الجيش السوداني يسقط عتاداً لقواته في الفاشر... و«الدعم السريع» تعلن إسقاط مسيرة

معارك متجددة... ونداءات لإنزال مساعدات إنسانية

دخان كثيف يتصاعد في مدينة الفاشر إثر معارك سابقة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد في مدينة الفاشر إثر معارك سابقة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (د.ب.أ)
TT

الجيش السوداني يسقط عتاداً لقواته في الفاشر... و«الدعم السريع» تعلن إسقاط مسيرة

دخان كثيف يتصاعد في مدينة الفاشر إثر معارك سابقة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد في مدينة الفاشر إثر معارك سابقة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (د.ب.أ)

كشفت مصادر موالية للجيش السوداني عن تنفيذ عملية إسقاط مظلي مزدوجة ثانية، أوصلت عتاداً عسكرياً ومؤناً لقواته المحاصَرة داخل مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، صباح الثلاثاء، في عملية وصفت بـ«المنسقة والناجحة».

وفي موازاة ذلك، أعلنت «قوات الدعم السريع» إسقاط طائرة مسيرة من طراز «بيرقدار أكينجي» تركية الصنع، في سماء المدينة.

لقطة من فيديو بثّته «قوات الدعم السريع» لعناصرها في محيط مدينة الفاشر (أرشيفية - تلغرام)

وقالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» – شبابية طوعية – في بيان، إن طائرة شحن حلقت في سماء المدينة على ارتفاعات عالية، ثم أسقطت حمولتها في مناطق سيطرة الجيش.

وأفاد شهود عيان بأن الدفاعات الجوية التابعة لـ«قوات الدعم السريع» لم تتعرض لها. ثم أعقبت ذلك، عملية ثانية نفذتها طائرة أخرى، أسقطت خلالها مؤناً وعتاداً داخل «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش.

ونقلت تقارير صحافية، عن مصدر عسكري بالفرقة، أن الإمدادات التي تم إسقاطها «تضمنت ذخائر متنوعة ومواد غذائية وأدوية منقذة للحياة، تسلمتها الوحدات المحاصرة». وقال: «العملية إنجاز لوجيستي يعيد الروح لقواتنا في المدينة».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

وفشل الجيش منذ أبريل (نيسان) الماضي في إيصال إمدادات لقواته المحاصرة في الفاشر، إثر إسقاط «قوات الدعم السريع» لطائرات تابعة له في أجواء المدينة، لكنه أفلح في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي في ذلك عبر إسقاط جوي.

وعملية «الثلاثاء» هي الثانية بعد عملية «سبتمبر».

في المقابل، قال الناطق باسم «قوات الدعم السريع»، في بيان، إن قوات الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت فجر الثلاثاء طائرة مسيرة من طراز «بيرقدار أكينجي» تركية الصنع في سماء الفاشر.

وفي حين بثت مواقع صوراً لحطام يبدو أنه لـ«مسيرة»، أكد بيان «الدعم»، أن المسيرة التي تم إسقاطها «هي المسيرة التي كانت تنفذ هجمات على المدنيين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى».

وأضاف البيان: «ما يرتكبه جيش الحركة الإسلامية (...) من جرائم إبادة وتطهير عرقي، يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي». لكن الجيش السوداني دأب على نفي تلك الاتهامات، وفي بيان منفصل صدر في وقت سابق، أكد أن «قواته استهدفت مواقع عسكرية محددة تابعة للميليشيا المتمردة».

آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (مواقع التواصل)

وكانت قيادة «الفرقة السادسة» أكدت، في بيان الاثنين، أن «الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين تصدوا لهجوم واسع شنته ميليشيا أسرة دقلو من ثلاثة محاور، ودمروا عربات قتالية، وقتلوا قادة ميدانيين ومرتزقة أجانب».

وشددت على «أن الأوضاع مستقرة وتحت السيطرة».

وشهدت الفاشر يوم الاثنين، ما يمكن وصفه بـ«هجوم كبير»، شنته «قوات الدعم السريع» على «الفرقة السادسة»، بعد أن حشدت له قدرات عسكرية كبيرة، واستخدمت فيه العديد من الآليات العسكرية والمصفحات.

وذكر الناشط المهتم بأخبار الحرب محمد خليفة، على صفحته بمنصة «فيسبوك»، أن الهجوم بدأ بقصف مدفعي عنيف على مناطق سيطرة الجيش وحلفائه، وأن القوات المهاجمة تقدمت تحت غطاء من المسيرات نحو «الفرقة السادسة» من أربعة محاور: الجنوبي، والشمالي، والشمالي الغربي، والشمالي الشرقي.

