ضمن خطة أطلس المأثورات الشعبية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي، أوفدت الهيئة بعثة ميدانية إلى محافظة شمال سيناء، لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي بالمحافظة.
البعثة التي ترأستها الدكتورة الشيماء الصعيدي، مديرة إدارة أطلس للمأثورات الشعبية، يشارك بها نخبة من الباحثين المتخصصين، وتشمل جولات بمدينتي العريش وبئر العبد لرصد وتوثيق عناصر التراث المحلي، والتعرف على أشهر العادات والتقاليد والحرف والفنون الشعبية التي تعكس الذاكرة الثقافية الأصيلة لأهالي سيناء.
وتستمر أعمال البعثة حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، في إطار خطة هيئة قصور الثقافة لحصر عناصر التراث الشعبي وإدراجها ضمن قاعدة بيانات لتصبح «جزءاً من الهوية الثقافية وامتداداً لذاكرة المجتمع المحلي»، وفق بيان للهيئة، الثلاثاء.

وكانت هيئة قصور الثقافة قد أوفدت بعثتين ميدانيتين سابقتين خلال الفترة الماضية؛ الأولى في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى محافظة جنوب سيناء، شملت جولات داخل قرية الجبيل، ووادي فيران، وعيون موسى، وحمام موسى، وجبل سانت كاترين، لتسجيل عناصر التراث غير المادي في تلك المناطق، وكذلك المعتقدات المرتبطة بالأولياء والقديسين في جنوب سيناء.
بينما كانت البعثة الثانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمحافظة مطروح، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، وشملت توثيق مظاهر الموروث الثقافي بمحافظة مطروح، ومنها مهنة الرعي، والشعر النبطي، والتاريخ الشفاهي للبادية، والأداء الجماعي للأغاني الشعبية المتوارثة.
ويقول الباحث في التراث الشعبي، شهاب عماشة، عضو البعثة بشمال سيناء، إن «الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية معنية بجمع وتوثيق التراث غير المادي، والجولة التي قمنا بها في شمال سيناء، ومن قبلها بعثة بمنطقة الطور في جنوب سيناء قائمة على توثيق العادات والتقاليد السيناوية، بالإضافة إلى الأدب البدوي بكل أنواعه، منها الشعر النبطي، والحكاية الشعبية البدوية، ثم الأزياء السيناوية والرعي»، ويضيف عماشة لـ«الشرق الأوسط»: «كما نرصد العديد من الأمور المتعلقة بالموروث السيناوي وما يطرح منه في الحياة اليومية، وهل ما زالت العناصر أو التيمات التراثية قائمة حتى اليوم في الشارع السيناوي أم لا؟».

ولفت إلى أن البعثات التي تقوم بجمع وتوثيق التراث الشعبي اللامادي تضم أعضاء متخصصين في هذا المجال، وتابع: «مهمتهم الرصد أولاً من خلال اللقاءات الميدانية مع الإخباريين أو المصادر من أبناء الشمال أو الجنوب»، وأكد أن البعثة الأولى التي كانت في جنوب سيناء «كانت ثرية للغاية وجمعت نحو 25 غيغا بايتس من المواد المرتبطة بالعادات والتقاليد»، وفق قوله.
أما البعثة الأخرى التي تستمر 11 يوماً فتجولت بين العريش وبئر العبد والشيخ زويد وقاطية، لتجمع المادة التي تصب جميعها في الأرشيف الأطلسي، ويوضح البحث في التراث الشعبي أن «الهدف الأساسي منها هو الحصر والتوثيق قبل مرحلة النشر»، لافتاً إلى أن إدارة أطلس المأثورات الشعبية سبق أن نشرت عدة إصدارات من بينها «أطلس الخبر» و«أطلس الموسيقى الشعبية»، وأخيراً «أطلس الفخار»، وتستعد لنشر «أطلس الحرف»، وأكد أن «أكثر المواد التراثية التي تم جمعها من شمال سيناء كانت عن الحرف التراثية، وعلى رأسها ما يتعلق بالزي السيناوي والرعي».

