استثمارات الذكاء الاصطناعي تمنح «نيكي» الياباني إغلاقاً قياسياً جديداً

تحول منحنى عائد السندات يخدم الأجانب

أحد المشاة يعبر الطريق أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
أحد المشاة يعبر الطريق أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

استثمارات الذكاء الاصطناعي تمنح «نيكي» الياباني إغلاقاً قياسياً جديداً

أحد المشاة يعبر الطريق أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
أحد المشاة يعبر الطريق أمام شاشة تعرض حركة الأسهم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أغلق مؤشر «نيكي» الياباني عند مستوى قياسي مرتفع يوم الأربعاء، متعافياً من خسائره المبكرة بفضل التفاؤل الذي عزّزته الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. وارتفع مؤشر «نيكي 225» بنسبة في المائة ليغلق عند مستوى غير مسبوق 45.630.31 نقطة، متعافياً من خسائر الجلسة السابقة التي بلغت 0.6 في المائة. وارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.2 في المائة. وكان حماس المستثمرين للذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً في «وول ستريت»، وارتفعت على أثرها الأسهم اليابانية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

وكشف كل من «أوبن إيه آي» و«أوراكل» و«سوفت بنك غروب» اليابانية، يوم الثلاثاء، عن خطط لبناء خمسة مراكز بيانات جديدة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وذلك بهدف بناء مشروع «ستارغيت» الطموح. وقالت الخبيرة الاستراتيجية في «نومورا»، ماكي ساوادا، إن الانخفاضات المبكرة، يوم الأربعاء، كانت بمثابة حركة تصحيحية بعد الارتفاع الأخير للمؤشر، في حين قدمت أسهم التكنولوجيا الدعم. وأضافت: «لا نزال نرى أسهم الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات صامدة بشكل جيد».

وشهد مؤشر «نيكي» القياسي ارتفاع 100 سهم، مقابل انخفاض 121 سهماً، واستقرار 4 أسهم. وبدأ ما يُسمّى مؤشر القوة النسبية (RSI) لـ14 يوماً -وهو مؤشر معياري-، الجلسة فوق مستوى 70 نقطة، مما يشير إلى سوق محمومة.

وكانت أكبر الرابحين في مؤشر «نيكي» هي شركة «آي إتش آي» للصناعات التحويلية التي ارتفعت بنسبة 9.7 في المائة، تليها مجموعة «سوفت بنك» التي قفزت بنسبة 6 في المائة.

وكان الانخفاض الأكبر في أسهم شركة «طوكيو للطاقة الكهربائية» التي انخفضت بنسبة 4.89 في المائة، تليها شركة «نيكسون» لألعاب الفيديو التي انخفضت بنسبة 3.8 في المائة.

مفاجأة «بنك اليابان»

وفي سوق السندات، عزّز موقف متشدد مفاجئ من بنك اليابان المركزي، وتراجع المخاوف بشأن تفاقم أزمة المالية العامة، فرص المستثمرين الأجانب الذين استثمروا بكثافة في السندات الحكومية اليابانية طويلة الأجل خلال الأشهر السبعة الماضية.

وتُؤتي رهانات المستثمرين الأجانب على استقرار منحنى عائد السندات الحكومية اليابانية ثمارها؛ إذ واصلت العائدات قصيرة الأجل تحقيق مكاسبها على خلفية توقعات برفع أسعار الفائدة، في حين انخفضت عائدات السندات طويلة الأجل التي تمتد لعشرين و30 عاماً عن مستوياتها التاريخية.

وأدى ما يُسمى «تسطيح منحنى العائد» -وهو تحول تنخفض فيه أسعار الفائدة طويلة الأجل وترتفع فيه أسعار نظيرتها قصيرة الأجل- إلى عكس مسار سوق سندات الحكومة اليابانية.

وفي وقت سابق، تأثرت السوق سلباً بتأخيرات في دورة تشديد السياسة النقدية لبنك اليابان المركزي وتزايد المخاوف بشأن عبء ديون البلاد. وسيُحقق هذا التحول المحتمل في المنحنى أرباحاً للمستثمرين الذين كانوا في وضع استعداد لـ«تسطيح منحنى العائد»، خصوصاً الأجانب، الذين اشتروا سندات اليابان طويلة الأجل بكثافة عندما بلغت العائدات مستويات قياسية مرتفعة في وقت سابق من هذا الشهر.

