دعوات من نشطاء الجزيرة لوقفات احتجاجية ومظاهرات في عموم سوريا ضد «قسد»

تصاعد التوتر والاحتقان ضدها بعد مقتل شاب وأحد وجهاء العشائر العربية برصاصها

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية - قسد» في دير الزور (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية - قسد» في دير الزور (أرشيفية - رويترز)
TT

دعوات من نشطاء الجزيرة لوقفات احتجاجية ومظاهرات في عموم سوريا ضد «قسد»

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية - قسد» في دير الزور (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية - قسد» في دير الزور (أرشيفية - رويترز)

أطلق ناشطون من مناطق الجزيرة السورية دعوات إلى تنظيم وقفات احتجاجية سلمية ومظاهرات في عموم المحافظات السورية، ضد «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» بعد تصاعد انتهاكاتها بحق المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها.

وارتفعت حدة التوتر والاحتقان الشعبي ضد «قسد» بعد قتل مسلحيها شاباً من أهالي محافظة دير الزور شرق البلاد، بعد أيام قليلة من قتلهم أحد وجهاء عشيرة شمّر العربية في ريف مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

وذكر الناشط الإعلامي من مناطق الجزيرة، صهيب اليعربي، الاثنين، في منشور على منصة «إكس»، أن ناشطين من الجزيرة أطلقوا دعوة لتنظيم وقفات احتجاجية سلمية في مختلف المحافظات، بهدف تسليط الضوء على الأوضاع المعيشية والسياسية في مناطقهم «المحتلة» من قبل «قسد».

أحد عناصر «قسد» خلال دورية بشوارع القامشلي شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

وأوضح في المنشور، الذي أرفقه بصورة لنص الدعوة، أن النشطاء أكدوا أن الوقفات الاحتجاجية تهدف إلى «رفع صوت المدنيين والمطالبة بحقهم في حياة كريمة، وإيصال رسائلهم للمجتمع المحلي والدولي حول الوضع في مناطق الجزيرة، دون اللجوء إلى أي أعمال عنف».

ووفق نص الدعوة، فستكون الوقفات تحت عنوان: «صوت واحد لأجل الجزيرة»، وحُدِّد موعدها بعد صلاة الجمعة المقبلة، وأماكن تنفيذها في 12 محافظة ومدينة.

بالتزامن، أطلقت «الهيئة العامة لثوار سوريا» دعوة نشرتها في قناتها على منصة «تلغرام» دعت فيها إلى خروج مظاهرات شعبية ضد «قسد» في عموم سوريا يوم الجمعة المقبل أيضاً تحت عنوان: «ارحلوا عنا يا (قسد)»؛ وذلك «لنصرة أهلنا المستضعفين في الجزيرة السورية». وحددت الدعوة ساحات في 10 محافظات لخروج المظاهرات.

وسبق أن نشرت «الهيئة» في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي «البيان السياسي رقم (1)» بشأن المظاهرات الشعبية في الجزيرة. وقالت فيه: «انطلاقاً من ثوابت الثورة السورية ومبادئها الوطنية الراسخة، وإيماناً بوحدة الأرض والشعب والسيادة السورية، تُعلن (الهيئة العامة لثوار سوريا) دعمها الكامل للمظاهرات الشعبية السلمية التي ستشهدها مناطق الجزيرة السورية رفضاً لسيطرة (قسد) واحتجاجاً على ممارساتها القمعية بحق أبناء شعبنا هناك، واستيلائها على مقدرات المنطقة وخيراتها».

دعوة «الهيئة العامة لثوار سوريا» إلى مظاهرات شعبية ضد «قسد» يوم الجمعة المقبل (تلغرام)

وأكدت «الهيئة» أن «هذه المظاهرات تعبّر عن الإرادة الحقيقية لأبناء الجزيرة، الذين يرفضون مشاريع التقسيم والاحتلال، ويتمسكون بانتمائهم الوطني إلى الدولة السورية الواحدة الموحدة أرضاً وشعباً». وشددت على أن «الحراك الشعبي الجاري هو ضد القوى التي تحاول فرض أمرٍ واقعٍ يتنافى مع وحدة البلاد وسيادتها»، داعية «جميع القوى الوطنية والسياسية إلى توحيد الموقف والصف، والالتفاف حول المطالب العادلة لأبناء الجزيرة في استعادة حقوقهم، وعودة مؤسسات الدولة إلى كامل الأراضي السورية دون استثناء».

