لامين يامال على أعتاب عصر كروي جديد

ترشيحه للحصول على جائزة الكرة الذهبية يُعدّ إنجازاً كبيراً في حد ذاته

لامين يامال وجائزة أفضل لاعب شاب (إ.ب.أ)
لامين يامال وجائزة أفضل لاعب شاب (إ.ب.أ)
TT

لامين يامال على أعتاب عصر كروي جديد

لامين يامال وجائزة أفضل لاعب شاب (إ.ب.أ)
لامين يامال وجائزة أفضل لاعب شاب (إ.ب.أ)

لا يزال النجم الإسباني لامين يامال في الثامنة عشرة من عمره فقط، لكنه على أعتاب إعادة كتابة التاريخ. فلو حصل يامال على جائزة الكرة الذهبية في باريس، لكان أصغر فائز بهذه الجائزة المرموقة على الإطلاق. صحيح أنه لم يفز بالجائزة، وفاز بها عثمان ديمبيلي بعدما قاد باريس سان جيرمان للحصول على عدد من البطولات، لكن هذا لا يهم، فمجرد ترشيح هذا اللاعب الشاب يُعدّ إنجازاً كبيراً في حد ذاته، ومن الواضح أنه سيحدِث ثورة هائلة في عالم الساحرة المستديرة. لامين يامال، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب شاب يوم الاثنين، ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو رمز لجيله بالكامل.

أقرب إلى نجوم موسيقى البوب منه

هانسي فليك رأى إن خيبة عدم فوز لامين يامال بالكرة الذهبية ستُلهِمه (غيتي) Cutout

إلى لاعبي كرة القدم التقليديينعلى مدار عقود، تم الترويج لفكرة أن العظمة في كرة القدم تأتي من التضحية والتواضع. فتحدث النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن جائزة الكرة الذهبية بوصفها «نتيجة لعمل الفريق ككل». أما كريستيانو رونالدو، فتميز بالانضباط الشديد، وبذل مجهوداً خرافياً للحفاظ على لياقته البدنية وقوة جسده على مدار سنوات طويلة. وعلى النقيض من ذلك، يُمثل لامين يامال شيئاً جديداً تماماً، فهو يُجسّد ثقافة شبابية لا تُخفي طموحها. وقد صرّح سابقاً: «لا أحلم بالحصول على كرة ذهبية واحدة، بل بالكثير من الكرات الذهبية. إن لم أحصل عليها، فسيكون ذلك خطأي».

في الواقع، لا يشبه هذا تواضع ميسي ولا عقلية رونالدو القتالية، لكنه شيء آخر يمكننا أن نطلق عليه اسم «ملكية الذات»، حيث يكون الشخص هو المسؤول عن مصيره. إنها فلسفة تلقى صدى كبيراً لدى جيلَي «زد» و«ألفا»؛ فهؤلاء شبابٌ شكَّلتهم الأزمات - الانهيار المالي، وتفشي فيروس كورونا، والقلق من التغير المناخي - ولا يثقون بالمؤسسات. وبالنسبة لهؤلاء الشباب - حسب غيليم بالاغ على موقع «بي بي سي» - فإن النجاح لا ينبع من النظام، بل من الاستقلالية عنه. لم تعد التضحية هي الفضيلة الأسمى بالنسبة لهذا الجيل، لكن الفضيلة الأهم بالنسبة له هي الحرية. فالمال ليس مُحرماً، ولكنه ليس مقدساً أيضاً: إنه أداة للاستقلالية. والمتعة والظهور لا يؤثران على التركيز، بل هما جزء من النجاح. ولهذا السبب، فإن قضاء لامين يامال لعطلته الصيفية في موناكو، وحفل عيد ميلاده الذي يقام في أجواء تشبه العصابات، أو حتى لحظاته مع نيمار - اللاعب الذي فقد شغفه باللعبة منذ زمن بعيد، لكنه لا يزال رمزاً للشباب - ليست زلات أخلاقية، لكنها فلسفة قائمة على فكرة أنه ما دام أنك تؤدي بشكل جيد، فلا أحد يستطيع أن يُملي عليك كيف تعيش! وبهذا المعنى، فإن لامين يامال أقرب إلى نجوم البوب منه إلى لاعبي كرة القدم التقليديين. إنه ينتمي إلى نفس جيل المغني وكاتب الأغاني الأميركي سومبر، الذي لا يعتمد صعوده على تقنية الصوت بقدر ما يعتمد على الموقف والحضور والهوية. وبالتالي، فإن جيل الشباب يرى نفسه في سومبر وفي لامين يامال.