«تسطيحات» جديدة متوقعة

وصرح الرئيس التنفيذي لمديري الصناديق في شركة «ميتسوبيشي يو إف جيه» لإدارة الأصول، ماسايوكي كوغوتشي: «قد يتسطّح منحنى العائد مستقبلاً، لأن أسعار الفائدة اليابانية متوسطة الأجل منخفضة للغاية، في حين قد يصعب بيع السندات ذات العائدات طويلة الأجل في المستقبل».

وانخفضت عوائد سندات الحكومة اليابانية بشكل طفيف يوم الأربعاء، متتبعةً انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية. وكانت أسواق اليابان مغلقة، يوم الثلاثاء، بمناسبة عطلة رسمية. ويوم الاثنين الماضي، قفزت عوائد سندات الحكومة اليابانية قصيرة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية، بعد أن صوّت عضوان في مجلس إدارة «بنك اليابان»، يوم الجمعة، على رفع أسعار الفائدة، مما زاد من احتمالات ارتفاع تكاليف الاقتراض على المدى القريب.

وانخفضت عوائد سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل من أعلى مستوياتها التاريخية بعد استقالة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، المتشدد مالياً، مع انحسار المخاوف بشأن التوقعات المالية لليابان. وعزز هذا التحول المرشحة لقيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي، ساناي تاكايشي، التي خففت من دعواها للإنفاق الحكومي.

استعادة العافية المالية

وراهن ما يُعرف بـ«تداول تاكايشي» على أن النائبة المخضرمة التي جاءت في المرتبة الثانية خلف إيشيبا في انتخابات الحزب العام الماضي، ستُثبت انتصارها، وستدفع باتجاه تخفيضات ضريبية وتحفيز مالي وتيسير السياسة النقدية. لكن في مؤتمر صحافي يوم الجمعة، قالت تاكايشي إنها لم تُنكر قط الحاجة إلى استعادة العافية المالية، وإنها لن تسعى فوراً إلى تخفيضات ضريبة المبيعات، مُقلّلةً بذلك من أسوأ سيناريو محتمل للسندات.

وانخفضت عوائد السندات اليابانية لأجل 30 و40 عاماً، وهي أطول آجال استحقاق في اليابان، إلى أدنى مستوى لها في شهر، يوم الجمعة. وصرح كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في شركة «نومورا» للأوراق المالية، يونوسوكي إيكيدا: «أتوقع استقراراً في عوائد السندات لأجل 30 عاماً. من الواضح أن السوق أخطأت في تقدير احتمالية وتأثير خفض ضريبة القيمة المضافة». وتابع: «قبل فترة، كان الناس يتحدثون عن احتمال خفض التصنيف الائتماني لليابان، لكن الوضع الحالي لا يشير إطلاقاً إلى أن اليابان معرضة لخطر خفض التصنيف الائتماني».

وصعد عائد السندات اليابانية لأجل 30 عاماً إلى مستوى قياسي بلغ 3.285 في المائة في 8 سبتمبر (أيلول)، أي بعد يوم من إعلان إيشيبا نيته التنحي عن منصبه، مما مهّد الطريق لإجراء تصويت في 4 أكتوبر (تشرين الأول) لتحديد رئيس الوزراء القادم.

استفادة الأجانب

ورغم حالة عدم اليقين السياسي، أقبل المستثمرون الأجانب على شراء سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل، ليصبحوا بذلك المشترين الصافين لتلك السندات للشهر الثامن على التوالي حتى أغسطس (آب)، وفقاً لجمعية تجار الأوراق المالية اليابانية. وبلغ صافي مشترياتهم الشهرية من السندات مستوى قياسياً بنحو 2.3 تريليون ين (15.56 مليار دولار) في أبريل (نيسان)، مقارنةً بـ27 مليار ين مشتريات من هذه السندات من قِبل شركات التأمين على الحياة، وهي المشتري التقليدي للسندات طويلة الأجل. وصرح رئيس قسم الأصول المتعددة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى «ميرسر»، كاميرون سيسترمانز، بأن سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً تقترب من قيمتها العادلة، في حين لا تزال عوائد الآجال الأقصر منخفضة للغاية بحيث لا تعكس احتمالية رفع أسعار الفائدة قريباً.


