في صيف عام 2024، وبعد إقالة توماس توخيل، بدا الأمر وكأن بايرن ميونيخ قد رُفض من نحو 27 مرشحاً لتولي القيادة الفنية للفريق قبل أن يستقر في نهاية المطاف على فينسنت كومباني، الذي كان قد أُقيل للتو من منصبه بعد أن قاد بيرنلي للهبوط لدوري الدرجة الأولى. وفي صيف عام 2025، فشل العملاق البافاري في تحقيق أهدافه في سوق الانتقالات، عندما فضل نجوم الدوري الألماني الممتاز، مثل فلوريان فيرتز (ليفربول) ونيك فولتميد (نيوكاسل يونايتد) الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. ونتيجة لذلك، أنفق بايرن ميونيخ مبالغ طائلة للتعاقد مع اللاعب المخضرم لويس دياز، وتعاقد مع نيكولاس جاكسون على سبيل الإعارة، وقرر منح اللاعب الشاب لينارت كارل، البالغ من العمر 17 عاماً، الفرصة للمشاركة مع الفريق الأول لبعض الوقت.
وبعد أن عانى بايرن ميونيخ من العديد من الإخفاقات العلنية على مدار عدة فترات انتقال في الصيف، قطع الفريق ربع الطريق تقريباً في موسم 2025 - 2026 وهو يقدم أفضل سلسلة نتائج له منذ 5 سنوات، محققاً 14 فوزاً من 14 مباراة في جميع المسابقات. وفي الوقت الحالي، على الأقل، يمتلك كارل عدداً من الأهداف والتمريرات الحاسمة في 290 دقيقة فقط في جميع المسابقات ما يعادل - حسب بيل كونيلي على موقع «إي إس بي إن» - ما حققه فيرتز في 934 دقيقة مع ليفربول.
وأصبح كارل أصغر لاعب يحرز هدفاً مع بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، عندما أحرز هدفاً رائعاً في المباراة التي سحق فيها العملاق البافاري كلوب بروج مؤخراً، كما أنه أتبع ذلك بهدف أكثر روعة في مرمى بوروسيا مونشنغلادباخ في الجولة الماضية. يأخذنا هذا لإلقاء الضوء على بعض المواهب الشابة الذين ينتظرون فرصة للظهور وإمتاعنا بالقدرات والإمكانات الهائلة التي يمتلكونها، والذين قدموا أداءً لافتاً للأنظار هذا الموسم. مع ملاحظة أن القائمة اقتصرت على اللاعبين الذين دخلوا هذا الموسم بعدما لعبوا أقل من 2000 دقيقة في الدوريات الخمس الكبرى. وبالتالي فإن لاعباً مثل لامين يامال الموهوب ليس في القائمة.

إستيفاو (تشيلسي ومنتخب البرازيل)
العمر: 18 عاماً
غالباً ما تفشل فكرة «تعاقد نادٍ كبير مع لاعب برازيلي شاب»، وهو ما يتضح من معاناة إندريك الحالية في ريال مدريد، نظراً لأن مستوى المنافسة أعلى، كما أن المدافعين أقوى من الناحية البدنية، ويعاني اللاعب لإثبات نفسه قبل أن يخرج معاراً مراراً وتكراراً. من ناحية الإحصائيات، لطالما كان إستيفاو مختلفاً بعض الشيء عن غيره من اللاعبين الصاعدين، لأنه كان قد سجل بالفعل 13 هدفاً في الدوري وقدم 9 تمريرات حاسمة في موسمه مع بالميراس، وهو في الـ17 من عمره، وأثبت سريعاً قدرته على تسجيل عدد كبير من الأهداف رغم قصر قامته (1.78 متر). وقد دفع به المدير الفني لتشيلسي، إنزو ماريسكا، بشكل تدريجي مدروس؛ حيث أشركه بديلاً في 7 مباريات وأساسياً في 5 مباريات (ومباراة واحدة فقط لمدة 90 دقيقة) حتى الآن - وقد أثمر هذا النهج بشكل جيد. يتفوق إستيفاو على جميع لاعبي تشيلسي من حيث محاولات التسديد، والتسديدات عالية الجودة، ومحاولات المرور في المواقف الفردية، والمواجهات الفردية داخل منطقة الجزاء، رغم أنه لم يلعب سوى 44 في المائة من الدقائق التي لعبها تشيلسي. الإحصائيات الرئيسية (جميع المسابقات): 475 دقيقة، وهدفان من 22 محاولة تسديد (3.8 هدف متوقع)، وتمريرة حاسمة واحدة (1.5 تمريرة حاسمة متوقعة) من 8 فرص خلقها، و56 انطلاقة بالكرة للأمام، و46 محاولة للمواجهات الفردية.
