العراقيون بغضب: أضعنا طريق المونديال رغم الـ«67 مليار دينار»

الجماهير خائبة... ومطالبات بحل اتحاد درجال وإعادة تشكيله

سولاقا لاعب العراق بدا حزيناً عقب نهاية المباراة أمام الأخضر (رويترز)
سولاقا لاعب العراق بدا حزيناً عقب نهاية المباراة أمام الأخضر (رويترز)
TT

العراقيون بغضب: أضعنا طريق المونديال رغم الـ«67 مليار دينار»

سولاقا لاعب العراق بدا حزيناً عقب نهاية المباراة أمام الأخضر (رويترز)
سولاقا لاعب العراق بدا حزيناً عقب نهاية المباراة أمام الأخضر (رويترز)

عاش الشارع الرياضي العراقي خيبة أمل كبيرة بعدما تلاشت آمال «أسود الرافدين» في التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026، ليفتح الإخفاق أمامهم طريقاً أكثر وعورة عبر الملحق العالمي.

كان العراقيون يمنّون النفس بأن تكون ليلة الثلاثاء «ليلة فرح مونديالية»، لكنها تحولت إلى مشهد من الإحباط الجماعي، امتد من مدرجات ملعب جدة إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التي اشتعلت غضباً ومطالباتٍ بمحاسبة المسؤولين عن الإخفاق.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء، طالب أحد الصحافيين علناً باستقالة الاتحاد العراقي لكرة القدم بجميع أعضائه، مؤكداً أن «الاتحاد أضاع حلم 40 مليون عراقي بسبب سوء الإدارة، وضعف التحضير، والعشوائية في التخطيط»، فيما قارن آخر بين ما أنفقه الاتحاد العراقي على المنتخب خلال التصفيات وبين إنجازات منتخبات صغيرة بإمكانات محدودة، قائلاً: الرأس الأخضر صرف نصف مليون دولار فقط وتأهل إلى كأس العالم، بينما صرف الاتحاد العراقي 67 مليار دينار ولم نتأهل.

ووفقاً لتقارير أخرى، فإن الجماهير العراقية عبّرت عن غضبها العارم عبر المنصة الرسمية للاتحاد العراقي لكرة القدم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وُجّهت آلاف التعليقات التي حمّلت رئيس الاتحاد عدنان درجال وأعضاءه مسؤولية ضياع حلم التأهل. واعتبر المشجعون أن «المنتخب دفع ثمن الأخطاء الإدارية أكثر من الأخطاء الفنية»، في حين طالب آخرون بحل الاتحاد وإعادة تشكيله من جديد «لإعادة الثقة إلى الجماهير».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أشار الصحافي العراقي أمير رسول إلى أن ما حدث في طريق حلم المونديال «مؤلم».

وقال: «فنياً، لم يقدم (أسود الرافدين) الأداء المنتظر في مباراة كان فيها الضغط النفسي أكبر من الحافز، والبحث عن النتيجة غلب على الرغبة في اللعب بثقة».

وتابع: «المنتخب السعودي لعب بأريحية الفريق الذي يعرف ما يريد، بينما بدا المنتخب العراقي متردداً في قراراته، مشتتاً بين الالتزام التكتيكي والبحث عن مجهودات فردية، حيث غابت الفاعلية الهجومية رغم وجود أسماء قادرة على صناعة الفارق، واختفى الانسجام في وسط الميدان، ما جعل السيطرة شكلية أكثر مما هي واقعية».

زيدان إقبال يعترض على قرار حكم المباراة (رويترز)

وختم حديثه بالقول إن «عدم التأهل هو مسؤولية جماعية تتقاسمها كل الأطراف المعنية من الاتحاد والجهاز الفني إلى اللاعبين وحتى الإعلام والجماهير. فكل مرحلة في كرة القدم تُبنى على التراكم والتخطيط المشترك، وليس على فرد أو قرار واحد. اليوم لسنا بحاجة إلى تبادل اللوم بقدر ما نحتاج إلى مراجعة هادئة وصادقة للمسار».