نازحون هاربون في الفاشر (أرشيفية - رويترز)

وأفلحت القوات المهاجمة في تحقيق تقدم لافت، وتوغلت حتى ميدان سباق الخيل والسوق و«مدرسة الفاشر الثانوية»، فيما دخلت قوات قادمة من المحور الجنوبي إلى مبنى «السلاح الطبي»، و«سلاح المهندسين»، و«سلاح الإشارة». لكن قوات الجيش ومن معه تصدت للهجوم، وكبدت المهاجمين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، بما في ذلك قادة ميدانيون، ما اضطرهم للتراجع.

إغاثة المدنيين

ومع تصاعد العمليات العسكرية، دعت «تنسيقية لجان المقاومة» في الفاشر، المنظمات الإنسانية إلى تنفيذ إسقاط جوي عاجل للمساعدات، أسوة بالإسقاط الجوي الذي نفذه الجيش لتزويد قواته بالعتاد والمؤن، وقالت في بيان على منصة «فيسبوك»: «الوضع الإنساني في الفاشر كارثي، آلاف المدنيين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والدواء، فيما يزداد عدد الجرحى يوماً بعد يوم. نناشد العالم بأن يسقط الخبز والدواء من السماء، كما تسقط الأطراف ذخائرها».

متطوعون يعدون الطعام لسكان الفاشر (أ.ف.ب)

وتعد الفاشر آخر عاصمة في إقليم دارفور تحت سيطرة الجيش، وتخضعها «قوات الدعم السريع» منذ أبريل 2024 لحصار خانق، تسبب في مجاعة كبيرة وشح في السلع الغذائية وارتفاع أسعارها بصورة غير مسبوقة، واضطر الناس للاعتماد على أعلاف المواشي بمثابة غذاء لهم، فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة بشكل شبه يومي، ما يهدد حياة آلاف المدنيين الذين تقطعت بهم السبل من دون غذاء أو دواء.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: أكثر من عشرة آلاف نازح خلال ثلاثة أيام في السودان

شمال افريقيا نازحون من شمال كردفان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: أكثر من عشرة آلاف نازح خلال ثلاثة أيام في السودان

نزوح أكثر من عشرة آلاف شخص في غضون ثلاثة أيام خلال الأسبوع الحالي بولايات شمال دارفور وجنوب كردفان بالسودان وسط استمرار المعارك بين الجيش وقوات «الدعم السريع»

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))
شمال افريقيا جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز) play-circle

بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

كشفت الأمم المتحدة عن وصول بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أول دخول إنساني للمدينة منذ سيطرة «قوات الدعم السريع»

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

«أطباء السودان»: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص على أساس عرقي بشمال دارفور

أعلنت «شبكة أطباء السودان»، مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء على أساس عرقي من قبل «الدعم السريع» بمناطق أمبرو، وسربا، وأبوقمرة بولاية شمال دارفور.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين (الأمم المتحدة)

إدريس: مستعدون للتواصل مع دول مؤيدة لـ«الدعم السريع»

قال رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، الجمعة، إن بلاده مستعدة للتواصل مع دول مؤيدة لـ«الدعم السريع»

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس (أرشيفية - رويترز)

رئيس وزراء السودان: مبادرتنا للسلام تستند إلى مرجعيات منها إعلان جدة

قال رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، اليوم الجمعة، إن الحكومة عرضت رؤيتها للسلام خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي.


أول بعثة أممية إلى الفاشر في السودان تتحدث عن مدنيين في حالة «صدمة» وظروف عيش «مُهينة»

فتاة سودانية نازحة في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
فتاة سودانية نازحة في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

أول بعثة أممية إلى الفاشر في السودان تتحدث عن مدنيين في حالة «صدمة» وظروف عيش «مُهينة»

فتاة سودانية نازحة في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
فتاة سودانية نازحة في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

حذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون، الاثنين، عقب عودتها من الفاشر في غرب السودان، عن حالة «صدمة» يعيشها السكان في «ظروف مهينة وغير آمنة».

تمكنت بعثة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» من دخول الفاشر، الجمعة، للمرة الأولى بعد شهرين من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، عقب «مفاوضات شاقة»، وفق ما ذكرت براون، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» عبر الفيديو.

وقالت براون: «هؤلاء الأشخاص يعيشون في ظروف هشة للغاية... بعضهم يعيش في مبانٍ مهجورة. وآخرون... في ظروف بدائية، مع أغطية بلاستيكية ودون وسائل نظافة، ولا ماء. هذه طروف مُهينة وغير آمنة للناس».

