقف نجوم منتخب مصر دقيقة حداد على روح صبري، اليوم (الجمعة)، في مواجهة أوزبكستان الودية المقررة بمدينة العين الإماراتية.
برحيل محمد صبري، تفقد الكرة المصرية أحد أبرز نجومها في التسعينات، ولاعباً ظل نموذجاً للوفاء والانتماء، واسماً محفوراً في ذاكرة جماهير الزمالك. ترك إرثاً كبيراً من المهارة والالتزام، وذكريات لا تنسى داخل المستطيل الأخضر.