أما على المستوى الرسمي، فقد عقد رئيس الاتحاد عدنان درجال اجتماعاً طارئاً مع اللاعبين في فندق «ماريوت» بجدة، عقب ساعات من نهاية المباراة، حيث حاول تهدئة الأجواء وإعادة رفع المعنويات. ونقلت وسائل الإعلام العراقية مضمون كلمته خلال الاجتماع، إذ قال: «يجب أن نعتذر لجمهورنا الوفي الذي ساندنا في الملعب وعبر شاشات التلفاز. ما زالت الفرصة قائمة، وعلينا أن نقاتل عليها بشراسة. لدينا الوقت الكافي للتحضير، وسنعود للعب على أرضنا في مباراة الإياب».

وأضاف درجال في حديثه للاعبين: «أحثكم على التدريب بشكل جيد في الأيام المقبلة، وأن تحافظوا على أنفسكم من الإصابة، نريدكم أن تكونوا في كامل الجاهزية الفنية والذهنية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل»؛ في إشارة إلى الاستعداد لمواجهتي الإمارات ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات العالمية.

في المقابل، وصف عدد من المعلقين الرياضيين العراقيين التحضيرات للملحق بـ«المتأخرة»، فضلاً عن أن ضعف المباريات التجريبية كان من أبرز أسباب الإخفاق. وانتقدت تقارير أخرى غياب التنسيق بين الاتحاد واللاعبين المحترفين في أوروبا، مؤكدة أن المنتخب لم يستفد بالشكل الكافي من العناصر الأكثر جاهزية بدنياً مثل زيدان إقبال وأمير العماري.

وفي الشارع الرياضي، لم يختلف المزاج كثيراً عمّا دار في القاعات الإعلامية. فقد غصّت مواقع التواصل بمقاطع الفيديو التي أظهرت الجماهير العراقية الغاضبة وهي تعبّر عن خيبة أملها، بينما رفعت لافتات تطالب باستقالة المسؤولين. وكتب أحد المشجعين على منصة «إكس»: «67 مليار دينار (قرابة 51 مليون دولار) ذهبت هباءً، لا نتائج، لا مشروع، فقط وعود وخيبات».

ورغم الغضب الشعبي والإعلامي، اعتبرت بعض التحليلات أن الأزمة الحالية قد تشكّل نقطة انعطاف في مسار الكرة العراقية إذا ما ترافقت مع مراجعة شاملة لسياسات الاتحاد وأسلوب العمل الفني والإداري. فبعد ما يقارب أربعة عقود من الغياب عن كأس العالم منذ المشاركة التاريخية في المكسيك عام 1986، يبدو أن الحلم ما زال ممكناً، لكن الثقة الجماهيرية تحتاج إلى ما هو أكثر من الوعود، بل إلى رؤية واقعية تعيد لمنتخب العراق مكانته بين كبار القارة.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الإسباني يقرّ ميزانية بـ400 مليون يورو لعام 2026

رياضة عالمية جانب من اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الإسباني (الاتحاد الإسباني)

الاتحاد الإسباني يقرّ ميزانية بـ400 مليون يورو لعام 2026

أقرَّت الجمعية العمومية للاتحاد الإسباني لكرة القدم ميزانية تتجاوز 400 مليون يورو (مليار و757 مليون ريال سعودي) لعام 2026.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية نيجيريا قدمت التماساً إلى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) تزعم فيه أن الكونغو الديمقراطية دفعت بلاعبين غير مؤهلين (الاتحاد النيجيري لكرة القدم)

نيجيريا تزعم أن الكونغو الديمقراطية دفعت بلاعبين غير مؤهلين في تصفيات كأس العالم

قال متحدث باسم الاتحاد النيجيري لكرة القدم إن نيجيريا قدَّمت التماسَا إلى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) تزعم فيه أن الكونغو الديمقراطية دفعت بلاعبين غير مؤهلين.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
رياضة عالمية نتفلكس تعتزم إطلاق لعبة محاكاة كرة قدم خلال صيف 2026 (أ.ب)

«نتفلكس» تطلق لعبة كرة قدم جديدة بالتزامن مع كأس العالم

تعتزم شبكة نتفليكس إطلاق لعبة محاكاة كرة قدم «فيفا» عبر منصتها للألعاب خلال صيف 2026، بالتزامن مع كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
رياضة عالمية جائزة مالية ضخمة في انتظار بطل كأس العالم 2026 (الشرق الأوسط)

