كيف نجحت «أندية الوسط» في إعادة صقل النجوم للأخضر؟

البريكان وأبو الشامات والجوير أمثلة حية على أهمية الدور الذي تلعبه

البريكان سجل تألقا لافتا في مباراة الملحق الآسيوي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)
البريكان سجل تألقا لافتا في مباراة الملحق الآسيوي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

كيف نجحت «أندية الوسط» في إعادة صقل النجوم للأخضر؟

البريكان سجل تألقا لافتا في مباراة الملحق الآسيوي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)
البريكان سجل تألقا لافتا في مباراة الملحق الآسيوي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)

مع دخول الدوري السعودي للمحترفين حقبته الجديدة ذات الطابع العالمي، ظلت المواهب السعودية تعاني من أجل الحصول على فرصة اللعب مع الأندية الكبرى، لكن في خضم ذلك كانت لأندية الوسط كلمتها في هذا الشأن، فاحتضنتهم ومنحتهم أجواء النجاح وسط هذا الكم من اللاعبين الأجانب.

وضمَّت تشكيلة المنتخب السعودي في السنوات الثلاث الأخيرة لاعبين آثروا الانتقال إلى أندية أقل درجةً؛ حمايةً لمستقبلهم، ومن بين هذه الأسماء الحارس نواف العقيدي، الذي مرَّ بمصاعب عدة لتثبيت نفسه حارسًا لفريقه، النصر، حيث لم يجد الفرصة للعودة بقوة بعد فترة إيقافه من قبل إدارة المنتخب، إلا بالانتقال لنادي الفتح بنظام الإعارة في فترة التسجيل الشتوية الموسم الماضي، حيث نال فرصة اللعب أساسياً وأسهم بقوة في بقاء الفريق في دوري المحترفين وهذا ما أعاده لصفوف المنتخب السعودي، كما أنه بات يملك ثقةً كبيرةً في أن يعود الحارس الأول في النصر، وإن وُجد الحارس البرازيلي الدولي بينتو.

كما وجد اللاعب مصعب الجوير في فريق القادسية مساحةً أكبر لتقديم عطائه من أجل اللعب أساسياً، حيث انتقل من الهلال في أهم صفقات الصيف بالنسبة للاعبين المحليين لهذا الموسم، بعدما خاض تجربةً مع نادي الشباب نال على أثرها دقائق لعب أكثر بعد أن ظل بعيداً عن حسابات المدرب السابق خيسوس، أو حتى المدرب الحالي إنزاغي، ليختار الرحيل إلى الساحل الشرقي وفي فريق متجدد يسعى للعودة للمنافسة، ويكون من أهم عناصر المدرب غونزاليس في قائمة القادسية الأساسية.

وكانت فرصة اللاعب صالح أبو الشامات كبيرةً باللعب أساسياً حينما اختار التوقيع للخليج، بعد أن رحل عن القادسية وانتقل للتعاون قبل التوقيع للخليج، حيث قضى موسمًا قدَّم فيه أجمل مستوياته، ودفع الأهلي لشراء بقية عقده ليعود إلى النادي الذي غادره قبل سنوات؛ بسبب عدم حصوله على موطئ قدم في درجة الناشئين، وتحديداً «2017» حينما وقَّع صالح وشقيقه محمد عقد الانتقال للقادسية بقرار من والدهما الذي آمن بموهبة ابنيه.

وبعد أن ظهر مع الخليج بشكل لافت وانتقل للأهلي كانت فرصة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد أكثر لمتابعته عن قرب وضمه للمنتخب الأول والزج به في أول مباراة دولية أمام إندونيسيا، حيث كان النجم الأبرز في المواجهة، بحسب آراء شريحة واسعة من المحليين الكرويين.

ولا يعدّ اللاعب فراس البريكان الأخير في سلسلة اللاعبين الذين استعادوا وضعهم الفني ونالوا دقائق لعب أكبر في أندية غير منافِسة لينالوا ثقة مدرب المنتخب الأول، حيث إن فراس البريكان ظل يعاني كثيرًا من عدم قناعات عدد من المدربين الذين مروا على فريقه، النصر، بأن يكون أساسيًا ليختار الرحيل إلى نادي الفتح، ومنه استعاد نجوميته، وكان الهداف الأبرز، لينتقل للأهلي في صفقة انتقال جدلية كونه كسر عقده من طرف واحد ودفع الشرط الجزائي ورحل، حيث لا تزال قضيته منظورة بعد شكوى ناديه السابق، الفتح.