خصوم برشلونة يجدون صعوبة بالغة في إيقاف خطور لامين يامال (أ.ب)

كسر القوالب النمطية

لقد سرّعت وسائل التواصل الاجتماعي من هذا التحول. فلامين يامال ينشر ما يحلو له وقتما يشاء، وينشر رقصاته ولحظاته الخاصة لجمهوره على مستوى العالم، ويشعر المشجعون أنهم يعرفونه حتى بعيداً عن الملعب. لقد جعلته هذه الشفافية قدوة ومعشوقاً للشباب الكاتالوني - ليس لأنه يجسّد قيم أكاديمية «لا ماسيا» للناشئين القائمة على التفاني والعمل الجاد، بل لأنه يتألق بعيداً عن هذه القيم تحديداً. فالجناح الإسباني الشاب يقدم شيئاً عالمياً، ويمتلك جاذبية طاغية ويتصرف بعفوية شديدة ويقدم لمحات عبقريته - داخل الملعب وخارجه.

«امتلاك الشخصية القوية يساعدني على البقاء»يتمتع لامين يامال بوعي ذاتي شديد، ويدرك أنه موهوب ولا يتظاهر بعكس ذلك. ويتحلى بالمسؤولية، ويتولى مهمة تنفيذ الركلات الحرة وركلات الجزاء، ويرتدي القميص رقم 10 في برشلونة، وصرح بأن: «امتلاك الشخصية القوية يساعدني على البقاء». إن هذه المرونة لا تأتي من الموهبة فحسب، بل من الحياة نفسها. لقد نشأ في حي روكافوندا للطبقة العاملة في ماتارو، وهو ابن مهاجرين من المغرب وغينيا. وتسللت جدته ذات مرة إلى حافلة للعبور إلى إسبانيا، وربَّته والدته التي كانت تعمل في وظائف متعددة.

وعندما طُعن والده، كان لامين يامال في السادسة عشرة من عمره فقط. وفي أكاديمية «لا ماسيا» للناشئين، عانى يامال في البداية التشتت الاجتماعي، وأدى انتقاله من بيئة متواضعة إلى بيئة نخبوية إلى أن يمتلك شخصية أكثر قوة وصلابة. وهو الآن عازم على رد الجميل، حيث استغل أول أموال يحصل عليها في شراء المنزل الذي كانت تريده والدته. يقول عن ذلك: «بالنسبة لي، هي ملكتي». ويتذكر كيف كانت والدته، على الرغم من نوبات العمل المتأخرة، تعود إلى المنزل لتُعدّ له العشاء.

ويتعامل يامال مع هذه الشهرة الكبيرة بهدوء شديد. فعندما تصدّر حفل عيد ميلاده عناوين الصحف، ضحك قائلاً: «هل تعرفون أي شاب في الثامنة عشرة من عمره يتحول الاحتفال بعيد ميلاده خبراً مهماً؟». في الواقع، يتلاشى النقد ما دام يقدم أداءً جيداً داخل الملعب. ويتمثل خوفه الحقيقي في ألا يرقى إلى مستوى طموحه. ومع ذلك، لم يلعب يامال سوى ثماني دقائق فقط في ملعب «كامب نو» القديم قبل تجديده، والأهم من ذلك أن برشلونة يُظهِر قدرة كبيرة على الفوز في غياب يامال بداعي الإصابة. وبالتالي، فإن «الاعتماد الكلي على يامال»، وهو الانتقاد الذي كان يوجّه لبرشلونة في السابق، بدأ يتلاشى؛ حيث أصبح الفريق يمتلك خيارات هجومية قادرة على حسم المباريات الصعبة مثل ماركوس راشفورد وبيدري وآخرين.

