الدوري السعودي: هلال إنزاغي يتحدى أهلي يايسله في كلاسيكو ناري

صدام النجوم يشعل أول قمم الكبار بالبطولة

من آخر قمة جمعت الأهلي والهلال الموسم الماضي (تصوير: علي خمج)
من آخر قمة جمعت الأهلي والهلال الموسم الماضي (تصوير: علي خمج)
TT

الدوري السعودي: هلال إنزاغي يتحدى أهلي يايسله في كلاسيكو ناري

من آخر قمة جمعت الأهلي والهلال الموسم الماضي (تصوير: علي خمج)
من آخر قمة جمعت الأهلي والهلال الموسم الماضي (تصوير: علي خمج)

تتجه أنظار الجماهير السعودية مساء الجمعة صوب ملعب الجوهرة المشعة بجدة، حيث يلتقي الأهلي والهلال في قمة كروية ضمن لقاءات الجولة الثالثة من الدوري السعودي للمحترفين. في حين يتطلع القادسية للعودة إلى نغمة الانتصارات عندما يلاقي الخليج المنتشي ببداية مثالية للغاية، ويحاول الشباب إثبات تجاوزه عثرة البداية وتأكيد أن انتصاره الأخير بداية حقبة جديدة عندما يلاقي نظيره الفيحاء في المجمعة.

في جدة، ستكون الجماهير على موعد مع أول كلاسيكو في الدوري هذا الموسم بين الهلال الباحث عن استعادة نغمة الفوز بعد تعادله أمام القادسية، والأهلي صاحب الأرض والجمهور والراغب في العودة إلى سكة الانتصارات عقب تعادله أمام الاتفاق.

ويتعرض الفريقان لضغوط كبيرة بعد 3 مباريات فقط من بداية الموسم، رغم الفوز في مواجهتين لكل منهما وتعادلهما في لقاء وحيد، وذلك ما بين الدوري ومنافسات أبطال آسيا للنخبة، إلا أن التحديات هذه المرة تتجه لمدربَي الفريقين وأسلوبَي لعبهما.

انزاغي مطالب بوضع بصمته على أداء الهلال (نادي الهلال)

ويضع الأهلي الذي افتتح موسمه بتحقيق لقب كأس السوبر، لقب الدوري السعودي كأحد أهدافه المعلنة والصريحة بعدما اكتفى العام الماضي بلقب قاري وودّع خالي الوفاض على الصعيد المحلي، ويملك كافة الأدوات لفعل ذلك، لكن المنافسة ستكون محتدمة مع أكثر من فريق.

واكتفى الفريق الذي يقوده الألماني يايسله بفوز متواضع على حساب نيوم في الجولة الأولى قبل أن يتعادل خارج أرضه أمام الاتفاق، ليعود وينتصر عبر ريمونتادا مثيرة أمام ناساف الأوزبكي في دوري أبطال آسيا للنخبة الاثنين الماضي، رغم تأخره بهدفين حتى الدقيقة 65 من عمر المباراة، لكنه عاد ليسجل رباعية.

ويفكر الألماني يايسله بأكثر من منافسة في وقت واحد، فأمام ناساف عمد إلى إراحة بعض الأسماء من أجل لقاء الهلال، وفي القمة المرتقبة حتماً سيكون تفكيره في بطولة كأس القارات للأندية لكرة القدم (فيفا إنتركونتيننتال) حينما يلاقي بيراميدز المصري يوم 23 سبتمبر (أيلول) - الثلاثاء المقبل - حيث سيتوج الفائز بكأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ.

يايلسه في اختبار حقيقي أمام انزاغي (النادي الأهلي)

ويشكل الأهلي بترسانته من النجوم والأسماء اللامعة تحدياً حقيقياً لدفاعات الهلال ومدربه الإيطالي إنزاغي، حيث يواجه الهداف الإنجليزي إيفان توني والفرنسي إنزو ميلوت ورياض محرز والبرازيلي جالينو والإيفواري كيسيه، وهي أسماء ستمنح صاحب الأرض المزيد من الخيارات الفنية في المباراة.

في حين يسعى الهلال للوصول إلى المستوى المنشود تحت قيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاغي، بعدما قدم الأخير نسخة مثالية من الأداء في كأس العالم للأندية، حيث كشف المدرب الإيطالي أن التحضيرات المتأخرة أسهمت في غياب المستوى الذي يتطلع لبلوغه.