وقدَّم البريكان أداءً فنياً عاليًا مع المنتخب في المواجهة الماضية، وسجَّل هدفين، ونال جائزة أفضل لاعب، ليواصل مسيرة تألقه بعد الفرصة التي مُنحت له في نادي الفتح وجعلته يملك مساحةً أكبر لإقناع مدرب المنتخب السعودي لاختياره مجدداً بعد رحيله عن النصر.

وهناك عدد من الأسماء انتقلت لأندية غير منافِسة مثل الفتح والاتفاق والخليج وغيرها، ومنها استعادوا حيويتهم؛ منهم مختار علي، وعبد الله مادو، وعبد الله آل سالم، وغيرهم الكثير، مما يؤكد أهمية نجاح الأندية غير المنافِسة في خلق نوع من التوازن الفني في الدوري لتكون بيئةً حاضنةً للنجوم الذين يمرون بمصاعب فنية وأزمة ثقة مع أنديتهم الجماهيرية.

وقال المهندس منصور العفالق، رئيس نادي الفتح في حديث لوسائل الإعلام التي حضرت مؤخرًا عقد رعاية جديدًا مع النادي، إن ناديه يفخر بكونه بيئةً صحيةً وجاذبةً لعدد من النجوم الذين تم استقطابهم من أندية منافِسة، وتم منحهم الفرصة واستعادوا مكانتهم وباتوا يمثلون أعمدة في المنتخب السعودي الأول، هذا عدا الأسماء التي ترعرعت في نادي الفتح منذ البداية ثم انتقلت لأندية أخرى مثل نواف بوشل، كما أن هناك قادة ونجومًا في الفئات السنية للمنتخبات السعودية يلعبون لنادي الفتح حاليًا.

كما شدَّد على أن الجميع يقف مع المنتخب الأول في مهمته لحصد بطاقة العبور إلى المونديال المقبل.

بقيت الإشارة إلى أن هناك عددًا من المدربين في دوري المحترفين السعودي اقترحوا توزيع الفرص على الأندية لضم اللاعبين الدوليين الذين لا يجدون لهم دقائق لعب كافية مع أنديتهم، مما ينعكس على أدائهم وقد يبعدهم عن المنتخب الأول، حيث تصدَّر الكرواتي سلافن بيلتش الأسماء المطالِبة بهذه الخطوة قبل أقل من عامين، لكن الأكيد أن التطبيق العملي صعب إن لم يكن اللاعب الدولي نفسه يريد أن ينتقل لنادي يمنحه فرصة أكبر، كما أن الجانب المادي له دور رئيسي في ذلك.


مقالات ذات صلة

إنفانتينو لـ«الشرق الأوسط»: العالم سيستمتع بوجوده في السعودية عام 2034

رياضة عربية إنفانتينو أشار إلى أن المملكة بمثابة معقل كرة القدم الجديد (الشرق الأوسط) play-circle 05:11

إنفانتينو لـ«الشرق الأوسط»: العالم سيستمتع بوجوده في السعودية عام 2034

يرى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن المملكة أصبحت معقلاً رئيسياً على ساحة كرة القدم العالمية.

فاتن أبي فرج (الدوحة)
رياضة سعودية مراد هوساوي (الشرق الأوسط)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: رسمياً... الاتحاد يخاطب الخليج للتعاقد مع «مراد هوساوي»

علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن نادي الاتحاد أرسل خطاباً رسمياً اليوم الأحد إلى نادي الخليج، يُعبّر فيه عن رغبته في بدء مفاوضات للتعاقد مع مدافعه، مراد هوساوي.

سعد السبيعي (الدمام) أحمد الجدي (الرياض)
رياضة سعودية نيفيز تحت أنظار النادي الإنجليزي العريق (أ.ف.ب)

نيفيز الهلال في «مفترق طرق»... وأنظار أموريم تلاحقه

يراقب نادي مانشستر يونايتد كلاً من البرتغالي روبن نيفيز لاعب الهلال السعودي، والإنجليزي كونور غالاغر لاعب أتلتيكو مدريد، بوصفهما خيارَين محتملَين للتعاقد خلال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية نجوم الأخضر الأولمبي أبطال الخليج خيار متاح امام الفرنسي رينارد قبل المونديال (المنتخب السعودي)

هل يمنح الأخضر الفرصة لـ«النجوم الصاعدة» في المشاركة المونديالية؟

ما هي احتمالية صناعة منتخب سعودي جديد بدماء وهوية مختلفة؟ سؤال تم تداوله كثيراً في الشارع الرياضي السعودي خلال الأيام التي أعقبت إخفاق الأخضر في بطولة كأس.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية الحمدان خلال مشاركته الأخيرة مع الأخضر في كأس العرب (تصوير: سعد العنزي)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الهلال سحب عرضه للحمدان

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن الهلال سحب عرضه الاحترافي الجديد للاعب عبد الله الحمدان، وسط رغبة شديدة من المدرب البرتغالي خيسوس في ضمه.

