لم يكن الطريق سهلاً أمام مالك ديوف، الظهير الأيسر السنغالي الذي أصبح في صيف 2025 أغلى صفقة دفاعية بتاريخ وست هام يونايتد (19 مليون جنيه إسترليني). رحلته حملت مفاجآت لأول مرة في حياته، ودروس من أنطونيو روديغر، ومقارنات بقدرات ديفيد بيكهام في إرسال الكرات العرضية.
وبحسب شبكة «The Athletic»، وفي فبراير (شباط) 2023، وصل ديوف من داكار إلى مدينة ترومسو شمال النرويج لخوض فترة اختبار. كان المشهد الأول صادماً: كل شيء مغطى بالثلج. اتصل بمدربه قائلاً بدهشة: «لماذا كل شيء أبيض؟ هل أستطيع العيش هنا؟»
رغم البرد القارس وظروف لا تُطاق لشاب في الـ18 من عمره، نجح في إقناع مسؤولي النادي بعد أيام قليلة فقط. وقع عقده الأول وخاض 21 مباراة سجل خلالها ثلاثة أهداف وصنع هدفاً.
في بداياته، عانى من مشكلة الطرد المتكرر (بطاقتان حمراوان في أول شهرين). المدربون فكروا بإعارته، لكن مقطع فيديو لروديغر غيّر مساره. مدربه نصحه بمشاهدة كيف يلعب الألماني بقوة ودهاء دون أن يتعرض للطرد بسهولة. بعدها عاد أكثر هدوءاً ونضجاً، وساهم في قيادة ترومسو للمركز الثالث في الدوري.
انتقل إلى سلافيا براغ في يناير (كانون الثاني) 2024، حيث واصل التطور، مسجلاً 7 أهداف و4 تمريرات حاسمة في موسم التتويج بلقب الدوري. تألقه الأبرز جاء في مباراة ودية بين السنغال وإنجلترا، حيث أوقف خطورة بوكايو ساكا تماماً أمام أعين كشّافي وست هام. ومن هنا بدأت الخطوات الجادة لضمه.
منذ ظهوره الأول في البريميرليغ، أثبت ديوف أنه ليس مجرد صفقة مستقبلية. صنع ثلاثة أهداف في أول ست مباريات، ليصبح أكثر المدافعين صناعة للأهداف في الدوريات الخمس الكبرى حتى الآن.
أرقامه تضعه في مقارنة مع نجوم سابقين حملوا قميص وست هام مثل جو كول، فرانك لامبارد، جيرمين ديفو ومايكل كاريك.
الكثيرون في النادي يرون أن عرضياته تثير الذعر لدى المدافعين، بينما شبّه رئيسه السابق في ترومسو، توريس ريسمو، دقة كراته بديفيد بيكهام: «أحياناً أسأل نفسي: هل أشاهد ديوف أم بيكهام؟»
رغم أن وست هام يعاني على مستوى النتائج، فإن ديوف يسطع كلاعب يافع بعمر العشرين. ريسمو يتنبأ له بمستقبل مذهل: «سينتهي به المطاف في أحد أكبر أندية العالم... وسيدخل التاريخ كواحد من أعظم لاعبي السنغال».
