يُعد تناول الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والألياف من أبسط الطرق الطبيعية للحد من الالتهابات ودعم الصحة على المدى الطويل. فالالتهاب هو استجابة طبيعية لجسم الإنسان تساعده على الشفاء، ولكن عندما يصبح مزمناً، قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ومشكلات صحية أخرى.
ويعدد تقرير لموقع «فيريويل هيلث»، الفواكه التي أثبتت الأبحاث فعاليتها في الحد من الالتهابات ودعم الصحة العامة.
1. التوت: مصدر قوي لمضادات الأكسدة
يُعرف التوت بأنه من أقوى مصادر مضادات الأكسدة، إذ يحتوي على مركّبات مثل الأنثوسيانين وفيتامين «سي»، التي تساعد على خفض مؤشرات الالتهاب في الجسم.
التوت الأزرق غني بالأنثوسيانين، وهو نوع من الفلافونويدات يمنحه لونه الأزرق الداكن. وتشير الدراسات إلى أن تناوله بانتظام يقلل من الإجهاد التأكسدي، ويخفض مؤشرات الالتهاب، ويدعم صحة القلب والدماغ.
الفراولة تحتوي على فيتامين «سي» والمنغنيز ومضادات أكسدة قوية، وقد أظهرت الأبحاث أنها تقلل من بروتين الالتهاب (CRP) المرتبط بأمراض القلب.
وتشمل أنواع التوت الأخرى ذات الخصائص المضادة للالتهاب التوت البري، والتوت الذهبي، وتوت العليق، والتوت الأسود.
طريقة تناولها: أضف التوت الطازج إلى الشوفان أو اللبن أو العصائر، أو تناوله كوجبة خفيفة. كما أن التوت المجمد يحتفظ بمعظم قيمته الغذائية ويمثل خياراً عملياً طوال العام.
2. الكرز: علاج طبيعي للألم والالتهاب
يُعد الكرز، وخاصة الكرز الحامض، غنياً بالأنثوسيانين والبوليفينولات. وقد أظهرت الدراسات أن عصير الكرز الحامض يساعد على تقليل آلام العضلات بعد التمارين الرياضية، ويخفض مستويات حمض اليوريك الذي قد يسبب نوبات النقرس.

كما تشير الأبحاث إلى أن عصير الكرز الحامض قد يخفف من آلام وتيبس المفاصل لدى المصابين بالفُصال العظمي.
طريقة تناوله: يمكن شرب عصير الكرز الحامض غير المحلى، أو إضافة الكرز المجفف إلى السلطات، أو تناول الكرز الطازج في موسمه.
3. الحمضيات: فيتامين «سي» ودعم المناعة
تُعرف الحمضيات مثل البرتقال والليمون والغريب فروت بكونها مصدراً ممتازاً لفيتامين «سي»، الذي يعزز مناعة الجسم ويعمل كمضاد أكسدة يحمي الخلايا من أضرار الالتهابات.
وتُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الحمضيات لديهم مستويات أقل من مؤشرات الالتهاب، بفضل مركّبات الفلافونويد مثل الهسبيريدين والنارينجينين ذات التأثيرات المضادة للالتهاب.
طريقة تناولها: تناول الفاكهة كاملة، أضف شرائح الليمون إلى الماء أو الشاي، أو استخدم الغريب فروت الطازج في السلطات.
4. التفاح والإجاص: خيارات يومية مضادة للالتهاب
يُعتبر التفاح والإجاص من الفواكه المتوفرة وسهلة الإدماج في النظام الغذائي. فهما غنيان بالألياف القابلة للذوبان (البكتين)، ويحتويان على مركّبات الفلافونويد مثل الكيرسيتين، التي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للهستامين.
وتربط الدراسات بين تناول التفاح بانتظام وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، جزئياً بفضل تأثيره في تقليل الالتهابات. كما أن الإجاص غني بمضادات الأكسدة التي تدعم صحة الأوعية الدموية.
طريقة تناولها: تناولها نيئة، أو أضفها إلى السلطات، أو اخبزها مع القليل من القرفة للحصول على حلوى طبيعية وصحية.
5. العنب: الريسفيراترول لصحة القلب والدماغ
يحتوي العنب، خصوصاً الأحمر والبنفسجي، على مركب الريسفيراترول، وهو بوليفينول يرتبط بتقليل الالتهاب وتحسين تدفق الدم والوقاية من أمراض القلب.

كما تشير الدراسات إلى أن الريسفيراترول يساعد في حماية الدماغ من الإجهاد التأكسدي، وأن تناول العنب بانتظام يرتبط بتحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية لدى كبار السن.
طريقة تناوله: تناول العنب الطازج كوجبة خفيفة، أو جمده لتناوله كتحلية منعشة، أو اشرب عصير العنب الطبيعي بنسبة 100 في المائة باعتدال.
6. الفواكه الاستوائية: ثروة من المركبات النباتية الفعالة
تُعد الفواكه الاستوائية مصدراً غنياً بالفلافونويدات والمركّبات الفينولية، مثل الأنثوسيانين والفلافونولات والكاتيكينات والأحماض الفينولية، التي تساهم في تقليل الالتهابات وتعزيز الصحة العامة.
ومن أبرز هذه الفواكه الأكاي، والموز، وجوز الهند، والجوافة، والكاكايا، والكيوي، والمانجو، والبابايا، وفاكهة العاطفة، والأناناس، والرمان.
طريقة تناولها: أضفها إلى العصائر، أو إلى صلصات السالسا، أو تناولها طازجة كوجبة خفيفة غنية بالعناصر الغذائية.
كيف تكافح الفواكه الالتهابات؟
تحتوي الفواكه طبيعياً على مجموعة من المركبات الحيوية مثل:
-البوليفينولات
-الفلافونويدات
-الكاروتينات
-الفيتامينات «سي» و«إي» و«أ»
-المعادن
تعمل هذه المغذيات النباتية كمضادات أكسدة، أي أنها تحيّد الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تؤدي إلى الالتهاب وتلف الخلايا.
كما تساعد الألياف الغذائية في دعم صحة الجهاز الهضمي من خلال تعزيز توازن الميكروبيوم (مجتمع البكتيريا النافعة في الأمعاء)، مما يساهم في خفض مؤشرات الالتهاب في الجسم.
وبفضل هذه التأثيرات مجتمعة، تُعتبر الفواكه أداة فعّالة للحد من الالتهابات المزمنة وتعزيز الصحة العامة.
