أستون فيلا يجب أن يكفّ عن الإحساس بالظلم ويركز على الدوري الأوروبي

ادعاء النادي وجود مؤامرة كبيرة ضده بشأن قواعد الربح والاستدامة ليس صحيحاً

دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)
دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)
TT

أستون فيلا يجب أن يكفّ عن الإحساس بالظلم ويركز على الدوري الأوروبي

دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)
دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)

حقق أستون فيلا أربعة انتصارات متتالية، ولم يتعرض لأي خسارة في سبع مباريات، وفجأة لم تعد الأمور تبدو سيئة للفريق، فقد صعد إلى منتصف جدول الترتيب، حتى لو لم يكن الفوز بهدفين دون رد على فينورد في الدوري الأوروبي محفوراً في الذاكرة كما كان عليه الحال في مباريات الموسم الماضي ضد بايرن ميونيخ ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، فإن العودة إلى روتردام على الأقل قد أعادت إلى الأذهان أيام المجد التي عاشها النادي الإنجليزي عام 1982. سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتلاشى الشعور بالإحباط الناجم عن الغياب عن دوري أبطال أوروبا، لكن يبدو الآن أن هناك إدراكاً متزايداً لحقيقة أن أستون فيلا لديه فرصة جيدة للفوز بلقب الدوري الأوروبي، ليضيف ملعب «بشكتاش بارك» في إسطنبول إلى قائمة الملاعب التي فاز فيها ببطولة أوروبية.

السؤال إذن: من أين جاء هذا التشاؤم؟ ولماذا بدا أستون فيلا متشائماً للغاية بشأن فريقٍ -على الأقل فيما يتعلق باللاعبين ذوي العقود الدائمة- تخلَّى عن جاكوب رامسي وليون بايلي مقابل التعاقد مع إيفان غيساند الواعد؟ وكيف تمكَّن أستون فيلا من إقناع نفسه بهذا القدر من الإحباط لدرجة أنه لم يفز بأيٍّ من مبارياته الست الأولى من الموسم؟ الجواب عن ذلك، كما كان الحال بالنسبة إلى نيوكاسل، الذي بدأ الموسم أيضاً في حالة إنكار واضح لجودة الفريق، هي قواعد الربح والاستدامة الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز.

لدى زميلي في صحيفة «الغارديان»، بارني روناي، نظرية مفادها أن المديرين الفنيين يتم استخدامهم أساساً كبشَ فداء، حتى تتمكن الجماهير الغاضبة من توجيه غضبها نحو تلك الشخصية المحاصرة على خط التماس بدلاً من مجلس إدارة النادي! وكان الاتحاد الأوروبي يقوم بعمل مماثل مع حكومة المملكة المتحدة. فمن المفيد لأصحاب السلطة أن يكون هناك شيء يتم توجيه الانتقادات واللوم إليه، وأصبح هذا الشيء الآن في كرة القدم هي قواعد الربح والاستدامة. دعونا نتفق في البداية على أن قواعد الربح والاستدامة بعيدة كل البعد عن الكمال. لقد خَلقت، من دون قصدٍ بالتأكيد، بيئةً تُحفّز الأندية على بيع المواهب الصاعدة من أكاديميات الناشئين والحفاظ على دورةٍ مستمرةٍ من المعاملات لتحقيق ربحٍ في الدفاتر يجعلها تتوافق مع قواعد الربح والاستدامة. لكنَّ هناك أمرين يُقالان دفاعاً عن هذه القواعد: أولاً، أن الأندية قد صوّتت على الموافقة عليها، وأنها لم تُفرض من الأعلى. وعلاوة على ذلك، هناك اجتماعاتٌ تعقد بانتظام ويمكن للأندية خلالها اقتراح نظام بديل.

