قال رئيس البرلمان الإيراني، محمدباقر قالیباف، إن بلاده أحبطت عملية اختراق للبرنامج الصاروخي الإيراني على غرار عملية «البيجر» التي استهدفت عناصر «حزب الله» اللبناني قبل عام.
وكشف قالیباف في مقابلة بُثت الأربعاء تفاصيل عملياتية من حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل في يونيو (حزيران)، وقبل ذلك تبادل إطلاق النار بين الطرفين في أبريل (نيسان) 2024، وأكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وقال إن «العدو تمكن من الوصول إلى بعض الرقائق والأجهزة الإلكترونية الخاصة بنا المتعلقة بالشؤون العسكرية، وقام بتلويث بعض أنظمة الصواريخ لدينا، وهو أمر اكتشفناه»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.
وكان قاليباف يتحدث عن الرد الإيراني على عملية اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية في 31 يوليو (تموز) الماضي في طهران بعد ساعات من حضوره مراسم أداء القسم الدستوري للرئيس مسعود بزشكيان. وحينها وصفت طهران عملية الاغتيال بالاعتداء على أراضيها، وتوعدت بالرد.
وشنت إيران هجوماً صاروخياً في مطلع أكتوبر العام الماضي، بعد أيام من اغتيال أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، والقيادي في «الحرس الثوري» عباس نيلفروشان. وقالت إيران إن هجومها جاء رداً على اغتيال هنية وكل من نصر الله ونيلفروشان. وبدورها، شنت إسرائيل هجوماً على منشآت عسكرية إيرانية في 26 أكتوبر، في عملية عطلت منظومة الرادار ومصانع صاروخية إيرانية.
وقبل هجوم أكتوبر، تبادل الطرفان الهجمات المباشرة لأول مرة في أبريل بعد استهداف مقر القنصلية الإيرانية في دمشق؛ ما أدى إلى مقتل القيادي في «الحرس الثوري» محمد رضا زاهدي، وضباط كبار في «الحرس الثوري».
وأجاب قاليباف رداً على سؤال عن «أسباب تأخير» الهجوم الإيراني في أكتوبر العام الماضي، بأن بلاده «منعت تكرار عمليات (البيجر)».
وأوضح: «لم نتأخر في عملية (الوعد الصادق 2). لقد كانت عملية (الوعد الصادق 1) تجربتنا الأولى في الحرب ضد إسرائيل وأميركا باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة على بُعد ألفَي كيلومتر».
وتابع: «بالطبع كانت هناك نقاط ضعف في عملية (الوعد الصادق 1) اكتشفناها بعد العملية. لو أجرينا (الوعد الصادق 2) دون تصحيحها وكررنا الأخطاء، كان من الطبيعي أن يُسأل: لماذا لم نصحح العيوب؟». وأوضح: «كان سبب التأخير تقنياً وتكتيكياً؛ أي في مجال التصميم والمجال الفني».
وأكد: «العدو تمكن من الوصول إلى بعض رقاقاتنا ومعداتنا الإلكترونية العسكرية وتلويث بعض أنظمة الصواريخ، وقد اكتشفنا ذلك. كانوا ينتظرون حدوث مثل هذه المشكلة بعد عامين».
وقال: «كان من المقرر قبل عدة سنوات تنفيذ عملية (البيجر) على أنظمة الصواريخ الإيرانية، لكننا اكتشفناها وقمنا بتصحيحها». وأضاف: «منعنا تكرار حادثة مثل (البيجر) على الصواريخ الإيرانية».
وفي 17 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، انفجرت الآلاف من أجهزة «البيجر» التي يستخدمها عناصر «حزب الله» اللبناني، في وقت واحد في الضاحية الجنوبية لبيروت ومعاقل أخرى للحزب، وكان السفير الإيراني مجتبى أماني أحد المصابين.
وأدى الهجوم إلى جانب هجوم ثانٍ في اليوم التالي شمل تفجير أجهزة اتصال لا سلكية (ووكي توكي)، إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400.
وليست المرة الأولى التي تطرح إيران احتمالات اختراق لبرنامج الصواريخ الباليستية، عبر قطع الغيار. ففي نهاية أغسطس (آب) 2023، بث التلفزيون الحكومي الإيراني تقريراً عن إحباط «مؤامرة» إسرائيلية لتخريب برنامجها للصواريخ الباليستية والمسيّرات من خلال قطع غيار معيبة، حصلت عليها طهران من مستورد أجنبي.
وقالت السلطات حينها إن القطع «يمكن تفجيرها أو التسبب في تعطل الصواريخ الإيرانية قبل إطلاقها»، متهمة جهاز «الموساد» بالوقوف وراء إرسال قطع غيار ورقائق إلكترونية تستخدم في الصواريخ والمسيّرات. وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن «شبكة من العملاء سعت إلى إدخال قطع غيار معيبة».
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، كشف محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الأسبق، إحباط عمل تخريبي في برنامج بلاده لتخصيب اليورانيوم، بواسطة عمود «مفخخ» لأجهزة الطرد المركزي، حصلت عليه المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عبر وسطاء يساعدون بلاده في مراوغة العقوبات.
وفي أبريل 2021، هزّ تفجير صالة تضم مئات من أجهزة الطرد المركزي في منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم، واتهمت إيران جهاز «الموساد» الإسرائيلي. وقال نائب إيراني حينذاك، إن الانفجار سببه «متفجرات تبلغ 300 رطل جرى زرعها في معدات أُرسلت إلى الخارج من أجل تصليحها». ودمّر الانفجار دائرة توزيع الكهرباء على بعد 50 متراً تحت الأرض.






