بينما ظن الهلاليون أن فريقهم سيتجاوز مواجهة الشباب الأخيرة دون عناء وبفارق كبير من الأهداف، وجد الزعيم نفسه أمام مأزق حقيقي نجا منه بصعوبة بالغة وبهدف يتيم، ما يفتح باب التساؤلات حول جدوى الأسلوب الذي يتبعه المدرب الإيطالي إنزاغي ومدى تأثيره على حظوظ الفريق في منافسات الموسم الحالي.
وخاض الهلال المواجهة الأخيرة أمام خصم يعاني تراجعاً كبيراً في الأداء والنتائج منذ انطلاق الموسم، وخاض اللقاء في غياب عدد من اللاعبين البارزين بداعي الإصابة، حيث لم يحضر سوى أربعة لاعبين أجانب فقط، وثلاثة مثلهم على دكة البدلاء، يأتي أبرزهم نجم الفريق وقائده البلجيكي كراسكو، ليعمد مدربه الإسباني إيمانول ألغواسيل بعد انطلاق صافرة البداية إلى أسلوب الدفاع المنخفض المتكتل أمام المرمى، لينجح لاعبوه في الذود عن شباكهم وسط استحواذ هلالي على الكرة لكن دون خطورة تذكر، قبل أن يخطف الأزرق هدفه الوحيد عند الدقيقة 36 من عمر الشوط الأول عن طريق مهاجمه البرازيلي ماركوس ليوناردو، الذي تسلل على حين غرة داخل منطقة الجزاء الشبابية، ليسكن التمريرة التي وصلته وسط غفلة وحيدة للدفاعات الشبابية في الشباك.
معاناة الهلال استمرت فيما تبقى من مجريات المباراة في سعيه الحثيث للوصول للمرمى الشبابي مرة أخرى لكن دون جدوى، الأمر الذي كشف عن وجود خلل في المنهج الهجومي للفريق، خصوصاً في ظل أسلوبه المعتاد من ناحية الاعتماد على الكرات العرضية التي تنطلق من جهة الأطراف على وجه التحديد نحو منطقة جزاء الخصوم، وهو الأمر الذي يشهد تراجعاً كبيراً في تنفيذه خلال المباريات الأخيرة للزعيم بعد أن كان حاضراً بقوة في المباريات الأولى من الموسم الحالي.

بالنظر للإحصاءات المرتبطة بالكرات الهلالية العرضية الملعوبة داخل منطقة جزاء الخصوم الذين واجههم في مبارياته في الدوري السعودي للمحترفين حتى الآن، نجد أن الفريق لعب 16 كرة عرضية في مواجهته الأولى أمام الرياض، ثم ارتفع الرقم أمام القادسية في الجولة الثانية ليصل إلى 37 كرة عرضية، وأمام الأهلي 32 كرة عرضية، وفي الجولة الرابعة أمام الأخدود ارتفع الرقم إلى 41 كرة عرضية، قبل أن ينخفض الرقم بشكل كبير أمام الاتفاق إلى 8 كرات عرضية فقط نفذها لاعبو الزعيم في المباراة، ثم أمام الاتحاد 14 كرة عرضية، وأخيراً أمام الشباب 11 كرة عرضية فقط.
وطرح التباين في أرقام هذا الأسلوب استفسارات للإيطالي سيموني إنزاغي مدرب الهلال في المؤتمر الصحافي بعد مباراة الشباب، وهل سببه يعود إلى قوة المنافسين وتنظيمهم، أم بسبب الأدوات المتاحة أمامه حالياً؟ وهو الذي قام بالإجابة على ذلك بالقول إن ذلك يعود للأمرين معاً، خصوصاً أنه لعب بمتعب الحربي ظهيراً أيمن وهو بالأساس يلعب في مركز الظهير الأيسر، بسبب الأدوات المتاحة له حالياً، الأمر الذي ساهم في فقدان الفريق لفاعلية الكرات العرضية عما كانت عليه في المباريات الأولى، كما أنه نوه إلى أن دفاعات فريق الشباب كانت قوية ومتكتلة في الوقت نفسه بتنظيم عالٍ، لكنه عبر في النهاية عن سعادته بخروج الفريق بالنقاط الثلاث أولاً، وبشباك نظيفة في المقام الثاني.
بذلك نجح الهلال بالخروج بصعوبة بالنقاط الثلاث، خصوصاً بعد أن تعرض مدافعه السنغالي خاليدو كوليبالي للطرد بالبطاقة الحمراء عند الدقيقة 78، قبل أن ينشط فريق الشباب هجومياً وتسنح له بعض الفرص التي كانت كفيلةً بخروجه بالتعادل لكن لم ينجح لاعبوه في ترجمتها لأهداف، ليظهر لاعبو الليث بقيادة مدربهم الإسباني بصورة غير متوقعة وبأداء كبير، أصبح بادرة أمل للجماهير الشبابية نحو تحسن وتطور مستوى الفريق في المباريات والمنافسات المقبلة، وهو الأمر الذي راهن عليه المدرب ألغواسيل في حديثه منذ توليه تدريب الفريق أنه يحتاج لبعض الوقت حتى يظهر الشباب بشكل يرضي محبيه وأنصاره.