واستهل «الأزرق العاصمي» موسمه بفوز ثمين على الرياض بثنائية نظيفة، لكنه عاد للتعادل أمام القادسية 2-2 في مباراة مثيرة أظهرت بعض المشاكل الفنية في أداء الهلال، قبل أن يخرج بانتصار صعب أمام الدحيل القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة بنتيجة 2-1.

ويفتقد الهلال في هذه المواجهة لإمكانات البرتغالي جواو كانسيلو الذي تعرض لإصابة أمام الدحيل القطري، لكن غيابه قد لا يحمل الكثير من التأثير بالنظر للطريقة التي سيلعب بها المدرب إنزاغي، مع وجود حمد اليامي كبديل مميز.

وتتجه الأنظار في هذه المواجهة نحو المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز الذي وضع بصمته بثنائية حتى الآن، لكن الجماهير تحمله الكثير من التطلعات، ويمتلك «الأزرق العاصمي» خيارات مثالية في الجانب الهجومي: سالم الدوسري ومالكوم وسافيتش ونيفيز.

وعلى ملعب الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام، يحتدم التنافس بين القادسية ونظيره الخليج، بعد بداية رائعة لفريق المدرب اليوناني دونيس بتحقيق العلامة الكاملة والمشاركة في صدارة الترتيب عقب فوزه على الشباب برباعية، ثم الفيحاء بثلاثية، لتحضر مباراة القادسية كاختبار قوي لاستمرارية الفريق في رحلة الانتصارات من عدمها.

في حين يتطلع القادسية الذي خرج بتعادل مثير أمام الهلال 2-2 بالجولة الأخيرة لاستعادة نغمة الفوز عبر تحدٍّ جديد يبرهن من خلاله أنه سيظهر بنسخة مثالية ومختلفة هذا الموسم.

وفي ملعب المجمعة، يتشارك الفيحاء وضيفه الشباب طموحات الفوز وخطف النقاط الثلاث، ويسعى صاحب الأرض لتعويض سقوطه بثلاثية أمام الخليج في الجولة الماضية، واستعادة نغمة الفوز سريعاً لبلوغ النقطة السادسة بعدما استهل الفيحاء رحلته هذا الموسم بفوز مثير أمام الفتح، خاصة مع إقامة المباراة على أرضه بمدينة المجمعة.

الشباب الذي نهض مجدداً ووقف على قدميه بانتصاره في الجولة الماضية على الحزم، يقف أمام مهمة تأكيد اختلافه وتطوره الفني، خاصة بعدما أتم المزيد من التعاقدات عقب الجولة الأولى التي شهدت خسارته برباعية أمام الخليج.


مقالات ذات صلة

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

رياضة سعودية تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية عبارة النصر الشهيرة على مدخل ملعب التدريب الجديد (نادي النصر)

«كل انتصار يبدأ في العقل» تدشن رحلة النصر في ملعب التدريبات الجديد

دشنت عبارة «كل انتصار يبدأ في العقل»، رحلة النصر في ملعبه الجديد الخاص بالتدريبات.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة عربية عبد الرزاق حمد الله تألق في فوز المغرب بكأس العرب (رويترز)

ثلاثي «روشن» حمد الله والمهديوي وسعدان يبدعون في تتويج «أسود الأطلس»

ترك نجوم المنتخب المغربي الناشطون في دوري روشن السعودي بصمتهم من خلال أدائهم المبدع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية  أوريليو دي لورينتيس (رويترز)

لورينتس مالك نابولي لـ«الشرق الأوسط»: قد أستثمر في النصر مستقبلاً

أكّد أوريليو دي لورينتيس، مالك نادي نابولي الإيطالي، أن السعودية أصبحت بيئة جاذبة للرياضة والاستثمار.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية الحرمان من التسجيل سيضع الجهاز الفني لضمك في أزمة حقيقية (موقع النادي)

«فيفا» يوقف ضمك لثلاث فترات تسجيل

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف نادي ضمك ومنعه من التسجيل لثلاث فترات تسجيل متتالية.

فيصل المفضلي (أبها)

لاعبو الهلال «الدوليون» يحتجبون عن مواجهة الشارقة «آسيوياً»

لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
TT

لاعبو الهلال «الدوليون» يحتجبون عن مواجهة الشارقة «آسيوياً»

لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)

يغيب لاعبو الهلال الدوليون عن المشاركة أمام الشارقة الإماراتي الاثنين المقبل، بعد أن منحهم الإيطالي سيموني إنزاغي راحة لمدة ثلاثة أيام عقب فراغهم من المشاركة مع «الأخضر» في كأس العرب.

