تصفيات مونديال 2026: قطر تراهن على أفضلية الأرض لبلوغ النهائيات

قطر تعوّل على أفضلية الأرض لبلوغ النهائيات (الاتحاد القطري)
قطر تعوّل على أفضلية الأرض لبلوغ النهائيات (الاتحاد القطري)
TT

تصفيات مونديال 2026: قطر تراهن على أفضلية الأرض لبلوغ النهائيات

قطر تعوّل على أفضلية الأرض لبلوغ النهائيات (الاتحاد القطري)
قطر تعوّل على أفضلية الأرض لبلوغ النهائيات (الاتحاد القطري)

تأمل قطر في الاستفادة من عامل الأرض، عندما تخوض الدور الرابع من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026 في كرة القدم، أمام جاريها المنتخبين العماني والإماراتي.

ويلعب بطل آسيا في آخر نسختين مع منتخب عمان، الأربعاء، على استاد جاسم بن حمد في الدوحة، ثم يواجه منتخب الإمارات، الثلاثاء المقبل، على الملعب عينه.

وتستضيف الدوحة بقرار من الاتحاد الدولي (فيفا) منافسات المجموعة الأولى الخليجية الخالصة، التي سيتأهل منها منتخب عربي إلى النهائيات المقررة العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ونفدت 85 في المائة من تذاكر الفئة الثانية لمباراة عمان، بحسب ما كشف الاتحاد القطري للعبة، الاثنين.

ويتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة مباشرة إلى المونديال، بينما يلعب صاحبا المركز الثاني مباراتَي ذهاب وإياب، يومَي 13 و18 نوفمبر (تشرين الثاني) لبلوغ المونديال العالمي.

وما زال الإسباني جولين لوبيتيغي مدرب قطر يقلّب الأوراق بحثاً عن التشكيل الأمثل، فارضاً السرية على التحضيرات، ومرجئاً الكشف عن القائمة النهائية إلى الساعات الـ24 قبل مباراة عمان.

ويتحسّب المدرب السابق لإسبانيا وريال مدريد: «نشعر ببعض القلق سواء من الإصابات أو عدم خوض بعض اللاعبين دقائق كافية للعلب، لكننا سنتعامل مع الموقف وسنمضي خلف حلمنا بالتأهل الأول إلى المونديال عبر التصفيات».

وكانت قطر قد شاركت للمرة الأولى في المونديال عام 2022 عندما استضافت النهائيات على أرضها، لكنها ودَّعت من الدور الأول بخفّي حُنين.

وأضاف حارس المرمى السابق: «ندرك أن مهمتنا لن تكون سهلةً، ما يستوجب أن نكون في قمة حضورنا الذهني والفني، وأن نقاتل من أجل حظوظنا في تحقيق هدفنا».

 

 

«لست معنياً بالتاريخ»

 

وتابع: «لست معنياً بالتاريخ، رغم الفخر بكوني أدرّب منتخباً متوّجاً بطلاً لآسيا في النسختين الأخيرتين، فما يعنيني حالياً هو الحاضر وتجاوز منافسة شرسة بأداء قوي وتركيز عالٍ».

ويعاني منتخب قطر من عدم جاهزية عناصر مهمة، على غرار الهدّاف التاريخي المعز علي، ولاعب الوسط البرازيلي الأصل غييرمي توريس العائدَين للتو من الإصابة، بينما يغيب محمد مونتاري وكريم بوضياف.

وعلى الجهة المقابلة، يبحث المنتخب العماني عن حظوظه في الظهور الرسمي الأول تحت قيادة المخضرم، البرتغالي كارلوس كيروش الذي تولى المهمة أخيراً.

ويعوّل كيروش الذي تأهل إلى كأس العالم 4 مرات من قبل مع جنوب أفريقيا، والبرتغال، وإيران في مناسبتين، على معرفته بـ«العنابي» الذي قاده خلال المرحلة الثانية من التصفيات ذاتها.

ويعتمد المنتخب العماني على عناصر مهمة، على غرار عصام الصبحي (القوة الجوية العراقي)، والثنائي صلاح اليحيائي، والشاب القادم بقوة ناصر الرواحي (السيب)، لكن المدرب استبعد منذر العلوي (الوحدات الأردني) على نحو مفاجئ.

وأعلن كيروش التحدي: «نحن أكثر من لاعبي كرة قدم؛ لأننا نلعبها بالقلب. نقاتل بروح العمانيين الحقيقيين». وأضاف: «المهمة بالطبع ليست سهلةً في مساعي تحقيق حلم طال انتظاره، ونحتاج إلى العمل بذكاء».