من بين 10 صفقات أبرمها فيلا الموسم الماضي كان أمادو أونانا فقط هو الذي بدأ أكثر من 10 مباريات (رويترز)

وهناك حاجةٌ إلى نوعٍ من الرقابة على الإنفاق، وهذا ما لدينا الآن بالفعل. تخيّلوا أن قواعد الربح والاستدامة لم تكن موجودة في الوقت الحالي! وتخيّلوا لو أن الأندية المملوكة لأثرياء استطاعت إنفاق ما تريد. ربما تعاني كرة القدم من بعض المشكلات المالية حالياً، لكن لو لم تُفرض قواعد الربح والاستدامة لأصبح تشوُّه صورة اللعبة المُحتمل أمراً مكروها، ولاعتمدت اللعبة ببساطة على من يملك أغنى مالك! بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك دائماً خطر انسحاب هذا المالك والعواقب المدمرة المحتملة للنادي -كما حدث على نطاق أقل بكثير لنادي غريتنا الاسكوتلندي في عام 2008 بعد أن مرض مالكه، بروكس ميلسون، وفقد الاهتمام على ما يبدو وانهار النادي.

وغالباً ما يُنسى أنه عندما تم تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف في عام 2011، بغضّ النظر عن تأثيرها منذ ذلك الحين، كان الغرض منها حماية الأندية من هذا النوع من الطموح المفرط الذي دفع ليدز يونايتد إلى حافة الهاوية في نهاية المطاف. على أرض الواقع، قد يكون ذلك محبطاً للأندية الصاعدة. تصبّ تلك القواعد في صالح تلك الأندية ذات القواعد الجماهيرية الكبيرة التي تجتذب صفقات الرعاية الأكثر ربحية. ولكن على قدم المساواة، لا يمكن لنادٍ مثل أستون فيلا، بعد انتقاله من دوري الدرجة الأولى في إنجلترا إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا في غضون خمس سنوات، أن يدَّعي حقاً أنه عانى من التراجع. لكن السبب وراء عدم مشاركة أستون فيلا في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم ليست قواعد الربح والاستدامة؛ ولكن لأن حارس مرمى الفريق حصل على بطاقة حمراء لا داعي لها على ملعب «أولد ترافورد» في المباراة الأخيرة من الموسم الماضي، وبالتالي خسر أستون فيلا مباراة كان التعادل فيها سيضمن له إنهاء الموسم في مركز متقدم عن نيوكاسل صاحب المركز الخامس.

ماكغين لاعب أستون فيلا يهز شباك يبولونيا في الدوري الأوروبي (أ.ف.ب)

سيشير البعض إلى الهدف الذي ألغاه الحكم بعدما اتخذ قراراً باحتساب خطأ ضد أحد لاعبي أستون فيلا بدلاً من السماح باستمرار اللعب، وبالتالي لم يتمكن حكم الفيديو المساعد من إجباره على مراجعة القرار، لكن الأخطاء جزء من اللعبة. وتجب الإشارة أيضاً إلى أنه لو لم تحجب أجساد اللاعبين كاميرات خط المرمى في عام 2020، لكان شيفيلد يونايتد قد تقدم على أستون فيلا في مباراة انتهت بالتعادل السلبي؛ وكانت الهزيمة آنذاك ستؤدي إلى هبوط أستون فيلا إلى دوري الدرجة الأولى. لم تكن قواعد الربح والاستدامة هي التي قلصت نشاط أستون فيلا في سوق الانتقالات، ولكن السبب الحقيقي هو أن النادي قد أمضى عامين في التعاقد مع لاعبين لم يقدموا المردود المتوقَّع. ومن بين 10 صفقات دائمة أبرمها النادي خلال الموسم الماضي، كان أمادو أونانا فقط هو الذي بدأ أكثر من 10 مباريات في الدوري.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، راهن أستون فيلا على ضم ماركوس راشفورد وماركو أسينسيو على سبيل الإعارة للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. ربما كانت هذه خطوة مبرَّرة وكادت تنجح، لكن طبيعة المقامرة تكمن في أنه لا بد أن تكون هناك عواقب إذا سارت الأمور على نحو خاطئ. ولو لم يتم التعاقد مع راشفورد وأسينسيو، لربما حظي دونيل مالين، الوافد الجديد في يناير (كانون الثاني)، بفرصة أكبر لإثبات نفسه؛ إذ يشير الهدفان اللذان سجلهما في مرمى بيرنلي في الجولة الماضية إلى أنه قد يكون له دور مهم مع الفريق خلال الفترة المقبلة.

