اقتصاد اليابان يترقب قيادة جديدة لتحديد البوصلة والنجاة من فخ الاضطراب

أجندات متنوعة وأسواق متباينة... وسط مخاطر داخلية وخارجية

المرشحون الخمسة في انتخابات الحزب الحاكم بمؤتمر في طوكيو (أ.ب)
المرشحون الخمسة في انتخابات الحزب الحاكم بمؤتمر في طوكيو (أ.ب)
TT

اقتصاد اليابان يترقب قيادة جديدة لتحديد البوصلة والنجاة من فخ الاضطراب

المرشحون الخمسة في انتخابات الحزب الحاكم بمؤتمر في طوكيو (أ.ب)
المرشحون الخمسة في انتخابات الحزب الحاكم بمؤتمر في طوكيو (أ.ب)

تعيش الأسواق اليابانية حالة من الترقب المشوب بالحذر مع اقتراب انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، السبت، والتي ستُحدد رئيس الوزراء القادم وتوجهات السياسة المالية والنقدية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد مشهداً مضطرباً، حيث يسجل مؤشر «نيكي» مستويات قياسية بدعم من أسهم الرقائق، بينما تقترب عوائد السندات الحكومية من ذروتها منذ عام 2008، في انعكاس لمخاوف المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد وأسعار الفائدة.

السباق على قيادة الحزب الحاكم يتمحور حول كيفية الموازنة بين تخفيف أعباء الأسر والمحافظة على الانضباط المالي. ومع إعلان استقالة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا الشهر الماضي، تزايدت التكهنات بأن خليفته سيكون أكثر انفتاحاً على الإنفاق. لكن هوية الفائز ستحدد ملامح السياسة المقبلة.

• أجندات متباينة

ويأتي على رأس المرشحين شينجيرو كويزومي، وزير الزراعة ونجل رئيس الوزراء السابق، والذي يُنظر إليه على أنه مرشح الاستمرارية ويدعم رفع أسعار الفائدة تدريجياً. كما أن هناك يوشيماسا هاياشي، المتحدث باسم الحكومة والمرشح الأوفر حظاً، والذي يعارض التحفيز المالي الكبير، ويدعم خطط «بنك اليابان» لتشديد تدريجي للسياسة النقدية. وفي المقابل، فإن ساناي تاكايتشي، المتشددة مالياً، قد تدفع نحو تخفيضات ضريبية وتحفيز إنفاق واسع؛ وهو ما يثير قلق أسواق السندات والعملات.

ويرى المحللون أن فوز تاكايتشي سيؤدي إلى انحدار منحنى العائد وضعف الين، في حين أن فوز كويزومي أو هاياشي سيبقي على الاستقرار النسبي في الأسواق.

• «نيكي» يسجل قمة تاريخية

وفي آخر جلسات التداول قبل التصويت، قفز مؤشر «نيكي» بنسبة 1.9 في المائة ليغلق عند 45,769.50 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق. وجاء الارتفاع مدفوعاً بحماس المستثمرين تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي وقطاع الرقائق.

وارتفعت أسهم شركات كبرى مثل «هيتاشي» أكثر من 10 في المائة بعد تقرير عن شراكة مع شركة «أوبن إيه آي» الأميركية، بينما صعدت أسهم «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» و«سوفت بنك» بدعم من توقعات قوية للطلب على الرقائق وأدوات التصنيع. في حين زاد ضعف الين أمام الدولار من جاذبية أسهم الشركات المصدّرة.

لكن على الرغم من هذا الزخم، يرى المحللون أن أي مفاجأة في نتائج الانتخابات قد تُعيد رسم مشهد السوق سريعاً. وقال ماكي ساوادا، الخبير الاستراتيجي في «نومورا»: «إذا فازت تاكايتشي، فمن المرجح أن ترتفع الأسهم على المدى القصير، لكن عوائد السندات ستقفز والين سيتراجع».

• توتر في سوق السندات

أما سوق السندات الحكومية اليابانية، فتعيش تقلبات منذ مايو (أيار)، مع تراجع الطلب من المشترين التقليديين وتراجع تدخل «بنك اليابان». وفي سبتمبر (أيلول)، بلغ العائد على سندات الثلاثين عاماً مستوى قياسياً عند 3.285 في المائة، بعد إعلان استقالة إيشيبا.