مقالات ذات صلة

سوريا تطلق عملتها الجديدة

المشرق العربي الرئيس السوري وحاكم المصرف المركزي خلال إطلاق العملة الجديدة (سانا)

سوريا تطلق عملتها الجديدة

أُطلقت مساء الاثنين، في دمشق، العملة السورية الجديدة، في حفلٍ رسمي بقصر المؤتمرات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد عُقود ذهبية معروضة داخل صالة مجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)

«يو بي إس» يرفع توقعاته للذهب إلى 5000 دولار للأونصة في 2026

رفع بنك يو بي إس، يوم الاثنين، توقعاته المستهدفة لأسعار الذهب، مرجّحاً أن يبلغ المعدن الأصفر مستوى 5000 دولار للأونصة، خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2026.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«جيه إل إل»: نمو متسارع في الرياض بمشاريع بيانات 6 غيغاواط وإنشاءات بـ100 مليار دولار

تشهد العاصمة السعودية الرياض نمواً متسارعاً مدفوعاً باستثمارات كبرى تشمل مخططات لإنشاء مركز بيانات بقدرة تصل إلى 6 غيغاواط، وسوق إنشاءات بـ100 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متسوقون في سوق شعبية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

بنك اليابان يدرس الحاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة

ناقش صناع السياسة النقدية ببنك اليابان الحاجة إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة حتى بعد رفعها في ديسمبر

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد تمثال ضخم في واجهة أحد المراكز التجارية بالعاصمة الصينية بكين ترحيباً بـ«عام الحصان» (أ.ب)

الصين تُعلن إطلاق خطة عمل لـ«اليوان الرقمي»

أعلن نائب محافظ «البنك المركزي الصيني» أن الصين ستطلق في 1 يناير المقبل «خطة عمل» لتعزيز إدارة وتشغيل عملتها الرقمية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

البحرين تُقرّ مبادرات لإصلاح المالية العامة وضمان استمرار دعم المواطنين

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)
TT

البحرين تُقرّ مبادرات لإصلاح المالية العامة وضمان استمرار دعم المواطنين

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)

أقرت حكومة البحرين عدداً من المبادرات لتعديل الوضع المالي وتمويل استمرارية الدعم للمواطنين، وذلك ضمن حزمة قرارات أقرّها مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم (الاثنين).

وأعلنت الحكومة تفاصيل الحزمة خلال مؤتمر صحافي، شارك فيه وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وعدد من الوزراء.

وقال وزير المالية والاقتصاد الوطني إن القرارات «لا تستهدف تقوية وضع مالي بحد ذاته»، وإنما ترمي إلى «ترسيخ مزيد من الاستقرار»، ودعم الازدهار بما ينعكس على معيشة المواطنين، مؤكداً أن الحكومة تواصل تطوير منظومة الخدمات وتعزيز البرامج الداعمة للمواطنين.

واستعرض الوزير مؤشرات اقتصادية قال إنها تعكس متانة الاقتصاد البحريني، مشيراً إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي من 9 مليارات دولار في عام 2000 إلى 47 مليار دولار في عام 2024. كما لفت إلى نمو متوسط الأجر الإجمالي للعاملين البحرينيين في القطاعَين العام والخاص بنحو 103 في المائة خلال العقدَين الماضيَين، من 439 ديناراً (1168 دولاراً) في 2005 إلى 893 ديناراً (2375 دولاراً) في 2024، مؤكداً في الوقت ذاته أن متوسط التضخم السنوي في المملكة بقي عند حدود 1 في المائة تقريباً بين 2019 و2025.

وفي الجانب المالي، أوضح الوزير أن العجز الكلي لعام 2024 بلغ نحو مليار دينار (2.66 مليار دولار)، تمثّل فوائد الدين العام؛ 92 في المائة منه (945 مليون دينار «2.51 مليار دولار»)، محذراً من أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي ارتفعت إلى 109 في المائة في 2024، وقد تواصل الصعود ما لم تُتخذ مبادرات لخفضها، بما يضمن استمرار القدرة على التمويل وسداد الالتزامات والحفاظ على مستحقات المواطنين وفرص الاستثمار والوظائف.

وتضمّنت الحزمة 11 مبادرة رئيسية، أبرزها خفض المصروفات الإدارية بنسبة 20 في المائة في جميع الجهات الحكومية «مع الحفاظ على جودة الخدمات»، وزيادة إسهامات الشركات الحكومية في الميزانية العامة.