و استغل دونيل مالين مشاركته النادرة أساسياً في مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز ليقود أستون فيلا للفوز 2-1 على بيرنلي في الجولة الماضية، حيث قادت أول ثنائية للمهاجم الهولندي هذا الموسم فريق المدرب أوناي إيمري إلى المركز الـ13 في الترتيب. وكان على مالين أن ينتظر الوقت المناسب للحصول على فرص في الدوري الإنجليزي الممتاز في بداية الموسم، لكنه أظهر قدرة مذهلة على إنهاء الهجمات في فيلا بارك ليفتتح مشواره التهديفي هذا الموسم بطريقة مذهلة.

وقال لامار بوغارد لاعب خط وسط فيلا: «أعتقد أن دونيل كان مذهلاً، لقد كان ينتظر فرصته، وكلما لعب أضاف لمسة مميزة إلى المباراة. اليوم بدأ أساسياً وسجل هدفين، وأنا سعيد للغاية».

وقال المدرب إيمري: «ساندناه (مالين) قليلاً من خلال التوازن الفني. كان قريباً من التسجيل، وسجل بالفعل، كان رائعاً». وأضاف: «علينا أن نجعل فيلا بارك حصناً منيعاً، علينا أن نتنافس ونُنهي المباريات التي تسبق فترة التوقف الدولية بتوازن جيد. نشعر براحة أكبر مما كنا عليه. أنا سعيد جداً برد فعل اللاعبين على مطالبنا».

قد لا يكون هارفي إليوت وجادون سانشو بمستوى راشفورد وأسينسيو، لكنهما خياران جيدان ولديهما حافز كبير لإثبات نفسيهما. لقد أظهر إليوت موهبة كبيرة، لكنه لا يبدو مناسباً لطريقة لعب أرني سلوت في ليفربول، ويحتاج، وهو في سن الثانية والعشرين، إلى اللعب بانتظام. أما سانشو فقد ضلَّ طريقه منذ مغادرته بروسيا دورتموند إلى مانشستر يونايتد في عام 2021، لكنه يمتلك قدرات وإمكانات جيدة يمكن الاستفادة منها إذا نجح أوناي إيمري في إعادته إلى المسار الصحيح.

فإذا انقشع غبار اليأس الناجم إلى حد كبير عن الشك في الذات، وإذا تقبَّل أستون فيلا حقيقة أنه لا توجد مؤامرة كبيرة ضده، وأن قواعد الربح والاستدامة ليست الوحش الذي يتم تصويره بهذا الشكل المرعب، فما الذي يمكن لأستون فيلا أن يحققه على أرض الواقع؟ يجب أن يدرك أستون فيلا أنه فريق قوي، والدليل على ذلك أن ثلاثة من لاعبيه، أكثر من أي نادٍ آخر، شاركوا في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في المباراة التي فاز فيها بثلاثية نظيفة على ويلز في المباراة الودية التي جرت مؤخراً.

ماتسين (يسار) يشارك بوينديا فرحته بهفه في مرمى فينوورد (د.ب.أ)

في النهاية، يبقى أستون فيلا فريقاً قوياً للغاية. صحيح أنه من غير المرجح أن ينافس على اللقب، لكن هل هناك أي سبب يمنعه من منافسة نيوكاسل أو توتنهام على المركز الخامس؟ لكنَّ أفضل طريقة لاستعادة مكانه في دوري أبطال أوروبا هي الفوز بالدوري الأوروبي. فمَن، على أرض الواقع، يمكنه أن يوقف أستون فيلا في هذه المسابقة؟ بورتو، روما، ريال بيتيس، أم ليون؟ في الواقع، يبدو الطريق ممهداً تماماً أمام أستون فيلا للفوز بلقب الدوري الأوروبي! وقبل الفوز خارج أرضه على فينورد -حيث منحت ثنائية إميليانو بوينديا وجون ماكغين في الشوط الثاني الضيوف ثلاث نقاط ثمينة في روتردام- كان أستون فيلا قد تخطى ضيفه بولونيا الإيطالي بهدف دون رد في الدوري الأوروبي.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

