87 صالة عرض فنية تشارك في النسخة الافتتاحية من «آرت بازل» قطر

تنطلق في فبراير المقبل تحت عنوان «التكوين»

المركز الإبداعي M7 من المواقع التي ستستضيف فعاليات النسخة الافتتاحية للمعرض (آرت بازل قطر)
المركز الإبداعي M7 من المواقع التي ستستضيف فعاليات النسخة الافتتاحية للمعرض (آرت بازل قطر)
TT

87 صالة عرض فنية تشارك في النسخة الافتتاحية من «آرت بازل» قطر

المركز الإبداعي M7 من المواقع التي ستستضيف فعاليات النسخة الافتتاحية للمعرض (آرت بازل قطر)
المركز الإبداعي M7 من المواقع التي ستستضيف فعاليات النسخة الافتتاحية للمعرض (آرت بازل قطر)

أعلن اليوم عن قائمة الفنانين والصالات المشاركة في النسخة الافتتاحية لمعرض آرت بازل العالمي للفن الحديث والمعاصر في قطر، وتضم 84 عرضاً فنياً متنوعاً من 31 بلداً ومنطقة، تتوزع بين 87 صالة عرض فنية، بينها 16 صالة عرض تشارك لأول مرة. ومن المقرر أن تقام هذه النسخة للمعرض في الدوحة خلال الفترة من 5 إلى 7 فبراير 2026 بالشراكة بين آرت بازل، وقطر للاستثمارات الرياضية (QSI)، وكيو سي+ المتخصصة في التجارة الثقافية التجارية والتابعة لمتاحف قطر.

معرض آرت بازل قطر يقام بإشراف فني من الفنان المصري العالمي وائل شوقي، حيث ستتخذ النسخة نهجاً فريداً في العرض، لا يقوم على الأجنحة التقليدية، بل على نموذج العرض المفتوح الذي يتوافق مع الرؤية الفنية لتقديم الأعمال المستجيبة لموضوع هذه النسخة، وهو «التكوين».

من المواقع التي ستستضيف فعاليات النسخة الافتتاحية للمعرض (آرت بازل قطر)

ومن المقرر تنظيم المعرض في موقعين رئيسين، وهما المركز الإبداعي M7، وحيّ الدوحة للتصميم، بالإضافة لبعض المواقع العامة المختارة في مشيرب، القلب الثقافي والإبداعي للدوحة. سيرتكز المعرض عبر رؤيته الفنية ونموذجه الفريد على سرد القصص، وتعزيز الحوار في سبيل تقديم منصات جديدة لتواصل الفنانين، وصالات العرض، والمهتمين بالفن، مع الحفاظ على حضور قوي في السوق الفنية.

يقدم المعرض مجموعة من فناني المنطقة الذين سيشكلون أكثر من نصف المشاركين، ومن بينهم إيتيل عدنان، وعلي بني صدر، وسيمون فتال، وعلي شري، ومريم بنّاني، وإيمان عيسى. بالإضافة إلى مشاركة صالات عرض من دول الخليج العربي من قطر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومن الشرق الأوسط من لبنان، وتركيا، ومن شمال أفريقيا من مصر، وتونس، والمملكة المغربية، إلى جانب مشاركة صالات عرض من الهند، جنوب آسيا.

أما المشاركون لأول مرة في المعرض، فهناك مجموعة من صالات العرض الجديدة، وتضم غاليري حافظ (جدة، الرياض)، وغاليري مصر (القاهرة)، ولو فيولون بلو (تونس)، وصالح بركات غاليري (بيروت)، وطَبَري آرت سبيس (دبي). كما تشارك نخبة من الصالات العالمية من أوروبا، والأمريكتين، وآسيا، من بينها أكوافيلّا غاليريز (Acquavella Galleries)، وغاغوسيان (Gagosian)، وهاوزر آند وورث (Hauser & Wirth)، وبايس غاليري (Pace Gallery)، وديفيد زويرنر (David Zwirner)، ووايت كيوب (White Cube).