وعلى صعيد المواجهات المباشرة بين المنتخبين في تصفيات المونديال، يتفوّق المنتخب القطري الذي لم يخسر في 6 مباريات سابقة، حيث فاز في 4 مناسبات، مقابل التعادل في مباراتين، وسجَّل 9 أهداف واستقبل هدفاً واحداً.

وتفوّقت عُمان 2 - 1 في آخر مواجهة جمعت المنتخبين في الدور الأول من «كأس الخليج 26»، التي جرت في الكويت مطلع العام الحالي، قبل أن تمضي للنهائي وتخسر أمام البحرين 1 - 2.

 

 


مقالات ذات صلة

59 هدفاً في عام واحد... كيف صنع مبابي موسمه الأعظم مع ريال مدريد؟

رياضة عالمية المهاجم الفرنسي سجَّل أيضاً 7 أهداف مع منتخب فرنسا خلال 2025 (إ.ب.أ)

59 هدفاً في عام واحد... كيف صنع مبابي موسمه الأعظم مع ريال مدريد؟

يسدل كيليان مبابي الستار على عام 2025 المدهش، بعدما سجَّل هدفه التاسع والخمسين من ركلة جزاء في شباك إشبيلية، ليعادل رقم رونالدو القياسي مع ريال مدريد 2013.

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية إصابة تاكومي مينامينو في الرباط الصليبي تضع مشاركته مع اليابان بكأس العالم محل شك (رويترز)

إصابة مينامينو في الرباط الصليبي تضع مشاركته مع اليابان بكأس العالم محل شك

باتت مشاركة الدولي الياباني تاكومي مينامينو في كأس العالم لكرة القدم ​العام المقبل محل شك بعد أن أكد ناديه موناكو تعرضه لتمزق في الرباط الصليبي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص إنفانتينو أشار إلى أن المملكة بمثابة معقل كرة القدم الجديد (الشرق الأوسط) play-circle 05:11

خاص إنفانتينو لـ«الشرق الأوسط»: العالم سيستمتع بوجوده في السعودية عام 2034

يرى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن المملكة أصبحت معقلاً رئيسياً على ساحة كرة القدم العالمية.

فاتن أبي فرج (الدوحة)
رياضة عالمية جانب من اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الإسباني (الاتحاد الإسباني)

الاتحاد الإسباني يقرّ ميزانية بـ400 مليون يورو لعام 2026

أقرَّت الجمعية العمومية للاتحاد الإسباني لكرة القدم ميزانية تتجاوز 400 مليون يورو (مليار و757 مليون ريال سعودي) لعام 2026.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية نيجيريا قدمت التماساً إلى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) تزعم فيه أن الكونغو الديمقراطية دفعت بلاعبين غير مؤهلين (الاتحاد النيجيري لكرة القدم)

نيجيريا تزعم أن الكونغو الديمقراطية دفعت بلاعبين غير مؤهلين في تصفيات كأس العالم

قال متحدث باسم الاتحاد النيجيري لكرة القدم إن نيجيريا قدَّمت التماسَا إلى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) تزعم فيه أن الكونغو الديمقراطية دفعت بلاعبين غير مؤهلين.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)

رياض محرز: نسخة المغرب مهمة للجيل الجديد لكرة القدم الجزائرية

 رياض محرز (منتخب الجزائر)
رياض محرز (منتخب الجزائر)
TT

رياض محرز: نسخة المغرب مهمة للجيل الجديد لكرة القدم الجزائرية

 رياض محرز (منتخب الجزائر)
رياض محرز (منتخب الجزائر)

شدَّد قائد المنتخب الجزائري رياض محرز، الثلاثاء، في الرباط على أن نهائيات كأس الأمم الأفريقية في المغرب ستكون «مهمة للجيل الجديد لكرة القدم الجزائرية، مع كثير من الشباب وبعض المخضرمين».

وقال محرز، في مؤتمر صحافي عشية مواجهة السودان في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة: «ستكون مناسبة لكتابة تاريخ جديد، يجب أن نحدث الفارق، ونقدم الأفضل، ولا نملك الأعذار لغير ذلك».

وخرجت الجزائر خالية الوفاض من الدور الأول، ومن دون أي انتصار في النسختين الأخيرتين اللتين أعقبتا تتويجها باللقب الثاني في تاريخها في مصر عام 2019، كما نال محرز حظه من الانتقادات؛ بسبب تراجع مستواه مع تقدمه في السن (34 عاماً).