سعد السبيعي (الدمام)

بطل ووصيف «الجيل القادم» يشيدان بدور جماهير جدة في مسيرتهما

البطل ووصيفه خلال مراسم التتويج ويبدو بدر القاضي نائب وزير الرياضة ومحمد السراح رئيس اتحاد التنس (الشرق الأوسط)
البطل ووصيفه خلال مراسم التتويج ويبدو بدر القاضي نائب وزير الرياضة ومحمد السراح رئيس اتحاد التنس (الشرق الأوسط)
TT

بطل ووصيف «الجيل القادم» يشيدان بدور جماهير جدة في مسيرتهما

البطل ووصيفه خلال مراسم التتويج ويبدو بدر القاضي نائب وزير الرياضة ومحمد السراح رئيس اتحاد التنس (الشرق الأوسط)
البطل ووصيفه خلال مراسم التتويج ويبدو بدر القاضي نائب وزير الرياضة ومحمد السراح رئيس اتحاد التنس (الشرق الأوسط)

عبر الأميركي ليرنر تيين، عن سعادته البالغة بعد حصوله على بطولة نهائيات الجيل القادم لمحترفي التنس 2025، سيما وسط تواجد أسماءٍ قوية في نسخة هذا الموسم.

وأضاف تيين: «عامانِ قدّمتُ خلالهما أداءً جيداً، صحيحٌ أنني لم أقدم العطاء المأمول، لكن الجماهير في جدة كانت علامةً فارقةً في دعمي وتشكيل قوةٍ إضافيةٍ داخل الميدان، وأنا سعيدٌ بوقوفهم إلى جانبي دائماً».

من جانبه، أرجع البلجيكي ألكسندر بلوكس، خسارته اللقب إلى قوةِ منافسه، والذي أجادَ معرفة نقاط الضعف، وعدم إتاحة المساحات لتسجيل النقاط، مبيناً أنه عمل على تغيير طريقة لعبه، والقيام بخطةٍ بديلة، إلا أن ذكاء ليرنر تيين خاصةً في أشواط إرساله منحه نسبةَ نجاحٍ عالية، وصعّبت مهمة العودة إلى المباراة.

وبيّن بلوكس خلال لقائه الصحافي قائلاً: «لا شك أنني سأعمل جاهداً على تحسين الأداء، فيما خرجت من البطولة بإيجابيات عدة، تتمثل بالاستمتاع، والتعامل بصورةٍ مثاليةٍ مع لحظات الضغط، مما يجعل ذلك رافداً لبناءٍ مستقبلي مميز وقوي، أما بالنسبة لتجربتي في جدة، فهي مثمرة وممتعة بكل تفاصيلها، وسأسعى لاستثمار أي فرصةٍ مستقبلية».


الأميركي ليرنر تيين بطلا لـ«نهائيات الجيل القادم» للتنس

جانب من مراسم تتويج البطل (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم تتويج البطل (الشرق الأوسط)
TT

الأميركي ليرنر تيين بطلا لـ«نهائيات الجيل القادم» للتنس

جانب من مراسم تتويج البطل (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم تتويج البطل (الشرق الأوسط)

توّج الأميركي ليرنر تيين، بلقب بطولة نهائيات الجيل القادم لرابطة محترفي التنس 2025، التي استضافتها المملكة للمرة الثالثة في محافظة جدة، بتنظيم من الاتحاد السعودي للتنس ورابطة محترفي التنس، وبإشراف وزارة الرياضة، ورعاية صندوق الاستثمارات العامة.

وتوّج نائب وزير الرياضة بدر القاضي، البطل الأميركي ووصيفه البلجيكي ألكسندر بلوكس بجائزتي المركز الأول والثاني.

