إسرائيل تسلمت جميع الرهائن الأحياء... وترقب للإفراج عن نحو ألفي معتقل فلسطيني

سيارات تتبع الصليب الأحمر تنقل رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم «كتائب القسام» في غزة (رويترز)
سيارات تتبع الصليب الأحمر تنقل رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم «كتائب القسام» في غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تسلمت جميع الرهائن الأحياء... وترقب للإفراج عن نحو ألفي معتقل فلسطيني

سيارات تتبع الصليب الأحمر تنقل رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم «كتائب القسام» في غزة (رويترز)
سيارات تتبع الصليب الأحمر تنقل رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم «كتائب القسام» في غزة (رويترز)

أفرجت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الاثنين، عن الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيليين في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وعددهم 13، وبدأ الصليب الأحمر الدولي تسلمهم تمهيدا لتسليمهم إلى الجيش الإسرائيلي، ليكتمل بذلك تسليم جميع الرهائن الأحياء لدى «حماس».

قال الجيش الإسرائيلي إن مركبات تابعة للصليب الأحمر في طريقها لاستلام الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيليين الذين ستفرج عنهم «حماس» في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، اليوم الاثنين.

وجاء في بيان الجيش أن عملية التسليم ستتم عند «نقطة التقاء أخرى في جنوب قطاع غزة حيث سيتم تسليمهم عدد من الرهائن».

فلسطينيون يتجمعون حول سيارة للصليب الأحمر خلال نقل الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم من غزة (رويترز)

وعند الإعلان عن تسليم الرهائن علت صيحات الابتهاج في صفوف المحتشدين في ساحة الرهائن في تل أبيب.

وقال المدرس روني إدري البالغ (54 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية، «كنا ننتظر هذه اللحظة، لكننا لا نزال نشعر بالحزن على الذين لن يعودوا ولقتلى الحرب الألفين تقريبا. تنتهي سنتان من الجنون. لكنه يوم جميل ننتظره منذ سنتين».

واحتلت حشود منذ الليلة الماضية ساحة الرهائن في تل أبيب حيث نصبت شاشات ضخمة ورفعت صور الرهائن لمتابعة عمليات الإفراج.

وقد طغى التأثر على المجتمعين في الساحة فيما أكد «منتدى عائلات الرهائن» بأن «النضال لم ينتهِ» بعد الإفراج عن السبعة.

عند الإعلان عن تسليم الرهائن علت صيحات الابتهاج في صفوف المحتشدين في ساحة الرهائن في تل أبيب (أ.ف.ب)

وفي المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة تترافق عودة الرهائن إلى إسرائيل مع إفراج الدولة العبرية عن 250 معتقلا «أمنيا» فلسطينيا و1700 اعتقلتهم إسرائيل في غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، أنه تسلم من الصليب الأحمر 7 رهائن أحياء أفرجت عنهم حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال مسؤول مشارك في العملية، لوكالة «رويترز» إن قافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصلت إلى أول نقطة لاستلام الرهائن في غزة.

وأكد المسؤول تسليم أول مجموعة من الرهائن الإسرائيليين وعددهم 7، من «كتائب القسام» إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة.

مسلحون فلسطينيون بدون شارات تعريف تشير إلى انتماءاتهم خلال حراسة موقع تسليم الرهائن الإسرائيليين في غزة إلى الصليب الأحمر (رويترز)

وذكرت مصادر من «حماس» و«منتدى عائلات الرهائن» أن رهائن إسرائيليون لم يفرج عنهم بعد أجروا اتصالات عبر الفيديو من غزة مع عائلاتهم. وأعلنت «كتائب القسام»، في وقت مبكر من صباح الاثنين، أنها ستفرج اليوم 20 رهينة من الأحياء، تسلم الصليب الأحمر 7 منهم حتى الآن.