كما ناشدت «المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية اتخاذ موقف واضح وصريح من الانتهاكات التي تمارسها (قسد) ضد المدنيين، والعمل على إنهاء الوجود غير الشرعي لكل القوات الأجنبية على الأرض السورية». وأكدت أن «صوت الشعب السوري سيبقى حرّاً، وأن إرادة السوريين في الحفاظ على وحدة وطنهم وسيادتهم أقوى من كل المشاريع الدخيلة والمؤامرات».

الشيخ مضر حماد الأسعد، رئيس «المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية»، أوضح أن «(الهيئة العامة لثوار سوريا)، هي تشكيل جديد قديم؛ إذ كان يطلق على ثوار القبائل تسميات عدّة، منها، (ثوار العقيدات) و(ثوار الجبور) و(ثوار البقارة)... وغيرها... وحالياً أُلغيت تلك التسميات وبات الجميع يعمل تحت تسمية واحدة هي (الهيئة العامة لثوار سوريا)».

وذكر الأسعد لـ«الشرق الأوسط» أن «الهيئة تضم نشطاء سياسيين وعسكريين، وقيادات مجتمعية، وهم ممن انطلقوا بالثورة السورية بالمنطقة في 2011 و2012».

الشيخ مضر حماد الأسعد رئيس «مجلس القبائل والعشائر السورية» بالجزيرة (حسابه شخصي)

وأكد أن «هذا التشكيل يقف مع ما تقوم به الحكومة السورية من عمل دبلوماسي لإنهاء ما يجري في الجزيرة السورية والفرات».

وجاءت تلك الدعوات في وقت أكدت فيه مصادر محلية من مناطق الجزيرة لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاتلي (قسد) وعناصر الأمن الداخلي (الأسايش) التابعين لـ(الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرقي سوريا)، يستمرون في ممارسة الانتهاكات الجسيمة والقمع والاعتقالات التعسفية وجرائم القتل بحق أهالي المناطق الواقعة تحت نفوذهم، عدا عمليات التجنيد الإجباري للشباب والقاصرين، وفرض الإتاوات، والاستيلاء على الممتلكات الخاصة، والتضييق على الحريات العامة».

وما زاد من حالة التوتر والاحتقان الشعبي لدى الأهالي ضد «قسد» حادثة قتل الشاب مجد الرمضان الهنشل، يوم الاثنين، برصاص عناصرها وهو يقود سيارته في بلدة الكسرة غرب دير الزور، وذلك بسبب تقاطع مسار سيارته مع مسار سيارتهم، التي تبعتها دعوات للانتقام واشتباكات بين الأهالي ومقاتلي «قسد»، وفق ما ذكر نشطاء ومنصات إعلامية.

وسبق الحادثة آنفة الذكر مقتل أحد وجهاء قبيلة شمّر العربية، وهو محمود الهليل الشاهر الشمري، في منزله برصاص مقاتلي «قسد» خلال عملية مداهمة نفذوها في قرية كرهوك بريف مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا، وفق ما ذكر الشيخ مثقال الجربا أحد شيوخ شمّر.

صورة شخصية للشيخ مثقال الجربا أحد شيوخ قبيلة شمّر العربية السورية (الشرق الأوسط)

ووصف الجربا لـ«الشرق الأوسط» عملية المداهمة بـ«الهمجية، حيث أتى عناصر (قسد) بـ30 سيارة مع قوات التحالف الدولي لمداهمة منزل الشهيد محمود».

وبعد أن تساءل الجربا: «لماذا لم يطلبوه منا؟»، قال: «حتى لو كان مسيئاً، فإن الأمور تعالج، ولكن ليس بهذه الهمجية والاستهتار بأبناء القبائل وكرامتهم ومحرماتهم».

لكن الجربا استبعد أن تدفع هذه الحادثة أبناء القبائل العربية المنضوية في فصيلَي «الصناديد» و«حماة الجزيرة» التابعَين لـ«قسد»، ويضمان أكثر 5 آلاف مقاتل عربي، إلى الانشقاق، وقال: «أبناء القبائل العربية كلهم عندهم كرامات، ولكن من جرى تسييدهم على القبائل من قبل النظام السابق خلال فترة حكمه، وكذلك خلال حقبة (قسد) و(داعش)، هم من كسر من معنويات الشباب»، مضيفاً: «من يملك الكرامة كانوا يسلطون عليه مخابرات الأسد، وحالياً يسلطون عليه (قسد) التي تحكم السيطرة على الفصيلين والمقاتلين».