يُعدّ هذا شيئاً جيداً للنادي واللاعب على حد سواء، حيث يتيح ليامال النمو والتطور داخل الفريق، بعيداً عن التوقعات الخانقة التي تتعامل معه على أنه المنقذ. وعلى أرض الملعب، فإنه يتطور بشكل واضح، خاصة فيما يتعلق بواجباته الدفاعية ومجهوده البدني وتدخلاته الثنائية. ويقوم المدير الفني لبرشلونة، هانسي فليك، والمدير الفني لمنتخب إسبانيا، لويس دي لا فوينتي، بدور كبير في تحويله لاعباً متكاملاً.

كما تألق لامين يامال مع برشلونة سطع نجمه مع المنتخب الإسباني (أ.ف.ب)

إعادة تعريف معنى أن تكون نجماً

إذن، ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ لم يعد السؤال يتعلق بما إذا كان لامين يامال يمتلك موهبة استثنائية أم لا؛ لأنه أظهر ذلك للجميع بالفعل، لكن السؤال هو: كيف سيكون رد فعله عندما لا تُمنح له الكرة الذهبية في المرة المقبلة، وعندما يجلس على مقاعد البدلاء، وعندما يعاني الإصابات، وعندما يتعرض للانتقادات؟ هذه هي الدروس الطبيعية التي يتعرض لها اللاعبون الشباب الموهوبون، لكنه يمتلك شخصية قوية تجعلك تشعر بأنه رجل يمتلك خبرات هائلة وليس لاعباً شاباً في بداية مسيرته الكروية.

لقد أشار شكسبير إلى أن عشية المعركة لا تقل ضراوة وقسوة عن المعركة نفسها؛ لأنها تكون مليئة بالترقب والوعود. تبدو مسيرة لامين يامال اليوم كذلك، فهو لم يُصبح ملك كرة القدم بعد، لكنه يشق طريقه على المسرح كأحد هؤلاء الملوك. فإذا تعلّم كيف يُحوّل طموحه صبراً، وتجاوز العواصف الحتمية، فقد يُنشئ حقبةً جديدة في تاريخ كرة القدم. ولن تُغيّر هذه الحقبة برشلونة أو منتخب إسبانيا فحسب، بل ستغير كرة القدم نفسها وتعيد تعريف معنى أن تكون نجماً في القرن الحادي والعشرين!

لامين يامال وجائزة أفضل لاعب شاب (رويترز)

ولم يكن رأي فليك سوى تجسيد لهذه المعاني، عندما قال إن خيبة عدم فوز لاعبه لامين يامال ستُلهِمه. وأفاد فليك: «لقد تحدثت إليه، وأعتقد أنه يراها (الأمور) بالشكل الصحيح، بالتالي ما حصل يشكل حافزاً له من أجل الموسم المقبل». وعدّ فليك أن «ديمبيليه استحق الجائزة أيضاً. إنها مسألة تصويت، ويمكن أن تحدث الكثير من الأمور، وأعتقد أنه (لامين يامال) تقبلها برحابة صدر، وهو متحمس لإظهار ذلك هذا الموسم». وتابع: «قد يكون أيضاً مرشحاً الموسم المقبل للفوز بالكرة الذهبية، لكني أُقدّر حقاً أن الكثير من لاعبي فريقنا في هذا الوضع (الترشح للفوز بالجائزة)، وهذا أمر رائع لفريقنا. هذا يُظهر كثيراً كيف كان موسمك الماضي، وهذا أيضاً هدفنا لهذا الموسم».

