انطلاق جلسات محاكمة شركة «لافارج» الفرنسية بتهمة تمويل الإرهاب

يُحاكَم عدد من مسؤوليها بتهمة عدم احترام العقوبات المالية الدولية

شعار شركة «لافارج» الفرنسية لمواد البناء في مصنع «لافارج» لإنتاج الخرسانة في بانتان بالقرب من باريس فرنسا 3 نوفمبر 2025 (رويترز)
شعار شركة «لافارج» الفرنسية لمواد البناء في مصنع «لافارج» لإنتاج الخرسانة في بانتان بالقرب من باريس فرنسا 3 نوفمبر 2025 (رويترز)
TT

انطلاق جلسات محاكمة شركة «لافارج» الفرنسية بتهمة تمويل الإرهاب

شعار شركة «لافارج» الفرنسية لمواد البناء في مصنع «لافارج» لإنتاج الخرسانة في بانتان بالقرب من باريس فرنسا 3 نوفمبر 2025 (رويترز)
شعار شركة «لافارج» الفرنسية لمواد البناء في مصنع «لافارج» لإنتاج الخرسانة في بانتان بالقرب من باريس فرنسا 3 نوفمبر 2025 (رويترز)

بدأت في باريس، الثلاثاء، جلسات محاكمة شركة «لافارج» الفرنسية وثمانية من المسؤولين السابقين فيها، بتهمة تمويل مجموعات متشدّدة من بينها تنظيم «داعش» في سوريا حتى عام 2014، لتأمين استمرار العمل في مصنعها للأسمنت هناك.

وصل الكاتب الفرنسي باتريس فرانشيسكي إلى محكمة باريس في اليوم الافتتاحي لمحاكمة المديرين التنفيذيين السابقين لشركة «لافارج» المتهمين بتمويل الإرهاب في سوريا بباريس 4 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

وبعد افتتاح الجلسة، بعيد الساعة الأولى ظهراً بتوقيت غرينتش، بدأت رئيسة المحكمة إيزابيل بريفوست ديبريز في استدعاء المتهمين إلى المنصة الواحد تلو الآخر لتذكر لهم الجرائم المنسوبة إليهم.

وتمثل الشركة والمتهمون الثمانية أمام المحكمة الجنائية حتى السادس عشر من ديسمبر (كانون الأول)، بتهمة تمويل منظمات إرهابية، ويُحاكم عدد منهم أيضاً بتهمة عدم احترام العقوبات المالية الدولية.

المديرة المشاركة لمعهد التدخل القانوني (ECCHR) كلير تيكسيير تتحدث إلى الصحافة في محكمة باريس في اليوم الافتتاحي لمحاكمة المديرين التنفيذيين السابقين لشركة «لافارج» المتهمين بتمويل الإرهاب في سوريا بباريس 4 نوفمبر 2025. تُحاكم مجموعة «لافارج» للأسمنت بعد اتهامها بتمويل «تنظيم الدولة الإسلامية» مقابل تغطية تكاليف حماية أنشطتها خلال الحرب في سوريا (إ.ب.أ)

وإلى جانب شركة «لافارج» التي استحوذت عليها مجموعة «هولسيم» السويسرية في عام 2015، يمثل أمام المحكمة الرئيس التنفيذي السابق للشركة برونو لافون و5 مسؤولين سابقين في الأقسام التشغيلية أو الأمنية، ووسيطان سوريان أحدهما مطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية.

ويشتبه في أن المجموعة الفرنسية دفعت عامي 2013 و2014، عبر فرعها «لافارج سيمنت سوريا»، 5 ملايين يورو لجماعات مصنّفة «إرهابية»، من بينها «تنظيم الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» التي كانت مرتبطة بتنظيم «القاعدة». كما دفعت لوسطاء لحماية مصنع الأسمنت في الجلابية في شمال سوريا في أثناء أعوام النزاع الذي اندلع عام 2011. واستثمرت الشركة 680 مليون يورو في المصنع الذي بُني في عام 2010.

وسطاء

وبينما غادرت شركات متعدّدة الجنسية أخرى سوريا في عام 2012، قامت لافارج بإجلاء موظفيها الأجانب فقط في حينه، وأبقت السوريين يعملون حتى سبتمبر (أيلول) 2014 عندما سيطر «تنظيم الدولة الإسلامية» على المنطقة التي يقع فيها المصنع.