ويوم الجمعة، ارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى 1.67 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) 2008، في حين استقرت عوائد السندات لأجل خمس سنوات عند 1.235 في المائة. وحسب بيانات بورصة لندن، تتوقع الأسواق رفعاً للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع «بنك اليابان» يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) بنسبة 37 في المائة.

• موقف «بنك اليابان»

في خطاب ألقاه في أوساكا، حذّر محافظ «بنك اليابان» كازو أويدا من أن حالة عدم اليقين العالمية قد تدفع الشركات إلى التردد في رفع الأجور، رغم أن التضخم الأساسي يبدو في طريقه للاستقرار فوق هدف البنك البالغ 2 في المائة. وأكد أويدا أن البنك سيواصل تشديد السياسة إذا جاءت البيانات الاقتصادية والأسعار بما يتوافق مع التوقعات، لكنه شدد على ضرورة مراقبة المخاطر الخارجية، مثل تباطؤ سوق العمل الأميركي والرسوم الجمركية العالمية.

وكتب المحللون في «مورغان ستانلي» في مذكرة: «خطاب أويدا لم يُوحِ بزيادة مؤكدة للفائدة هذا الشهر، حيث ركز على ثلاثة عوامل هي التطورات الخارجية، وتأثير الرسوم الجمركية على الشركات اليابانية، واتجاهات أسعار المواد الغذائية».

• الخدمات تتفوق على التصنيع

وعلى صعيد النشاط الاقتصادي، أظهر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات استمرار التوسع في سبتمبر، حيث ارتفع إلى 53.3 نقطة من 53.1 نقطة في أغسطس (آب)، بدعم من الطلب المحلي القوي. لكن مؤشر مديري المشتريات المركب تراجع إلى 51.3 نقطة بسبب انكماش قطاع التصنيع للشهر الثالث؛ ما يعكس اعتماد الاقتصاد الياباني على الإنفاق المحلي لتعويض ضعف التصدير.

وقالت أنابيل فيديس، المديرة المساعدة للاقتصاد في «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «النمو الحالي مدفوع بشكل أساسي بالطلب المحلي، في حين تتراجع الطلبات الخارجية الجديدة على كل من السلع والخدمات».

• قراءة في السيناريوهات المقبلة

مع اقتراب يوم التصويت، يترقب المستثمرون ما إذا كان الفائز سيعطي الأولوية للإنفاق الاجتماعي أو الانضباط المالي. فوز كويزومي أو هاياشي سيُنظر إليه بوصفه خياراً «مطمئناً» للأسواق، بينما فوز تاكايتشي قد يُطلق موجة جديدة من تقلبات السندات وانخفاض الين.

ويقول كازواكي شيمادا، كبير الاستراتيجيين في «إيواي كوزمو للأوراق المالية»: «المتداولون سعّروا فوز كويزومي إلى حد كبير، وبالتالي لن يكون هناك رد فعل كبير. لكن فوز تاكايتشي قد يُنظر إليه على أنه مفاجأة إيجابية لأسواق الأسهم، رغم أنه يثير مخاوف حقيقية في سوق السندات».

كما يرى مراقبون أن سياسات تاكايتشي في مجال الطاقة النووية والدفاع ستنعكس على أسهم بعينها. على سبيل المثال، قفزت أسهم «دايوا موتور» بنحو 12 في المائة بدعم من توجهات كويزومي نحو تحرير قطاع النقل، بينما تراجعت أسهم «سوكيجاوا إلكتريك» بنسبة 1.1 في المائة مع تزايد الشكوك حول استثمارات الطاقة النووية.

وفي الخلاصة، فإن اليابان تدخل مرحلة سياسية واقتصادية دقيقة، حيث أسواق الأسهم مدفوعة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بينما سوق السندات تنذر بمخاطر على المالية العامة، والين يواجه ضغوطاً متزايدة. ومع سباق القيادة المرتقب، ستحدد هوية رئيس الوزراء المقبل ما إذا كانت اليابان ستشهد مزيداً من الاستقرار، أم موجة جديدة من التقلبات عبر الأسهم والعملات والسندات.


