خرج إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، من ملعب «ستامفورد بريدج» محمّلاً بالخيبة بعد سقوط جديد في البريميرليغ، وهذه المرة بنتيجة 3 - 1 أمام برايتون، في مباراة بدأت بملامح سيطرة زرقاء لكنها انتهت بانهيار شامل كشف ثغرات خطيرة في الفريق.
وحسب شبكة «The Athletic»، فإن تشيلسي دخل اللقاء بشكل جيد، وأحرز هدفاً عزّز ثقته. لكن كل شيء تغيّر مع الدقيقة 53 حين ارتكب تريفو تشالوباه خطأ قاتلاً كلفه بطاقة حمراء بعد تدخل على دييغو غوميز إثر تمريرة متهورة من أندريه سانتوس.
بعد الطرد، استغل برايتون النقص العددي بالكامل، إذ جاءت 9 من أصل 12 تسديدة للفريق الضيف بعد لحظة الطرد.
غياب تشالوباه فاقم أزمة الإصابات الدفاعية لتشيلسي، ليجد ماريسكا نفسه مضطراً للاعتماد على ثنائي مراهق: جوش أشيمبونغ (19 عاماً) وجوريل هاتو، بجانب عودة خجولة لبنوا بادياشيل.
ومع كل حماسهم، افتقد هذا الخط الخلفي للخبرة والصلابة، فانهارت المنظومة تحت ضغط برايتون، خصوصاً عبر الجناح الغامبي يانكوبا مينتيه الذي عذب دفاعات البلوز بانطلاقاته ومراوغاته المتكررة.
ماريسكا أدخل مالو غوستو للحد من خطورة مينتيه، لكنه في المقابل ضحّى بالموهوب البرازيلي إيستيفاو، الذي كان سلاح تشيلسي الأخطر في المرتدات. النتيجة: الفريق فقد مخالب هجومية واضحة.
الأزمة تعمّقت حين قرر غوستو القيام بـ«كرويف تيرن» غير مبرر داخل منطقة ضغط، ما أثار غضب مدربه. ورغم نشاطه في الشوط الثاني، فإن إسهاماته الهجومية كانت بلا فاعلية، بينما عانى دفاعياً في مواجهة مينتيه.
الهدف الثاني: أشيمبونغ فقد تركيزه وسمح لماكسيم دي كويبر بالانقضاض وتسجيل هدف التقدم برأسية.
الهدف الثالث: مينتيه افتك الكرة من أشيمبونغ مجدداً، ومهّد لداني ويلبيك الذي سجل في الزاوية القريبة.
الإحباط انعكس على اللاعبين؛ بادياشيل دخل في مشادة مع لويس دانك، والحارس سانشيز اضطر للتدخل لتهدئة الأمور.
المفارقة المؤلمة أن برايتون، الذي باع أكثر من أربعة لاعبين رئيسيين لتشيلسي في السنوات الأخيرة، قدّم درساً عملياً في كيفية بناء فريق متماسك.
مدرب الفريق، فابيان هورزيرل، شدد بعد المباراة على قيمة «التجنيد الذكي» ووجود قادة متمرسين يحمون الشباب ويدعمونهم، وهي المعادلة التي يفتقدها تشيلسي بشدة حالياً.
تشيلسي لم يخسر فقط بسبب بطاقة حمراء أو أخطاء فردية؛ بل بسبب انعدام العمق، ونقص الخبرة، وغياب القيادة داخل الملعب. ماريسكا يواجه تحدياً كبيراً: كيف يعيد التوازن لفريق مثقل بالإصابات والشباب غير الجاهزين، في وقت لا يرحم فيه إيقاع البريميرليغ.