ورغم تقبل لامين يامال التصويت للكرة الذهبية بصدر رحب، فإن والده منير نصراوي، بدا غير سعيد على الإطلاق بعد هزيمة ابنه في التصويت. وبعد علمه بفوز ديمبيلي توقف نصراوي بسرعة في المنطقة المخصصة للصحافيين الإسبان، وقال لهم: «العام المقبل لنا». لكن لاحقاً ومع مرور الدقائق، ازداد سخط نصراوي وعبَّر عن غضبه في مكالمة فيديو مع برنامج «إل شيرينغيتو»، وقال: «أعتقد أنها الأسوأ... لن أقول سرقة، بل ضرر معنوي لإنسان».

وواصل نصراوي الدفاع عن الأسباب التي تجعله يعتقد أن نجله كان يستحق الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، وأوضح: «أعتقد أن لامين يامال هو أفضل لاعب في العالم بلا منازع، وبفارق كبير، ليس لأنه ابني، بل لأنه أفضل لاعب في العالم. أعتقد أنه لا يوجد منافسون». وأضاف: «لامين هو لامين يامال، علينا أن نقول إن شيئاً غريباً جداً حدث هنا... العام المقبل ستكون الكرة الذهبية إسبانية». لامين يامال الذي فاز بجائزة أفضل لاعب شاب ليس مجرد لاعب كرة قدم... بل هو رمز لجيله بالكامل


مقالات ذات صلة

الاتحاد الإنجليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول

رياضة عالمية كريستيان روميرو لحظة تعرضه للطرد (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول

اتهم الاتحاد الإنجليزي لكرة ​القدم قائد توتنهام كريستيان روميرو بالتصرف بطريقة «غير لائقة» عقب طرده خلال الخسارة 2-1 أمام ليفربول السبت الماضي في البريميرليغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نزلاء السجون في المغرب سيشاركون في بطولة مصغرة تضم 150 نزيلاً من 15 جنسية أفريقية (كأس أفريقيا)

من خلف القضبان... سجناء في المغرب يحتفلون بكأس أفريقيا بطريقتهم الخاصة

أشعلت كأس أمم أفريقيا لكرة القدم حماس الجميع، حتى إن نزلاء السجون في المغرب سيشاركون في بطولة مصغرة تضم 150 نزيلاً من 15 جنسية أفريقية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية يستعد نابولي لاستئناف مهمة الدفاع عن لقبه في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم وهو مفعم بالثقة (أ.ف.ب)

«السوبر» يمنح نابولي جرعة معنوية عالية في «الدوري الإيطالي»

بعد تتويجه بكأس السوبر الإيطالي، يستعد نابولي لاستئناف مهمة الدفاع عن لقبه في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم وهو مفعم بالثقة.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية ماساشي أوزاكي (أ.ف.ب)

وفاة لاعب الغولف الياباني السابق أوزاكي

توفي ماساشي أوزاكي، أشهر لاعب غولف ياباني، عن عمر 78 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية فابيان هوتسلر (د.ب.أ)

هوتسلر: وقت العائلة في عيد الميلاد أمر أساسي للاعبي برايتون

قال فابيان هوتسلر، المدير الفني لفريق برايتون الإنجليزي لكرة القدم، إن قضاء أكبر وقت ممكن مع العائلة خلال عيد الميلاد أمر مهم لصحة اللاعبين النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

رئيس اللجنة الأولمبية المصرية يواجه المحاكمة بعد وفاة سباح صغير

ياسر إدريس (الشرق الأوسط)
ياسر إدريس (الشرق الأوسط)
TT

رئيس اللجنة الأولمبية المصرية يواجه المحاكمة بعد وفاة سباح صغير

ياسر إدريس (الشرق الأوسط)
ياسر إدريس (الشرق الأوسط)

عيَّنت وزارة الشباب والرياضة المصرية لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد المصري للسباحة، وتواصلت مع الاتحاد الدولي ​للألعاب المائية للتصديق على هذه الخطوة، وذلك عقب وفاة الطفل يوسف محمد خلال بطولة وطنية تحت 12 عاماً في وقت سابق من الشهر الحالي.