مقالات ذات صلة

إندونيسيا وأميركا تتجهان نحو اتفاقية جمركية ولقاء رئاسي نهاية يناير

الاقتصاد تسير شاحنة بجانب أكوام الحاويات في ميناء تانجونغ بريوك بمدينة جاكرتا (رويترز)

إندونيسيا وأميركا تتجهان نحو اتفاقية جمركية ولقاء رئاسي نهاية يناير

تتطلّع إندونيسيا إلى توقيع اتفاقية رسوم جمركية مع الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني)، بعد أن توصلت الدولتان إلى تسوية جميع القضايا الجوهرية.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد البرلمان التركي وافق على مشروع موزانة العام 2026 في خلسة عاصفة (الموقع الرسمي للبرلمان)

برلمان تركيا يقرّ مشروع موازنة 2026 مع توقعات بتراجع كبير للتضخم

توقعت الحكومة التركية انخفاض معدل التضخم السنوي خلال عام 2026 إلى ما دون الـ20 في المائة وإعادته إلى خانة الآحاد في عام 2027.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد عامل يمر أمام بوابة أحد مشروعات شركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

«تشاينا فانكي» تنجو مؤقتاً من «مقصلة التخلف»

نجت شركة «تشاينا فانكي» الصينية بصعوبة من التخلف عن السداد، يوم الاثنين، بعد أن وافق حاملو السندات المحليون على خطة لتمديد فترة السماح.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: البنك مرتاح لتوقعات التضخم في منطقة اليورو

أعرب مسؤول السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، بيتر كازيمير، يوم الاثنين، عن ارتياح البنك للتوقعات المتعلقة بالتضخم في منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

اليابان تتأهب لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم

اتخذت اليابان الخطوة الأخيرة للسماح لأكبر محطة طاقة نووية في العالم باستئناف عملياتها من خلال تصويت إقليمي يوم الاثنين

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

تراجع الأسهم الأوروبية مع تقلّص مكاسب الرعاية الصحية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

تراجع الأسهم الأوروبية مع تقلّص مكاسب الرعاية الصحية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

تراجع أداء الأسهم الأوروبية، يوم الثلاثاء، مع تقلّص مكاسب قطاع الرعاية الصحية بفعل خسائر أسهم الشركات الموجهة إلى المستهلكين وقطاع الطاقة.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.2 في المائة، ليصل إلى 587.91 نقطة بحلول الساعة 08:08 بتوقيت غرينتش، وسط أداء هادئ للأسواق الإقليمية الرئيسية واستقرار نسبي في مؤشرات لندن وباريس، وفق «رويترز».

وقفزت أسهم شركة «نوفو نورديسك» بنسبة 5.8 في المائة، بعد حصولها على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على حبوب إنقاص الوزن، مما منح الشركة ميزة تنافسية كبيرة في سوق إدارة الوزن المزدهر والمربح، فيما ارتفع قطاع الرعاية الصحية بنسبة 0.8 في المائة، الأعلى بين القطاعات.

في المقابل، كان قطاع السلع الاستهلاكية غير الأساسية الأكثر تضرراً، مع تراجع أسهم بعض شركات السلع الفاخرة مثل «ريتشمونت»، في حين انخفض قطاع الطاقة بنسبة 0.1 في المائة بعد أربعة أيام متتالية من المكاسب.

ويترقّب المستثمرون هذا الأسبوع أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثالث، المتوقع أن تُظهر استمرار النمو القوي للاقتصاد الأميركي، في ظل قلة البيانات الاقتصادية الأخرى.


تراجع عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل مع توقف موجة البيع العالمية

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
TT

تراجع عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل مع توقف موجة البيع العالمية

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

تراجعت عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل من أعلى مستوى لها في 14 عاماً يوم الثلاثاء، مع توقف عمليات بيع السندات الحكومية العالمية.

وانخفضت عوائد السندات التي تتحرك عكسياً مع الأسعار عالمياً في تداولات ضعيفة قبل عطلة أعياد الميلاد.

وقادت عوائد السندات اليابانية التي كانت في طليعة عمليات البيع في الجلستَين السابقتَين، حيث ارتفعت إلى مستويات قياسية في العديد من آجال الاستحقاق، موجة الارتفاع يوم الثلاثاء، وفق «رويترز».

وكان عائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011 عند 3.56 في المائة يوم الاثنين، قد انخفض بمقدار 3 نقاط أساسية إلى 3.51 في المائة بحلول الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش.

وكان عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار لمنطقة اليورو، قد انخفض إلى 2.88 في المائة.