كما قررت الحكومة إحالة مشروع قانون إلى السلطة التشريعية يفرض «إيراداً بنسبة 10 في المائة» على أرباح الشركات المحلية التي تتجاوز إيراداتها مليون دينار (نحو 2.66 مليون دولار)، أو يتجاوز صافي أرباحها السنوية 200 ألف دينار (نحو 532 ألف دولار)، على أن يُطبَّق في 2027 على الأرباح التي تفوق 200 ألف دينار (نحو 532 ألف دولار)، مع استثناءات وحوافز مرتبطة بتوظيف العمالة الوطنية، حسب وزير المالية.

وأحالت الحكومة كذلك مشروع قانون لزيادة الضريبة الانتقائية على المشروبات الغازية، فيما تقرر تحسين استغلال الأراضي الاستثمارية غير المطوّرة مكتملة الخدمات عبر رسم شهري قدره 100 فلس لكل متر مربع (0.1 دينار «نحو 0.27 دولار») يبدأ تطبيقه في يناير (كانون الثاني) 2027، على أن تكون آلية التحصيل عند التقديم لرخصة البناء أو عند بيع العقار، وفق وزير شؤون البلديات والزراعة.

وأعلنت الحكومة استحداث رسوم على خدمات الصرف الصحي بواقع 20 في المائة من قيمة استهلاك المياه، مع استثناء المسكن الأول للمواطن، بدءاً من يناير 2026. وبينما تقررت مراجعة رسوم العمل والرعاية الصحية على الأجانب تدريجياً لمدة 4 سنوات بدءاً من يناير 2026، مع استثناء العمالة المنزلية، سترتفع رسوم إصدار رخص العمل من 105 دنانير (279 دولاراً) إلى 125 ديناراً (332 دولاراً)، والرسوم الشهرية من 10 دنانير (نحو 26.6 دولار) إلى 30 ديناراً (79.8 دولار)، ورسوم الرعاية الصحية من 72 ديناراً (191.5 دولار) إلى 144 ديناراً (383 دولاراً).

وفي ملف الطاقة، تقرر تصحيح سعر الغاز الطبيعي على الشركات والمصانع، ليعكس التكلفة الفعلية للاستهلاك بدءاً من يناير 2026، وبشكل تدريجي لمدة 4 سنوات، بزيادة نصف دولار سنوياً، وفق وزير النفط والبيئة، إلى جانب تطوير آلية لتحديد أسعار الوقود عبر لجنة تتابع الأسعار شهرياً، مع الإبقاء على سعر الديزل المدعوم للصيادين البحرينيين.

أما الكهرباء والماء فأكد وزير شؤون الكهرباء والماء تثبيت التعرفة للمواطنين في المسكن الأول ضمن الشريحتَين الأولى والثانية، مع مراعاة الأسر المركبة، ورفع التعرفة لغير المدعومين في الكهرباء من 29 فلساً (نحو 0.08 دولار) إلى 32 فلساً (0.032 دينار «نحو 0.09 دولار»).

وفي المياه، سترتفع من 750 فلساً للمتر المكعب (نحو 1.99 دولار) إلى 775 فلساً (نحو 2.06 دولار)، على أن يبدأ التطبيق في يناير 2026، مع تأكيد وزارة التنمية الاجتماعية العمل على آلية دعم خاصة بالأسر المركبة.

كما شددت الحكومة على تسهيل الإجراءات الداعمة للاستثمار لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز دور القطاع الخاص.


مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية: نمو السعودية 4.8 % في الربع الثالث

الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)
TT

مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية: نمو السعودية 4.8 % في الربع الثالث

الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)

استعرض مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في السعودية مستجدات الاقتصاد العالمي وأداء الاقتصاد الوطني، إلى جانب تقارير تتعلق ببرامج تحقيق رؤية السعودية 2030 وأداء الأجهزة العامة وتطورات القطاع غير الربحي، فضلاً عن عدد من الأنظمة والمشروعات التنظيمية.

