أبدى مدرب المنتخب الإيطالي جينارو غاتوزو حرصه على عدم الاستخفاف بأي خصم محتمل، في ملحق التأهل إلى «مونديال 2026»، المرجح أن يخوضه أبطال العالم 4 مرات، بعد فوزهم على إسرائيل 3-0، الثلاثاء، في التصفيات الأوروبية.
وسجل ماتيو ريتيغي ثنائية، وأضاف جانلوكا مانشيني الهدف الثالث في مباراة الثلاثاء في أوديني، لتضمن إيطاليا بذلك خوضها الملحق القاري، على أقل تقدير، مع حظوظ ضئيلة جداً بنَيل المركز الأول المؤهل عن المجموعة التاسعة إلى النهائيات.
وقبل جولتين على نهاية التصفيات، تتخلف إيطاليا بفارق 3 نقاط عن النرويج المتصدرة، مع أفضلية كبيرة للأخيرة من ناحية فارق الأهداف (+26 مقابل +10 لإيطاليا)، ما يجعل إرلينغ هالاند ورفاقه الأوفر حظاً لنيل بطاقة التأهل المباشر، حتى لو خسروا أمام رجال غاتوزو في الجولة الأخيرة، منتصف الشهر المقبل.
ويتخوّف الإيطاليون من تكرار كابوس المونديالين الأخيرين، اللذين غابوا عنهما بعدما فشلوا في تجاوز الملحق القاري.
وإدراكاً منه بأن الكارثة قد تتكرر في حال عدم التصرف بمسؤولية وجدية، قال غاتوزو: «كرة القدم قد تغيرت. ففي هذه الأيام، يُمكنك أن تخسر أمام أي فريق، وندرك أنه لا يمكننا الاستخفاف بأي فريق... خاصة بعد ما مررنا به».
وتابع: «نأتي من أعوامٍ نحن غير قادرين فيها على الاستخفاف بأي فريق (بسبب تراجع مستوى المنتخب ومكانته بين الكبار)، ونكنّ احتراماً كبيراً للجميع، ونحن الفريق الذي يجب أن يُؤدي عمله كما ينبغي».
سبقت مباراة الثلاثاء مظاهرة حاشدة مؤيدة للفلسطينيين، انتهت باشتباك مجموعة صغيرة مع الشرطة، بعدما بدأت كمَسيرة سلمية، إلى حد كبير، احتج فيها ما لا يقل عن 10 آلاف شخص على إقامة المباراة.
واستخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المُسيل للدموع ضد مجموعة من المتظاهرين، الذين شاركوا في أعمال شغب بشوارع أوديني، في نهاية عنيفة لأسابيع من التحضير لمباراة كانت تعني لكثيرين أكثر من مجرد النقاط الثلاث.
ولم يُخفف اتفاقُ وقف إطلاق النار في غزة، الذي وُقّع، الاثنين، من المطالبات بمقاطعة رياضية لإسرائيل، في أعقاب هجوم عسكري استمرّ عامين على قطاع غزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 67869 فلسطينياً.
بدأت الحملة العسكرية على قطاع غزة، على أثر هجوم شنّته حركة «حماس» الفلسطينية المسلحة على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وحضر مباراة الثلاثاء 10 آلاف مشجع فقط، بينما لم يشجع إسرائيل سوى قرابة مائة.
وقال غاتوزو، بعد المباراة: «لا جدوى من إخفاء الأمر، لم يكن اليوم سهلاً علينا ولا عليكم. مرّت علينا أيام عدة ظننّا فيها أنه قد لا نلعب المباراة أصلاً. جئنا إلى هنا ونحن نعلم أنها لن تكون أجواء احتفالية، وشعرنا بذلك».
وتابع: «آملُ أن تكون الأمور أكثر هدوءاً في المستقبل، أعتقد ذلك، لا أعرف ما المشاكل الأخرى التي قد تظهر».