وفي سياق متصل، سجلت أصول الملاذ الآمن الأخرى، مثل الذهب والفضة، مستويات قياسية يوم الثلاثاء، مدفوعة جزئياً بالطلب عليها نتيجة التوترات الجيوسياسية، في ظل سعي الولايات المتحدة لمصادرة المزيد من ناقلات النفط الفنزويلية. كما تركز الاهتمام على التوقعات بشأن البنك المركزي الأوروبي؛ إذ صرّحت إيزابيل شنابل، كبيرة مسؤولي السياسة النقدية المتشددة، يوم الاثنين، بأنها لا تتوقع رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، لكن الضغوط التضخمية الحالية تعني أن تكاليف الاقتراض سترتفع في نهاية المطاف.

وقال محللو «دويتشه بنك»، في مذكرة لعملائهم: «كان ذلك مهماً؛ لأن إيزابيل شنابل هي من صرحت في وقت سابق من هذا الشهر بأنها (مطمئنة إلى حد ما) لتوقعات رفع أسعار الفائدة، مما دفع المستثمرين إلى توقع احتمال متزايد لحدوث ذلك في أقرب وقت ممكن عام 2026».

وراهن المتداولون، يوم الثلاثاء، على احتمال بنسبة 40 في المائة تقريباً لرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بحلول مارس (آذار) 2027، وهو ما يُشابه التوقعات التي سادت بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي؛ إذ أبقى صناع السياسة النقدية أسعار الفائدة ثابتة عند 2 في المائة.

وكانوا قد توقعوا في أوائل ديسمبر (كانون الأول) احتمالاً يزيد على 50 في المائة لرفع أسعار الفائدة بعد تصريحات شنابل الأولية.

وفي سياق متصل، ستضغط الحكومة الفرنسية على المشرعين للموافقة على تشريع طارئ لضمان استمرار عمل الدولة حتى يناير (كانون الثاني)، بعد فشلهم في الاتفاق على موازنة 2026.

ولم يطرأ تغيير يُذكر على هامش الفائدة الذي تدفعه السندات الفرنسية مقابل السندات الألمانية، الذي يحظى بمتابعة دقيقة، إذ بقي عند نحو 70 نقطة أساس.


ارتفاع الأسواق الآسيوية مدعومة بزخم «وول ستريت» قبل عطلة الأعياد

متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
TT

ارتفاع الأسواق الآسيوية مدعومة بزخم «وول ستريت» قبل عطلة الأعياد

متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)

ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الثلاثاء، متأثرة بالمكاسب التي سجلتها الأسهم الأميركية في بداية أسبوع تداول قصير بمناسبة عطلة الأعياد.

وصعدت معظم مؤشرات الأسهم في آسيا عقب ارتفاع المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت»، في مستهل ما يُتوقع أن يكون أسبوعاً هادئاً نسبياً مع تقلّص أحجام التداول.

في المقابل، تراجعت أسعار النفط، إلى جانب العقود الآجلة للأسهم الأميركية.

وانخفض مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 50359.78 نقطة. كما تراجع الدولار أمام الين الياباني بعد تحذيرات من مسؤولين في طوكيو من احتمال التدخل في حال تعرّض الين لانخفاضات حادة.

وجرى تداول الدولار عند 156.03 ين، منخفضاً من 157.04 ين في وقت متأخر من تعاملات يوم الاثنين، في حين ارتفع اليورو إلى 1.1777 دولار مقارنة بـ1.1762 دولار.

وفي «هونغ كونغ»، تراجع مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 25762.64 نقطة بعد مكاسبه المبكرة، في حين صعد مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.1 في المائة إلى 3920.16 نقطة.

وارتفع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 0.3 في المائة، ليبلغ 4117.15 نقطة، في حين قفز مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 1.1 في المائة، ليصل إلى 8795.70 نقطة.

وفي تايوان، صعد مؤشر «تايكس» بنسبة 0.6 في المائة، في حين استقر مؤشر «سينسكس» الهندي دون تغيير يُذكر.

ومن المقرر أن تغلق الأسواق الأميركية أبوابها مبكراً يوم الأربعاء عشية عيد الميلاد، على أن تبقى مغلقة يوم الخميس بمناسبة عيد الميلاد. ويتضمّن هذا الأسبوع القصير عدداً من البيانات الاقتصادية التي قد تسلّط مزيداً من الضوء على أداء الاقتصاد الأميركي واتجاهاته.