والدة وأقارب بار أبراهام كوبرشتاين يتحدثون إليه في مكالمة بالفيديو قبل إطلاق سراحه من قطاع غزة (رويترز)

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع لمكالمات فيديو للرهائن؛ إلكانا بوحبوط وبار أبراهام كوبرشتاين ويوسف حاييم أوحانا وعمري ميران.

وأكدت عدة مصادر داخل حركة «حماس»، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هذه المكالمات قد جرت بالفعل، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

اجراءات أمنية مشددة في سجن عوفر استعدادا للإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في إطار صفقة تبادل (إ.ب.أ)

وأشار المسؤول، لوكالة «رويترز»، إلى أنه من المتوقع إطلاق سراح 1716 فلسطينيا من غزة عند مجمع ناصر الطبي بالقطاع، اليوم الاثنين.

وأوضح أنه من المتوقع إطلاق سراح 250 فلسطينيا كانوا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد في سجون إسرائيلية إلى الضفة الغربية والقدس وإلى الخارج اليوم.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته ستتسلم 7 رهائن مفرج عنهم من قطاع غزة من عناصر الصليب الأحمر.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق من اليوم الاثنين، بأنه من المتوقع أن تبدأ عملية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة في الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) من محور نتساريم وتستمر في الساعة العاشرة صباحا في خان يونس في غزة.

ومن المقرر أن تفرج حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم الاثنين عن عشرين رهينة إسرائيلي تحتجزهم في غزة منذ عامين، مقابل ما يقرب من 2000 معتقل وأسير فلسطيني بموجب شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ويُعتقد أن عشرين من الرهائن الثمانية والأربعين الذين لا يزالون في غزة على قيد الحياة. وفيما يلي بعض التفاصيل عنهم:

رهائن حفل نوفا الموسيقي

معظم الرهائن الأحياء الذين سيجري إطلاق سراحهم تم اختطافهم من موقع حفل نوفا الموسيقي بالقرب من تجمع رعيم السكني في جنوب إسرائيل. ومن بينهم إيفياتار ديفيد (24 عاما)، الذي شوهد آخر مرة في مقطع مصور نشرته حماس في أغسطس (آب) الماضي، وكان يبدو هزيلا بشدة ويحفر ما قال في المقطع إنه قبره الخاص وعازف البيانو ألون أوهيل (24 عاما) وأفيناتان أور (32 عاما). وانتشر في أنحاء العالم مقطع مصور يظهر اختطاف أور مع صديقته نوا أرجاماني وهي تتوسل بيأس كي لا تُقتل بينما كان يُساق أور إلى جانبها سيرا على الأقدام. وتم إنقاذ أرجاماني في يونيو (حزيران).

* رهائن اختطفوا من تجمعات سكنية

تم اختطاف سبعة من الرهائن من منازلهم في تجمعات سكنية، وهي مناطق سكنية صغيرة صغيرة بالقرب من حدود غزة. وكان من بينهم التوأم جالي وزيف بيرمان (28 عاما) والشقيقان أرييل كونيو (28 عاما) وديفيد كونيو (35 عاما) الذي اختطف مع زوجته شارون وبناته الصغيرات. وتم إطلاق سراح شارون والبنات في هدنة قصيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

لقاء بين التوأم زيف وغالي بيرمان في قاعدة رعيم الإسرائيلية بعد الإفراج عنهما من غزة في صفقة تبادل (رويترز)

* الجنود الإسرائيليون

اثنان من الرهائن هما ماتان أنجريست (22 عاما) ونمرود كوهين (20 عاما)، وهما جنديان إسرائيليان أسرهما مسلحو حماس في معارك 7 أكتوبر (تشرين الأول).

* الأجانب

هناك أربعة أجانب من بين الرهائن الثمانية والأربعين. وتم الإعلان عن وفاة ثلاثة منهم هم طالب تنزاني وعاملان تايلانديان. ولا يزال مصير الطالب النيبالي بيبين جوشي مجهولا.

