حذر تقرير مصري من أن تنظيم داعش يسعى في الوقت الراهن إلى توسيع مناطق نفوذه عبر استقطاب قطاعات من خارج الأطر التقليدية لنشاطه، وأوضح التقرير أن مسلمي الصين باتوا في بؤرة اهتمام التنظيم الذي بث باللغة الماندرينية الصينية نشيد «أنا المجاهد»، ودعا فيه الصينيين للالتحاق بـ«جيش الخلافة» المزعوم.
ورصد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية محاولات تنظيم داعش الإرهابي استقطاب مسلمي الصين وأقلية الإيغور المسلمة، مستغلا في ذلك عمليات التضييق والاضطهاد التي تتعرض لها الأقليات المسلمة هناك. وقال المرصد في تقريره الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس، إن مركز «الحياة» (الذراع الإعلامية للتنظيم) يبث نشيدا بلغة الماندرين الصينية التي تتحدث بها أقلية الإيغور المسلمة على الإنترنت مدته أربع دقائق بصوت رجل تحت عنوان «أنا المجاهد»، يدعو فيه مسلمي الصين إلى الصحوة والالتحاق بـ«جيش الخلافة». ويقدر عدد المسلمين في الصين بنحو 120 مليون مسلم.
وأوضح مرصد الإفتاء أن الجماعات التكفيرية والمتطرفة تولي اهتماما كبيرا بالنشيد الديني الذي يحض على العنف، ويمثل نشيد العنف جزءا أساسيا من ثقافة المجموعات المسلحة، الذين حولوا النشيد إلى أداة أساسية في صراعهم، والتي تهدف إلى التأثير على الأفراد وتجنيدهم، ورفع معنويات «المجتمع الداعشي» وأتباعه ومؤيديه، فضلا عن بث حالة من الرعب لدى العدو وإضعاف معنوياته من خلال عنف المفردات والإيقاع. كما يدخل ضمن أهداف هذه الأناشيد عملية «غسيل الدماغ»، في محاولة لتعديل محتويات عقل الفرد أو مفاهيمه وتصوراته وأفكاره ومعتقداته.
وقال مصدر مطلع في دار الإفتاء إن «الدار ترصد كل ما تقوم به داعش حول العالم لتحذير المسلمين منه، حتى لا ينخدعوا بما يقوله التنظيم»، مضيفا أن «ما يقوم به تنظيم داعش الآن في الصين وقبله في مدينة سرت الليبية محاولات لخلق أراضٍ جديدة بعد التضييق عليهم في سوريا والعراق».
وكعادة أناشيد «داعش»، خلا النشيد من الموسيقى التي يحرمها التنظيم، وعوض ذلك باستخدام المنشد صدى الصوت. وتابع مرصد الإفتاء أن الشريط الجديد يمثل محاولة جديدة من التنظيم للتمدد بعيدا عن سوريا والعراق، هربا من الضربات الموجعة التي أصابته في الفترة الأخيرة، كما يوضح سعي التنظيم الحثيث إلى بسط نفوذه وتوسيع سيطرته في مناطق جديدة من العالم، إضافة إلى تجنيد مزيد من العناصر ليعوض خسائره البشرية التي لحقته.
وأوضح تقرير مرصد الإفتاء أنه من النادر أن يصدر تنظيم داعش مادة دعائية بلغة الماندرين التي تتحدث بها أقلية «الإيغور» المسلمة في الصين، وهو ما يبرهن على أن التنظيم يستغل عمليات الاضطهاد ضد الأقليات في الدول غير الإسلامية. كما يؤجج حركة التمرد لدى تلك الأقليات ويجذبهم من خلال الأناشيد الحماسية التي تدعو إلى «الجهاد» وعدم الرضوخ للظلم، وأن النصر سيكون حليف «المجاهدين»، مؤكدا أن طريق هذا كله لن يكون إلا من خلال الانضمام تحت لواء «خلافته» المزعومة وإعطاء البيعة لزعيمهم الروحي أبو بكر البغدادي.
وشدد مرصد الإفتاء أن هذا السعي الداعشي لبسط سيطرته في جوانب الأرض، يؤكد ضرورة التعاون الوثيق ضد الإرهاب والتطرف، لافتا إلى ضرورة التنسيق بين دول العالم أجمع لضرب جميع أشكال الإرهاب، فلا يمكن أن تقف دولة وحدها في مواجهة هذا النوع من الإرهاب.
ودعا تقرير المرصد الدول التي تحتضن أقليات إسلامية تعاني الاضطهاد إلى وقف جميع أشكال التمييز ضد الأقليات المسلمة، والسماح لها بإقامة شعائرها دون تضييق. وهو ما يلقي بمسؤولية كبيرة على الدول الإسلامية بضرورة الاهتمام بتلك الأقليات من خلال نشر الإسلام الوسطي الذي لا يقبل إفراطا ولا تفريطا، بما يلبي احتياجات المسلمين في تلك الدول الأجنبية.
«داعش» يغازل مسلمي الصين بنشيد «أنا المجاهد»
تقرير مصري: التنظيم بثَّه بلغة «الماندرين».. ودعا فيه للالتحاق بـ«جيش الخلافة»
«داعش» يغازل مسلمي الصين بنشيد «أنا المجاهد»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة