أقرّ ديدييه ديشان، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، بأنه تلقّى عرضاً من نادٍ سعودي خلال الأشهر الماضية، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول وجهته المقبلة بعد نهاية مشواره مع «الديوك» عقب كأس العالم 2026.
وقال ديشان في مقابلة مع برنامج «تيلي فوت» نقلتها صحيفة «ليكيب» الفرنسية: «نعم، كانت هناك محادثات مع نادٍ سعودي. إنهم يعرفون موقفي جيداً. عندما أتخذ قراري النهائي لن أتراجع عنه. بعد انتهاء المهلة المحددة سأكون حراً، ولا أستبعد أي احتمال لمستقبلي».
ويُتوقع أن يختتم المدرب الفرنسي البالغ 55 عاماً مسيرته مع منتخب بلاده بعد كأس العالم المقبلة، ليطوي بذلك حقبة بدأت عام 2012، وشهدت تتويجه بـ كأس العالم 2018، وبلوغ نهائي 2022.
ردّ ديشان بحزم على التقارير التي تحدثت عن احتمال عودته إلى تدريب يوفنتوس أو توليه قيادة منتخب البرازيل، قائلاً: «لن أعود إلى يوفنتوس، ولا يوجد أي تواصل مع البرازيل».
وأضاف موضحاً موقفه من العمل الدولي مستقبلاً: «لن أدرّب أي منتخب آخر. لا مارسييز والنشيد الفرنسي يعنيان لي الكثير. لا أستطيع تخيّل نفسي واقفاً على مقاعد البدلاء أستمع لنشيد وطني غير النشيد الفرنسي».
هذا التصريح القاطع يُغلق الباب عملياً أمام معظم الخيارات الدولية المتاحة له، ويجعل الوجهة الأقرب له في المرحلة المقبلة هي التدريب على مستوى الأندية.
وسُئل عن احتمال توليه تدريب باريس سان جيرمان، فأجاب: «لا أستبعد شيئاً. سأكون متاحاً. لا يوجد في ذهني شيء محدد حالياً، وعندما يحين الوقت سأختار العرض الأنسب».
ورغم تحفظه على الكشف عن تفاصيل العرض، عبّر ديشان عن إعجابه بتطور الدوري السعودي، مشيراً إلى أنه تابع عن قرب مستوى عدد من نجومه، أبرزهم نغولو كانتي لاعب الاتحاد الذي استدعاه مؤخراً لقائمة المنتخب الفرنسي.
وقال المدرب: «كانتي يستحق الاستدعاء؛ لأنه يقدم أداءً رائعاً في السعودية. مستوى الدوري هناك في تحسُّن واضح».
تصريح ديشان يعكس إدراكه المتزايد لتأثير النهضة الكروية في السعودية، التي استقطبت نخبة من نجوم العالم ومدربين كباراً خلال السنوات الأخيرة.
ورغم كل الحديث عن مستقبله، شدد ديشان على أن هدفه الأول حالياً هو ضمان تأهل فرنسا إلى كأس العالم 2026. يتصدر المنتخب الفرنسي المجموعة الرابعة برصيد 10 نقاط من 4 مباريات، ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط من مواجهتي أوكرانيا وأذربيجان المقبلتين لحسم التأهل رسمياً.
ديشان يسعى إلى إنهاء التصفيات في الصدارة ليمنح الفرصة لبعض العناصر الاحتياطية في المباراة الأخيرة، استعداداً للمرحلة المقبلة من مشروعه الأخير مع «الديوك».
بينما يقترب ديشان من نهاية حقبة تاريخية مع فرنسا، يبدو أن العروض السعودية تمثل بداية فصل جديد في مسيرته. ففي الوقت الذي يغلق فيه أبواب المنتخبات، يترك الباب موارباً أمام تجربة جديدة في الشرق الأوسط - قد تكون السطر المقبل في قصة أحد أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم الحديثة.