وقال مهاجم الأهلي السعودي: «الانتقادات تحصل كلما تقدمنا في العمر وقمنا بتغيير البطولات التي نلعب بها، لكنني لا أكترث لها، وأركز على ما يمكنني القيام به، وعلى منتخب بلادي كي نحقق شيئاً ماً معاً».

وأضاف: «المعنويات عالية، ولا نفكر في ما حصل سابقاً، نركز على مباراة الغد، وهي فرصة بالنسبة لنا لتحقيق نتيجة جيدة. لدينا القدرة والمؤهلات، ومنتخبنا رائع، وعلينا أن نظهر ذلك غداً، ونبيِّن أن كل شيء على ما يرام».

وتابع: «لدينا فرصة لاستعادة التوازن وتحقيق الأفضل، والضغط جزء من مسيرة لاعب كرة القدم، لكن اللاعبين يعرفون مسؤولية حمل القميص الوطني والدفاع عن ألوان البلاد. الضغط موجود وسيستمر وسيكون اللاعبون مستعدِّين لمواجهة كل ذلك، وسنرى غداً».

وعن لعبه في بلاد والدته، قال: «حظينا باستقبال جيد من المغاربة، ونحن سعداء بالوجود في بلد جار، كون والدي جزائرياً ووالدتي مغربية فهذا شيء آخر، نحن سعداء بالمشاركة في هذه المسابقة، وسنبذل كل شيء لتقديم الأفضل».

من جهته، قال المدرب البوسني-السويسري للجزائر، فلاديمير بيتكوفيتش، «ما حصل سابقاً ليس مهماً بالنسبة لنا، وسنعمل على الغد وبشكل جيد كي نواصل هذه المغامرة بثقة وإيجابية».

وأضاف: «فريقي قام بكل شيء بشكل جيد، وسنخوض الحصة التدريبية الأخيرة هذا اليوم لتحديد التشكيلة، وأعتقد أننا مستعدون ومطالبون بتقديم أداء جيد من أجل بلدنا وشعبنا».

وتابع: «المباراة الأولى تكون صعبة دائماً لأننا قادمون من استعدادات، ولم نلعب مباريات إعدادية، لكننا نتسم بالهدوء وواثقون من أننا سنقدم كل ما نملك من أجل الفوز مع احترامنا للمنتخب المنافس».


أرقام صلاح تحت المجهر... لغز التوازن بين سطوة «البريميرليغ» والحلم الأفريقي

محمد صلاح (أ.ف.ب)
محمد صلاح (أ.ف.ب)
TT

أرقام صلاح تحت المجهر... لغز التوازن بين سطوة «البريميرليغ» والحلم الأفريقي

محمد صلاح (أ.ف.ب)
محمد صلاح (أ.ف.ب)

بينما كانت الأنظار تتجه صوب مدينة أغادير المغربية قبيل انطلاق صافرة البداية لمشوار المنتخب المصري في كأس أمم أفريقيا 2025، سيطر تساؤل إحصائي عميق على مخيلة المحللين: «هل يختلف محمد صلاح (ليفربول) عن محمد صلاح (الفراعنة)؟».

إن المتأمل في الأرقام التفصيلية يجد نفسه أمام مفارقة مذهلة تعكس ثباتاً نادراً في الكفاءة الهجومية، حيث تكشف البيانات أن المعدل التهديفي لصلاح يبلغ 0.6 هدف في المباراة، سواء بقميص ناديه في الدوري الإنجليزي الممتاز أو مع منتخب بلاده في المحافل الكبرى؛ مثل كأس العالم وكأس أمم أفريقيا.

وشارك صلاح في 302 مباراة مع ليفربول بإجمالي 25290 دقيقة من اللعب، وسجل 188 هدفاً بمعدل 0.6 هدف في المباراة، إضافة إلى 89 تمريرة حاسمة، كما شارك في 21 مباراة مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا وكأس العالم بإجمالي 1197 دقيقة من اللعب (13.3 مباراة كاملة)، وسجل 9 أهداف بمعدل تسجيل 0.6 هدف في المباراة أيضاً، وقدم 4 تمريرات حاسمة.

وينسحب هذا التطابق الرقمي أيضاً على صناعة الفرص؛ إذ يصنع صلاح لزملائه بمعدل يصل إلى فرصتين تقريباً في كل مباراة مع منتخب بلاده وليفربول، مما يدحض الفرضية القائلة بتراجع تأثيره الفني عند ارتداء قميص الفراعنة.