وسيغيب عن اللقاء إلى جانب لاعبي «الأخضر»، الثنائي المغربي ياسين بونو، والسنغالي خاليدو كوليبالي، لوجودهما مع منتخبيهما في مشاركتهما القارية الحالية في كأس أمم أفريقيا.

وينتظر أن تغادر بعثة «الأزرق» صباح الأحد نحو مدينة الشارقة الإماراتية، استعداداً للمواجهة المهمة ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.

وواصل لاعبو الهلال تدريباتهم صباح السبت بمقر النادي؛ حيث تركّز المران على الجوانب الفنية والتكتيكية، وعمد الجهاز الفني بقيادة الإيطالي «سيموني إنزاغي» في بدايته إلى تطبيق تدريبات فنية بالكرة، تلاها تدريبات تكتيكية متنوعة، التي اختتمها بمناورة على جزء من مساحة الملعب.

كما احتفى لاعبو الفريق بزميلهم عبد الله رديف المساهم في تحقيق لقب كأس الخليج مع المنتخب السعودي الأولمبي.


الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
TT

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)

ألقت خسارة الأخضر على يد المنتخب الأردني في نصف نهائي كأس العرب 2025، بظلالها على الشارع الرياضي المحلي الذي كان يمني النفس ببطولة تعيد للكرة السعودية شيئاً من أمجادها وصولاتها التاريخية. كما أثار الخروج في المنعطف الأخير من المنافسة على الكأس التساؤلات حول مستقبل الأخضر على صعيد اللاعبين والجهاز الفني وموطن الخلل الواجب إصلاحه قبل المشاركة المرتقبة في مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على واقع المنتخب السعودي مع عدد من المدربين الوطنيين المطلعين من كثب على حال الكرة المحلية والمنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول، حيث قال المدرب بندر الجعيثن إن «الخسارة أمام الأردن كانت مؤلمة ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور الذي بدا عليه المنتخب الأردني والاستقرار الفني الكبير الذي يعيشه، وعلى أساسه تحققت العديد من المنجزات للمرة الأولى سواء على الصعيد القاري أو تصفيات المونديال والوصول التاريخيّ لكأس العالم، فيما لم يستقر المنتخب السعودي لفترة طويلة؛ نظراً للتغييرات المتلاحقة سواء من جهة اللاعبين أو الجهاز الفني».

وتابع: «هناك أسماء طموحة لكنها تكن قادرة على تحمل الأعباء، لذا من المهم أن يتم البحث الدائم عن الأسماء الموهوبة ليس فقط في دوري المحترفين السعودي بل حتى في دوري الدرجة الأولى والدرجات الأقل».

وأشار الجعيثن إلى أن التطور الفني يحتاج لمزيد من العمل في المنتخب والأندية، بعيداً عن القرارات العاطفية، مع الحرص على مواكبة الدعم الذي تحظى به الكرة السعودية في البطولات كافة.

وواصل: «يعاني المنتخب السعودي بشكل واضح في الأطراف وحتى في الكرات الثابتة وهناك سوء في التمرير».

واعتبر الجعيثن أن العمل في المنتخب الأول يختلف عنه في المنتخبات الاخرى، ولذا يجب أن يكون هناك تقييم شامل لكل مشاركة تتم ويحصل فيها إخفاق أو حتى نجاح، كما أنه من المهم أن يكون عمل من جانب اللجنة الفنية لتقييم الأمور في هذا الجانب، وألا يتم طي أي مشاركة دون تحقيق الأهداف الكاملة أو الاستفادة من الدروس منها، من خلال التقارير التي يتم تدوينها.

وختم بالقول: «يعاني الأخضر من التعامل مع الكرات العالية والعرضية والثابتة».

بدوره، قال محمد أبو عراد، المدرب السعودي، إن الأخضر لم يتطور، بل يعود إلى الوراء.

وتابع: «مشكلتنا إدارية وفنية، لا يوجد لدينا فكر إداري والفكر الفني في المنتخب ضعيف جداً رغم أن إمكانيات اللاعب السعودي عالية جداً وتحتاج للعمل الصحيح والعمل الجاد من اللاعبين والجهاز الفني وهذا غير موجود في المرحلة الحالية».

