كيف تصوغ أوامر ذكاء اصطناعي احترافية؟

تفتح لك أسرار الواقعية الفائقة للصور... والتعلم بالفهم العميق

تستطيع توليد صور مبهرة باستخدام بعض الأوامر النصية الدقيقة
تستطيع توليد صور مبهرة باستخدام بعض الأوامر النصية الدقيقة
TT

كيف تصوغ أوامر ذكاء اصطناعي احترافية؟

تستطيع توليد صور مبهرة باستخدام بعض الأوامر النصية الدقيقة
تستطيع توليد صور مبهرة باستخدام بعض الأوامر النصية الدقيقة

يكمن السر خلف توليد صور بالذكاء الاصطناعي تتسم بالواقعية الفائقة، والجودة الاحترافية، على منصات مثل «جيميناي» و«تشات جي بي تي»، في صياغة أوامر نصية (Prompts) دقيقة ومفصلة.

والأوامر الفعالة ليست مجرد كلمات عابرة؛ بل هي بمنزلة مخطط تفصيلي يوجه الذكاء الاصطناعي بوضوح تام حول الرؤية الإبداعية للمستخدم.

ونذكر في هذا الموضوع مجموعة من النصائح لصياغة أوامر احترافية، لصُنع الصور، وتطوير تجربة التعلم بالفهم العميق.

يمكن تحويل صور عادية إلى ابتكارات غير مسبوقة ببضعة أوامر نصية

أوامر مبتكرة لتوليد صور احترافية

• نموذج «نانو بانانا» وقدراته التحويلية:

أحدثَ نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد من «غوغل» المعروف باسم «نانو بانانا» (Nano Banana) (إصدار «جيميناي فلاش 2.5» مع استخدام نموذج الصور «Image Model») ثورة في تحرير الصور داخل خدمة «جيميناي» (Gemini).

ويتميز هذا النموذج بقدرته الفائقة على تحويل الصور العادية إلى إبداعات رقمية مذهلة، مثل مجسمات ثلاثية الأبعاد واقعية، أو شخصيات ألعاب إلكترونية، أو خرائط خيالية مفصلة (مثل: «حوِّل هذه الصورة إلى خريطة عالم ثلاثي الأبعاد، مصمم بأسلوب فني للعبة خيالية. أضف القرية والميناء»).

وتحول «نانو بانانا» إلى توجُّه عالمي؛ حيث يوفر للمستخدمين مرونة إبداعية غير مسبوقة للدمج والتحويل والتخصيص، مع الحفاظ على تفاصيل الصورة الأصلية ونسيجها الواقعي، ما يفتح آفاقاً لا نهائية للفنانين ومصممي الألعاب.

• العناصر الأساسية لصياغة أوامر احترافية:

وبعكس الأوامر الغامضة التي تنتج صوراً عامة وباهتة، فإن الأوامر المصمَّمة بعناية تحدد العناصر الخمسة الأساسية: الموضوع، والبيئة، والتكوين، والأسلوب، والتفاصيل التقنية؛ ما يحول المخرجات القياسية إلى مرئيات مذهلة ومقنعة بصرياً:

- أولاً: يجب تحديد الموضوع بدقة («شاب مغامر ذو لحية كثيفة يرتدي سترة خضراء»).

- ثانياً: يجب وصف البيئة بوضوح، يشمل: الموقع، والوقت، والطقس، والمزاج العام («في ممر غابة ضبابية عند شروق الشمس»).

- ثالثاً: تحديد التكوين البصري وزاوية التصوير («لقطة منخفضة الزاوية»، أو «قاعدة الأثلاث»).

- رابعاً: اختيار الأسلوب الجمالي («إضاءة سينمائية»، أو «اتبع أسلوب تصوير مصور ما»).

وأخيراً، إضافة تفاصيل تقنية تحاكي إعدادات الكاميرا الاحترافية («عدسة 35 ملِّيمتراً»، و«دقة 8K» و«إضاءة HDR»).