«فيفا» يؤكد: 50 مليون دولار بانتظار بطل مونديال 2026

أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن المنتخب الفائز ببطولة كأس العالم صيف العام المقبل سيحصل على 50 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من البطولة (دوري الملوك)

البرازيل تستضيف كأس الملوك للمنتخبات الشهر المقبل

أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية لبطولة كأس الملوك للمنتخبات 2026 التي تستضيفها مدينة ساو باولو في البرازيل خلال الفترة من 3 إلى 17 يناير 2026.

لولوة العنقري (الرياض)

مونديال القارة السمراء ينطلق اليوم... وصلاح وحكيمي «تحت الأنظار»


الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)
الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)
TT

مونديال القارة السمراء ينطلق اليوم... وصلاح وحكيمي «تحت الأنظار»


الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)
الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)

يترقب عشاق الساحرة المستديرة في العالم بصفة عامة، وفي القارة السمراء، بشكل خاص، انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية، في المغرب، اليوم الأحد، التي تستمر فعالياتها حتى 18 يناير (كانون الثاني) المقبل.

ويتطلع المنتخب المغربي، الذي يستضيف المسابقة القارية على ملاعبه، لتقديم أوراق اعتماده لكي يصبح قوة كروية عالمية من خلال التتويج بلقبه الثاني في أمم أفريقيا، بعد نسخة عام 1976 بإثيوبيا.

ويستهل المنتخب المغربي مشواره بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة، وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل «أسود الأطلس» اللقاء وهم في المركز الحادي عشر عالمياً، كأعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز 108.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة، فقد التقى المنتخبان في أربع مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بثلاثة انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرهما معاً نحو النهائيات.

كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث فاز أسود الأطلس 3-1.

بدوره أكد قائد المنتخب المغربي أشرف حكيمي، السبت، جاهزيته لخوض المباراة الافتتاحية بعد تعافيه من الإصابة، لكن «القرار يعود إلى المدرب».

وقال الظهير الأيمن والقائد الثاني لنادي باريس سان جرمان الفرنسي خلال مؤتمر صحافي عشية المباراة الافتتاحية: «أشعر أنني بحالة جيدة وسنرى ما سيقرره المدرب وليد الركراكي».

وأصيب حكيمي بالتواء خطير في الكاحل إثر تدخل قوي من مهاجم بايرن ميونيخ الألماني الكولومبي لويس دياز في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الجولة السادسة من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

حكيمي يمر من أمام صورة للعاهل المغربي في طريقة للمؤتمر الصحافي (أ.ف.ب)

وأضاف حكيمي: «كانت فترة صعبة بالتأكيد، لكن إصراري على الوجود مع منتخب بلادي دفعني إلى بذل أقصى الجهود للتعافي والوجود في هذه الفرصة الاستثنائية».

وتابع: «منذ فترة طويلة ونحن ننتظر هذه اللحظة، لدينا الرغبة ونعي بالمسؤولية الملقاة. إنها مسؤولية إيجابية تحفزنا وما يجب علينا القيام به هو التحكم بمشاعرنا أمام جمهورنا وأن نكون في الموعد».

تابع لاعب ريال مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني السابق: «عملنا كثيراً كي نكون جيدين ونحن جاهزون لتقديم أفضل مستوى ومحاولة الإبقاء على الكأس في المغرب، وبطبيعة الحال مع احترام المنافسين».

وأردف قائلاً: «نعرف ما نحن بحاجة إلى القيام به، انتظرنا هذه اللحظة منذ خروجنا من ثمن النهائي في نسخة 2024 في ساحل العاج، تدربنا بقوة كل يوم والآن نحن أمام فرصة تاريخية يجب أن نستغلها ومساعدة المنتخب من أجل الفوز باللقب».

ويخوض حكيمي الكأس القارية للمرة الرابعة في مسيرته وانتهت الثلاث السابقة بخيبات أمل، لكنه شدد على أن النسخة الحالية مختلفة واستثنائية «على أرضنا وأمام عائلاتنا وكل الأمة خلفنا، وهذا حافز إضافي للدفاع عن ألوان منتخب بلدك وتقديم أفضل ما لديك».