كان أوزون (آينتراخت فرنكفورت ومنتخب تركيا)
العمر: 19 عاماً
صحيح أن آينتراخت فرنكفورت كان سيستفيد بشكل أكبر لو كانت موهبته الشابة الرائعة التالية مدافعاً؛ حيث اهتزت شباك الفريق 28 هدفاً في آخر 10 مباريات، لكن أوزون يقدم مستويات رائعة وممتعة. لقد تراجعت المساهمات التهديفية للاعب البالغ من العمر 19 عاماً مؤخراً، لكن نظراً لأنه لاعب خط وسط وليس مهاجماً صريحاً، فلا ينبغي أن تكون الأهداف هي أهم إحصائياته. ومع ذلك، فخلال موسمه الأول كلاعب أساسي، يُصنف أوزون حالياً ضمن أفضل 3 لاعبين في فريقه من حيث الأهداف، ومحاولات التسديد، والتمريرات الحاسمة، وخلق الفرص، والمواجهات الثنائية. الإحصائيات الرئيسية (جميع المسابقات): 834 دقيقة، و6 أهداف من 32 تسديدة (2.4 هدف متوقع)، و4 تمريرات حاسمة (2.6 تمريرة حاسمة متوقعة) من 14 فرصة خلقها، و59 تقدماً للأمام بالكرة، و61 تمريرة أمامية.

فرانكو ماستانتونو (ريال مدريد ومنتخب الأرجنتين)
العمر: 18 عاماً
كما هو الحال مع إستيفاو وأوزون، تتمثل مهمة ماستانتونو الرئيسية في محاولة اختراق دفاعات المنافسين والمرور من المدافعين. يحتل النجم الأرجنتيني الشاب المركز العاشر في فريقه من حيث عدد الدقائق، لكنه الثالث في عدد التسديدات ومحاولات المرور في المواجهات الفردية، كما يقوم بعمل رائع في النواحي الدفاعية - الظهير الأيسر ألفارو كاريراس هو الوحيد الذي قطع تمريرات أكثر منه - وهو أمر رائع للغاية في فريق يضم مهاجمَين بارعين لا يُسهمان تقريباً في النواحي الدفاعية. كانت التوقعات عالية لماستانتونو بعد أن أحرز 4 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة قبل بلوغه الـ18 خلال الموسمين اللذين لعبهما مع ريفر بليت. إنه يشبه إستيفاو فيما يتعلق بإنهاء الهجمات أمام المرمى، لكنه يؤدي دوره على النحو الأمثل ويلعب الكثير من الدقائق في فريق مدجج بالنجوم. الإحصائيات الرئيسية (جميع المسابقات): 599 دقيقة، وهدف واحد من 26 تسديدة (3.0 أهداف مُتوقعة)، وصفر تمريرات حاسمة (1.2 تمريرة حاسمة مُتوقعة) من 8 فرص، و49 محاولة فردية، وحصل على 17 خطأ (7 منها في الثلث الهجومي).
سيني مايولو (باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا)
العمر: 19 عاماً
لعب وارن زائير إيمري، البالغ من العمر 19 عاماً أيضاً، الكثير من المباريات بالشكل الذي تم استبعاده من هذه القائمة، لكن سان جيرمان لا يزال يضم لاعبين شباباً مميزين آخرين. سجل مايولو الهدف الأخير في المباراة التي فاز فيها باريس سان جيرمان على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وخلال الفترات التي شارك فيها في وسط الملعب هذا الموسم، كُلّف بالركض نحو الدفاعات وتمرير الكرة للمهاجمين في الثلث الأخير من الملعب. إنه بارع في ذلك تماماً، كما أنه رائع للغاية فيما يتعلق بالتحرك في مناطق الخطورة وداخل منطقة الجزاء. الإحصائيات الرئيسية (جميع المسابقات): 627 دقيقة، وهدفان من 16 تسديدة (2.0 هدف متوقع)، وتمريرة حاسمة واحدة (1.1 تمريرة حاسمة متوقعة) من 9 فرص، ونسبة نجاح تصل إلى 58 في المائة في 73 مواجهة فردية.