تقنيات متقدمة لتحقيق الواقعية والتحكم في الإخراجولضمان تحقيق أقصى درجات الواقعية، يوصَى بتطبيق تقنيات متقدمة محددة: لتحقيق الواقعية الفائقة، يجب تضمين كلمات وصفية،

مثل: Hyper-realistic، وPhotorealistic، و8K UHD، وCinematic lighting، في الأمر. كما أن استخدام مراجع فنية حقيقية -مثل أسماء مصورين مشهورين أو أنماط تصوير محددة- يساعد الذكاء الاصطناعي على محاكاة جودة الألوان والنسيج والإضاءة الأصلية.

هذا، ويجب تجنب الإفراط في التفاصيل غير الضرورية، وكذلك يجب استخدام الجمل البليغة التي تحدد سياق ومزاج الصورة، بدلاً من الكلمات الوصفية الكثيرة.

• التحكم بالتكوين والأسلوب لنتائج فنية: ويُعد التحكم في تكوين الصورة (Composition) عاملاً حاسماً يميز لقطات الهواة من لقطات المحترفين؛ لذا يجب تحديد المنظور وعمق المجال بوضوح (مثل «لقطة بزاوية منخفضة»، أو «عمق مجال ضحل»). وبالإضافة إلى ذلك، تتيح الأوامر إمكانية تحديد الاتجاه الفني والأسلوبي، سواء كان الهدف هو مشهد خيالي ملحمي (Epic cinematic composition) أو صورة تحاكي الأفلام القديمة (Grainy film effect)، وصورة بكاميرا كلاسيكية محددة (Kodak Portra 400 simulation).

ويساهم هذا المستوى من التفصيل في تمكين المستخدم من إضفاء لمسة شخصية وفنية على صوره، مما يضمن أن تكون النتائج ليست دقيقة فحسب؛ بل جذابة فنياً وتروي قصة مقنعة.

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في فهم الرياضيات والعلوم والجغرافيا والتاريخ

• أمثلة إبداعية لتوليد صور خيالية وواقعية:

ولإلهام المستخدمين، نذكر مجموعة من الأوامر الإبداعية التي توضح القدرات الواسعة لنموذج «نانو بانانا».

وتتنوع هذه الأمثلة بين تحويل حيوان أليف إلى شخصية لعبة إلكترونية ثنائية الأبعاد: («أعد إنشاء صورة هذا القط كشخصية لعبة إلكتروني بنمط 16-بت، وأضف الشخصية في جزء من مرحلة في لعبة منصات ثنائية الأبعاد بنمط 16-بت»). وإنشاء صورة مؤثرة تُظهر المستخدم يجلس مع نفسه كطفل في مشهد مليء بألعاب الطفولة: («هذه صورة لي كشخص بالغ. أنشئ صورة لي كشخص بالغ أجلس فيها مع نفسي كطفل في غرفة ألعاب، ونحن نتناول الشاي معاً في حفلة شاي»).

وكذلك يمكن للمستخدم تحويل صورة منزل إلى تصميم جزيرة استوائية نابضة بالحياة، بأرضيات من القش وعناصر من الخيزران («حوِّل هذا المنزل إلى تصميم جزيرة استوائية نابضة بالحياة. حوِّل الأرضيات إلى قش، وأضف عناصر هيكلية من الخيزران. أحط به نباتات استوائية مورقة وملونة وأشجار النخيل).

أو تحويل مقص عادي إلى شخصية خيالية واقعية المظهر، مستوحاة من الأفلام السينمائية: («حوِّل هذا المقص إلى شخصية خيالية واقعية المظهر في فيلم عن الأقزام والجنيات»)، مما يدل على قدرة الذكاء الاصطناعي على مزج الواقع بالخيال.

• تقنية السرد القصصي عبر الصور والتحويل الفني: أحد أبرز الأوامر هو استخدام الذكاء الاصطناعي في السرد القصصي؛ حيث يمكن للمستخدم طلب إنشاء قصة ملحمية مثيرة («أَنشئ قصة ملحمية آسرة من 9 أجزاء، لبطلين خارقين سريين ومغامراتهما. القصة مثيرة طوال الوقت، مع تقلبات تؤثر في مشاعر المشاهدين، وتنتهي بلمسة مفاجئة ورائعة وخاتمة قوية. لا تقم بإضافة أي كلمات أو نصوص إلى الصور؛ بل اروِ القصة بالكامل من خلال الصور نفسها فقط»).