مراسل تلفزيوني يداعب الكرة أمام ملعب الأمير مولاي عبد الله حيث ستجرى مباراة الافتتاح (أ.ف.ب)

وشدد حكيمي على الإنجازات الجماعية: «لا أفكر في الإنجازات الفردية والشخصية، أفضل اللعب الجماعي ورؤية المغاربة سعداء، سواء لعبت أو لم ألعب، فأنا أفضل الفوز باللقب، ومعا سنقوم بأشياء عظيمة».

وتعدُّ هذه البطولة، التي تستمر أربعة أسابيع، بمثابة بروفة شاملة لكأس العالم 2030، حيث سيكون المغرب إحدى الدول الرئيسية المضيفة، وقد شرعت المملكة في تنفيذ أحد أضخم برامج البنية التحتية في تاريخ الرياضة الأفريقية استعداداً لهذه البطولة.

ويتنافس 24 منتخباً من مختلف أنحاء القارة في تسعة ملاعب جديدة، أو مجددة بالكامل في 6 مدن، ويعدُّ المغرب من أبرز المرشحين للفوز باللقب المرموق، لا سيما بعد بلوغه قبل نهائي كأس العالم 2022، في إنجاز غير مسبوق.

وتأمل المنتخبات العربية الستة المشاركة في البطولة، استعادة اللقب الذي فقدته في النسختين الماضيتين، تحديداً منذ فوز الجزائر باللقب عام 2019.

ويأتي منتخب كوت ديفوار، حامل اللقب، الذي أحرز اللقب في النسخة الماضية التي احتضنتها ملاعبه، كأبرز المرشحين لمنافسة المنتخبات العربية على اللقب، بينما يأمل منتخب نيجيريا في تحقيق إنجاز أفضل بعد خسارته في المباراة النهائية بالنسخة الماضية، حيث يطمح أيضاً لمصالحة جماهيره التي شعرت بخيبة أمل كبير عقب إخفاق منتخب النسور الخضراء المحلقة في التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

التميمة الرسمية للبطولة انتشرت في أرجاء المغرب (أ.ف.ب)

كما يعود منتخب السنغال، بقيادة نجمه المخضرم ساديو ماني، إلى المشاركة مجدداً بعد فوزه بنسخة 2021 في الكاميرون، بينما يطمع المنتخب المصري في ألا تشتت التكهنات حول مستقبل نجمه الأسطوري محمد صلاح تركيزه عن تحقيق لقبه القاري الثامن من أجل تعزيز رقمه القياسي أكثر المنتخبات المتوجة بالبطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957.

وكان من المقرر في البداية أن تستضيف غينيا نسخة أمم أفريقيا عام 2025، ولكن تم سحب حق استضافة المسابقة منها في 2022، عندما قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن البلاد لا تملك البنية التحتية والمرافق الكافية.

وعرض المغرب، الذي تم سحب حق استضافة نسخة البطولة عام 2015 منه، أن يتولى تنظيم المسابقة، التي تحمل الرقم 35 في تاريخ البطولة.

وكان من المقرر في البداية إقامة البطولة في فصل الصيف، لكن «كاف» وافق على تأجيلها حتى لا تتعارض مع بطولة كأس العالم للأندية، بنظامها الجديد في الولايات المتحدة، الذي شهد مشاركة 32 فريقاً لأول مرة.

وقام «كاف» بتغيير موعد إقامة كأس الأمم الأفريقية إلى فصل الصيف في عام 2017، بدءاً من نسخة عام 2019 بمصر، ثم تم تأجيل نسخة عام 2021، لمدة عام بسبب جائحة «كوفيد - 19»، إلى شهر يناير (كانون الثاني)، بسبب «الظروف المناخية غير المواتية» خلال فصل الصيف في الكاميرون.

ويواجه المغرب ضغوطاً كبيرة لتحقيق لقبه الثاني في كأس الأمم الأفريقية، حيث يبدأ مشواره على «ملعب الأمير مولاي عبد الله»، الذي يتسع إلى 69500 متفرج، غداً، ضمن منافسات المجموعة الأولى، التي تضم أيضاً منتخبي مالي وزامبيا.

