في إطار العلاقات الثقافية المتنامية بين السعودية وفرنسا، التقى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بنظيرته الفرنسية رشيدة داتي، في العاصمة الفرنسية باريس، حيث بحث الجانبان آفاق التعاون في المجالات الثقافية والفنية، وتكثيف العمل المشترك لدعم الصناعات الإبداعية. وشهد اللقاء حضور عدد من المسؤولين من الجانبين، من بينهم نائب وزير الثقافة، ومساعد الوزير، إلى جانب الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، ورئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، ورئيس مركز بومبيدو للفنون والثقافة. وخلال اللقاء، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن إطلاق مشروع ثقافي استثنائي بالشراكة مع مركز بومبيدو، يتضمن تخصيص قسم يحمل اسم المملكة العربية السعودية داخل المتحف عند إعادة افتتاحه، تكريماً لدعم المملكة لهذا الصرح الثقافي العالمي، على أن يتم تصميم القسم بما يتماشى مع التصور الجديد لمتحف المركز.

كما كشفت الهيئة عن برنامج ثقافي طويل الأمد يمتد حتى عام 2030، يتضمن سلسلة من المبادرات؛ أبرزها إطلاق برنامج بحثي حول الفنانين السعوديين، وتنظيم برامج تعريفية بتاريخ الفن، ومبادرات لتبادل الخبرات بين المتخصصين، وبرامج تعليمية تستهدف الأجيال الناشئة. وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي في سياق الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وباريس في القطاع الثقافي، والتي تستند إلى توجيهات ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي، لتعزيز الثقافة باعتبار أنها قوة ناعمة، وجسر حضاري يربط الشعوب.
ناقشت ومعالي @datirachida تعزيز الشراكة الثقافية بين و، من خلال تفعيل البرامج التنفيذية في مجالات التراث والفنون والموسيقى والمتاحف والأزياء.#رؤية_السعودية_2030 pic.twitter.com/IAZeffZZun
— بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود (@BadrFAlSaud) October 22, 2025
وبموجب الاتفاقية، سيتم تخصيص تمويل بقيمة 50 مليون يورو لدعم مشروع «مركز بومبيدو 2030»، الهادف إلى تجديد وتوسيع مرافق المركز، وتعزيز برامجه، بما يسهم في ترسيخ موقعه بوصفه مؤسسة فنية عالمية تحتفي بالفن المعاصر، وتحتضن الإبداع بمختلف أشكاله.
نحو متحف عالمي في قلب العُلا وتندرج هذه الشراكة ضمن الرؤية المشتركة لتطوير متحف الفن المعاصر في العُلا، أحد المشاريع الثقافية الرائدة في المنطقة. ومن المنتظر أن تحتضن العُلا في يناير (كانون الثاني) 2026 معرضاً فنياً ضخماً بعنوان: «أرضُنا»، ضمن فعاليات مهرجان فنون العُلا، بالتعاون مع مركز بومبيدو والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا. وسيتضمن المعرض أعمالاً جديدة لفنانين عالميين، إلى جانب ورش عمل، وعروض فنية، ضمن برامج مواهب موجهة لتعزيز التفاعل الثقافي العالمي، وتوسيع آفاق التبادل الإبداعي في واحدة من أعرق مدن التراث والهوية.
رؤية تمتد من العُلا إلى العالم وتؤكد الهيئة الملكية لمحافظة العُلا أن هذا التعاون مع كبرى المؤسسات الثقافية الدولية يعكس التزام المملكة بدعم الثقافة والفنون بوصفها أداة فاعلة في التنمية المستدامة، ويجسّد طموحات «رؤية 2030» في بناء اقتصاد معرفي يعزز مكانة العُلا لتكون مركزاً للإبداع العالمي، ومنصة للحوار الثقافي بين الشرق والغرب.



