أجواء من القلق تسيطر على ريال مدريد بعد أسبوع مخيّب، شهد هزيمة في «دوري الأبطال» أمام ليفربول وتعادلاً محبطاً مع رايو فايكانو في الدوري الإسباني. الخسارة على «أنفيلد» بنتيجة (1-0) أعادت فتح ملف أداء الفريق أمام الكبار تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو، فبعد أن نجح في الفوز على برشلونة (2-1) في أكتوبر (تشرين الأول)، تلقى الفريق هزيمة قاسية (0-4) أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى الخسارة المدوية (2-5) أمام أتلتيكو مدريد في ديربي سبتمبر (أيلول).
وعلى الرغم من تصدر ريال مدريد جدول الليغا بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، فإن التوتر واضح داخل غرفة الملابس. ألونسو قال عقب التعادل مع رايو: «هذا هو ريال مدريد، ونعرف ما نريد. ما زلنا في نوفمبر (تشرين الثاني)، الطريق طويل، لكن علينا أن نكون أكثر صرامة مع أنفسنا».
تبدو لهجته أكثر جدية مؤخراً؛ إذ يواجه انتقادات من داخل النادي وخارجه، بسبب تراجع الأداء الهجومي للفريق الذي فشل في التسجيل في مباراتَين متتاليتَين لأول مرة منذ مايو (أيار) 2023، رغم امتلاكه ثلاثياً مرعباً يضم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام.
تقارير صحافية إسبانية أكدت أن بعض اللاعبين غير مرتاحين لأسلوب ألونسو وبعض أفكاره التكتيكية الجديدة، مما يعمّق التحديات في طريقه لتثبيت فلسفته الخاصة داخل «البرنابيو».
الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد واصل بدايته الصعبة في مدريد. اللاعب لم يشارك أساسياً أمام رايو فايكانو؛ إذ فضّل ألونسو الاعتماد على فيدريكو فالفيردي في مركز الظهير الأيمن، فيما يواصل داني كارفاخال تعافيه من جراحة الركبة.
ألونسو أكد قبل اللقاء أن ترينت «جاهز تماماً» بعد تعافيه من إصابة عضلية في سبتمبر (أيلول)، لكنه اكتفى بالدخول في الدقيقة 83 دون تأثير يُذكر؛ فشل في تمرير أي كرة في نصف ملعب الخصم، فقد الاستحواذ أربع مرات، وأرسل عرضيتَيْن غير ناجحتَيْن.
صاحب الأعوام الـ27 خاض ثلاث مباريات فقط أساسياً هذا الموسم، جميعها على ملعب «سانتياغو برنابيو»، وسط قناعة متزايدة في النادي بأن تأقلمه سيكون أطول وأصعب من المتوقع.
المدافع الإسباني المولود في هولندا دين هويسين واصل أداءه المهتز، إذ تم استبداله بين الشوطين بعد حصوله على بطاقة صفراء، في مؤشر إلى قلق داخلي من تراجع تركيزه وحماسه. بعد بداية قوية في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، لم يتمكن اللاعب البالغ 20 عاماً من الحفاظ على مستواه. في المقابل، خطف الأكاديمي الصاعد راؤول أسينسيو الأنظار بأداء دفاعي صلب أمام رايو.
أما المهاجمان الواعدان إندريك وغونزالو غارسيا، فظلا على دكة البدلاء دون مشاركة، مما أثار انتقادات الجماهير. وردّ ألونسو قائلاً: «لدينا مهاجمون آخرون على أرض الملعب قادرون على صناعة الخطورة».
كما دفع بالبرازيلي رودريغو في الدقيقة 79 بدلاً من إدواردو كامافينغا، لكنه لم يغيّر شيئاً. رودريغو لم يسجل أي هدف منذ الرابع من مارس (آذار) ولم يُسهم بهدف أو تمريرة حاسمة في الليغا هذا الموسم.
خرج أكثر من لاعب من مواجهة رايو وهو يعاني من إصابات عضلية؛ فيدريكو فالفيردي شعر بآلام في الفخذ اليمنى، وخضع لفحوصات كشفت عن إصابة عضلية ستبعده عن معسكر أوروغواي، كما حدث في أكتوبر (تشرين الأول). أما الحارس تيبو كورتوا، فقد خضع للفحوص نفسها بعد شعوره بشد عضلي، وأكد النادي إصابته أيضاً. سيغيب كلا اللاعبين نحو عشرة أيام، على أن يعودا قبل لقاء إلتشي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني).
تقارير شبكة «The Athletic» كشفت عن أن المدافع الشاب خوان مارتينيز (18 عاماً) من أكاديمية ريال مدريد يجذب اهتمام بوروسيا دورتموند وعدة أندية أوروبية أخرى، لكن النادي الملكي يرفض فكرة بيعه ويثق تماماً بموهبته، خصوصاً بعد تمديد عقده في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، الذي تضمن شرطاً جزائياً يقارب 70 مليون يورو، وهو رقم غير معتاد في عقود لاعبي فريق «كاستيا».