وتستعد النيابة العامة لمحاكمة عدد من المسؤولين البارزين، بينهم ياسر إدريس، الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد المصري للسباحة ورئيس اللجنة الأولمبية المصرية.

وقالت ‌الوزارة إنها خاطبت ‌الاتحاد الدولي للألعاب المائية «‌لضمان الالتزام ⁠بالمواثيق ​واللوائح ‌الدولية» مشيرة إلى أنها تراجع حالياً ملفات القضية المحالة من النيابة العامة لتحديد المخالفات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافيها مستقبلاً.

ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من قرار النيابة العامة إحالة إدريس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد ومديره التنفيذي ورئيس لجنة المسابقات ومدير البطولة والحكم العام ⁠وثلاثة من أفراد طاقم الإنقاذ إلى محاكمة جنائية عاجلة، بتهم «‌الإهمال الجسيم والتقصير في أداء مهام عملهم، مما أدى إلى وفاة الطفل وتعريض حياة المشاركين الآخرين للخطر».

وأظهرت التحقيقات أن يوسف فقد الوعي بعد إنهاء سباق 50 متراً لسباحة الظهر، وسقط في قاع المسبح وظل تحت الماء «لفترة زمنية كافية لامتلاء رئتيه والمجاري التنفسية ​بالمياه، مما أدى إلى توقف عضلة القلب وفشل كامل في وظائف التنفس».

وأكدت النيابة العامة ⁠أنه لا توجد شبهة جنائية في حالة الوفاة، لكنها أشارت إلى أن معظم المسؤولين عن تنظيم البطولة «يفتقرون إلى الخبرة الفنية والدراية التنظيمية اللازمة لإدارة مسابقات السباحة، وعدم اختيار العناصر المؤهلة فنياً واللائقة صحياً، وهو ما أكدته شهادات عدد من أولياء الأمور والقائمين على إدارة المسابح، بشأن عشوائية التنظيم وعدم تناسب أعداد المشاركين مع زمن البطولة والمسابح المخصصة لها».

وأثارت القضية غضباً واسعاً في مصر وأعادت ‌تسليط الضوء على معايير السلامة في البطولات الرياضية. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة اليوم الخميس.


الاتحاد الإنجليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول

كريستيان روميرو لحظة تعرضه للطرد (رويترز)
كريستيان روميرو لحظة تعرضه للطرد (رويترز)
TT

الاتحاد الإنجليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول

كريستيان روميرو لحظة تعرضه للطرد (رويترز)
كريستيان روميرو لحظة تعرضه للطرد (رويترز)

اتهم الاتحاد الإنجليزي لكرة ​القدم قائد توتنهام كريستيان روميرو بالتصرف بطريقة «غير لائقة» عقب طرده خلال الخسارة 2 - 1 أمام ليفربول يوم السبت الماضي في الدوري الإنجليزي ‌الممتاز.

وبعد حصول ‌تشافي سيمونز ‌على ⁠بطاقة ​حمراء ‌في وقت سابق، أنهى توتنهام المباراة بتسعة لاعبين، إذ نال روميرو البطاقة الصفراء الثانية بسبب تدخل على إبراهيما كوناتي في الدقيقة ⁠93.

وقال الاتحاد الإنجليزي في بيان: «يُزعم أن روميرو ‍تصرف بطريقة غير لائقة من خلال عدم ‍مغادرة الملعب على الفور، و/أو التصرف بشكل تصادمي و/أو عدواني تجاه حكم ​المباراة بعد طرده في الدقيقة 93».

أمام روميرو مهلة ⁠حتى الثاني من يناير (كانون الثاني) للرد على الاتهام.

ويعني الطرد أنه سيغيب عن مباراة واحدة، وهي مواجهة الأحد خارج ملعبه أمام كريستال بالاس.

ويحتل توتنهام المركز الرابع عشر في الدوري برصيد 22 نقطة، متأخراً بفارق ‌17 نقطة عن آرسنال المتصدر.