ومع ذلك، يبرز بعض الاختلافات الدقيقة في «جودة» المحاولات الهجومية؛ فبينما تصل قيمة «الأهداف المتوقعة» لصلاح مع ليفربول إلى 64 في المائة بالمباراة، تنخفض هذه النسبة مع المنتخب المصري لتصل إلى النصف تماماً، مما يشير إلى أن صلاح في بيئة الدوري الإنجليزي يجد نفسه في مواقف تهديفية أكثر قرباً وخطورة من المرمى بفضل المنظومة الجماعية.

كما تظهر الإحصاءات تفوقاً طفيفاً في مهارة المراوغة مع ناديه، حيث يتم صلاح معدل 3 مراوغات ونصف تقريباً لكل مباراة بنسبة نجاح تتجاوز 41 في المائة، مقارنة بنسبة 32 في المائة فقط في الملاعب الأفريقية، وهو ما يمكن تفسيره باختلاف طبيعة الملاعب وأسلوب الدفاع البدني العنيف الذي يواجهه في القارة السمراء.

وكان مصدر القلق الوحيد الذي سبق لحظة تسجيل صلاح هدف الفوز القاتل أمام زيمبابوي في افتتاح مشوار الفراعنة بكأس أمم أفريقيا، هو الحالة الذهنية والبدنية التي وصل بها اللاعب إلى المغرب؛ إذ يعيش النجم المصري فترة تعد ضمن الأكثر تعقيداً في مسيرته، حيث لم يسجل سوى 5 أهداف فقط طوال الموسم الحالي مع ليفربول، منها 4 أهداف في الدوري وهدف وحيد في دوري أبطال أوروبا.

وزاد من حدة هذه الضغوط، التصريحات النارية التي أعقبت استبعاده من تشكيل ليفربول أمام ليدز يونايتد، والتي فتحت باب التكهنات حول مستقبله في إنجلترا. ورغم تأكيدات المدرب آرنه سلوت بتجاوز الخلاف، دخل صلاح معسكر المنتخب المصري في المغرب وهو يحمل على عاتقه إرثاً كبيراً وتوقعات هائلة وقد بلغ الثالثة والثلاثين.

إن التحدي الحقيقي لصلاح في هذه النسخة لا يقتصر على الحفاظ على معدلاته التهديفية المستقرة تاريخياً؛ بل في كسر حاجز «الفاعلية دون تتويج»، فإحصائياته التي وضعته رابعاً في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي بـ188 هدفاً، و89 تمريرة حاسمة، لا تزال تفتقر إلى ذلك اللقب القاري الذي يزين خزائن أساطير مصر السابقين.

وبحسب شبكة «إي إس بي إن»، فإنه مع وجود مدير فني بقيمة حسام حسن، تراهن الجماهير على أن صلاح سيستمد من هذه الأرقام المتوازنة القوة اللازمة لتحويل «الأهداف المتوقعة» إلى واقع ملموس يرفع الكأس الثامنة، معولاً على قدرته الفائقة في صناعة الحلول الفردية التي لم تتأثر بمرور السنين، رغم تراجع معدلات نجاح المراوغات قليلاً في الأجواء الأفريقية.


محمد صلاح وكأس أفريقيا… نجم فوق القواعد وحلم لا يحتمل التأجيل

محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)
محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)
TT

محمد صلاح وكأس أفريقيا… نجم فوق القواعد وحلم لا يحتمل التأجيل

محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)
محمد صلاح يحتفل بهدفه في زيمبابوي (أ.ب)

تفرض بطولة كأس أمم أفريقيا قاعدة غير مكتوبة تقضي بأن يجلس المدرب وقائد الفريق جنباً إلى جنب في المؤتمر الصحافي الذي يسبق المباراة الافتتاحية، حيث يقدمان كلمات افتتاحية ثم يفتح باب الأسئلة أمام وسائل الإعلام. غير أن المنتخب المصري، خلال السنوات القليلة الماضية، اختار أن يتعامل مع هذا التقليد بطريقة مختلفة؛ ففي نسخة 2024 من البطولة، لم يكن البرتغالي روي فيتوريا برفقة محمد صلاح؛ بل جلس إلى جانبه محمد الشناوي، أقدم لاعبي المنتخب.

إلى حد ما، بدا ذلك منسجماً مع تقاليد راسخة في مصر، حيث كان اختيار القائد يتم تاريخياً على أساس عدد المشاركات الدولية، لا الموهبة ولا حتى التأثير داخل الملعب. محمد صلاح أصبح القائد الرسمي للمنتخب في عام 2021، بعد أن مارس هذا الدور بشكل فعلي قبلها بعامين، وهو ما شكّل في حد ذاته قطيعة مع الماضي، إذ كان الدور، بحسب الترتيب، من نصيب أحمد فتحي، الظهير الأيمن البالغ من العمر آنذاك 35 عاماً، والذي خاض 3 مباريات فقط مع شيفيلد يونايتد في عام 2007.

وبحسب شبكة «The Athletic»، كان المدافع السابق لوست بروميتش ألبيون أحمد حجازي، متقدماً أيضاً في سلم القيادة، لكن تم اختيار صلاح لأنه كان قد أصبح اللاعب الأشهر في تاريخ كرة القدم المصرية. وسرعان ما مُنح صلاح صلاحيات واسعة لاتخاذ قراراته الخاصة في بعض المسؤوليات، وهو ما انعكس في عدم ظهوره أمام الصحافة في أبيدجان حتى المباراة الأخيرة من دور المجموعات، حين كانت مصر بحاجة إلى نتيجة لضمان التأهل.

غير أن صلاح لم يكن يلعب حينها بسبب الإصابة، ما جعل المشهد داخل قاعة المؤتمر غير مألوف. وكان قد تقررت بالفعل في تلك اللحظة، عودته إلى إنجلترا لتسريع عملية تعافيه، لكن ذلك لم يتضح إلا بعد ساعات، عندما كشف يورغن كلوب التفاصيل عقب فوز ليفربول على بورنموث.

وبالنسبة لصلاح، تحولت الأمور إلى حالة مربكة، إذ بدا كأن «ليفربول» هو من يفرض قراره. وكان من أشد منتقديه في تلك اللحظة، مدربه الحالي مع المنتخب المصري حسام حسن، الذي كان حينها محللاً تلفزيونياً، إذ اقترح ألا يعود صلاح إلى ساحل العاج حتى لو استعاد لياقته بشكل «معجزي» قبل نهاية البطولة، وقال بنبرة حادة: «هنا لدينا رجال قادرون على إنجاز المهمة».

اليوم، وبعد أن أصبح حسام حسن هو من يعمل مع صلاح، بات أكثر دبلوماسية في خطابه؛ ففي أغادير، قبل مواجهة مصر الافتتاحية في نسخة 2025 من البطولة أمام زيمبابوي، لم يكن الجالس إلى جواره محمد صلاح؛ بل تريزيغيه، الجناح السابق لأستون فيلا، ولم يبدُ أن في ذلك أي مشكلة.

مع المنتخب المصري، يحصل صلاح إلى حد بعيد على ما يريد، يتحدث متى شاء، وتدور المنظومة كلها حوله، والجميع يتقبل ذلك. وربما يفسر هذا شعوره أحياناً بقدرته على «الدوس بقدميه» داخل ليفربول، كما يفسر إعلان حسام حسن، وبنبرة بدت أكثر تودداً علناً على الأقل، حين قال يوم الأحد: «سيكون صلاح من بين أفضل لاعبي كأس أمم أفريقيا، وسيبقى أيقونة وأحد أفضل لاعبي العالم».

وكانت مصر تحاول إيجاد طريقها لتجاوز زيمبابوي، المنتخب الذي، رغم تأهله للبطولة، حلّ في قاع مجموعته المكونة من 6 منتخبات في تصفيات كأس العالم بفارق كبير. صحيح أنه خسر مرتين أمام ليسوتو، لكنه انتزع نقاطاً من نيجيريا وجنوب أفريقيا، وهو ما شكّل تحذيراً خفيفاً لمصر من أن المهمة قد لا تكون سهلة.

وخاض صلاح المباراة أساسياً للمرة الأولى منذ الخسارة القاسية لليفربول بنتيجة 1 - 4 على أرضه أمام بي إس في آيندهوفن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). ومنذ ذلك الحين، تم تهميشه مؤقتاً من قبل ناديه، بعد أن لمح إلى أنه «أُلقي به تحت الحافلة» عقب عدم إشراكه أساسياً في 3 مباريات تلت تلك الهزيمة، في تصريحات قال فيها أيضاً إنه لم تعد تربطه علاقة بالمدرب آرنه سلوت.

