تحت عنوان «حكاية شعب» استضافت قاعة زياد بكير بدار الأوبرا المصرية معرضاً فنياً نظمه ملتقى عيون الدولي للفنون التشكيلية، بوسط القاهرة، وافتتح المعرض، الأحد، الفنان حسن عبد الفتاح ونخبة من الفنانين المشاركين.
ويضم المعرض الذي يستمر حتى 30 سبتمبر (أيلول) الجاري أكثر من 60 عملاً فنياً لنحو 40 فناناً من مصر ودول عربية وأخرى أجنبية، وتنوعت الأعمال بين التصوير والنحت والخزف والتصوير الفوتوغرافي، عبر مدارس فنية متنوعة ومن أجيال مختلفة.
ومن بين المعروضات عدد من اللوحات الزيتية التي تعبر عن الروح المصرية، وذلك في محاولة لرصد الطابع الخاص للشارع المصري بكل ما يتضمنه من تفاصيل متنوعة على مستوى العادات والتقاليد والأزياء والعناصر الفولكلورية وحتى العناصر المصرية القديمة برموزها المتنوعة.

ويقام هذا المعرض بالتزامن مع احتفالات مصرية بانتصار السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، بحسب تصريحات للفنان المصري مصطفى السكري، منظم المعرض، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة المعرض جاءت من احتفالات مصر بالسادس من أكتوبر، فقررنا تناول هذه الاحتفالات من خلال رصد حكايات الشعب المصري في كل حارة وبيت، وليس بالنمط التقليدي المباشر مثل رسم المعارك والجنود وما إلى ذلك».

وتابع: «كل فنان عبّر بعمله الفني سواء كان تصويراً أو نحتاً أو خزفاً عن روح الوطن برؤية جديدة ومختلفة، حكايات من قلب الحارة المصرية، مرتبطة بالعادات والتقاليد والحياة الشعبية، فهناك لوحة بعنوان (أبيّن زين) عن ضرب الودع، كما أن الفنان أدهم فواز شارك بعملين، وكذلك الفنان حسن عبد الفتاح قدم لوحة مميزة للغاية، وهناك أعمال تحكي حكايات من الأرياف وتضحيات الأم، وكذلك توجد أعمال تجريدية مميزة».
ولفت السكري إلى التنوع في الأجيال المشاركة، موضحاً أن «من بين المشاركين فناناً عمره 14 سنة اسمه عمر شاهين، وهو من نتاج مبادرة (فنان لبكرة) التي دعونا لها من قبل لاكتشاف أجيال جديدة من الفنانين، وهناك فنانون من كل الأجيال تقريباً».

وتتنوع المدارس والاتجاهات الفنية بالمعرض، خصوصاً في النحت، ومن بين الأعمال المشاركة عمل للفنان هيثم عامر من كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر الذي شارك بتمثال نحتي لعازفة بخطوط انسيابية، وكذلك ما قدمته الفنانة ميرفت السويفي من أعمال في النحت الخزفي.
ويلفت الفنان فواز إلى مشاركته في المعرض بعملين، يعبران عن حالات نفسية متنوعة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن معرض حكاية شعب من المعارض المميزة لما يتضمنه من جمع أجيال كثيرة وتبادل الخبرات، وقد اكتشفت مواهب واعدة في هذا المعرض، وهناك محترفين قدموا أعمالاً مميزة بأساليب متنوعة».

بينما عدّ الدكتور حسن عبد الفتاح، عميد كلية الفنون الجميلة في الأقصر سابقاً، أن «أهم ما يميز المعرض هو أن الأعمال المعروضة فيه خارجة من القلب»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «تتضمن الأعمال مساحة صافية من الصدق في التعامل مع مفردات الحياة المصرية»، ولفت إلى أن «ثقافة المجتمع تتضح من خلال هذه الأعمال الفنية، وهذا ما نحتاج إلى تشجيعه بأن نقدم جزءاً من الثقافة الشعبية في العمل الفني».
وعن عمله المشارك في المعرض قال: «رسمت وجه (بروفايل) على طريقة المصريين القدماء، وهناك كثير من الرموز في اللوحة مثل السمكة التي ترمز للخير ونبات اللوتس المصري، والجعران وغيرها من العناصر التي كانت تمثل رموزاً مميزة في الفن المصري القديم وامتدت تأثيراتها حتى واقعنا المعاصر».