أمير عبدو: «التفاصيل الصغيرة» خذلت جزر القمر أمام المغرب

أمير عبدو (رويترز)
أمير عبدو (رويترز)
TT

أمير عبدو: «التفاصيل الصغيرة» خذلت جزر القمر أمام المغرب

أمير عبدو (رويترز)
أمير عبدو (رويترز)

عقب خوضه بطولة كأس الأمم الأفريقية لأول مرة مع منتخب جزر القمر في نسخة 2021، وقيادته لموريتانيا للتأهل لظهورها الثاني في عام 2023، يشغل أمير عبدو حالياً منصب المدير الفني لنادي حسنية أغادير في الدوري المغربي للمحترفين، وبالتالي فإن مواجهة جزر القمر مع المغرب في افتتاح النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة القارية كان لها مذاق خاص بالنسبة له.

وعن تجربته في متابعة مباراة فريقه السابق جزر القمر ضد المغرب يوم الأحد الماضي، وصف عبدو اللحظة بأنها كانت استثنائية، حيث عاشها بمزيج من المشاعر الجياشة والفخر، وبمنظور المشجع الذي لا يزال يرتبط بعلاقة عميقة مع منتخب بلاده الأم رغم انشغاله بمشروعه الحالي في أغادير.

وقال عبدو في مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إن منتخب جزر القمر كان يفتقد إلى الحسم في اللحظات الدقيقة، والدقة في اللمسة الأخيرة، وهو ما حال دون تحقيقه مفاجأة في المباراة الافتتاحية، مشيراً إلى أن التفاصيل الدقيقة هي التي تصنع الفارق في مثل هذه البطولات.

وفي تقييمه لتطور منتخب جزر القمر منذ أن قادهم للتأهل التاريخي الأول لكأس أمم أفريقيا، أكد عبدو أن الفريق واصل نموه، خاصة على مستوى النضج والخبرة الدولية، وأصبح الآن فريقاً يحظى بالاحترام والتقدير، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذا المستوى مع الاستمرارية.

وبالنسبة لمستقبل الفريق في البطولة بعد المباراة الأولى، يرى المدرب الفرنسي عبدو صاحب أصول جزر القمر، أن الفرصة لا تزال قائمة، ففي كأس الأمم الأفريقية يمكن للأمور أن تتغير بسرعة إذا تمسك الفريق بقيم التضامن والانضباط والشجاعة.

وأثنى عبدو على أداء المنتخب المغربي والعرض القوي الذي قدمه «أسود الأطلس»، واصفاً إياهم بالفريق المنظم الذي يمتلك جودة عالية على المستويين الفردي والجماعي، مما يجعله مرشحاً بارزاً للظفر باللقب.

ومن خلال موقعه الحالي كمدرب في المغرب، أشاد عبدو بقوة الدوري المغربي وبنيته التحتية المتطورة والرؤية طويلة الأمد التي تفسر النتائج القوية للكرة المغربية قارياً وعالمياً، مؤكداً أن تنظيم نسخة 2025 من كأس الأمم الأفريقية يعكس رغبة حقيقية في تقديم بطولة حديثة واحترافية تضاهي المسابقات الدولية الكبرى.

وفيما يتعلق بمستقبله المهني وإمكانية عودته لتدريب المنتخبات الوطنية، أشار عبدو إلى أن المستقبل يظل مفتوحاً على كل الاحتمالات، ففي الوقت الذي يركز فيه حالياً على عمله مع حسنية أغادير، يبقى تدريب المنتخبات شرفاً ومشروعاً يثير اهتمامه متى توفرت الظروف الملائمة.

وعلق عبدو على مقترح إقامة كأس أمم أفريقيا كل أربع سنوات معتبراً إياه نقاشاً مثيراً للاهتمام قد يمنح البطولة قيمة أكبر وتحضيراً أفضل، مع ضرورة الحذر من أن يؤثر ذلك سلباً على وتيرة تطور الكرة الأفريقية وزخم المنتخبات الوطنية.