وجاء أداء صلاح ومصر مشابهاً لما حدث في المباراة الافتتاحية للبطولة قبل نحو عامين. أرسل صلاح عرضيتين متقنتين خلال أول 10 دقائق كان يفترض أن تُترجما إلى هدفين، وقدمت مصر كرة جذابة في بدايتها، قبل أن تصدم بهدف زيمبابوي.

على عكس ما حدث قبل عامين، لم تكن كل الهجمات تمر عبر صلاح. وإذا تحلى بالحكمة، فقد يدرك أن اللاعب يمكن أن يكون أكثر فاعلية بلمسات أقل، حتى لو كان النجم الأول. ساعده في ذلك وجود جودة أعلى حوله هذه المرة، حيث يمكن الاعتماد على لاعب مانشستر سيتي عمر مرموش في التعامل مع الكرة وصناعة الفارق. وعندما جاء هدف التعادل المصري، كان مرموش هو من سجله.

وبدأ الإحساس يتسلل بأن الانطلاقة لن تكون مثالية لمصر، التي تنتظرها مواجهة صعبة أمام جنوب أفريقيا، الفائزة في وقت سابق من اليوم ذاته على أنغولا. ولم تجرف مصر زيمبابوي بعد التعادل، لكنها تحلت بالصبر، وهو ما كوفئ في الوقت بدل الضائع، عندما وصلت الكرة إلى صلاح، ليذكر الجميع، من هناك، بحقيقته.

وبحسب حسام حسن، فإن التتويج بكأس أمم أفريقيا هو إنجاز «يحتاجه» صلاح. سيبلغ الرابعة والثلاثين من عمره في الصيف المقبل، وهو العمر ذاته الذي فاز فيه ليونيل ميسي بأول بطولة دولية له مع الأرجنتين (كوبا أميركا). صحيح أن غياب الألقاب الدولية لم يقلل من عظمة ميسي، لكنه كان يدرك أن ذلك النقص سيؤثر على الطريقة التي يُتذكر بها.

وبعد عام واحد، فاز ميسي بكأس العالم، وهو إنجاز يبدو بعيد المنال بالنسبة لصلاح، ما يضع ضغطاً إضافياً على أدائه خلال الأسابيع المقبلة، لا سيما أن البطولة ستقام كل 4 سنوات بدلاً من سنتين بدءاً من 2028، وفق ما أعلنه رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، في نهاية الأسبوع. ومع الشكوك التي تحيط بقدرة تنزانيا وكينيا وأوغندا على استضافة نسخة 2027 بسبب الانتخابات المرتقبة في اثنتين من هذه الدول، فقد لا تتاح أمام صلاح سوى فرصة واحدة أخرى لتحقيق ما تنتظره منه مصر بعد بطولة المغرب.

وفي الداخل المصري، يُقاس صلاح دوماً بما حققه الجيل الذي سبقه مباشرة، ذلك الفريق الذي فاز بثلاثة ألقاب متتالية لكأس أمم أفريقيا بين 2006 و2010، لكنه لم يتأهل لكأس العالم مطلقاً، وهو ما فعله صلاح مرتين. وكان ذلك الجيل في طور التفكك حين كان صلاح يبدأ مسيرته، مسيرة تشابكت مع مرحلة من الاضطراب غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث.

وفي الغرب، لا تزال مصر تُرى غالباً من خلال عظمة الأهرامات ورومانسية نهر النيل. لكن منذ ظهوره الاحترافي الأول مع «المقاولون العرب»، شهدت البلاد أحداثاً تركت آثاراً عميقة في مختلف المجالات، ليس أقلها كرة القدم والشعور العام تجاهها.

صلاح حالة مختلفة؛ يجب الحفاظ عليه، لأنه يجمع بين عالمين بسلاسة، وهو أول لاعب مصري يفعل ذلك. أحياناً أتساءل إن كان ليفربول وجماهيره، ومدربه، ولاعبوه، والنادي ككل يدرك تماماً حجم الظاهرة التي يتعامل معها، لأنه ببساطة لا توجد سابقة يمكن القياس عليها.

يُعد كيني دالغليش وستيفن جيرارد أعظم لاعبي ليفربول في نظر كثيرين. كلاهما يمثل النادي والمدينة، لكنهما لم يكونا يوماً صورة لبلد بأكمله. لم يمثلا إقليماً يمتد عبر قارتين، ولم يرمزا إلى دين. حتى ميسي وكريستيانو رونالدو لا يستطيعان الادعاء بذلك. وإذا كان لدى صلاح إحساس بالاختلاف يجعله أحياناً صعب الفهم، فلأنه، ببساطة، لم يكن هناك أحد مثله من قبل.