عناصر من «قسد» في دير الزور (أرشيفية - رويترز)

وبرأيه، فإن الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي جرت الدعوة إليها «لن تغير الوضع الحالي القائم في الجزيرة»، وقال: «سبق أن خرجوا في (ساحة الأمويين - وسط دمشق) وطالبوا بتحرير مناطقنا، وهتفوا بأن فرحة التحرير لم تكتمل... إلا إن الهتافات لن تجدي نفعاً، والحل يكون إما بالبارود، وإما الصبر على الحكومة ريثما تتخذ القرار بشأن تلك المناطق».

وأعرب الجربا عن تمنياته بأن يُحلّ الوضع في مناطق الجزيرة بالطرق السلمية، في إشارة إلى المفاوضات التي تجري بين الحكومة و«قسد» لتنفيذ بنود اتفاق 10 مارس (آذار) الماضي.


مقالات ذات صلة

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

المشرق العربي متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

عثرت الأجهزة الأمنية اللبنانية في الساعات الماضية، على جثة المواطن السوري غسان نعسان السخني، قرب المنزل الذي كان يقيم فيه في منطقة كسروان.

يوسف دياب (بيروت)
شؤون إقليمية قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

أوجلان يطالب «قسد» بالتخلص من عناصرها الأجنبية

بعث زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، برسالة إلى قائد «قسد» مظلوم عبدي، طالبه فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوفها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي استعراض عسكري مؤخراً في شوارع محافظة السويداء رُفع خلاله العلم الإسرائيلي وصورة نتنياهو (مواقع)

كيف خططت إسرائيل لاستغلال ملف الدروز لإرباك حكم الشرع؟

«واشنطن بوست» تكشف تحويل إسرائيل آلاف الدولارات إلى أشخاص، استعداداً لتفعيلهم بعد سقوط بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي سكان بعض أحياء مدينة حلب يتفقدون سيارات متضررة الثلاثاء عقب موجة هجمات في اليوم السابق (رويترز)

حلب: اجتماع عسكري موسع لقيادة الشمال لبحث الأوضاع والجاهزية

قالت وسائل إعلام سورية رسمية إن المناطق المجاورة لحيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، تشهد حالات نزوح رغم اتفاق وقف تبادل النيران.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت (د.ب.أ)

ألمانيا تعلن ترحيل سوري إلى بلاده للمرة الأولى منذ عام 2011

أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الثلاثاء، ترحيل سوري من ألمانيا، لأول مرة منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن
متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن
TT

مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة

متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن
متداولة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مصافحاً اللواء السابق سهيل الحسن

عثرت الأجهزة الأمنية اللبنانية في الساعات الماضية، على جثة المواطن السوري غسان نعسان السخني، قرب المنزل الذي كان يقيم فيه في منطقة كسروان، في حادثة أثارت تساؤلات واسعة حول خلفياتها ودلالاتها.

وباشرت السلطات تحقيقات مكثفة لتحديد ملابسات الجريمة وما إذا كانت تنطوي على جريمة جنائية بحتة، أم تنطوي على أبعاد سياسية.

وأفادت المعلومات الأمنية الأولية المستقاة من التحقيق، أن السخني «كان ضابطاً في أجهزة المخابرات السورية خلال فترة حكم بشار الأسد، وارتبط بعلاقات وثيقة مع العميد سهيل الحسن، الملقب بـ(النمر)، أحد أبرز قادة المخابرات الجوية السورية، وارتبط اسمه بعمليات عسكرية دامية، لا سيما في الغوطة الشرقية».

أسرة سورية تفرّ من قصف النظام على بلدة حمورية بالغوطة الشرقية المحاصرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأشارت المعلومات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن السخني «لجأ إلى لبنان عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، مع العشرات ممن فروا إثر هروب الأسد إلى روسيا».

ويشرف النائب العام الاستئنافي في جنوب لبنان، القاضي سامي صادر، على التحقيقات الجارية، وقد كلّف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإجراء التحقيق الأولي، بعد أن باشرت فصيلة طبرجا الإجراءات الميدانية.