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أحكمت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر، آخِر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد حصار استمرَّ لأكثر من 18 شهراً، تخلّلته معارك عنيفة، وسط تقارير وأدلة على وقوع عمليات قتل جماعي، واختطاف، واغتصاب بحق المدنيين.


مصر تطالب بجلسة طارئة لمجلس السلم والأمن الأفريقي لبحث تطورات الصومال

سكان يلوّحون بأعلام «أرض الصومال» وهم يتجمعون للاحتفال بإعلان إسرائيل الاعتراف بدولة أرض الصومال في وسط مدينة هرجيسا (أ.ف.ب)
سكان يلوّحون بأعلام «أرض الصومال» وهم يتجمعون للاحتفال بإعلان إسرائيل الاعتراف بدولة أرض الصومال في وسط مدينة هرجيسا (أ.ف.ب)
TT

مصر تطالب بجلسة طارئة لمجلس السلم والأمن الأفريقي لبحث تطورات الصومال

سكان يلوّحون بأعلام «أرض الصومال» وهم يتجمعون للاحتفال بإعلان إسرائيل الاعتراف بدولة أرض الصومال في وسط مدينة هرجيسا (أ.ف.ب)
سكان يلوّحون بأعلام «أرض الصومال» وهم يتجمعون للاحتفال بإعلان إسرائيل الاعتراف بدولة أرض الصومال في وسط مدينة هرجيسا (أ.ف.ب)

طالب وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي اليوم (الاثنين) بعقد جلسة طارئة لمجلس السلم والأمن الأفريقي لتناول «الاعتراف الإسرائيلي بما يسمى أرض الصومال».

وأكد الوزير عبد العاطي، في كلمة اليوم خلال مشاركته في الجلسة الوزارية لمجلس السلم والأمن الأفريقي، التي عُقدت افتراضياً لمتابعة تطورات الأوضاع في شرق الكونغو الديمقراطية، «رفض مصر التام للاعتراف الإسرائيلي بما يسمى بأرض الصومال باعتباره انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، ويقوض أسس السلم والأمن الإقليمي والدولي، وبصفة خاصة في منطقة القرن الأفريقي».

وطالب عبد العاطي بعقد جلسة طارئة لمجلس السلم والأمن الأفريقي لتناول هذا التطور الخطير، وللتأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الصومالية، ورفض الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

وأشار إلى أن المرحلة المفصلية التي تشهدها المنطقة تفرض مسؤولية جماعية لدعم المسارات السياسية والأمنية والتنموية الهادفة إلى إنهاء معاناة الشعب الكونغولي وترسيخ السلام المستدام، مرحباً بتوقيع رئيسَي الكونغو الديمقراطية ورواندا على اتفاق السلام النهائي والاتفاق الإطاري للتكامل الاقتصادي الإقليمي في واشنطن في الرابع من الشهر الحالي، باعتباره خطوة مهمة للتهدئة وتخفيف التوتر وبناء الثقة بين البلدين، مشدداً على أهمية المضي قدماً في تنفيذ تلك الاتفاقيات.

وأكد عبد العاطي استعداد مصر الكامل للدعم والمشاركة في أي ترتيبات لبناء الثقة استناداً إلى الخبرات المصرية المتراكمة في مجال حفظ السلام، ولا سيما في ظل المشاركة المصرية النوعية والممتدة لسنوات طويلة في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما أكد أهمية التهدئة ووقف أي تصعيد ميداني، بما يخلق بيئة مواتية لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية في شرق الكونغو، وتهيئة المجال لحوار البناء واستعادة الاستقرار المنشود، وتشجيع جهود وقف الأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، بما يمنع تفاقم الأزمة الإنسانية وما تفرضه من أعباء جسيمة على المدنيين.


«الجامعة» ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»


جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة» ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»


جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)

رفضت الجامعة العربية اعتراف إسرائيل بانفصال إقليم الشمال الغربي بالصومال، ما يسمى «إقليم أرض الصومال»، مشددة على الوقوف ضد «أي إجراءات تترتب على هذا الاعتراف الباطل بغية تسهيل مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني أو استباحة موانئ شمال الصومال لإنشاء قواعد عسكرية فيها».

وعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أمس (الأحد)، دورةً غير عادية، أكد فيها «الموقف العربي الثابت والواضح بشأن عدّ إقليم الشمال الغربي بالصومال جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي محاولة للاعتراف بانفصاله بشكل مباشر أو غير مباشر».

وطالب البيان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بـ«وضع خطة عمل عربية - أفريقية مشتركة تحُول دون إحداث أي تغيير في الوضع الأمني والجيوسياسي القائم، ومنع أي تهديد لمصالح الدول العربية والأفريقية في هذه المنطقة الحيوية».