جماهير الأخضر خرجت خائبة من البطولة العربية في قطر (تصوير: سعد العنزي)

وأضاف: «نحتاج إلى الكثير للعودة لمكانتنا الطبيعية على مستوى القارة والخليج والعرب، نحتاج للعمل أكثر، نحتاج لمدرب لديه إمكانيات، نحتاج لإدارة لديها فكر، نحتاج للطموح والإخلاص».

فيما قال حمد الدوسري مدرب المنتخب السعودي السابق إن الأخضر بات كتاباً مفتوحاً للجميع، ويمكن تحجيم عناصر القوة فيه كون المدرب ليست لديه حلول أخرى، واستقر على طريقة واحدة طوال المباريات.

ورأى الدوسري أن المسؤولية تقع على الاتحاد السعودي ورأس الهرم واللجان التي ترى الأخطاء ولا تصححها أو توصي بتصحيحها، مبيناً ضرورة أن يكون اللاعبون السعوديون قادرين على خوض دقائق أكثر في دوري قوي، وكذلك الاستفادة من العناصر الصاعدة وآخرها المنتخب الذي حقق بطولة كأس الخليج الأولمبي، ولذا لا يمكن أن نضع المسؤولية على أشخاص ونترك آخرين، وكل من يعمل فعليه تحمل النقد.

وتمنى الدوسري أن تحصل تجديدات في المنتخب السعودي للفترة المقبلة وقبل المونديال القادم «كما أن على رينارد العمل على تصحيح الوضع الفني وعدم اختلاق الأعذار».

من جانبه، قال المدرب خالد المرزوق، إن «الخسارة يتحملها الجميع والفشل يتحمله المدرب واللاعبون، لذا أرى أن الخسارة يجب أن يتحملها الجميع وأولهم الجمهور، حينما نجعل من أي فوز إنجازاً كبيراً ونتغنى به، كأننا حققنا إنجازاً كبيراً دون أن نعرف من هو هذا المنتخب وما الفرق بيننا وبينه، وأيضاً حينما نهلل ونتراقص حينما يسجل هذا اللاعب دون غيره لكونه من النادي الذي أنتمى له وأتجاهل دور البقية، وحينما ينبهر الجمهور من مراوغة لاعب بطريقة غير اعتيادية، لذا فالجمهور شريك في المشكلة».

وأضاف: «من أهم المشاكل في لاعبي المنتخب هو عدم الثبات على مستوى معين، فيوماً ترى هذا اللاعب بمستوى عالٍ وآخر أقل من عاديّ. ومن ناحية أخرى نحن لا نفرق بين منتخب وآخر، وأقصد لاعباً يقدم مستوى عالياً، لأن الخصم ضعيف وينكشف في مباراة أخرى، فما يقدمه اللاعبون غير مقنع بالشكل العام ولا حجة لهم في ذلك، فاللاعب الذي يلعب في دوري قوي جداً ومنافسة قوية وضد ومع لاعبين مميزين على مستوى العالم، يجب عليه مراجعة نفسه».

من جانبه، قال المدرب زياد العفر، إن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب السعودي في البطولة العربية يمكن عدّه أقصى إمكانياتهم ولا يمكن الضغط عليهم أكثر، بل يجب العمل على خطط سابقة بتطوير المنتخب واللاعبين في الأداء الفني، وهذا يعتمد على جانب مهم وهو التحفيز على الاحتراف الخارجي الذي يطور اللاعبين، كما حصل في تجربة اللاعب سالم الدوسري في إسبانيا، التي تطور بعدها للأفضل، كما يجب العمل على البرنامج المخصص في الابتعاث الخارجي وتعزيزه، والبدء في الفئات العمرية، لأن هناك لاعبين في المنتخب الاول يفتقدون أساسيات المهارات والتمرير وأموراً أخرى.

وبين أن هناك دعماً كبيراً مقدماً للكرة السعودية، ويجب أن ينعكس فعلاً على المنتخب السعودي الذي يعد الواجهة الأساسية لكرة القدم في الوطن. وشدد على أهمية العمل على تجاوز العديد من السلبيات في وقت ضيق قبل دخول معترك المونديال القادم؛ لأن الشارع الرياضي السعودي لا يمكن أن يقتنع بمشاركة باهتة.


الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها على مسيرة النجوم وصعوبة عودتهم إلى مستوياتهم المعهودة في الملاعب الخضراء.

وفي الدوري السعودي للمحترفين وتحديداً نسخة هذا الموسم، داهمت الإصابة عدداً لا يستهان به من اللاعبين، ما جعل بعض الأندية تضطر للعب في مواجهات كثيرة بقائمة غير مكتملة.