كما يدعم «نانو بانانا» التحويل الفني البسيط، مثل تحويل صورة فوتوغرافية إلى رسم بالقلم الرصاص: («حوِّل هذه الصورة إلى رسمة بالقلم الرصاص»)، أو تحويل مكونات طعام إلى طبق حلوى فاخر بأسلوب مطعم من فئة 5 نجوم («حوِّل هذه المكونات إلى حلوى راقية وشهية المظهر، مستوحاة من هذه المكونات. قم بتقديمها على طبق وكأنها في مطعم فاخر من فئة 5 نجوم ومحترف في الطهي»).

نصائح وحيل أساسية لإتقان توجيه «نانو بنانا»> بهدف تحقيق أقصى استفادة من هذه الخدمة: يُنصح بدمج طبقات مزدوجة من الأنماط في أمر واحد (مثل مزج «الرسم بالقلم الرصاص مع الألوان المائية») لإنشاء تصميمات هجينة فريدة. كما يجب تحديد ظروف الإضاءة والزوايا بوضوح (مثل: «إضاءة ذهبية بمنظور عين السمكة») لجعل الصور أكثر ديناميكية.

وبالإضافة إلى ذلك، يُنصح بدمج العناصر الواقعية مع الخيالية (مثل: «حوِّل الدراجة إلى تنين»)، واستخدام أوامر متتابعة لخلق قصص مصورة قصيرة، مما يضمن أن تكون المخرجات عالية الدقة وحيوية، وتلبي الرؤية الإبداعية للمستخدم. وكذلك يمكن طلب إضافة الطبقة الخارجية للعناصر (Texture) في الصورة النهائية («استخدم الفرو أو الحراشف في التنين مع استخدام قماش ناعم وفضفاض على جسد البطل الذي يركب التنين»).

> كشف الزيف... علامات لا يستطيع الذكاء الاصطناعي إخفاءها: وفي حين أن هذا التوجه يمثل طفرة ثقافية هائلة ويوفر إمكانات غير محدودة للتعبير عن الذات، فإن الانتشار الواسع لهذه المرئيات شديدة الإتقان قد أثار نقاشات جادة ومحورية حول قضايا الأصالة الرقمية والمخاطر المتعلقة بالخصوصية، ما يجعل الحاجة إلى آليات كشف موثوقة أمراً بالغ الأهمية.

ولتحديد الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، يجب على المستخدم الانتباه إلى مجموعة من التفاصيل غير الطبيعية التي غالباً ما تفشل فيها الخوارزميات. وتشمل هذه العيوب البحث عن الأصابع الزائدة، أو التشوهات في الأشكال، أو عدم تناسق ملامح الوجه، أو انعكاسات العين غير المتطابقة، أو الخلفيات التي تبدو مشوَّهة أو مكررة.

كما أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يواجه صعوبة في إعادة إنتاج النصوص والشعارات بدقة، لذا فإن الكلمات غير المفهومة أو الحروف المشوَّهة تُعد دليلاً شائعاً على التزييف.

وتجب أيضاً ملاحظة أي تضارب في الإضاءة والظلال التي لا تتناسب مع مصدر الضوء المفترض في المشهد.


مقالات ذات صلة

نظرة إلى الذكاء الاصطناعي... وصحة الدماغ في 2025

علوم الانسان ضائع في عصر الذكاء الاصطناعي وهلوساته

نظرة إلى الذكاء الاصطناعي... وصحة الدماغ في 2025

إليكم ما يقوله أربعة من الاختصاصيين في حول الجوانب العلمية التي أثارت اهتمامهم في عام 2025. الذكاء الاصطناعي: محتوى منمق وغير منطقي نحن نغرق في بحر من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا القفل الذكي «نوكي«

أفضل الأقفال الذكية

• القفل الذكي «نوكي» Nuki. يتميز القفل الذكي «نوكي» بمكونات عالية الجودة، وقدرات تكامل سلسة، وتصميم أنيق، كما تصفه الشركة. يعتبر هذا القفل المبتكر جديداً على ال