وتركز التحقيقات وفق مصدر قضائي مطلع على «جمع وتحليل تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط مكان الجريمة وكذلك الاتصالات، إضافة إلى الاستماع إلى إفادات أشخاص كانوا على صلة بالسخني، ورصد حركة المترددين إلى مكان إقامته».

صورة متداولة للواء جميل الحسن رئيس المخابرات الجوية السابق (الثالث من اليسار) المطلوب لفرنسا وجهات دولية أخرى

وتبيّن التحقيقات الأمنية أن السخني كان يقيم في شاليه على ساحل طبرجا قبل أن ينتقل إلى شقة سكنية في المنطقة نفسها، كما كشفت المعلومات أنه «ترأس في السابق مجموعة عسكرية تُعرف بـ(الطراميح) كانت تنشط في ريف حماة تحت إمرة الفرقة 25 في الجيش السوري السابق».

وتعزز هذه الحادثة المخاوف من تحوّل لبنان إلى ساحة لتصفية حسابات مرتبطة بمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري، خصوصاً في ظل ورود معلومات عن فرار عدد من الضباط والمسؤولين الأمنيين السابقين المتورطين في انتهاكات جسيمة منذ اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011.

ولا يخفي المصدر القضائي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن وقوع الجريمة في منطقة كسروان، المصنفة خارج البيئات التقليدية الحاضنة لرموز النظام السوري السابق «أثار تساؤلات إضافية؛ إذ كان يُفترض أن يلجأ هؤلاء إلى مناطق أخرى كالبقاع أو الضاحية الجنوبية لبيروت».

وفي سياق متصل، ترددت في الآونة الأخيرة معلومات عن طلب تقدمت به السلطات السورية الجديدة إلى لبنان لتسليم نحو 200 شخصية أمنية وعسكرية من رموز النظام السابق. غير أن المصدر القضائي نفى تلقي أي طلب رسمي من الجانب السوري بهذا الشأن، مؤكداً أن القضاء اللبناني «لم يتسلم مراسلات سورية تتعلق بمسؤولين سابقين»، مذكراً بأن لبنان «تلقى مراسلتين دوليتين، الأولى من الولايات المتحدة تطالب بتوقيف اللواء جميل الحسن، الرئيس السابق للمخابرات الجوية، واللواء علي مملوك، مدير مكتب الأمن القومي السابق، والثانية استنابة قضائية فرنسية للتحري عن الحسن ومملوك واللواء عبد السلام محمود، على خلفية شبهات بتورطهم في قضايا قتل مواطنين فرنسيين»، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية «لا تزال في مرحلة جمع المعلومات، من دون اتخاذ إجراءات قضائية نهائية حتى الآن».


قائد الجيش اللبناني: أداء المؤسسة العسكرية بات محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)
قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)
TT

قائد الجيش اللبناني: أداء المؤسسة العسكرية بات محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)
قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل (قيادة الجيش)

جدد قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، التأكيد على أن الجيش بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح (في جنوب الليطاني)، وأنه يجري التقييم والدراسة والتخطيط بكلّ دقة وتأنٍّ للمراحل اللاحقة، مشيراً إلى أن أداء المؤسسة العسكرية بات محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة.

جاء حديث هيكل خلال ترؤسه اجتماعاً استثنائيًاً، حضره أركان القيادة وقادة الوحدات والأفواج العملانية وعدد من الضباط، تناول فيه آخر التطورات التي يمر بها لبنان والجيش في ظل المرحلة الاستثنائية الحالية، وسط استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية.

نهضة الوطن

واستُهل الاجتماع بدقيقة صمت استذكاراً لأرواح شهداء الجيش والوطن، وآخرهم العسكري الذي استشهد جراء غارة إسرائيلية مساء الاثنين على طريق القنيطرة - المعمرية في قضاء صيدا.

وخلال الاجتماع، هنّأ العماد هيكل الحاضرين والعسكريين جميعاً بمناسبة عيدَي الميلاد ورأس السنة، وأكد أنه «في ظلّ المرحلة الحساسة والتحديات الكبيرة التي يمر بها لبنان، فإنّ تضحيات العسكريين وجهودهم المتواصلة، على اختلاف رتبهم ووظائفهم، هي ركن أساسي في نهضة الوطن ومستقبله»، عادّاً «أنّهم يُشاركون في صنع تاريخ لبنان، انطلاقاً من المبادئ الثابتة للمؤسسة العسكرية، وأن هذه المبادئ لن تتغير مهما كانت الضغوط».