فينتشنزو دي بيلّيس ومدير المعارض العالمية في «آرت بازل» (آرت بازل قطر)

ومن جانبه قال فينتشنزو دي بيلّيس، المدير الفني الأول ومدير المعارض العالمية في آرت بازل: «سعداء بالإقبال الكبير الذي شهدناه في آرت بازل قطر، والذي أثمر عن مشاركة استثنائية تضم مجموعة من صالات العرض الرائدة في النسخة الأولى من المعرض. وهذا يعكس قوة المشروع، وقدرته على جذب المهتمين في المنطقة والعالم. ولا شكّ أنّ العمل مع وائل شوقي يمنح ميزة إضافية ومفعمَة تتجلى في رؤيته الملهمة للأعمال الفنية المشاركة والمستجيبة لموضوع (التكوين)».

وعلق وائل شوقي، المدير الفني للنسخة الأولى: «يتأمل موضوع المعرض (التكوين) التحوّلات المستمرة للإنسان، والأنظمة المتغيّرة التي تؤثر على عيشنا، وأفكارنا، والمعاني التي نصنعها. وهنا يتمركز الخليج بوصفه منطقة تتقاطع فيها التقاليد الشفاهية مع الشبكات الرقمية، ويُعاد تخيل طرق التجارة القديمة بوصفها مسارات تبادل ثقافية جديدة. وهكذا يتجاوز الفنّ دوره على أنه شاهد على التاريخ ليكون قوة تساهم في تشكيل وتخيّل الهوية. آملُ أن تكون النسخة الأولى من آرت بازل قطر مساحة تُحيي هذه السرديات وتدعمها. كما آمل أن تمتد المشاريع العامة المرافقة للمعرض لتمنح فناني المنطقة مساحة رحبة لأصواتهم وأفكارهم، وسنكشف عن تفاصيل هذه المشاريع قريباً، آملين من المهتمين أن ينتظروا ما سيأتي، وما هو في طور (التكوين)».

وائل شوقي المدير الفني للنسخة الأولى (آرت بازل قطر)

إضاءات على المشاركين والفنانين

تضمّ النسخة الافتتاحية من آرت بازل قطر أكثر من 84 فناناً، أكثر من نصفهم من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، لتكون منصّة رائدة جديدة للفن في المنطقة، وذلك بالتعاون مع صالات عرض فنية من المنطقة والعالم، وتشمل العروض المختارة إيتيل عدنان، وعلي بني صدر، وعلي شري، وأحمد ماطر مع أثر غاليري (جدة، الرياض، العلا)، ومنى حاطوم، وإيمان عيسى، ومحمد منيصير مع جيبسوم (القاهرة)، وحسن شريف مع غاليري إيزابيل (دبي)، وسيمون فتال مع كارما إنترناشونال، وشيرين نشأت مع ليا روما، ومروان مع (Sfeir-Semler) سفير سملر، وصوفيا المريّا مع غاليري الخط الثالث (دبي)، ومريم بنّاني مع (François Ghebaly).

وستشكل الصالات الفنية في المنطقة محوراً أساسياً في هذه النسخة. ومن بين المشاركين من الخليج:

غاليري المرخية (الدوحة) تعرض أعمال بثينة المفتاح.

غاليري حافظ (جدة)، تعرض أعمال لينا قزّاز.

غاليري غرين آرت (دبي)، تعرض أعمال مريم حسيني.

لوري شبيبي (دبي)، تعرض أعمال أمير نور.

طبري آرت سبيس (دبي، لندن)، تعرض أعمال حازم حرب.

ويشارك أيضاً عدد من الصالات من الشرق الأوسط، منها:

غاليري مرفأ (بيروت) تعرض أعمال كالين عون.

غاليري تانيت (بيروت، ميونيخ)، تعرض أعمال عادل عابدين.

بايلوت غاليري (إسطنبول)، تعرض أعمال خليل ألتينديره.