فالنتين باركو (ستراسبورغ ومنتخب الأرجنتين)
العمر: 21 عاماً
في فريق ستراسبورغ الذي بدأ الموسم بخسارتين فقط في أول 12 مباراة، يحتل باركو حالياً المركز الأول في صناعة الفرص، وعدد اللمسات، ومحاولات المرور في المواقف الفردية، وعدد الأخطاء التي حصل عليها، وإجمالي المواجهات الثنائية، والتفوق في المواجهات الأرضية، وقطع الكرات العرضية، واستعادة الكرة، كما يحتل المركز الثاني فيما يتعلق بالتقدم بالكرة للأمام، وإفساد الهجمات، والتدخلات الدفاعية. يجيد باركو اللعب في أكثر من مركز، بما في ذلك في عمق خط الوسط والجناح الأيسر والظهير الأيسر، وفي مركز خط الوسط المدافع. وبغض النظر عن المركز الذي يلعب به، فإنه أهم لاعب في صفوف الفريق، إلى جانب هداف الفريق خواكين بانيتشيلي.
لقد بدا باركو لاعباً واعداً للغاية عندما انتقل من بوكا جونيورز إلى برايتون، لكن من الواضح أنه كان بحاجة إلى تغيير إضافي في طريقة لعبه لكي يطلق العنان لإمكاناته الهائلة، وهو الأمر الذي حدث الآن مع ستراسبورغ. الإحصائيات الرئيسية (جميع المسابقات): 1061 دقيقة، و3 تمريرات حاسمة (3.1 تمريرة حاسمة متوقعة) من 20 فرصة، و84 تقدما للأمام بالكرة، و85 تمريرة أمامية، والحصول على 37 خطأ، واستعادة الكرة 71 مرة.
نوح صاديقي (سندرلاند ومنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية)
العمر: 20 عاماً
بعد أن لعب دوراً ممتازاً مع فريق يونيون سانت غيلويز البلجيكي الفائز باللقب الموسم الماضي، يلعب صاديقي دوراً مماثلاً إلى جانب غرانيت تشاكا في خط وسط سندرلاند الذي يقدم أداءً مذهلاً في موسم 2025 - 2026. يجيد صاديقي الانطلاق بالكرة إلى الأمام، ويساعد الفريق كثيراً في النواحي الهجومية (أكثر لاعبي الفريق حصولاً على أخطاء)، كما أنه أكثر لاعبي الفريق قطعاً للكرات وإفساداً للهجمات. ونتيجة للمجهود الخرافي الذي يبذله داخل المستطيل الأخضر، فإنه يشكل شراكة رائعة مع تشاكا في خط الوسط، بالشكل الذي يمنح اللاعب المخضرم الكثير من الحرية.
يحقق سندرلاند نتائج أفضل بكثير مقارنة بعدد أهدافه المتوقعة، ومن المُحتمل أن تتراجع النتائج في مرحلة ما، لكنه فاز أيضاً على تشيلسي في نهاية الأسبوع الماضي بهدفين مقابل هدف وحيد على ملعب «ستامفورد بريدج». ومن المؤكد أن الشراكة الاستثنائية بين صاديقي وتشاكا تعد أحد أهم الأسباب وراء هذه النتائج الإيجابية. الإحصائيات الرئيسية (جميع المسابقات): 802 دقيقة، و54 تقدماً للأمام، و28 تمريرة أمامية، والحصول على 14 خطأ، وقطع الكرة 12 مرة، واعتراض الهجمات 14 مرة، واستعادة الكرة 25 مرة.
مايلز لويس سكيلي (آرسنال ومنتخب إنجلترا)
العمر: 19 عاماً
نظراً لأن ميكيل أرتيتا، المدير الفني لآرسنال، يُوزع دقائق اللعب على عدد كبير من اللاعبين ضمن قائمة تضم كوكبة من اللاعبين المميزين - بمن فيهم ماكس دومان، البالغ من العمر 15 عاماً - فمن الصعب تقييم قدرات لويس سكيلي بشكل كامل. لكن إحصائياته لكل 90 دقيقة رائعة، كما قدم لحظات استثنائية مثل تمريرته الحاسمة أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا مؤخراً، وهو ما يعطينا بالتأكيد لمحة جيدة عن إمكاناته الهائلة. الإحصائيات الرئيسية (جميع المسابقات): 445 دقيقة، و3 تمريرات حاسمة (0.6 تمريرة حاسمة متوقعة) من 5 فرص، 20 تقدماً للأمام بالكرة، و25 تمريرة أمامية، والحصول على 16 خطأ (4 منها في الثلث الهجومي).