وتمكّن تيين من تحقيق فوزٍ ساحق على منافسه البلجيكي بثلاثةٍ أشواطٍ دون رد، ليحصد اللقب ويحصل على أكثر من نصف مليون دولار من مجموع الجوائز الذي تجاوز مليوني دولار؛ إثر لقاءٍ شهد متابعة جماهيرية وإعلامية مميزة، في صالة ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية.

وانضم تيين لقائمة الأبطال المتوجين على أرض المملكة بلقب نهائيات الجيل القادم لرابطة محترفي التنس، إلى جانب الصربي حمد ميديدوفيتش والبرازيلي فونسيكا.

تيين تفوق بشكل لافت على منافسه البلجيكي في النهائي (الشرق الأوسط)

وكانت البطولة قد شهدت وجود ثمانية لاعبين من نخبة النجوم الشباب في عالم التنس؛ هم الأميركي ليرنر تيين، والإسباني مارتن لاندالوسي، ومواطنه رافاييل جودار، والنرويجي نيكولاي بودكوف كيير، والبلجيكي ألكسندر بلوكس، والكرواتي دينو بريزميتش، والأميركي نيشيش باسافاريدي، والألماني جاستن إنجل.

تأتي استضافة المملكة لهذا الحدث، استمراراً للنجاحات الكبيرة التي حققتها في مجال استضافة كبرى الفعاليات والبطولات الرياضية قاريّاً وعالميّاً، بإشراف من وزارة الرياضة، التي تسعى للمساهمة الفعّالة في تحقيق المستهدفات الرياضية في «رؤية السعودية 2030».


«الدوليون» ينعشون تدريبات النصر قبل موقعة الزوراء

رونالدو خلال مشاركته في تدريبات النصر (الشرق الأوسط)
رونالدو خلال مشاركته في تدريبات النصر (الشرق الأوسط)
TT

«الدوليون» ينعشون تدريبات النصر قبل موقعة الزوراء

رونالدو خلال مشاركته في تدريبات النصر (الشرق الأوسط)
رونالدو خلال مشاركته في تدريبات النصر (الشرق الأوسط)

التحق لاعبو النصر الدوليون (نواف العقيدي، راغد النجار، عبد الإله العمري، نواف بوشل، عبد الله الخيبري) بتدريبات الفريق الجماعية، الأحد، تحت قيادة المدير الفني البرتغالي خورخي خيسوس، في إطار التحضيرات لمواجهة الزوراء العراقي، الأربعاء، ضمن منافسات دوري أبطال «آسيا 2».

وطغت الروح المعنوية العالية على التدريبات، فيما ركّز الجهاز الفني على الجوانب التكتيكية ورفع الجاهزية البدنية، في ظل اكتمال الصفوف وعودة العناصر الدولية، باستثناء السنغالي ساديو ماني، الذي حضر مع منتخب بلاده استعداداً لكأس أفريقيا.

وحرص البرتغالي خورخي خيسوس على استدعاء عدد من الوجوه الشابة، ما يمنح الفريق دفعة قوية قبل الاستحقاق القاريّ المرتقب.

وعلى صعيد آخر، أعلنت شركة نادي النصر عن توقيع اتفاقية شراكة مع مجموعة «تايم كود» تمتد لـ3 مواسم، لتكون بموجبها شريكاً رسمياً لفعاليات نادي النصر.

ووقّع الاتفاقية كلٌّ من الرئيس التنفيذي لشركة نادي النصر خوسيه سيميدو، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «تايم كود» خالد بن خنين.

وتهدف هذه الشراكة إلى إحداث نقلة نوعية في مستوى تنظيم الفعاليات وتجربة يوم المباراة، بدءاً من مناطق الجماهير في المباريات المقامة على أرض النادي، مروراً بالفعاليات الداخلية، وصولاً إلى تفعيل الشراكات بأسلوب احترافي يعزز من تجربة المشجعين ويرتقي بها.

وفي تصريح بهذه المناسبة، قال خوسيه سيميدو: «هذه الشراكة ستنقل طريقة تقديم النصر للفعاليات وتجارب الجماهير إلى مستوى أعلى، من خلال تحقيق قدر أكبر من الاحترافية والاتساق والجودة والتأثير في كل ما نقدمه».

ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية نادي النصر، الرامية إلى تطوير منظومة العمل داخل وخارج الملعب، وتعزيز تجربة الجماهير، بالتوازي مع الاستعدادات الفنية لتحقيق نتائج إيجابية في الاستحقاقات المحلية والقارية المقبلة.