* المتوفون

أعلنت السلطات الإسرائيلية رسميا عن وفاة ستة وعشرين رهينة استنادا إلى الطب الشرعي والمعلومات المخابراتية. ولا يزال مصير اثنين، بمن فيهم جوشي، مجهولا. وأشارت حماس إلى أن استعادة جثث بعض الرهائن القتلى قد يستغرق وقتاً طويلا، نظرا لأن بعض أماكن الدفن غير معلومة. ومن المفترض أن تقوم قوة عمل دولية خاصة بالمساعدة في تحديد أماكن دفنهم جميعا.

أحد هؤلاء المتوفين هو جندي إسرائيلي قُتل في الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2014، والباقون كانوا جميعا من بين 251 رهينة احتجزتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أدى لاندلاع الحرب في غزة. كان بعضهم قد ماتوا بالفعل عند اختطافهم، بينما قُتل آخرون على يد الخاطفين أو قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة.

إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن الصليب الأحمر في طريقه إلى نقطة التقاء في شمال قطاع غزة حيث سيتم نقل عدد من الرهائن إلى عهدتهم، مؤكداً استعداده لاستقبال رهائن إضافيين من المتوقع نقلهم إلى الصليب الأحمر في وقت لاحق.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أول 6 رهائن سيتم إطلاق سراحهم في مدينة غزة.

مساء الأحد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اليوم الرابع لوقف إطلاق النار أن عودة الرهائن تشكل «حدثا تاريخيا» يختلط فيه «الحزن» بـ«الفرح».

وأشارت السلطات الإسرائيلية إلى احتمال ألا تتسلم جثث كل الرهائن المتوفين الاثنين. وأكدت الناطقة باسم نتانياهو شوش بدرسيان أنه في هذه الحالة «ستساعد هيئة دولية متفق عليها بموجب الخطة، في تحديد مكان الرهائن (المتوفين) في حال عدم العثور عليهم وتسليمهم».

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة إلى سقوط أكثر من 67 ألف قتيل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ويُظهر التعداد أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.

وقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين في هجوم «حماس» غير المسبوق على جنوب إسرائيل، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.


مقالات ذات صلة

«حماس» تتوقع من محادثات ميامي وضع حد «للخروق» الإسرائيلية

المشرق العربي جانب من الدمار في حي الزيتون بمدينة غزة 27 نوفمبر 2025 (أ.ب)

«حماس» تتوقع من محادثات ميامي وضع حد «للخروق» الإسرائيلية

قال قيادي في «حماس»، إن المحادثات المقررة في ميامي، الجمعة، للانتقال إلى المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة يجب أن تفضي إلى وقف «خروق» إسرائيل للهدنة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون في شارع محاط بمبان دُمّرت خلال العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية بمدينة غزة 17 ديسمبر 2025 (أ.ب)

مقتل طفل وإصابة آخرين جراء انفجار أجسام من مخلّفات إسرائيلية في غزة

قالت وكالة وفا الفلسطينية إن طفلاً قُتل، وأُصيب عدد من المواطنين بجروح، على أثر انفجار أجسام من مخلّفات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون حاملين أكياس طحين على طول شارع الرشيد في غرب جباليا 17 يونيو 2025 بعد أن دخلت شاحنات مساعدات إنسانية شمال قطاع غزة عبر معبر زيكيم الحدودي الذي تسيطر عليه إسرائيل (أ.ف.ب)

تنديد بمنع إسرائيل منظمات إنسانية من دخول غزة

ندد كثير من المسؤولين في منظمات إنسانية دولية، الخميس، بسعي إسرائيل إلى فرض «سيطرة سياسية» على أنشطتها في غزة، بعد منع 14 منظمة من دخول القطاع.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى مبنى المستشارية في برلين (د.ب.أ)