رياضة عالمية ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

كان من المفترض أن تكون لحظة إحراز ألكسندر إيزاك الهدف في توتنهام هي الشرارة التي تطلق فعلياً موسمه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس فرنك (أ.ف.ب)

توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

عدّ مدرب توتنهام توماس فرنك أن الهدف الذي سجله هوغو إيكيتيكي خلال خسارة فريقه أمام ليفربول السبت غير صحيح

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فرانك لامبارد (رويترز)

لامبارد يعتذر بعد تسببه في مشاجرة بين لاعبي كوفنتري وساوثهامبتون

قال فرانك لامبارد مدرب كوفنتري سيتي إنه ​تجاوز حدوده بعدما أشعل مواجهة بين لاعبي فريقه ولاعبي مضيفه ساوثهامبتون بإشاراته المتكررة نحو جماهير صاحب الأرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سلوت يرى أن أداء ليفربول بدا في التحسن (رويترز)

سلوت: أحاول أن أكون متفائلاً أمام إصابة إيزاك الخطيرة

قال سلوت مدرب ليفربول إن فريقه أظهر علامات تحسن في فوزه 2-1 على توتنهام هوتسبير بالدوري الإنجليزي، لكنه أعرب عن أسفه للإصابة التي تعرض لها ألكسندر إيزاك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فيكتور يوكيريس سجل هدف الفوز لأرسنال (إ.ب.أ)

الدوري الإنجليزي: أرسنال يستعيد الصدارة من شباك إيفرتون

حافظ أرسنال على صدارة الدوري الإنجليزي قبل حلول فترة الأعياد، بانتصاره على مضيفه إيفرتون 1-0 السبت ضمن المرحلة السابعة عشرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)
ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)
TT

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)
ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)

كان من المفترض أن تكون تلك اللحظة هي الشرارة التي تطلق موسم ألكسندر إيزاك فعلياً؛ صفقة ليفربول، البالغة قيمتها 125 مليون جنيه إسترليني، دخل بديلاً، قبل أن يضع الكرة بلمسة رائعة في شباك حارس توتنهام غولييلمو فيكاريو، مانحاً فريقه التقدم، وذلك وفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية.

وعلى خط التماس، بدا المدرب آرني سلوت في قمة سعادته، بعدما شاهد إيزاك يتبادل الكرة مع فلوريان فيرتز، الذي كتب أول تمريرة حاسمة له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انضمامه في الصيف مقابل 116 مليون جنيه إسترليني. ومع وجود محمد صلاح في المغرب للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، وغياب كودي غاكبو بسبب الإصابة، بدت هذه اللقطة لمحة عن مستقبل ليفربول، وأول مؤشر على انسجام محتمل بين أغلى صفقتين في تاريخ النادي.

غير أن تلك الفرحة لم تستمر سوى ثوانٍ معدودة؛ إذ سقط إيزاك أرضاً متألماً بعد تدخل من ميكي فان دي فين. ومع تجمع زملائه حوله، اتضح سريعاً أن المهاجم السويدي لن يكون قادراً على مواصلة المباراة.

وقال سلوت بعد اللقاء: «علينا أن ننتظر ونرى. لكن عندما يسجل لاعب هدفاً ثم يتعرض لإصابة ولا يحاول العودة إلى أرض الملعب، فغالباً ما يكون ذلك أمراً غير جيد». وبدا المشهد بالفعل مقلقاً.

وبالنسبة إلى ليفربول، الذي يبدو أنه بدأ تصحيح المسار وأصبح دون هزيمة في 6 مباريات متتالية، فإن قائمة المشكلات لا تزال في ازدياد، مع احتمال غياب إيزاك وكونور برادلي فترة عن الملاعب.

ولتلخيص سوء الحظ الذي يرافق الفريق، اضطر برادلي إلى الخروج بين الشوطين بسبب إصابة تعرض لها خلال مشاركته في لقطة خاصة بإيزاك. وعند الدقيقة الـ60، غادر إيزاك أرض الملعب ليحل مكانه جيريمي فريمبونغ، الذي خاض أول مباراة له منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكن فريمبونغ نفسه لم يُكمل اللقاء؛ إذ استُبدل به فيديريكو كييزا في الدقيقة الـ90، رغم تأكيد سلوت أن الظهير سيكون بخير، موضحاً أنه لم يرغب في المجازفة باللعب بـ10 لاعبين لبضع ثوانٍ. وفي كل الأحوال، فإن لاعبين اثنين دخلا بديلين لم يتمكنا من إنهاء المباراة.