من جهة أخرى، تطرّق العماد هيكل إلى زيارته الأخيرة إلى فرنسا، لافتاً إلى «الإيجابية التي لمسها خلال اجتماعاته حيال الأداء المحترف للجيش»، مشيراً إلى أنّ «هذا الأداء أصبح محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة، رغم اتهامات تطلَق بين حين وآخر، ومحاولات تضليل إسرائيلية تهدف إلى التشكيك في أداء الجيش وعقيدته».

مؤتمر دعم الجيش

وتحدث هيكل بشأن المؤتمر المرتقَب لدعم الجيش بداية العام المقبل، قائلاً: «أحد أهم أسباب الثقة والدعم للجيش هو وفاؤه بالتزاماته وواجباته في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في الجنوب، رغم الإمكانات المتواضعة، وهذا أمر أثبتته التجربة»، مؤكداً أنّ «عناصرنا يُظهِرون أقصى درجات الإخلاص والتفاني إيماناً برسالتهم، وهذا ما رأيناه خلال مهام عدة نفذتْها الوحدات العسكرية في المرحلة الماضية، وتعرّضت خلالها لأخطار كبيرة، من دون أن يؤثر ذلك في معنوياتها وعزيمتها، وسط تضامن من جانب الأهالي، وتعاون فاعل بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية وقوات الـ(يونيفيل)».

وأضاف: «نطمح إلى تعزيز قدرات الجيش كي يصبح الحامي والضامن لأمن اللبنانيين، ويملك القدرة للدفاع عن أهلنا على امتداد الأراضي اللبنانية، فإيماننا بالجيش هو إيمانٌ بهذا الدور الأساسي المنوط به. يتطلب ذلك دعماً وازناً ونوعيًاً، وهو ما تدركه الدول الشقيقة والصديقة التي تتوجه إلى توفير هذا الدعم للجيش وسائر المؤسسات الأمنية».

حصرية السلاح

وجدد هيكل التأكيد على أن «الجيش بصدد الانتهاء من المرحلة الأولى من خطته»، في إشارة إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وأنه «يُجري التقييم والدراسة والتخطيط بكلّ دقة وتأنٍّ للمراحل اللاحقة، ويأخذ مختلف المعطيات والظروف في الحسبان»، مشيداً بـ«نجاح الوحدات في مختلف المهام، بما في ذلك حفظ الأمن ومراقبة الحدود وحمايتها في ظل التنسيق القائم مع السلطات السورية».


نائب الرئيس الفلسطيني التقى الصفدي في عمّان لمناقشة أوضاع غزة والضفة

جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)
جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

نائب الرئيس الفلسطيني التقى الصفدي في عمّان لمناقشة أوضاع غزة والضفة

جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)
جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)

قال حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، إنه التقى، الثلاثاء، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وأجريا محادثات ركزت على جهود تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأضاف عبر منصة «إكس»: «أكدنا خلال اجتماعنا في عمّان ضرورة أولوية وقف إطلاق النار في غزة والالتزام بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار والتقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وربط جهود تحقيق الاستقرار بأفق سياسي واضح لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين».

وشدد الجانبان على أن مستقبل قطاع غزة يجب أن يستند إلى وحدته وارتباطه بالضفة الغربية، وأن تتولى السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية القطاع وفق قرار مجلس الأمن رقم 2803.

وذكر نائب الرئيس الفلسطيني أنه ناقش مع الصفدي أيضاً «التدهور الخطير في الضفة الغربية المحتلة»، وأكدا ضرورة تكاتف كل الجهود الإقليمية والدولية «لوقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تدفع نحو تفجر الأوضاع وتقوض فرص تحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين».

في غضون ذلك، أدانت السلطة الفلسطينية، الثلاثاء، خطة إسرائيل لإنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، واصفة إياها بأنها «خطوة خطيرة» تهدف إلى «إحكام السيطرة الاستعمارية على الأرض الفلسطينية بأكملها».

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إنّ هذه الخطة هي «امتداد مباشر لسياسات الأبارتهايد والاستيطان والضمّ، بما يقوّض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ويدمّر أي أفق حقيقي للاستقرار».

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت الأحد موافقتها على إنشاء 19 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، وهو إجراء تقول إنه يهدف إلى «منع إقامة دولة فلسطينية».