ويتكوف يجتمع مع الوسطاء بشأن اتفاق غزة في ميامي

قال مسؤول في البيت الأبيض إن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، سيلتقي، غداً الجمعة، مسؤولين قَطريين ومصريين وأتراكاً في ميامي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالقدس 23 أكتوبر 2025 (رويترز) play-circle

عقوبات أميركية على قاضيين إضافيين في «الجنائية الدولية»

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قاضيين إضافيين بالمحكمة الجنائية الدولية، في خطوة دعم لإسرائيل، التي يواجه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مذكرة توقيف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأمن الإسرائيلي يعتقل روسياً بتهمة التجسس لصالح إيران

عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

الأمن الإسرائيلي يعتقل روسياً بتهمة التجسس لصالح إيران

عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)

أعلنت وكالة الأمن الإسرائيلية (شين بيت) ومدير مؤسسة الأمن والدفاع، الجمعة، اعتقال مواطن روسي أرسل صور موانئ وسفن وبنية تحتية في إسرائيل إلى عناصر المخابرات الإيرانية.

ووفق ما أورده موقع صحيفة «جيروزاليم بوست» الجمعة، وصل فيتالي زفياجنيتسيف (30 عاماً) إلى إسرائيل يحمل تصريح عامل أجنبي، وتم اعتقاله في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي للاشتباه في ارتكابه جرائم أمنية بتوجيه من عناصر المخابرات الإيرانية.

وأشار التحقيق مع فيتالي إلى أنه أجرى اتصالات مع عنصر مخابرات إيراني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اسمه «رومان» زعم أنه مواطن روسي يقيم في موسكو، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وجاء في بيان لجهاز «شين بيت» أن المشتبه به قام بتصوير بنية تحتية وسفن في الموانئ عبر البلاد، وفي مقابل ذلك حصل على أموال عبر وسائل رقمية.

وكشفت التحقيقات أن فيتالي كان على علم بأن اتصالاته تستهدف استخدام الصور للإضرار بدولة إسرائيل، ولكنه «واصل القيام بمهام إضافية تلقى تكليفات بها من المتعاون معه، لأسباب مالية».

ووفق ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، نجح فيتالي في التقاط عشرات من مقاطع الفيديو لمنشآت بالغة الحساسية في إسرائيل، وقد عمل تحت مراقبة ومتابعة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لفترة ممتدة.


تحذيرات إسرائيلية من «رسائل نصية خبيثة» لتجنيد جواسيس لإيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت (أرشيفية - رويترز)
TT

تحذيرات إسرائيلية من «رسائل نصية خبيثة» لتجنيد جواسيس لإيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت (أرشيفية - رويترز)

بعد الصدمة التي أحدثها اختراق إيراني لهاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، حذّرت هيئة الأمن السيبراني في إسرائيل، الخميس، من هجمة رسائل نصية وصلت إلى آلاف الإسرائيليين سعياً لتجنيدهم للتجسس لصالح إيران.

وقالت الهيئة إن كمية كبيرة من الرسائل النصية القصيرة المكتوبة باللغة الإنجليزية وصلت خلال الساعات الأخيرة إلى عدد كبير من الإسرائيليين، تحاول إقناعهم بالتعاون مع جهات إيرانية. وأضافت أن الحديث يدور عن رسائل «خبيثة»، هدفها التضليل أو إثارة الذعر بين المواطنين.

وجاء في الرسالة أن إيران تعرض عملاً استخباراتياً لصالحها، وتدعو من هو معني بذلك أن يتصل مع أقرب سفارة إيرانية له.

وذكرت الهيئة أن الرسائل أُرسلت من رقم إسرائيلي، ووصلت أيضاً إلى شخصيات رفيعة المستوى، وأنها ترى أن هذه محاولة تجنيد مباشرة، وأنها تتابع القضية مع الجهات ذات الصلة.

