يُدرّب باحثون في الصين كلاباً روبوتية لاستكشاف الفضاء مستقبلاً بهدف إرسال البشر إلى القمر، وفقاً لصحيفة «التليغراف».
أعلن علماء في جامعة بكين أنهم اختبروا كلبين روبوتيين مصممين خصيصاً لجمع البيانات من تحت سطح القمر، الذي تم تحديده كقاعدة مستقبلية محتملة للبشر.
ووفقاً لمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، نُقل الكلبان إلى كهف حمم بركانية بالقرب من بحيرة جينغبو في مقاطعة هيلونغجيانغ شمال الصين.
يُعتبر الكهف «بارداً ومظلماً» و«يشبه إلى حد كبير الفضاء الجوفي للقمر»، وفقاً للجامعة.
كلاب روبوتية مستوحاة من آكل النمل
توجد أنفاق تحت الأرض، تُعرف باسم أنابيب الحمم البركانية، تحت سطح القمر وعلى المريخ، من شأنها أن توفر حماية طبيعية من الأشعة الكونية، ويُعتقد أنها كبيرة بما يكفي لبناء صفوف من المنازل.
صُممت الأنفاق في بحيرة جينغبو لمحاكاة هذه الظروف وتوفير بيئة مناسبة لاختبار التكنولوجيا قبل إطلاقها في الفضاء.
استُوحي تصميم أحد الكلاب الروبوتية من آكل النمل، وصُمم لأداء مهام متعددة الوظائف واستكشاف مساحات أكثر تعقيداً. أما الآلة الثانية، فقد صُممت على غرار حيوان السمندل، بأجزاء متحركة مصممة للاستطلاع وعبور التضاريس الوعرة.
وصرح تشانغ شانغهانغ، الباحث في الجامعة الذي قاد تطوير الكلاب الروبوتية، بأنه خلال الاختبارات الأخيرة التي أُجريت مع هذه الآلات، نجحت في التنقل بمفردها، وجمع البيانات المكانية، وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد عالية الدقة.
وأظهرت لقطات للكلاب وهي تحمل أعلاماً صينية، يمكن زراعتها على سطح القمر.
تُعدّ الخطوة الأخيرة من جامعة بكين جزءاً من برنامج الفضاء الصيني الأوسع نطاقاً، والذي شهد توسعاً سريعاً في السنوات الأخيرة.
وأعلنت بكين أنها تأمل في إرسال رواد فضاء صينيين إلى القمر «قبل عام 2030» وإنشاء محطة دولية لأبحاث القمر، بالتعاون مع روسيا وشركاء آخرين، بحلول عام 2035.
في أغسطس (آب)، اقترب برنامج الفضاء الصيني خطوةً أخرى من تحقيق هذا الهدف بإتمام أول اختبار مُقيّد لمركبة الهبوط القمرية «لانيوي».
«لانيوي»، التي تعني بالصينية «احتضان القمر»، هي أول مركبة هبوط قمرية مأهولة في البلاد، وقد طُوّرت لحمل رائدي فضاء إلى سطح القمر والعودة إلى الأرض.
أعربت الولايات المتحدة أيضاً عن خطط طموحة لإعادة رواد الفضاء إلى القمر. في عام 2019، صرّح الرئيس دونالد ترمب بأنه يريد تحقيق ذلك بحلول عام 2024، لكن هذا الوعد أُجِّل.