غريغ إيلمان (واشنطن)
علوم تعرف على معلم الذكاء الاصطناعي الجديد... الخاص بك

تعرف على معلم الذكاء الاصطناعي الجديد... الخاص بك

أصبحت تطبيقات المساعدة المعتمدعلى الذكاء الاصطناعي، اليوم، أكثر من مجرد أجهزة للرد الآلي. وفي واقع الأمر، يعدّ كل من «وضع الدراسة» الجديد من «تشات جي بي تي»،

جيرمي كابلان (واشنطن)
الخليج المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)

غوتيريش يشيد بتقدم السعودية النوعي في الحكومة الرقمية

أشاد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، بما حققته السعودية من تقدم نوعي في مجال الحكومة الرقمية، عادّاً ما وصلت إليه نموذجاً دولياً رائداً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)

كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

يكشف التقرير أن «كوبايلوت» لم يعد مجرد أداة إنتاجية بل أصبح شريكاً رقمياً يلجأ إليه المستخدمون للعمل والقرارات اليومية بما يطرح تحديات ثقة ومسؤولية للمطوّرين.

نسيم رمضان (لندن)

ماذا نعرف عن «الاقتران الخفي» أحدث طرق الاحتيال عبر «واتساب»؟

تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
TT

ماذا نعرف عن «الاقتران الخفي» أحدث طرق الاحتيال عبر «واتساب»؟

تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)
تبدأ العملية الاحتيالية برسالة من جهة اتصال موثوقة (رويترز)

تنتشر حالياً عملية احتيال جديدة ومتطورة تستهدف مستخدمي تطبيق «واتساب»، وتُعرف هذه العملية باسم «الاقتران الخفي» أو (Ghost Pairing)، وهي حيلة تُمكّن المُحتال من السيطرة على حساب «واتساب» الخاص بالضحية دون الحاجة إلى اختراق كلمة المرور أو اعتراض الرسائل.

بدلاً من ذلك، تعتمد هذه العملية على أساليب «الهندسة الاجتماعية»، حيث يتم خداع المستخدمين لحملهم على منح الوصول إلى حساباتهم للمحتالين. ويُحذّر خبراء الأمن السيبراني من مخاطر هذه العملية، التي تنتشر عبر جهات الاتصال الموثوقة، مما يجعلها «خبيثة للغاية»، وفق ما ذكره موقع «صوت المراقب» أو (observer voice).

فهم عملية «الاقتران الخفي»

تبدأ العملية عادةً برسالة تبدو بريئة من جهة اتصال موثوقة. قد يتلقى الضحايا رسالة نصية تقول: «مرحباً، هل هذا أنت في هذه الصورة؟» أو «لقد وجدت صورتك للتو»، مصحوبة برابط يبدو أنه يؤدي إلى منشور مألوف على وسائل التواصل الاجتماعي.

عند النقر على الرابط، يتم توجيه المستخدمين إلى صفحة ويب زائفة مصممة لتقليد موقع شرعي. تطلب هذه الصفحة منهم «التحقق» من هويتهم لعرض المحتوى، مما يُفعّل بدء عملية الاقتران أو الربط مع الجهاز المُستخدم من خلاله تطبيق «واتساب».

وخلال هذه العملية، يُطلب من المستخدمين إدخال رقم جوالهم، يلي ذلك توليد رمز رقمي للربط. ثم تُوجّه الصفحة الاحتيالية الضحية لإدخال هذا الرمز في واتساب، مُخفيةً إياه كأنه «إجراء أمني».

بذلك، تربط الضحية دون علمها جهاز المُهاجِم بحسابها. وبمجرد الربط، يحصل المُهاجم على وصول كامل إلى حساب «واتساب» الخاص بالضحية، مما يسمح له بقراءة الرسائل، وتنزيل الوسائط، وإرسال الرسائل دون علم الضحية.

الانتشار السريع للعملية الاحتيالية

يُعدّ الاحتيال عبر «الاقتران الخفي» خطيراً للغاية نظراً لاعتماده على الثقة. فبمجرد اختراق حساب، يستطيع المهاجمون استخدامه لإرسال روابط خبيثة إلى جهات اتصال الضحية ومجموعات الدردشة.