ودعت هيئة الأمن السيبراني الإسرائيليين إلى تجاهل الرسائل كلياً، وعدم الرد عليها أو التواصل مع الجهة المُرسِلة. وشدّدت على ضرورة حظر رقم المُرسل، ووضعه ضمن الرسائل غير المرغوب فيها (Spam). كما طالبت بعدم إعادة إرسالها أو تداولها لمنع انتشارها على نطاق أوسع. وقالت إن الهدف من هذه الرسائل «التضليل أو إثارة الهلع».

ليست المرة الأولى

وربط خبراء في الأمن السيبراني بين تلك الرسائل التي تعرض التعاون مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وتسريب قائمة جهات الاتصال الخاصة برئيس الحكومة السابق بينيت، من دون إعطاء تفاصيل.

غير أن مجرد الربط بين الأمرين يشير إلى مدى القلق من هذا العمل، ومن إمكانية نجاحه في الإيقاع بمواطنين، أو حتى بموظفين أو مسؤولين يواجهون مشاكل اقتصادية أو نفسية يمكن استغلالها لاستقطابهم.

وكانت مجموعة قرصنة مرتبطة بإيران قد أعلنت، الأربعاء، أنها اخترقت هاتف بينيت الشخصي، ونشرت 141 صفحة تضم أرقام هواتف ومحادثات سرية وشخصية عديدة له.

وقالت مصادر مطلعة لوسائل إعلام عبرية إن هذا النشر كاد يغري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للخروج ببيان عبر شريط مصور، يستغل فيه ورطة بينيت، الذي يُعتبر أقوى منافسيه على رئاسة الحكومة القادمة، ليقول إن من يتعرض هاتفه لمثل هذا الاختراق لا يصلح رئيساً للحكومة.

رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو والسابق نفتالي بينيت (وسائل إعلام إسرائيلية)

وسبق أن فعل نتنياهو هذا قبل خمس سنوات عندما كشف أن قراصنة إيرانيين اخترقوا هاتف بيني غانتس، الذي كان في ذلك الوقت ينافس نتنياهو على رئاسة الحكومة. واستغل نتنياهو ذلك الحدث جيداً في الانتخابات حين شكك في قدرة غانتس، وقال: «من لا يقدر على حماية هاتفه، كيف يحمي الدولة إذا أصبح رئيساً للحكومة؟».

غير أن هذه المرة أُشير على نتنياهو بالتروي والتوقف عن مهاجمة بينيت؛ إذ إن الأمر مختلف، والعملية أخطر وأعمق. فقد سيطر القراصنة ليس على الهاتف فحسب، بل على برنامج الحماية الشديد الذي تم فيه تخزين أسرار اتصالات بينيت. كما أن القراصنة حرصوا على كشف أسماء عدد من الشخصيات التي تم الكشف عن هواتفها السرية، وهو ما يُعتبر مساساً بها أيضاً وليس فقط ببينيت.

المأزق والبلبلة

يُذكر أن بينيت دخل في ورطة أخرى عندما طُلب منه التعليق على منشور القراصنة، ولم يستطع إخفاء البلبلة التي أصابته؛

ففي البداية نفى الأمر، وقال إن الهاتف المذكور «غير مستخدم حالياً»، ثم عاد مكتبه ليقول لاحقاً إنه «بعد الفحوص التي أُجريت، تبيّن أن جهاز الهاتف الخاص برئيس الحكومة السابق لم يتعرض للاختراق»، ثم جاء الاعتراف بالاختراق في بيان ثالث، قال فيه بينيت إن القضية قيد معالجة الجهات الأمنية، وإن «أعداء إسرائيل سيفعلون كل ما بوسعهم لمنعي من العودة إلى رئاسة الحكومة».

وتابع أنه بعد فحص إضافي تبيّن أن هاتفه الشخصي لم يتعرض للاختراق، إلا أنه تم الوصول إلى حسابه على تطبيق «تلغرام» بطرق مختلفة.

ولفت إلى أن ذلك «أدى إلى تسريب محتوى قائمة أرقام الهواتف، إضافة إلى صور ومحادثات عديدة، بعضها حقيقي وبعضها زائف».