أما من شمال أفريقيا، فتشمل المشاركات البارزة:

آرت توكس | غاليري كنفاني (القاهرة)، تعرض أعمال أحمد مرسي.

غاليري مصر (القاهرة)، تعرض أعمال سعاد عبد الرسول.

لوفت آرت غاليري (الدار البيضاء، مراكش)، تعرض أعمال مصطفى أزروال.

لو فيولون بلو (تونس، باريس)، تعرض أعمال فريد بلكاهية.


مقالات ذات صلة

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

يوميات الشرق استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

احتفاءً بالخط العربي بوصفه فناً أصيلاً يحمل بين ثناياه دعوة للسلام، والانسجام الإنساني، أطلقت مصر الدورة العاشرة من «ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

مع رحيل آخر أيام معرض جدة للكتاب، يطرح المشهد الثقافي جملةً من الأسئلة حول المعرض وترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)

القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

يُصاحب معرض رضوي تقديم أعمال نخبة من رواد وكبار التشكيليين المعاصرين في المملكة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

لم يعد سؤال صنّاع السينما يدور حول عدد العناوين، بل حول أيّ الروايات تصلح لأن تُروى على الشاشة...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق تحاول الفنانة التشكيلية في هذه المجموعة العبور من المحدود إلى المطلق (الغاليري)

معرض «تفتّحت الزهور من بين حجار الإسمنت المكسور»... عود على بدء

تستخدم ندى صحناوي الألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأسود والأبيض. وفي قوالب الزهور الحمراء والبيضاء، يخال للناظر إليها أنها تُشبه كعكة عيد...

فيفيان حداد (بيروت)

وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
TT

وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)

شدد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، على عدم التسامح مع من يحاولون استخدام «حرية التعبير» لخلق فوضى في الفضاء الإعلامي، أو استخدام خطاب شعبوي زائف الهدف منه زيادة أعداد المتابعين، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الحكومي بالعاصمة الرياض.

وقال وزير الإعلام السعودي إن القوانين والأنظمة في السعودية تكفل حرية التعبير كحق أصيل، لكن في الوقت نفسه تميز بوضوح بين الرأي المسؤول والنقد البناء، وبين التحريض الذي يهدف إلى التضليل أو تأجيج الرأي العام.

وبيّن أن إجراءات هيئة تنظيم الإعلام لا تستهدف الآراء أو النقد البناء، بقدر ما تأتي في إطار تطبيق الأنظمة تجاه أي ممارسات تتجاوز المسؤولية الإعلامية وتمس السلم المجتمعي.

وكشف الوزير الدوسري خلال المؤتمر، الذي عقد للحديث عن تطورات مشروع مدينة القدية، أن العمل جارٍ لإطلاق مشروع «مدرسة الموهوبين الإعلاميين»، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم، لاكتشاف ورعاية الموهوبين من مراحل مبكرة.

وأوضح أن مدينة القدية ستستضيف الملتقى الثاني لصناع التأثير إمباك 2026، لافتاً إلى أن العمل قائم مع الشركاء في القدية لإطلاق مشروع «بيت إمباك».

واستعرض وزير الإعلام السعودي مجموعة من الإنجازات التي حققتها السعودية خلال الفترة الماضية، ومن ذلك زيادة مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، حيث بلغت 55.4 في المائة خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بـ45.9 في المائة في الربع الثالث من عام 2016. فيما ⁠«بلغت نسبة تملُّك الأسر السعودية للمنازل في نهاية العام الماضي 65.4 في المائة».

وتابع: ⁠«احتلّت المملكة المركز الأول عالمياً في عدد الجوائز التي نالتها في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب بـ26 جائزة، كأكبر دولة في العالم تنال هذا العدد من الجوائز في تاريخ المسابقة».