وفي هذه المرحلة من سنوات النزاع السوري، وظّفت الشركة وسطاء لتأمين المواد الأولية اللازمة لتشغيل المصنع، من مناطق كانت تحت سيطرة «تنظيم الدولة الإسلامية» ومجموعات متشددة أخرى، وأيضاً لتأمين العمال في المصنع والمنتجات.

وفُتح التحقيق بهذه القضية عام 2017 بعد معلومات صحافية وشكويين في عام 2016، إحداهما من وزارة الاقتصاد لانتهاك الحظر المالي على سوريا، والثانية من جمعيات و11 موظفاً سابقاً في فرع الشركة في سوريا، لتمويل الإرهاب.

من جهة أخرى، أطلقت المجموعة الجديدة التي انبثقت عن استحواذ «هولسيم» على «لافارج» في 2015، تحقيقاً داخلياً، وحرصت دائماً على نفي أي علاقة لها بالأحداث التي سبقت عملية الدمج.

وبعد عامين، خلص التحقيق الذي أوكل إلى مكتب المحاماة الأميركي «بايكر ماكنزي» والفرنسي «داروا»، إلى حصول «انتهاكات لقواعد السلوك التجاري في (لافارج)».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أقرّت «لافارج» في الولايات المتحدة بالذنب بدفع نحو 6 ملايين دولار لتنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، ووافقت على دفع غرامة قدرها 778 مليون دولار.

أما في فرنسا، فإن الشركة تواجه غرامة قد تصل إلى مليار و125 مليون يورو في حال إدانتها بتمويل الإرهاب. وفي حال إدانتها بانتهاك الحظر المالي على سوريا، ستكون الغرامة أكبر كثيراً.

وصل برونو بيشو (وسط) الرئيس السابق لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة «لافارج» إلى محكمة باريس في اليوم الافتتاحي لمحاكمة المديرين التنفيذيين السابقين في شركة «لافارج» المتهمين بتمويل الإرهاب في سوريا بباريس في 4 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

الاستخبارات الفرنسية

وفقاً لمحامي الدفاع عن برونو لافون، لم يكن موكله على دراية بدفع مبالغ للجماعات المتشددة، وهو يرى أن إقرار الشركة بالذنب «انتهاك صارخ لقرينة البراءة، وتعريض للمسؤولين السابقين في الشركة للخطر».

ويقول لافون إنه «ينتظر أن يتمكن أخيراً من الدفاع عن شرفه، وفهم ما جرى»، وإن المحاكمة هذه يمكن أن «تضيء على عدة جوانب غامضة من هذه القضية» منها دور الاستخبارات الفرنسية.

لكن قضاة التحقيق يرون أن علم أجهزة الاستخبارات الفرنسية بما كان يجري في «لافارج» لا يعني على الإطلاق موافقة الدولة الفرنسية على تمويل منظمات تعدها إرهابية.

ولا يزال جانب آخر من هذه القضية قيد التحقيق؛ إذ تواجه المجموعة أيضاً اتهامات بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في سوريا والعراق.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: إدانة رجلين بالتآمر لقتل مئات اليهود مع تصاعد المخاوف من «داعش»

أوروبا صورة التقطتها كاميرا مراقبة لوليد سعداوي وعمار حسين في مدينة دوفر الساحلية جنوب شرقي إنجلترا (رويترز)

بريطانيا: إدانة رجلين بالتآمر لقتل مئات اليهود مع تصاعد المخاوف من «داعش»

أُدين رجلان، اليوم (الثلاثاء)، بالتآمر لقتل المئات من أفراد الجالية اليهودية في إنجلترا بهجوم مسلح مستوحى من ​هجمات تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا الطرق بين المدن هي الأكثر عرضة لتنفيذ عمليات الخطف الجماعي بعد المدارس (إعلام محلي)

نيجيريا: مسلّحون يختطفون 28 شخصاً كانوا في طريقهم لحفل ديني

اختطفت مجموعة مسلّحة مجهولة 28 مدنياً في ولاية بلاتو بوسط نيجيريا، وطلبوا دفع فدية 28 ألف دولار للإفراج عن الرهائن.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا تحدث رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز عن التشريع الجديد المقترح في سيدني - الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 (أ.ب)

ولاية أسترالية تستعد لإقرار قوانين أكثر صرامة بشأن الأسلحة النارية

تستعد ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا لإقرار قوانين أكثر صرامة بشأن حيازة الأسلحة النارية وحظر عرض ​الرموز المرتبطة بالإرهاب والحد من الاحتجاجات.