ولأن هذه الرسائل تأتي من مصادر مألوفة، يزداد احتمال نقر المستلمين عليها، مما يُسهّل انتشار عملية الاحتيال بسرعة دون الحاجة إلى رسائل بريد إلكتروني عشوائية أو علامات تحذيرية واضحة.

ووفق موقع «صوت المراقب»، فقد رُصدت هذه العملية في البداية في أجزاء من أوروبا، لكن الخبراء يُحذّرون من أنها لا تقتصر على منطقة مُحدّدة، بل يُمكن أن تستهدف أي مُستخدم لتطبيق «واتساب» في العالم.

ويُعزّز جانب «الهندسة الاجتماعية» في العملية من فاعليتها. إذ يستغل المحتالون ثقة المستخدمين في جهات اتصالهم وشعورهم بالأمان تجاههم، وهو ما يُشجّع الضحايا على التفاعل أكثر مع عملية الاحتيال.

وتتميز عملية الاحتيال عبر «الاقتران الخفي» عن غيرها من عمليات الاحتيال بأنها لا تعتمد على استغلال ثغرات التطبيقات أو إضعاف التشفير. وتُسلط العملية الضوء على اتجاه مُقلق في التهديدات الرقمية، حيث يُركز المُهاجمون على استغلال السلوك البشري بدلاً من نقاط الضعف التقنية.

كيف تحمي نفسك؟

للحماية من عملية «الاقتران الخفي»، يجب على المستخدمين إعطاء الأولوية للوعي بالحلول التقنية. ويُعدّ التحقق المنتظم من قائمة «الأجهزة المرتبطة» في «واتساب» أمراً بالغ الأهمية، حيث يُمكّن المستخدمين من تحديد أي أجهزة غير مألوفة وإزالتها، كما يجب التعامل بحذر مع أي طلبات لإدخال رموز اقتران أو التحقق من الهوية عبر مواقع ويب خارجية.

ويُمكن أن يُوفّر تفعيل «التحقق بخطوتين» أو (Two-step verification) طبقة إضافية من الأمان. كما يجب على المستخدمين توخي الحذر من الرسائل غير المتوقعة، حتى من جهات الاتصال المعروفة، والتحقق من صحتها قبل النقر على أي روابط.


«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)
TT

«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)

كشفت شركة «تسلا»، السبت، عن روبوتها الشبيه بالبشر المُسمى «أوبتيموس» أمام الجمهور في العاصمة الألمانية برلين.

وقام الروبوت بتوزيع الفشار في سوق لعيد الميلاد بمركز التسوق «إل بي 12»، المعروف أيضاً باسم «مول برلين»؛ حيث كان يلتقط علب الفشار الصغيرة ويملؤها، ثم يقدمها للزوار.

وتشكل طابور طويل أمام المنصة. وكما الحال في عروض مماثلة أخرى قدمتها «تسلا»، ظل من غير الواضح إلى أي مدى كان «أوبتيموس» يعمل بشكل ذاتي، أو ما إذا كان خاضعاً للتحكم عن بُعد جزئياً على الأقل.

«أوبتيموس» (أ.ب)

وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تتراجع مبيعات سيارات «تسلا» الكهربائية مرة أخرى هذا العام، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك أن مستقبل «تسلا» يكمن في سيارات الأجرة ذاتية القيادة «الروبوتاكسي»، والروبوتات الشبيهة بالبشر.

كما توقّع ماسك أن يفوق عدد الروبوتات عدد البشر في العالم مستقبلاً، مشيراً إلى أن السيارات ذاتية القيادة والروبوتات ستفضي إلى «عالم بلا فقر»، يتمتع فيه الجميع بإمكانية الوصول إلى أفضل رعاية طبية. وأضاف قائلاً: «سيكون (أوبتيموس) جراحاً مذهلًا».

وأوضح ماسك أنه يأمل في بدء إنتاج هذه الروبوتات بحلول نهاية العام المقبل.

وحسب تقارير إعلامية، يتم التحكم في بعض هذه الروبوتات عن بُعد خلال مثل هذه العروض. وأثار مقطع فيديو ضجة على الإنترنت مؤخراً، يظهر فيه روبوت «أوبتيموس» وهو يسقط إلى الخلف مثل لوح مسطح خلال فعالية في مدينة ميامي.