وجاءت هذه المناقشات خلال اجتماع مرئي عقده المجلس، الذي اطّلع في مستهل الاجتماع على التقرير الشهري المقدم من وزارة الاقتصاد والتخطيط، الذي تناول تطورات الاقتصاد العالمي وتوقعات أدائه خلال الفترة المقبلة، إلى جانب عرض لأبرز مؤشرات الاقتصاد الوطني، مبرزاً متانة الاقتصاد وقدرته على التكيّف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية.

وأشار التقرير إلى تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من العام الجاري إلى 4.8 في المائة على أساس سنوي، مسجلاً أعلى معدل نمو خلال العام، مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي، واستقرار معدل التضخم عند 2.2 في المائة.

وفي تأكيد على قوة الزخم الاقتصادي، أشار العرض إلى رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي إلى 4 في المائة لعامي 2025 و2026، بزيادة قدرها 0.4 و0.1 نقطة مئوية على التوالي مقارنة بتقديرات يوليو (تموز) الماضي، مرجعاً ذلك إلى استمرار تعافي الأنشطة غير النفطية وزيادة الإنتاج النفطي.

كما لفت إلى انعكاس هذا الزخم على القطاع الخاص غير النفطي، مع ارتفاع مؤشر مديري المشتريات إلى 58.8 نقطة خلال نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعاً بزيادة الطلب وتحسّن معدلات التوظيف.

التقرير الربعي

وفي سياق متابعة تنفيذ رؤية السعودية 2030، اطّلع المجلس على التقرير الربعي المقدم من مكتب الإدارة الاستراتيجية بشأن أداء برامج تحقيق الرؤية والاستراتيجيات الوطنية للربع الثالث من العام الجاري، متضمناً التقدم المحرز في تنفيذ البرامج وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتحليلاً لمؤشرات الأداء ومنجزات الاستراتيجيات الوطنية.

وأكد التقرير استمرارية التقدم على مستوى محاور الرؤية الثلاثة «مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح»، وتعزيز مساهمة القطاعات غير النفطية بما انعكس على نمو الناتج المحلي في الربع الثالث.

كما تناول التقرير نهج الرؤية المرن والديناميكي عبر مراجعة أداء البرامج والخطط الوطنية، والاستمرار في تنفيذ مستهدفاتها أو تعديلها أو إلغائها عند الحاجة. وأوضح أن المرحلة الثالثة للرؤية تركّز على رفع الإنفاق بما يضمن تسريع الإنجاز والتقدم في تنفيذ المشروعات الكبرى، إلى جانب اقتناص الفرص في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، مع التأكيد أن المواطن يمثل أولوية الرؤية عبر تعزيز مساهمته في بناء الاقتصاد وتمكينه من الفرص وتسهيل الخدمات.

أداء الجهات الحكومية

وعلى صعيد أداء الجهات الحكومية، ناقش المجلس العرض المقدم من المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة (أداء) حول تقرير الربع الثالث من 2025، وما تضمنه من نتائج الأداء العام للوزارات والأجهزة الحكومية والاستراتيجيات الوطنية والمناطقية، وأعمال قياس رضا المستفيدين وتجربة المستخدم، مشيراً إلى استمرار الأداء الإيجابي للأجهزة الحكومية في تحقيق مستهدفات مؤشرات رؤية 2030.

القطاع غير الربحي

وفي ملف القطاع غير الربحي، استعرض المجلس عرضاً من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بشأن أداء القطاع وأثره الاجتماعي والاقتصادي، وأبرز التحديات والحلول المقترحة، إلى جانب الاطلاع على مشروع الاستراتيجية الوطنية للقطاع، الهادفة إلى تعزيز المفهوم غير الربحي كنموذج عمل يرفع الكفاءة ويعظّم المنفعة، ويرفع مساهمته في الناتج المحلي وأعداد العاملين فيه، ضمن أطر حوكمة حالية ومستقبلية. وأبرز العرض النمو المتسارع للقطاع بوصفه أحد الممكنات الرئيسة للتنمية المستدامة ضمن رؤية 2030، ومكوّناً فاعلاً في بناء «مجتمع حيوي» وصناعة أثر اجتماعي واقتصادي مستدام.

وبيّنت المؤشرات ارتفاع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.3% في 2023 بقيمة 59 مليار ريال، مقارنة بـ0.3 في المائة (8 مليارات ريال) في 2018.