«الشرق الأوسط» (سيدني )
أوروبا أفغان ضمن برامج الاستقبال الفيدرالية في مطار هانوفر... وقد نقلت رحلة طيران مستأجرة نظمتها الحكومة الألمانية 141 أفغانياً إلى ألمانيا يوم الاثنين (د.ب.أ)

ألمانيا تستقبل دفعة جديدة تضم 141 أفغانياً ضمن «برنامج الإيواء»

وصل 141 أفغانياً إلى ألمانيا على متن رحلة طيران مستأجرة (شارتر) نظمتها الحكومة الألمانية.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا))
آسيا رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير يحمل ميكروفوناً خلال زيارته ميادين الرماية في تيلا لمشاهدة تدريب «ضربة المطرقة» وهو تمرين ميداني عالي الكثافة أجراه «فيلق مانغلا» الضارب التابع للجيش الباكستاني في مانغلا بباكستان يوم 1 مايو 2025 (أرشيفية - رويترز)

مقتل 5 من أفراد الشرطة الباكستانية في كمين

قالت الشرطة الباكستانية إن 5 من أفرادها لقوا حتفهم، الثلاثاء، ​عندما تعرضت سيارتهم لكمين وهجوم بالقنابل وإطلاق نار في شمال غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» ( بيشاور)

أستراليا تلغي تأشيرة مواطن بريطاني نشر رموزاً نازية

سيارة شرطة تمر أمام محكمة داونينغ سنتر المحلية في سيدني (رويترز)
سيارة شرطة تمر أمام محكمة داونينغ سنتر المحلية في سيدني (رويترز)
TT

أستراليا تلغي تأشيرة مواطن بريطاني نشر رموزاً نازية

سيارة شرطة تمر أمام محكمة داونينغ سنتر المحلية في سيدني (رويترز)
سيارة شرطة تمر أمام محكمة داونينغ سنتر المحلية في سيدني (رويترز)

ألغت السلطات الأسترالية تأشيرة مواطن بريطاني، اتهمته الشرطة بعرض رموز نازية.

وأفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) بأن وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، أكد اليوم (الأربعاء)، أن هناك خططاً تتم في الوقت الحالي من أجل ترحيل الرجل (43 عاماً) الذي تم إلقاء القبض عليه في كوينزلاند في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال بيرك لهيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي)، إن «كل شخص تقريباً يحمل تأشيرة هو ضيف مرحَّب به في بلادنا... ولكن إذا جاء شخص ما إلى هنا بدافع الكراهية، فمن الممكن أن يغادر».

وأضاف: «لقد جاء إلى هنا بغرض الكراهية، ولن يُسمح له بالبقاء».

وتزعم الشرطة الاتحادية الأسترالية أن الرجل استخدم حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الصليب المعقوف (شعار النازية).

كما تزعم أنه استخدم حسابه للترويج للفكر المؤيد للنازية، والتحريض على العنف ضد الجالية اليهودية.

وقالت الشرطة إن الرجل تم احتجازه لدى سلطات الهجرة هذا الأسبوع في بريسبان، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في 7 يناير (كانون الثاني) المقبل.