وتشهد المجموعة الثانية في مرحلة المجموعات مواجهةً بين مصر وجنوب أفريقيا، التي أقصت المغرب في النسخة الماضية، بينما تحلم أنغولا وزيمبابوي بتحقيق مفاجأة بالعبور نحو الأدوار الإقصائية.

ومن المتوقع أن يتأهل منتخبا نيجيريا وتونس من المجموعة الثالثة، حيث أوقعتهما القرعة مع منتخبي أوغندا وتنزانيا.

وفي المقابل، تتنافس السنغال والكونغو الديمقراطية في المجموعة الرابعة، إلى جانب بنين وبوتسوانا، وكان منتخب الكونغو الديمقراطية خسر أمام منتخب كوت ديفوار، الفائز باللقب، في قبل نهائي النسخة الماضية.

وتواجه الجزائر الكثير من الضغوط أيضاً في المجموعة الخامسة بعد خروجها من دور المجموعات في النسختين الماضيتين، حيث يواجه «محاربو الصحراء» بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان.

وتشهد المجموعة السادسة منافسة ساخنة بين منتخب كوت ديفوار (حامل اللقب) والكاميرون، التي تمتلك خمسة ألقاب في البطولة، التي طغى على استعداداتها إقالة مدربها وسط خلاف مع رئيس الاتحاد صامويل إيتو، فيما تكتمل المجموعة بمنتخبي الجابون وموزمبيق.

ويعتبر منتخب غانا، الذي يمتلك 4 ألقاب في البطولة، أبرز الغائبين عن النسخة المقبلة من أمم أفريقيا، بعدما فشل في عبور التصفيات، حيث تذيل مجموعته في مفاجأة من العيار الثقيل.

ويتأهل أول منتخب من كل مجموعة للأدوار الإقصائية، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حصلت على المركز الثالث، في المجموعات الست، وفقاً للائحة المسابقة.

وستكون الأضواء مسلطة على العديد من النجوم، وفي مقدمتهم المغربي أشرف حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان الفرنسي، المتوج مؤخراً بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025.

وتتصدر صورة حكيمي كل لوحة إعلانية في العاصمة المغربية الرباط.

كما سيكون صلاح محط أنظار الجميع في معسكر المنتخب المصري وسط تكهنات بإمكانية رحيله عن ليفربول بعد أن أعرب عن استيائه من قلة مشاركاته مع الفريق الأحمر.

ولم يسبق لصلاح الفوز بكأس الأمم الأفريقية، لكنه كان قريباً من تحقيق هذا الإنجاز في عامي 2017 و2022 عندما وصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية.


«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
TT

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)

يستهل المنتخب المغربي مشواره في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على أرضه، بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة، الأحد. وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل «أسود الأطلس» اللقاء وهم في المركز الـ11 عالمياً، بوصفه أعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز الـ108.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة بينهما، فقد التقى المنتخبان في 4 مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بـ3 انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرتيهما معاً نحو النهائيات.

كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث فاز «أسود الأطلس» 3 - 1.

ويخوض المنتخب المغربي كأس أمم أفريقيا للمرة الـ20 في تاريخه، والخامسة على التوالي منذ عام 2017، بينما يسجل منتخب جزر القمر حضوره الثاني فقط بعد ظهوره الأول التاريخي في نسخة الكاميرون، ومن المفارقات أن منتخب جزر القمر سيواجه مستضيف البطولة للمرة الثانية على التوالي في مبارياته بكأس الأمم، بعد أن خاض آخر مباراة له في النسخة الماضية له أمام المستضيف الكاميروني، وخسر بصعوبة بهدفين لهدف في دور الـ16.

وبالعودة لنسخة 2021، فقد تأهل الفريقان معاً عن المجموعة الثالثة، حيث تصدر المغرب المجموعة وحل منتخب جزر القمر ضمن أفضل الثوالث متفوقاً على غانا، التي تذيلت الترتيب.