وأضاف الوزير الدوسري أن قطار الرياض استقبل 120 مليون راكب منذ بدء انطلاق المشروع وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025، وسجّل أعلى درجات الانضباط في التشغيل، بنسبة التزام بلغت 99.8 في المائة لعام 2025. مشيراً إلى أن السعودية تستهدف تنفيذ المرحلة السابعة من مشروع قطار الرياض خلال العام المقبل.

من جهته، قال العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، عبد الله الداود، أن القدية مدينة فريدة من نوعها تجمع أكثر من 70 أصلاً في مكانٍ واحد، من بينها استاد الأمير محمد بن سلمان، ومجمع التنس الوطني، ومركز الفنون الأدائية، والعديد من الأصول النوعية الأخرى. ‏وأكد الداود أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يؤمن بالمشاريع النوعية التي تضيف لحياة الناس ولها القدرة على خلق اقتصادات وقطاعات جديدة، ولذلك كان كل العمل منصباً على تنفيذ أفكار الأمير محمد وتطلعاته، مشيراً إلى أن مشروع القدية يأتي من قلب «رؤية 2030»، وأن القدية تتبنى مفهوماً متكاملاً يندمج فيه الترفيه والرياضة والثقافة والسياحة بشكل متجانس.

وأعلن العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، خلال المؤتمر، أن تاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، هو موعد افتتاح مدينة القدية لأول أصولها، منتزه «سيكس فلاغز»، مؤكداً أن الافتتاح سيشكل نقلة نوعية تحولية في مسيرة المدينة.

وأضاف الدواد أن منتزه «Six Flags» نجح في كسر عدد من الأرقام القياسية، وذلك من خلال 5 ألعاب في مكان واحد، من أبرزها لعبة أفعوانية الصقر التي تحطم 3 أرقام قياسية كأطول أفعوانية في العالم، وأسرع أفعوانية في العالم، وأعلى أفعوانية في العالم.

وكشف الداود أنه تم الانتهاء الكامل من منتزه «Six Flags» الذي صمم لاستقبال نحو 10 آلاف زائر يومياً، ومن المتوقع أن يتجاوز أعداد زوار المنتزه مليوني زائر خلال 2026، فيما تم الانتهاء من أكثر من 95 في المائة من منتزه أكواريبيا المائي وسيفتتح خلال العام المقبل، إضافة إلى المرحلة الأولى للبنية التحتية في الطرق والكهرباء والاتصالات وخدمات الطوارئ.


«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
TT

«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

يقدّم الفيلم المصري «خريطة رأس السنة» تجربة سينمائية إنسانية تنطلق من علاقة عائلية واضحة منذ اللحظة الأولى؛ إذ يعرف الطفل «نور» (يقوم بدوره الطفل آسر) أن «حبيبة» (ريهام عبد الغفور) هي خالته، ويتعامل معها على هذا الأساس، فالطفل المتفوق في المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر، يخطط لمفاجأة والدته في رأس السنة بزيارتها في باريس مع تحضير مفاجأة لها، لتكون العطلة بمثابة بداية لأيام مختلفة في حياته.

نشاهد الفيلم من منظور الطفل «نور» على مدار الأحداث، بداية من المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر والتي تقع بالقرب من منزل «حبيبة» وصديقتها التي تقيم معها، وكلتاهما من أصحاب «متلازمة داون»، مروراً بتواصله مع «سارة» (هنادي مهنا) باعتبارها والدته التي لم تأتِ لزيارته ولقائه من باريس منذ عامين، في حين يقتصر التواصل بينهما على الاتصالات الهاتفية.

يعتمد الفيلم بالكامل على رؤية العالم من خلال «نور»، فنحن نراه ونفهمه كما يراه هو، ونشهد تحوّلاته النفسية من دون تدخل تفسيري مباشر للقاءات التي يخوضها في الطريق مع غرباء، وتبدّل الأمكنة، والضغط المتواصل الناتج عن السفر، والظروف الاضطرارية التي تعوق ترتيب رحلته وإكمالها بالطريقة التي يريدها، مع إعادة ترتيب الأنشطة والأماكن التي يوجد فيها قبل الوصول إلى والدته.