وسخرت مجموعة القرصنة التي قالت إنها نفذت عملية الاختراق من بينيت. وأصدرت المجموعة التي تطلق على نفسها اسم «حنظلة» (Handala)، وتقول إنها على صلة بوزارة الاستخبارات الإيرانية، بياناً، الأربعاء، وجهت فيه الحديث إلى رئيس الوزراء السابق قائلة: «عزيزي نفتالي بينيت، لقد تفاخرتَ يوماً بأنك منارة في مجال الأمن السيبراني، وقدّمت خبرتك للعالم. لكن يا للمفارقة، كيف سقط هاتفك (آيفون 13) بسهولة في أيدي مجموعة (حنظلة)؟! رغم كل تباهيك وغرورك، لم تكن قلعتك الرقمية سوى جدار من ورق ينتظر من يخترقه»، وفق ما نقله موقع «واي نت» الإسرائيلي.


رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت يتعرض لهجوم سيبراني

نفتالي بينيت (رويترز)
نفتالي بينيت (رويترز)
TT

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت يتعرض لهجوم سيبراني

نفتالي بينيت (رويترز)
نفتالي بينيت (رويترز)

أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، المرشّح لخلافة بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة، الأربعاء، بأن حسابه على «تلغرام» تعرّض لهجوم سيبراني، بعدما أعلن قراصنة معلوماتية أنهم اخترقوا هاتفه.

وقال بينيت في بيان إن «القضيّة قيد المعالجة من قبل الجهاز الأمني... وبعد تدقيقات إضافية، تبيّن أن هاتفي لم يتعرّض للقرصنة لكن تمّ النفاذ إلى حسابي على (تلغرام) بطرق مختلفة».

وأضاف بينيت الذي تولّى رئاسة الوزراء بين يونيو (حزيران) 2021 ويونيو 2022: «تمّ نشر محتويات سجلّي وعدّة صور ومحادثات».

والأربعاء، نشرت مراسلات وتسجيلات مصوّرة وصور قيل إنها أخذت من هاتف بينيت على حساب لقراصنة معلوماتية تحت اسم «حنظلة».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

وأجرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية اليسارية تحقيقات أظهرت أن العديد من أرقام الهواتف حقيقية وعائدة لمسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل والخارج من جهاز الأمن وقادة أجانب، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ويؤكد قراصنة المعلوماتية أنهم استهدفوا بينيت في هجوم سيبراني تحت اسم «عملية أخطبوطية». وكتبوا في منشور على حسابهم في «إكس»: «عزيزي نفتالي بينيت، قلت بفخر إنك قدوة يقتدى بها في مجال الأمن السيبراني، مستعرضاً مهاراتك أمام العالم أجمع... ويا لها من مفارقة أن يقع هاتفك الشخصي من طراز آيفون 13 بهذه السهولة بين يدي (حنظلة)».

ونشرت وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية أسماء جهات اتصال تمّ الحصول عليها من حساب بينيت على «تلغرام»، من دون القول ما إذا كان القراصنة على علاقة بطهران، كما ورد في الإعلام الإسرائيلي.

وقال بينيت في بيانه: «لن يوفّر أعداء إسرائيل جهداً لمنعي من العودة إلى رئاسة الوزراء. لكنهم لن يفلحوا. فلا أحد سيمنعني من التحرّك والنضال من أجل إسرائيل، دولة وشعباً»؛ من دون الإشارة إلى إيران.

وحرم نفتالي بينيت، الوجه البارز في أوساط اليمين الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من رئاسة الوزراء في يونيو 2021 عبر تشكيل ائتلاف واسع ضمّ للمرّة الأولى في تاريخ إسرائيل حزباً عربياً.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نفتالي بينيت الذي أعلن اعتزاله السياسة في 2022 هو المرشّح الأوفر حظّاً للتغلّب على نتنياهو في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 2026.