وفي نهاية المطاف، ضمن هدف هوغو إيكيتيكي فوز ليفربول في مباراة كادت تفلت منهم، رغم أنهم واجهوا «توتنهام بـ9 لاعبين» بعد طرد كل من تشافي سيمونز وكريستيان روميرو.

ووصف جيمي ريدناب، محلل شبكة «سكاي سبورتس»، ما حدث بأنه «درس نموذجي في كيفية عدم إدارة الدقائق الـ10 الأخيرة». واعترف سلوت بدوره بأن النهاية لم تكن مثالية.

وقال المدرب الهولندي لبرنامج «ماتش أوف ذا داي» على «بي بي سي»: «من غير المعقول، عندما تلعب أمام 9 لاعبين، ألا أتفاجأ إذا كانوا استحوذوا على الكرة لمدة 8 دقائق ونصف من أصل 9 دقائق وقتاً بدل ضائع. هذا ليس ما تتوقعه، وربما يعكس وضعنا في هذا الموسم. نحتاج إلى عدد أكبر من الانتصارات حتى نشعر براحة أكبر عند التعرض للانتكاسات. ما يبقى في الذهن هو الدقائق الـ10 الأخيرة، لكن كان هناك كثير مما يدعو للإعجاب خلال 80 أو 90 دقيقة».

وقبل أسبوعين فقط، كان ليفربول قد فرّط في تقدم بفارق هدفين أمام ليدز يونايتد في الشوط الثاني، قبل أن يستقبل هدف التعادل في الوقت بدل الضائع بعد أن استعاد التقدم. وفي لندن، نجا الفريق هذه المرة بصعوبة، بعدما ألقى توتنهام بكل أوراقه الهجومية، وكان لدخول ريشارلسون تأثير ملحوظ.

ولم يكن مبالغة القول إن ليفربول بدا في الدقائق الأخيرة كأنه يلعب بنقص عددي، في مشهد يبتعد كثيراً عن السيطرة التي أظهرها الفريق خلال معظم فترات الموسم الماضي.

وأضاف سلوت: «لم نحافظ على الكرة عندما كانت بحوزتنا. كنا نُبعدها دون داعٍ، فحصلوا على ركلات حرة ورميات تماس وركنيات. أصبحت المباراة فوضوية ومحمومة للغاية».

وقد اتسم موسم ليفربول الحالي بالفعل بكثير من الفوضى والتوتر، لكن حامل اللقب يستطيع أن يستمد بعض الرضا من حقيقة أنه، بعد سلسلة قاسية من 9 هزائم في 12 مباراة، سيدخل فترة أعياد الميلاد متساوياً في النقاط مع تشيلسي صاحب المركز الرابع.

وقال سلوت: «بصورة عامة، كنا نسيطر على المباراة بشكل جيد. 6 مباريات دون هزيمة: 4 انتصارات وتعادلان. نحن بالتأكيد لسنا مثاليين بعد، لكن كلا رأسي الحربة لدينا سجل هدفين. مجدداً؛ هناك إيجابيات يمكن استخلاصها».

ولا شك في أن هناك إيجابيات، بعدما حقق ليفربول فوزه الثالث على التوالي، إلا إن هذه المباراة كشفت مرة أخرى عن أن الفريق فيه حالياً أسئلة أكثر من الإجابات. ويبقى السؤال الأكبر في الوقت الراهن: إلى متى ستطول فترة غياب ألكسندر إيزاك؟


حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

حسام حسن (رويترز)
حسام حسن (رويترز)
TT

حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

حسام حسن (رويترز)
حسام حسن (رويترز)

قال حسام حسن، مدرب منتخب مصر، الأحد، إنه تواصل على الفور مع محمد صلاح قائد المنتخب بعد المقابلة المثيرة للجدل التي انتقد فيها أرني سلوت مدربه في ليفربول، وإن صلاح سيكون واحداً من أفضل اللاعبين في كأس ​الأمم الأفريقية لكرة القدم، وذلك قبل مواجهة زيمبابوي، الاثنين، في مستهل مشوار الفريقين بالبطولة التي تستضيفها دولة المغرب.