في الأحداث التي تستمر على مدار أكثر من 90 دقيقة نتابع رحلة «نور» التي تشمل توقفات بعدد من المدن الأوروبية قبل الوصول لوجهته النهائية في باريس؛ توقفات لرغبته في تنفيذ مفاجأة استثنائية لوالدته وهدية لذكرى والده الراحل.

ريهام عبد الغفور مع عدد من الحضور في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

الفيلم الذي شارك في بطولته إلى جوار ريهام وآسر كل من هنادي مهنا، وأسماء أبو اليزيد، وعدد من الممثلين الأجانب، كتبه يوسف وجدي، ويخرجه رامي الجندي في أولى تجاربه الإخراجية، في حين صُوّر بين 6 مدن أوروبية مختلفة على مدار أكثر من عام.

وقال المخرج رامي الجندي لـ«الشرق الأوسط» إن نقطة الانطلاق في «خريطة رأس السنة» كانت تحديد زاوية الرؤية للأحداث، وإن القرار الأهم تمثّل في أن يُروى الفيلم بالكامل من داخل وعي الطفل «نور»، فالمتفرج لا يُفترض به أن يرى الشخصيات من الخارج، بل يختبر العالم بذات الدرجة من البراءة والارتباك والأسئلة غير المكتملة التي يعيشها البطل، وهو ما فرض إيقاعاً هادئاً ولغة بصرية تميل إلى المراقبة أكثر من الشرح، وفق تعبيره.

وأوضح الجندي أن «العلاقة بين (نور) و(حبيبة) لا تقوم على المفاجأة أو الاكتشاف، بل على المعرفة المسبقة، وهو ما منح الفيلم مساحة أعمق للاشتغال على الاختبار الإنساني، لا الصدمة الدرامية»، مشيراً إلى أن هذا الاختيار أتاح له التركيز على التفاصيل الصغيرة في العلاقة، وعلى التحوّلات التدريجية في فهم الطفل لمعنى المسؤولية، بدلاً من اللجوء إلى حلول سردية مباشرة.

ولفت المخرج إلى أن «اختيار التصوير في أجواء (الكريسماس) بأوروبا كان تحدياً كبيراً؛ إذ يُعد هذا التوقيت الأصعب من حيث الإجازات والتحكم في المواقع وحركة المدن»، على حد تعبيره، وقال إنه قام بتقسيم التصوير إلى ثلاث مراحل، عبر ست دول أوروبية مختلفة، معتبراً أن السيطرة على هذا الكم من التفاصيل لم تكن سهلة، لكنها كانت حاسمة للحفاظ على الإحساس الحقيقي بالطريق.

وأضاف الجندي أن «العمل مع ممثلين أجانب جرى بالكامل عبر الإنترنت، من خلال شركات متخصصة، وهو ما تطلّب تحضيرات طويلة قبل التصوير».

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأكد مؤلف الفيلم يوسف وجدي لـ«الشرق الأوسط» أن العمل لا يتعامل مع «متلازمة داون» بوصفها موضوعاً مستقلاً، بل كجزء من نسيج إنساني أوسع، موضحاً أن «التحدي الحقيقي كان في تجنّب الخطاب المباشر أو التفسير الأخلاقي الجاهز، خصوصاً أن ما شغله منذ البداية مرتبط بطبيعة الاختلاف بين كل حالة، والتفاوت الموجود لدى كل شخص، وكيف يمكن أن يستفيد منه ليعيش حياته بشكل أفضل».

وأضاف وجدي أن «فكرة العمل استُلهمت جزئياً من قضايا حقيقية أُثيرت في فرنسا، تتعلق بالأهلية الأسرية، وبالنظرة القانونية والاجتماعية إلى مفهوم المسؤولية لمن يعاني من (متلازمة داون)»، مشيراً إلى أن هذه القضايا فتحت أمامه مساحة للتفكير في الفجوة بين القانون والمشاعر، وبين ما يُعتبر صحيحاً على الورق وما يحدث فعلياً داخل البيوت والعلاقات اليومية.