ويوم الثلاثاء، تصدر الحكومة الأميركية أول تقدير من بين ثلاثة تقديرات للناتج المحلي الإجمالي، الذي يعكس الأداء العام للاقتصاد خلال الربع الثالث. كما تصدر وزارة العمل، يوم الأربعاء، بياناتها الأسبوعية بشأن طلبات إعانات البطالة التي تُعد مؤشراً على وتيرة تسريح العمال في الولايات المتحدة.

كذلك، من المقرر أن ينشر مجلس المؤتمرات نتائج مسح ثقة المستهلك لشهر ديسمبر (كانون الأول) خلال يوم الثلاثاء.

وكان مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» قد ارتفع يوم الاثنين بنسبة 0.6 في المائة، ليصل إلى 6878.49 نقطة، كما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.5 في المائة إلى 48362.68 نقطة، وارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.5 في المائة ليغلق عند 23428.83 نقطة.

وسجلت أسهم الشركات الصغيرة أداءً لافتاً، إذ تفوق مؤشر «راسل 2000» على المؤشرات الرئيسية الأخرى محققاً مكاسب بلغت 1.2 في المائة.

وأسهمت هذه الارتفاعات في تعزيز المكاسب الشهرية للمؤشرات الرئيسية، مع اقتراب نهاية شهر ديسمبر المتقلب. وكانت أسهم شركات التكنولوجيا، ولا سيما المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، المحرك الأساسي لتقلبات الأسواق، ومن المرجح أن يحدد أداؤها ما إذا كانت السوق ستُنهي الشهر على مكاسب أم خسائر.

وفي سوق الأسهم، ارتفع سهم «أوبر» بنسبة 2.5 في المائة، وسهم «ليفت» بنسبة 2.7 في المائة، بعد إعلان الشركتَين خططاً لإطلاق خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة في لندن خلال العام المقبل.

كما صعد سهم «باراماونت سكاي دانس» بنسبة 4.3 في المائة، بعد أن عززت الشركة عرضها للاستحواذ العدائي على «وارنر براذرز ديسكفري» بضمانة شخصية غير قابلة للإلغاء قدمها لاري إليسون، مؤسس «أوراكل»، ووالد ديفيد إليسون، الرئيس التنفيذي لـ«باراماونت» الذي تعهد بتقديم مليارات الدولارات لدعم الصفقة في أحدث فصول حرب المزايدة مع «نتفليكس».

وارتفع سهم «وارنر براذرز ديسكفري» بنسبة 3.5 في المائة، في حين تراجع سهم «نتفليكس» بنسبة 1.2 في المائة.

في المقابل، انخفض سهم «دومينيون إنرجي» بنسبة 3.7 في المائة، عقب إعلان إدارة ترمب تعليق عقود إيجار خمسة مشاريع كبرى لطاقة الرياح البحرية، من بينها مشروع «دومينيون» لطاقة الرياح قبالة سواحل ولاية فرجينيا.

وفي أسواق المعادن النفيسة، سجل الذهب والفضة مستويات قياسية جديدة. وارتفعت أسعار الذهب بنحو 1 في المائة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء لتصل إلى 4512.40 دولار للأونصة، مواصلة مكاسبها القوية منذ بداية العام، بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. كما صعدت أسعار الفضة بنسبة 1.2 في المائة.

وأظهرت تقارير حديثة أن معدلات التضخم في الولايات المتحدة لا تزال مرتفعة، في حين تراجعت ثقة المستهلك خلال العام الماضي. كما تشير البيانات إلى تباطؤ سوق العمل وتراجع مبيعات التجزئة.

ولا تزال الحرب التجارية الأميركية المستمرة تلقي بظلالها على المستهلكين والشركات التي تواجه بالفعل ضغوطاً متزايدة بفعل ارتفاع الأسعار. كما أن الجمع بين التضخم المرتفع واستمرار ضعف سوق العمل وضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في موقف دقيق فيما يتعلق بتوجهات السياسة النقدية المقبلة.

ومع ذلك، يراهن معظم محللي «وول ستريت» على أن يُبقي «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب خلال يناير (كانون الثاني)، بعدما خفّض سعر الفائدة القياسي في اجتماعاته الثلاثة الأخيرة، رغم بقاء التضخم فوق مستهدفه البالغ 2 في المائة.