وعلى صعيد الأرقام الخاصة بالمنتخب المغربي، يطمح «الأسود» لتحقيق انطلاقة قوية في استضافتهم الثانية للبطولة بعد نسخة 1988 التي حلوا فيها بالمركز الثالث، علماً بأن بداية مشوار الفريق في تلك النسخة انتهت بالتعادل بهدف لمثله أمام الكونغو الديمقراطية.

ويمتلك المغرب سجلاً حافلاً، حيث تُوِّج باللقب عام 1976 وحلَّ وصيفاً عام 2004، ويدخل هذه النسخة بسلسلة من الانتصارات في مبارياته الافتتاحية بآخر 3 نسخ، مع الحفاظ على نظافة شباكه في آخر 5 مباريات افتتاحية خاضها. وبوصفه أول منتخب أفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يدخل المغرب البطولة بسجل مرعب في التصفيات، حيث حقق العلامة الكاملة بـ6 انتصارات مسجلاً 26 هدفاً، وكان إبراهيم دياز هداف التصفيات بـ7 أهداف.

في المقابل، يمثل منتخب جزر القمر طموح الجزر الأفريقية، وهو واحد من 4 منتخبات جزرية تأهلت للنهائيات تاريخياً بجانب الرأس الأخضر ومدغشقر وموريشيوس. وقد قدم منتخب جزر القمر أفضل حملة تصفيات في تاريخه، حيث تأهل دون خسارة من مجموعة ضمت تونس وغامبيا ومدغشقر، مستنداً إلى دفاع صلب لم يستقبل سوى 4 أهداف.

ورغم أن الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه في مبارياته الـ4 السابقة بالنهائيات، فإنه أثبت خطورته في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل 3 أهداف من أصل 4 له في البطولة، ويعتمد الفريق على استقرار تشكيلته التي شارك فيها 25 لاعباً في التصفيات، منهم 4 لاعبين بدأوا جميع المباريات بصفة أساسية.


«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
TT

«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)

كان يتعيّن على المغربي حمزة إيغامان الاحتراف في الخارج كي يضمن استدعاءه إلى صفوف منتخب بلاده، ومزاحمة المخضرمين أيوب الكعبي ويوسف النصيري على مركز أساسي في قلب الهجوم.

سلك إيغامان، البالغ من العمر 23 عاماً، الطريق ذاته للكعبي والنصيري، حيث نجحا في ضمان مكان في تشكيلة «أسود الأطلس» عبر الاحتراف في الخارج بعدما بدأ مشوارهما الكروي محلياً، الأول مع فريق النهضة البيضاوية وبرز بعدها مع أولمبياكوس اليوناني والثاني في أكاديمية محمد السادس وتألق في صفوف إشبيلية الإسباني على الخصوص.

صنع إيغامان لنفسه اسماً في فريق الجيش الملكي الذي جلبه إلى صفوفه من وداد تمارة الذي اكتشفه في الأحياء الشعبية لمدينة تمارة المجاورة للعاصمة الرباط وضمه إلى صفوف فئتين للناشئين والشباب.

سجل 13 هدفاً في 47 مباراة على مدى ثلاثة مواسم، الأول منها كان في صفوف فريقه الرديف، حيث لعب سبع مباريات فقط في الدرجة الأولى بسن الثامنة عشرة دون أن يسجل أي هدف.

لكنه هز الشباك 6 مرات في 18 مباراة موسم 2022-2023، ثم 7 أهداف في موسم 2023-2024، وكانت بوابته إلى الاحتراف في صفوف رينجرز الأسكوتلندي لمدة 5 مواسم مقابل 3 ملايين يورو لكنه أمضى موسماً واحداً فقط معه وكان رائعاً سجل خلاله 12 هدفاً في 33 مباراة في الدوري مع تمريرة حاسمة.

كما سجل 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في 10 مباريات في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، حيث ساهم في بلوغ ربع النهائي قبل الخروج على يد أتلتيك بلباو الإسباني.

توّج بجائزتي أفضل لاعب شاب وأفضل هدف في الدوري الأسكوتلندي.