معرض تراثي في متحف الحضارة المصرية يحتفي بفنون الخط العربي

الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
TT

معرض تراثي في متحف الحضارة المصرية يحتفي بفنون الخط العربي

الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الاحتفاء بالخط العربي في المتحف القومي للحضارة المصرية (المتحف القومي للحضارة المصرية)

ضمن فعاليات متنوعة احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، استضاف المتحف القومي للحضارة المصرية معرضاً تراثياً لفنون الخط العربي، وتضمنت الفعاليات معرضاً فنياً ضم مجموعة من اللوحات التي تُبرز جماليات فن الخط العربي، إلى جانب معرض متميز لأعمال ومقتنيات عائلة صوفي زاده، شمل لوحات فنية وأفلاماً تسجيلية توثّق مسيرتها الفنية بوصفها رائدة في فنون الخط العربي.

وتحت شعار «إرث يتجدد بخط يتألق»، جاءت الفعاليات المتنوعة، بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة، وجمعية أصدقاء المتحف القومي للحضارة المصرية، ومشيخة الأزهر الشريف، والمجمع اللغوي بالقاهرة، وعائلة صوفي زاده؛ تأكيداً على الدور المحوري للغة العربية بوصفها أحد أهم روافد الهوية الثقافية والإنسانية.

واحتفلت أكثر من مؤسسة مصرية باليوم العالمي للغة العربية المقرر في 18 ديسمبر (كانون الأول) عبر ندوات وأنشطة ومعارض متنوعة، من بينها: ندوة مشتركة بين كلية دار العلوم ودار الكتب والوثائق القومية، واحتفالية بجامعة الدول العربية، وفعاليات ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي الذي أقيم في قصر الفنون وضم لوحات العديد من رواد الخط العربي فضلاً عن الفنانين المعاصرين.

وتسعى الفعاليات التي نظمها متحف الحضارة إلى «نشر الوعي بالتراث المصري وتعزيز قيمه الحضارية، وإيماناً بأهمية اللغة العربية ومكانتها التاريخية بوصفها وعاءً للهوية وذاكرة للأمة»، وفق بيان للمتحف.

وأكد الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أهمية هذه الفعاليات في «صون التراث المصري وتعزيز الوعي به»، مشيراً في البيان إلى أن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي وعاء الحضارة وذاكرة الأمة، وحلقة الوصل بين الماضي والحاضر، بما تحمله من قيم ثقافية وجمالية قادرة على التعبير عن هوية الشعوب وصون تراثها عبر العصور».

ولفت إلى أن مقتنيات المتحف تضم العديد من القطع الأثرية، لا سيما الإسلامية منها، التي تزخر بنماذج راقية من الفنون والزخارف والخطوط العربية، وتعكس تطور الكتابة وجمالياتها عبر العصور، بما يجعلها شاهداً حياً على عبقرية الفنان المصري وقدرة اللغة العربية على التجدد والتألق.

فيما عدّ المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء المتحف القومي للحضارة المصرية، اللغة العربية «ركيزة أساسية في حفظ الذاكرة الحضارية المصرية ونقلها إلى الأجيال المتعاقبة»، مشيداً بالدور الذي يقوم به المتحف في صون هذا الإرث الثقافي.

وتضمّنت الفعالية عرض فيلم تسجيلي قصير عن تراث عائلة صوفي زاده، إحدى أعرق العائلات التي توارثت فنون الخط العربي والزخرفة والرسم والنحت والتذهيب عبر خمسة أجيال متعاقبة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قراراً عام 1973 بإدراج اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل بالأمم المتحدة، في 18 ديسمبر، وهي المناسبة التي تم خلالها عدّ هذا اليوم يوماً عالمياً للغة العربية.