وقبل أن يسقط يرفع الروبوت ذراعيه الاثنتين إلى رأسه، في حركة توحي بأن الشخص الذي كان يتحكم فيه عن بُعد قد نزع نظارة ثلاثية الأبعاد. ولم تعلق «تسلا» على ذلك.


خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
TT

خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)

أفاد تقرير بأن تفويض بعض المهام إلى الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ؛ بل وقد يضر بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

في وقت سابق من هذا العام، نشر «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) دراسة أظهرت أن الأشخاص الذين استخدموا برنامج «شات جي بي تي» لكتابة المقالات أظهروا نشاطاً أقل في شبكات الدماغ المرتبطة بالمعالجة المعرفية في أثناء قيامهم بذلك.

لم يتمكن هؤلاء الأشخاص أيضاً من الاستشهاد بمقالاتهم بسهولة، كما فعل المشاركون في الدراسة الذين لم يستخدموا روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي. وقال الباحثون إن دراستهم أظهرت «أهمية استكشاف احتمال انخفاض مهارات التعلم».

تم اختيار جميع المشاركين الـ54 من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) والجامعات المجاورة. وسُجِّل نشاط أدمغتهم باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، الذي يتضمن وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس.

وتضمنت بعض التوجيهات التي استخدمها المشاركون طلب المساعدة من الذكاء الاصطناعي لتلخيص أسئلة المقالات، والبحث عن المصادر، وتحسين القواعد والأسلوب.

كما استُخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار والتعبير عنها، ولكن بعض المستخدمين شعروا بأنه لم يكن بارعاً في ذلك.

انخفاض التفكير النقدي

وفي دراسة منفصلة، ​​وجدت جامعة «كارنيجي ميلون» و«مايكروسوفت» التي تُشغّل برنامج «Copilot»، أن مهارات حل المشكلات لدى الأفراد قد تتضاءل إذا ما اعتمدوا بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي.

واستطلعت الدراسة آراء 319 موظفاً من ذوي الياقات البيضاء ممن يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، حول كيفية تطبيقهم للتفكير النقدي عند استخدامها.

ودرس الباحثون 900 مثال لمهام مُسندة إلى الذكاء الاصطناعي، تتراوح بين تحليل البيانات لاستخلاص رؤى جديدة والتحقق من استيفاء العمل لقواعد مُحددة.

وخلصت الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى الثقة في قدرة الأداة على أداء مهمة ما يرتبط بـ«انخفاض مستوى التفكير النقدي»، وذكرت الدراسة أن «مع أن الذكاء الاصطناعي من الجيل الجديد يُمكن أن يُحسِّن كفاءة العاملين، فإنه قد يُعيق التفاعل النقدي مع العمل، وقد يُؤدي إلى اعتماد مُفرط طويل الأمد على الأداة، وتراجع مهارات حل المشكلات بشكل مستقل».

كما أُجري استطلاع رأي مماثل على طلاب المدارس في المملكة المتحدة، نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) من قِبل مطبعة جامعة أكسفورد. وأظهر أن 6 من كل 10 أشخاص شعروا بأن الذكاء الاصطناعي قد أثر سلباً على مهاراتهم الدراسية.

وقد وجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد ونُشرت العام الماضي، أن مساعدة الذكاء الاصطناعي حسَّنت أداء بعض الأطباء، ولكنها أضرَّت بأداء آخرين لأسباب لم يفهمها الباحثون تماماً.

معلم خصوصي لا مقدم للإجابات

تقول جاينا ديفاني التي تقود التعليم الدولي في شركة «أوبن إيه آي» -الشركة التي تمتلك «شات جي بي تي»- والتي ساعدت في تأمين الدراسة مع جامعة أكسفورد، إن الشركة «تدرك تماماً هذا النقاش في الوقت الحالي».

وتقول لـ«بي بي سي»: «لا نعتقد قطعاً أن على الطلاب استخدام (شات جي بي تي) لتفويض المهام الدراسية». وترى أنه من الأفضل استخدامه كمعلمٍ خصوصي لا مجرد مُقدّمٍ للإجابات.