انضم إلى صفوف ليل الفرنسي لتعويض هدافه الدولي الكندي جوناثان ديفيد، وكان عند حسن الظن حتى الآن كونه هداف الفريق في الدوري برصيد 5 أهداف مع تمريرة حاسمة في 13 مباراة بين أساسي وبديل (435 دقيقة)، كما سجل له 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

أشاد به مدربه برونو جينيزيو بقوله: «يمتلك مهارات تقنية مميزة. يمتلك المهارة اللازمة، وديناميكيته تمنحه القدرة على إظهار أفضل ما لديه عند دخوله في مجريات المباراة».

لم يتأخر إيغامان في فرض نفسه على تشكيلة «أسود الأطلس» مثبتاً أنه ليس مجرد موهبة عابرة. استُدعي للمرة الأولى في مارس (آذار) الماضي للمباراتين ضد النيجر وتنزانيا ودخل بديلاً في الأولى التي حسمها المغرب 2-1 في مدينة وجدة.

لكنه انتظر سبتمبر (أيلول) الماضي لتسجيل هدفه الدولي الأول في مباراته الدولية الثانية وكانت ضد النيجر (5-1) بمناسبة تدشين ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، حيث تألق مع فريقه السابق الجيش الملكي قبل الاحتراف في أسكوتلندا.

وقتها دخل بديلاً للكعبي وهز الشباك بعد ثلاث دقائق من دخوله ثم صنع هدفاً لعز الدين أوناحي، واحتفل في نهايتها بتأهل «أسود الأطلس» إلى المونديال.

سجل هدفه الثاني في مباراته الدولية الثالثة والأولى كأساسي بعدها بأربعة أيام ضد المضيفة زامبيا (2-0) في مدينة ندولا بتسديدة رائعة من خارج المنطقة، ليرسخ مكانته داخل منظومة المدرب وليد الركراكي.

أكد الركراكي عقب الفوز على زامبيا أن إيغامان لم يخذل ثقته قائلاً: «عندما تعطي حمزة القميص فإنه يجيبك، لديه موهبة كبيرة، يشتغل يسمع ويأخذ الثقة شيئاً فشيئاً، أتمنى أن يبقى في هذا المستوى. لديه مستقبل كبير في المنتخب ومع فريقه أيضاً».

وأضاف: «عندما جاء للمرة الأولى لم يلعب، ثم بدأ يدخل تدريجياً، وهذا ما نفعله مع جميع اللاعبين الجدد، لأن حمل القميص الوطني ليس سهلاً».

وتابع: «أبان عن موهبة لافتة وإمكانات تقنية عالية، وبدأ يكتسب الثقة تدريجياً رغم الدقائق المحدودة التي خاضها حتى الآن مع المنتخب الأول».

وأوضح أن السياسة التي يعتمدها والقائمة على منح دقائق لعب تدريجية للاعبين الجدد، بدأت تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن إيغامان يجسد هذه المقاربة بنجاح.

وأعرب الركراكي عن ارتياحه للمنافسة القوية داخل المنتخب، خصوصاً في مركز قلب الهجوم: «هذا التنافس الصحي يخدم مصلحة المنتخب لأنه يدفع كل لاعب إلى بذل أقصى ما لديه من أجل ضمان مكانته في التشكيلة الرسمية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأداء العام للمجموعة».

يتمتع إيغامان بمهارات فنية متعددة، ويجيد اللعب على الجناحين. يجمع بين القوة البدنية والفنية، ما يسمح له بالاحتفاظ بالكرة واللعب وظهره إلى المرمى والمشاركة في بناء الهجمات.

كما يتميز أسلوب لعبه بمهارات المراوغة والقدرة على التسديد من مسافات بعيدة، وميله لتقديم التمريرات الحاسمة.

يُوصف أيضاً بأنه لاعب على غرار البرازيلي رونالدو نازاريو، يتمتع بغرائز قوية ومرونة ذهنية قوية، وهي صفات تبرز من خلال أدائه في المواقف الصعبة.

لم يبخس إيغامان الذي استلهم في شبابه من مهاجمين أمثال الإيفواري ديدييه دروغبا والفرنسي أوليفييه جيرو زميله في ليل حالياً، الذي يدخل مكانه بديلاً هذا الموسم، حق الجماهير المغربية وشكرها على مساندته، مطالباً إياها بالوثوق في المنتخب وتشجيعه للظفر باللقب الثاني في تاريخه.