كما تجاوز عدد المتطوعين مستهدف الرؤية البالغ مليون متطوع، مسجلاً 1.7 مليون متطوع في 2025، وارتفع عدد العاملين في القطاع إلى 140 ألف موظف في 2025، بزيادة تتجاوز 600 في المائة مقارنة بعام 2017 (19 ألف موظف). كذلك بلغت نسبة المنظمات غير الربحية المتخصصة والداعمة للأولويات التنموية أكثر من 96 في المائة، فيما تجاوز عدد المنظمات غير الربحية 7 آلاف منظمة بزيادة 340 في المائة مقارنة بعام 2017 (1700 منظمة).

المعاملات الإجرائية

وتابع المجلس عدداً من المعاملات الإجرائية، شملت مشروع نظام التعليم العام، ومشروع نظام حماية المستهلك، ومشروع تنظيم المركز الوطني للصقور وخطة الاستدامة المالية له، والمرحلة الثانية لتطبيق نظام الجامعات، إضافة إلى التقرير السنوي للديوان العام للمحاسبة، وتقرير الهيئة العامة للمنافسة بشأن سوق منصات توصيل المطاعم، والتحديات والحلول المرتبطة بتعليم ذوي الإعاقة.

كما أُحيط المجلس بنتائج التقرير الربعي لأعمال اللجنة الدائمة لمراقبة الأسعار، والملخص التنفيذي الشهري للتجارة الخارجية، وملخصين عن التقريرين الشهريين للرقم القياسي لأسعار المستهلك وأسعار الجملة، والتقارير الأساسية التي بُنيت عليها الملخصات، قبل أن يتخذ حيال الموضوعات المدرجة القرارات والتوصيات اللازمة.


الملياردير الروسي بوتانين يستحوذ على حصة أقلية في شركة «سيليكتل» للخدمات السحابية

الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين (إكس)
الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين (إكس)
TT

الملياردير الروسي بوتانين يستحوذ على حصة أقلية في شركة «سيليكتل» للخدمات السحابية

الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين (إكس)
الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين (إكس)

قالت شركة «تي. تكنولوجيز»، الشريكة في مشروع مع شركة يملكها الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين، ​يوم الاثنين، إن المشروع استحوذ على حصة قدرها 25 في المائة في شركة «سيليكتل» المعنية بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.

جاء ذلك في وقت تسعى فيه موسكو إلى دعم جهود تطوير نماذج ذكاء اصطناعي محلية.

وأضافت «تي. تكنولوجيز»، في بيان، أن شركة «كاتاليتيك بيبول»، وهي المشروع ‌المشترك الذي ‌تسهم فيه مع مجموعة «إنتروس» ⁠القابضة ​المملوكة لبوتانين، ‌اشترت حصة قدرها 25 في المائة في شركة «سيليكتل» بقيمة 16 مليار روبل (206 ملايين دولار).

وشركة «تي. تكنولوجيز» هي المالكة لمصرف «تي. بنك» الذي يقدم خدماته عبر الإنترنت. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل إن نماذج الذكاء الاصطناعي ⁠المحلية ضرورية للحفاظ على السيادة الروسية، وحث شركات التكنولوجيا، مثل «‌سبيربنك» و«ياندكس»، على تسريع ‍جهودها للحاق بركب شركات أميركية وصينية بارزة في هذا المجال.

وقال بوتانين، ‍في مقابلة تلفزيونية بُثت الأسبوع الماضي: «أعتقد أنه في المستقبل القريب في شركة نورنيكل وكذلك في العديد من الشركات الروسية الأخرى، سيكون هناك تقدم ​في هذا المجال»، في إشارة إلى الذكاء الاصطناعي. وبوتانين الرئيس التنفيذي لشركة «نورنيكل» الروسية ⁠للمعادن.

وشركة «إنتروس» القابضة التي يمتلكها بوتانين هي أكبر مساهم في «تي. تكنولوجيز» أيضاً بحصة تبلغ 41 في المائة.

وقال رئيس شركة «تي. تكنولوجيز» إن الصفقة الأحدث ستسمح للشركة بالاستفادة من البنية التحتية السحابية الضخمة لشركة سيليكتل في سعيها لتطوير منتجات ذكاء اصطناعي.

وذكرت شركة «تي. تكنولوجيز» أن إيرادات «سيليكتل» للأشهر التسعة الأولى من 2025 نمت بنسبة 42 في المائة على أساس ‌سنوي إلى 13.5 مليار روبل.