في خطوة ذات طابع سياسي لافت، وجّه المدير الجديد لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ديفيد زيني، أوامر إلى عناصر الجهاز بعدم استخدام مصطلح «الضفة الغربية» في المراسلات أو التقارير الرسمية، والاكتفاء بتعبير «يهودا والسامرة» الذي يحمل دلالات توراتية وتاريخية.
وذكرت قناة «i24NEWS» العبرية أن زيني بادر إلى هذا التوجيه خلال اجتماع داخلي مع منسقي المناطق في الجهاز، حيث قاطع أحد الحاضرين حين استخدم عبارة «عملية في الضفة الغربية»، قائلاً بلهجة حازمة: «ما هذه الضفة الغربية؟ من الآن فصاعداً، امسحوا هذا المصطلح من مفرداتكم، هناك فقط (يهودا والسامرة)».
وحسب مصادر حضرت الاجتماع، فإن الرسالة التي أراد زيني إيصالها كانت واضحة: هي أنه لا يعتزم السير على خطى أسلافه في قيادة الجهاز، بل يسعى إلى ترسيخ رؤية تنسجم مع السردية القومية الإسرائيلية.
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من لقاء زيني مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ؛ إذ أكد خلال اللقاء التزامه بوحدة الشعب والقيم الأساسية لدولة إسرائيل، مضيفاً: «سنعمل بإخلاص من أجل هذا الشعب وهذه الدولة بجميع مكوناتها، وبإحساس عميق بالمسؤولية تجاه أمن إسرائيل ومواطنيها».
ويعكس هذا الموقف، حسب مراقبين، اتجاهاً رمزياً يحمل دلالات سياسية؛ إذ يرتبط مصطلح «يهودا والسامرة» الذي يشيع استخدامه في الأوساط اليمينية والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية برؤية دينية وتاريخية للأراضي المحتلة، في حين يُعد مصطلح «الضفة الغربية» هو المعتمد في اللغة الدبلوماسية والمجتمع الدولي.
ويبدو أن زيني، من خلال هذا التوجه المبكر، يسعى إلى طبع ولايته على رأس «الشاباك» بطابع شخصي يعكس تشدداً في الخطاب ورغبة في مواءمة السياسة الأمنية مع الهوية القومية لإسرائيل.