لذلك شرعت «الشرق الأوسط» في تسليط الضوء على هذا الملف الحساس، خصوصاً من ناحية الإصابات الأكثر شيوعاً، والأسباب التي تؤدي لكثرة حدوثها، وكيف يمكن أن يتم العمل بشكل صحيح وعلمي لتقليل وجودها.

الدكتور راكان الوابل (الشرق الأوسط)

الدكتور راكان الوابل، اختصاصي أول علاج طبيعي وإصابات رياضية، والمقيم في البورد السعودي للجهاز العضلي الهيكلي، أكد بدوره أن الإصابات بشكل عام تتفاوت من كسور وتمزقات عضلية وقطع بالأوتار والأربطة، وكدمات وفتوق رياضية، وبعض الارتجاجات الدماغية.

وأردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجهاز العضلي هو كابوس اللاعبين المحترفين، ومن الأعلى تكراراً، وهو يعني تمزق العضلة الخلفية بالمقام الأول، ويشكل هذا النوع من الإصابات ما يقارب 17 إلى 20 في المائة من الإصابات، ونسبة تكرارها تصل إلى 33 في المائة، أمّا من ناحية أنواع الإصابات الأخرى، فمنها الأربطة عبر التواء الكاحل أو إصابات الأوتار، ومنها وتر الصابونة الرضفية ووتر أخيل، أما الكدمات فهي ما تسمى الساق الميتة أو كدمة العضلة الرباعية».

وفيما يتعلق بالأسباب التي تسهم وتساعد على حدوث الإصابات، قال الدكتور الوابل: «الإجهاد العالي وعدم التدرج بالأحمال التدريبية وكثرة المشاركات وعدم الاستشفاء الجيّد، وكذلك عدم الجاهزية النفسية كلها أسباب تؤدي لحدوث الإصابات، وأيضاً من الأسباب الأخرى التي أسهمت في تكرارها تقليص قائمة عدد اللاعبين في الفرق، ما يسهم في زيادة الحمل على بعضهم، وكذلك عدم التواصل الجيد بين الفريق الفني والطبي».

وعن رأيه كمختص بشأن كيفية تلافي اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية حدوث الإصابات وتكرارها، قال: «يجب أن يعرف الجميع أنه لا يمكن تلافي حدوث الإصابات، لكن يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال متابعة الأحمال التدريبية بشكل مستمر، والمداورة بين اللاعبين، واتّباع منهجيّة مدروسة للاستشفاء وربطها مع مكافآت للاعبين الذين يتبعون ذلك بتقيد كبير، كما هو معمول به في بعض أندية الدوري الإنجليزي، بجانب استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالتغذية ودورها بالاستشفاء، والنوم الجيّد واتّباع برامج الوقاية المثبتة علمياً بناءً على دراسات طويلة الأمد لكل عضلة، بناءً على موقع اللاعب وتاريخ إصاباته وعمره وعدد مشاركته بالساعات، سواء في تدريب أو في المشاركة الفعلية في المباريات».

وحول رؤيته بشأن مستوى الكوادر والفرق الطبية الموجودة في الأندية والمنتخب السعودي الأول، أوضح الوابل أن أغلبها لا تواكب التطور الكبير الحاصل في الرياضة السعودية، ولا المناهج والتخصصات الحديثة والدقيقة، قائلاً: «البعض منهم يعمل في الجهاز الطبي بعامل الخبرة فقط، وعلى ما تعلمه في السابق، دون النظر إلى تطور الطب وطرق العلاج والوقاية يوماً بعد يوم، لكن بلا شك توجد أسماء مميزة في بعض الأندية».

وفيما يتعلق بجودة المنشآت والمراكز الطبية الرياضية على وجه الخصوص، وهل على مستوى عالٍ؟ قال: «بعد غياب مستشفى الأمير فيصل بن فهد الأولمبي عن المشهد، ووجود بعض المنشآت الطبية الكبرى في المنطقة، نفتقر إلى وجود صرح طبي رياضي يصبح مرجعاً طبياً وبحثياً وسياحياً على مستوى الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى قارة آسيا؛ خصوصاً مع الأسماء الرياضية الكبيرة في أنديتنا، والأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة التي نستضيفها، وأيضاً لتقليل التكلفة على الأندية والمنتخبات، وتقليل مسألة إهدار الوقت، وهذا الأمر يتطلب وجود صرح طبي كبير».