وتلعب مصر -صاحبة الرقم القياسي في التتويج بكأس الأمم برصيد 7 ألقاب- في المجموعة الثانية التي تضم جنوب أفريقيا وأنجولا وزيمبابوي.

وفي تصريحاته التي أدلى بها بعد التعادل في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليدز يونايتد في السادس من ديسمبر (كانون الأول)، هاجم قائد منتخب مصر (33 عاماً) النادي والمدرب سلوت، وقال للصحافيين إنه شعر كأنه أصبح «كبش فداء» لبداية الموسم السيئة، وألمح إلى أنه قد لا يستمر طويلاً في «أنفيلد»، ليُستبعد من تشكيلة الفريق أمام ‌إنتر ميلان في ‌دوري أبطال أوروبا، قبل أن يعود للمشاركة بديلاً ليقدم تمريرة ‌حاسمة ⁠في ​فوز ليفربول ‌2-0 على برايتون آند هوف ألبيون الأسبوع الماضي.

وقال حسن (59 عاماً)، خلال مؤتمر صحافي عن تصريحات صلاح: «تواصلت مع صلاح مباشرة بعدما حدث، لا أريد أن أقول أزمة، لأن أي لاعب معرض لاختلاف وجهات النظر مع مدربه، صلاح لديه طموح كبير جداً».

وأضاف: «صلاح قادر على استعادة أفضل مستوياته من خلال المنتخب، ودائماً ما يعود بعدها إلى ليفربول ليقدّم أداءً مميزاً. وسيكون واحداً من أفضل لاعبي البطولة بدعم زملائه والجهاز الفني. وأنا أسانده فنياً ومعنوياً، وهو بحاجة إلى الفوز بهذه البطولة، وعليه أن يساعد نفسه، وأن يساعدنا من أجل تحقيق هذا الهدف، إذ يستعيد مستواه ويظهر وكأنه يشارك مع المنتخب للمرة الأولى».

وتحدّث مدرب مصر عن مدى صعوبة المواجهة الأولى في ‍كأس الأمم: «نحن في واحدة من كبرى ‍البطولات المجمعة في العالم؛ كأس الأمم مهمة للمنتخب المصري، نحترم كل منافسينا في المجموعة، ‍منتخب زيمبابوي لديه لاعبون محترفون ونحترمه».

وتابع: «نحن مستعدون، جهازاً فنياً ولاعبين، ونعرف قيمة المباراة الأولى في كأس الأمم، درسنا منتخب زيمبابوي، ونأخذ الأمور خطوة بخطوة، هذه بداية البطولة، وأول مباراة دائماً تكون مهمة تماماً مثل النهائي، لأنها أول درجة في مشوار البطولة».

وقال حسن -الذي فاز بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات حين كان لاعباً (1986 و1998 و2006)- عن مشاركته الأولى في البطولة بصفته مدرباً: «كان لي شرف الفوز مع زملائي من مختلف الأجيال بالبطولة، وتحدثت مع اللاعبين عن ⁠ذلك، وقلت لهم إن الفوز باللقب شيء عظيم». وأكمل: «شعوري مختلف الآن، أحتاج بصفتي مدرباً أن أشرح للاعبين قيمة البطولة، ويجب على اللاعبين أن يشعروا بأن الفوز بهذه البطولة يجب أن يكون في سجلاتهم».

وأردف: «أتمنّى تحقيق البطولة مدرباً، لأنه سيكون شعوراً غير عادي، واللاعبون جاهزون لهذا التحدي».

وأضاف: «نمتلك مجموعة مميزة في الخط الهجومي، ولديَّ ثقة كاملة بالمدافعين، كما أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم بتمثيل منتخب مصر في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية. ويُعدّ الدفاع مسؤولية جماعية يشترك فيها الفريق بأكمله، ولذلك أتمتع بثقة كبيرة في جميع اللاعبين بمختلف الخطوط. كما أمتلك اختيارات يحلم بها أي مدرب، وهو ما يجعل المهمة سهلة وصعبة في الوقت نفسه».