كوريا الجنوبية وأميركا للتعاون في بناء غواصات نووية

ضباط من «البحرية الأميركية» يقفون على متن غواصة الهجوم السريع «يو إس إس مينيسوتا» من فئة فرجينيا بعد رسوّها في سفينة «إتش إم إيه إس ستيرلينغ» في روكينغهام بغرب أستراليا (أ.ف.ب)
ضباط من «البحرية الأميركية» يقفون على متن غواصة الهجوم السريع «يو إس إس مينيسوتا» من فئة فرجينيا بعد رسوّها في سفينة «إتش إم إيه إس ستيرلينغ» في روكينغهام بغرب أستراليا (أ.ف.ب)
TT

كوريا الجنوبية وأميركا للتعاون في بناء غواصات نووية

ضباط من «البحرية الأميركية» يقفون على متن غواصة الهجوم السريع «يو إس إس مينيسوتا» من فئة فرجينيا بعد رسوّها في سفينة «إتش إم إيه إس ستيرلينغ» في روكينغهام بغرب أستراليا (أ.ف.ب)
ضباط من «البحرية الأميركية» يقفون على متن غواصة الهجوم السريع «يو إس إس مينيسوتا» من فئة فرجينيا بعد رسوّها في سفينة «إتش إم إيه إس ستيرلينغ» في روكينغهام بغرب أستراليا (أ.ف.ب)

ذكر مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي، اليوم الأربعاء، أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اتفقتا على السعي لإبرام اتفاق منفصل لإضفاء الطابع الرسمي على حق سيول في بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، وأن المحادثات على مستوى العمل ستبدأ أوائل العام المقبل.

وفي حديثه إلى الصحافيين، بعد زيارته واشنطن، أضاف مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي وي سونج لاك أنه ناقش القضية وترتيبات أمنية أخرى مع مسؤولين كبار، بما في ذلك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ووزير الطاقة كريس رايت، وفق وكالة بلومبيرغ للأنباء، اليوم الأربعاء.

نقل حاويات صواريخ «توماهوك» الجوالة إلى غواصة أميركية في قاعدة «غوام» (البحرية الأميركية عبر «فيسبوك»)

وتهدف زيارته إلى الإسراع في تنفيذ التزامات، جرى تحديدها في بيان وقائع مشترك صدر بعد قمة بين الرئيس لي جاي ميونج ودونالد ترمب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بما في ذلك التعاون بشأن اليورانيوم المخصَّب وإعادة معالجة الوقود المستهلك والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.

وقال وي، في إحاطة إعلامية: «اتفقنا على ضرورة وجود اتفاق منفصل للتعاون في مجال الغواصات النووية، وقررنا المُضي قدماً في ذلك».


أسيرا حرب كوريان شماليان في أوكرانيا يسعيان إلى «حياة جديدة» في كوريا الجنوبية

لقطة للرسالة التي كتبها الجنديان إلى منظمة حقوقية مقرها في سيول (أ.ف.ب)
لقطة للرسالة التي كتبها الجنديان إلى منظمة حقوقية مقرها في سيول (أ.ف.ب)
TT

أسيرا حرب كوريان شماليان في أوكرانيا يسعيان إلى «حياة جديدة» في كوريا الجنوبية

لقطة للرسالة التي كتبها الجنديان إلى منظمة حقوقية مقرها في سيول (أ.ف.ب)
لقطة للرسالة التي كتبها الجنديان إلى منظمة حقوقية مقرها في سيول (أ.ف.ب)

أعرب أسيرا حرب من كوريا الشمالية محتجزان لدى أوكرانيا عن رغبتهما في بدء «حياة جديدة» في كوريا الجنوبية، وفقا لرسالة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء.

وكتب الجنديان في رسالة مؤرخة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) إلى منظمة حقوقية مقرها في سيول «بفضل دعم الشعب الكوري الجنوبي، بدأت تترسخ أحلام وتطلعات جديدة».

وتفيد وكالات استخبارات كورية جنوبية وغربية بأن كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ قرابة أربع سنوات. وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن الرجلين اللذين احتجزتهما كييف في يناير (كانون الثاني) بعد إصابتهما بجروح في ساحة المعركة، كانا يسعيان للجوء إلى الجنوب.

وفي الرسالة، شكر الرجلان الأشخاص الذين يعملون نيابة عنهما «لتشجيعنا ورؤية هذا الموقف ليس كمأساة بل كبداية لحياة جديدة». وكتبا «نحن نؤمن بأننا لسنا وحدنا، ونعتبر أولئك الموجودين في كوريا الجنوبية بمثابة آبائنا وإخوتنا، وقد قررنا أن نلجأ إليهم».

ووقعت الرسالة من جانب الجنديين اللذين طُلب عدم كشف اسميهما حفاظا على سلامتهما.