وقال حسن، رداً على سؤال بشأن إخفاق منتخبات مصر للشباب والناشئين مؤخراً، وخروج المنتخب الثاني من بطولة كأس العرب من دور المجموعات، وما إذا كان ذلك سيؤثر على المنتخب الأول: «لماذا نهدر حق اللاعبين في التأهل إلى كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية دون هزيمة، وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف؟ رأس الهرم ناجح، بغضّ النظر عن أداء منتخبات الشباب والناشئين».


توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

توماس فرنك (أ.ف.ب)
توماس فرنك (أ.ف.ب)
TT

توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

توماس فرنك (أ.ف.ب)
توماس فرنك (أ.ف.ب)

عدّ مدرب توتنهام هوتسبير، توماس فرنك، أن الهدف الذي سجله هوغو إيكيتيكي خلال خسارة فريقه أمام ليفربول يوم السبت، كان يجب إلغاؤه بداعي وجود خطأ، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

وسجل إيكيتيكي الهدف الثاني لليفربول في الفوز 2 - 1 على ملعب توتنهام هوتسبير، بعدما ارتقى فوق روميرو وحوّل برأسه عرضية جيريمي فريمبونغ من الجهة اليمنى. وأظهرت اللقطة أن مهاجم ليفربول وضع يديه الاثنتين على ظهر مدافع توتنهام، الذي سقط أرضاً إثر الاحتكاك.

وقام حكم الفيديو المساعد، ستيوارت أتويل، بمراجعة اللقطة، قبل اعتماد أن «الاحتكاك كان طبيعياً في الالتحام الهوائي بين إيكيتيكي وروميرو».

وخلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة، قال فرنك: «أعتقد أن الهدف الثاني سُجل بطريقة خاطئة من الحكم. هناك يدان واضحتان على الظهر. يدان واضحتان تماماً. لا أفهم كيف يمكن السماح بذلك. في أي مكان آخر من الملعب نرى هذا المشهد ألف مرة، مثل لاعب يرتقي للكرة، بعد ركلة مرمى باتجاه قلب الدفاع، فتظهر يدان على الظهر، فيحتسب ذلك خطأ. لكن يبدو أن الأمر لا ينطبق داخل منطقة الجزاء. برأيي، كان هذا أكبر خطأ، سواء من الحكم أو من تقنية حكم الفيديو المساعد، لكن ذلك لم يكن كافياً. وواصلنا اللعب».

وكان توتنهام قد أكمل المباراة بعشرة لاعبين منذ الشوط الأول، بعد طرد تشافي سيمونز إثر تدخل عُدّ لعباً عنيفاً على فيرجيل فان دايك، وذلك بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد. كما طُرد كريستيان روميرو بدوره في الوقت بدل الضائع، بعدما تلقى البطاقة الصفراء الثانية إثر التحام مع إبراهيم كوناتي.

وأوضح فرنك أنه لا يتفق مع قرار طرد سيمونز، الذي اعتذر لاحقاً عن التدخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب: «أتحمل المسؤولية، وأنا آسف جداً».

وأضاف مدرب توتنهام: «لا أحب هذا القرار بوصفه حالة طرد. بالنسبة لي، التدخل ليس متهوراً ولا ينطوي على قوة مفرطة. اللاعب كان يطارد فان دايك ويحاول الضغط عليه، ثم غيّر اتجاهه، وللأسف جاءت قدمه على وتر قدم اللاعب المنافس. يمكن أن تقول: كان عليه أن يكون أذكى أو ألا يقوم بذلك، لكن هل لم يعد مسموحاً بأي احتكاك بدني؟».

وتابع: «المشكلة التالية هي أنه إذا حصل على إيقاف ثلاث مباريات، وهو أمر لا أفهمه، فكيف يمكن أن يُعاقَب ثلاث مباريات على تدخل ليس متهوراً؟ هذا خطأ تماماً، وعلى الأرجح لن نتمكن من الاستئناف».

ومن المقرر أن يعود توتنهام إلى المنافسات يوم الأحد المقبل، عندما يواجه كريستال بالاس.