قطاع غزة الصغير... تاريخ حافل بالمآسي والحروب

جولات قتال متلاحقة منذ «فك الارتباط» وصولاً إلى «الطوفان»

فلسطينيّ يحاول النزوح بأمتعته في قارب فراراً من مدينة غزة يوم الخميس (رويترز)
فلسطينيّ يحاول النزوح بأمتعته في قارب فراراً من مدينة غزة يوم الخميس (رويترز)
TT

قطاع غزة الصغير... تاريخ حافل بالمآسي والحروب

فلسطينيّ يحاول النزوح بأمتعته في قارب فراراً من مدينة غزة يوم الخميس (رويترز)
فلسطينيّ يحاول النزوح بأمتعته في قارب فراراً من مدينة غزة يوم الخميس (رويترز)

منذ انسحبت إسرائيل من غزة عام 2005، ضمن خطة «فك الارتباط أحادية الجانب» التي أعلنها رئيس الوزراء آنذاك أرئيل شارون، لا تكاد الأمور تهدأ في القطاع إلا وتندلع الحروب والمواجهات به من جديد.

فقطاع غزة على خط النار دائماً، ومنذ سنوات طوال، ربما تعود لأيام ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، الذي تردد في احتلال القطاع بعد حرب 1948، قبل أن يقرر احتلاله بعد 7 سنوات لكن ذلك لم يدم طويلاً.

بعدها عاد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان لاحتلال القطاع عام 1967. وبعد 20 عاماً فقط، أطلق القطاع شرارة الانتفاضة الشعبية الأولى في عام 1987، وتحول إلى مصدر إزعاج كبير لإسرائيل إلى الحد الذي تمنى معه رئيس الوزراء وقتها إسحاق رابين التخلص نهائياً من عبئه.

وألقت إسرائيل كرة غزة في ساحة السلطة الفلسطينية عام 1994، على أمل أن تتحول هذه السلطة إلى شرطي على الحدود. لكن هذا لم يحدث، واضطرت إسرائيل إلى شن أولى عملياتها العسكرية في نهاية أبريل (نيسان) 2001.

وبعد ثلاث سنوات، وتحديداً في مايو (أيار) 2004، شنت إسرائيل عملية «قوس قزح»، وأعقبتها بعملية «أيام الندم» في سبتمبر (أيلول) 2004. وفي 2005، انسحبت من القطاع ضمن خطة عُرفت آنذاك بـ«خطة فك الارتباط الأحادي الجانب».

فلسطينيون يركضون فزعاً مع انهيار برج مشتهى بعد ضربة إسرائيلية بمدينة غزة يوم 5 سبتمبر 2025 (رويترز)

لكنّ القطاع ظل، كما كان قبل الاحتلال وبعده وقبل السلطة وبعدها، مشكلةً لإسرائيل؛ إلى أن جاء هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي نفّذته «حماس» وفصائل أخرى، وقلب الطاولة في غزة والمنطقة.

سلسلة دامية

وبين عامي 2005 و2025 تاريخ طويل من الحروب والمواجهات، وفيما يلي نبذة سريعة عنها:

بعد الانسحاب شنت إسرائيل ثلاث حروب سريعة؛ الأولى في 25 سبتمبر (أيلول) 2005 وأُطلق عليها اسم «أول الغيث»، وهي أول عملية بعد خطة فك الارتباط بأسبوعين.

وبعد عام واحد، في يونيو (حزيران) 2006، أسر مسلحون من «حماس» الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وفي ذات الشهر شنت إسرائيل هجوماً أُطلق عليه «أمطار الصيف» لكنها لم تتمكن فيه من تحريره. وأعقبت ذلك بعملية «غيوم الخريف» في نوفمبر (تشرين الثاني). وأوقفت إسرائيل كلتا العمليتين بعد أيام، وفشلت باستعادة الجندي شاليط.

وبعد عام، سيطرت «حماس» على القطاع، ثم توالت حروب أكبر وأوسع وأعنف تطورت معها قدرة الحركة وقدرات الفصائل الأخرى مثل «الجهاد الإسلامي».

فلسطينيون ينزحون بأمتعتهم إلى الجنوب على طريق ضيّق في منطقة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يوم الخميس (أ.ف.ب)

وفي 27 فبراير (شباط) 2008، أطلقت إسرائيل عملية «الشتاء الساخن»، وكانت كبرى عملياتها ضد غزة منذ انسحابها من القطاع. وخلال بضعة أيام، قُتل في العملية 111 فلسطينياً قبل الإعلان عن الوصول إلى هدنة.

في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2008، شنت إسرائيل عملية «الرصاص المصبوب» (الفرقان)، وكانت حينذاك أدمى عملياتها العسكرية على غزة منذ الانسحاب منها عام 2005. واستهلتها بضربة جوية تسببت في مقتل 89 شرطياً تابعين لحركة «حماس»، إضافةً إلى نحو 80 آخرين من المدنيين، ثم اقتحمت شمال القطاع وجنوبه.

واستمرت العمليات الدامية 21 يوماً، وخلَّفت نحو 1400 قتيل فلسطيني و5500 جريح، ودمرت أكثر من 4000 منزل في غزة؛ فيما تكبدت إسرائيل أكثر من 14 قتيلاً و168 مصاباً بين جنودها، يضاف إليهم ثلاثة مستوطنين ونحو 1000 جريح.

وفي هذه الحرب اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض بشكل ممنهج في قصف مناطق مأهولة بالسكان خلال الحرب.

وفي 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، أطلقت إسرائيل عملية «عمود السحاب» (حجارة السجيل)، باغتيال رئيس أركان «حماس»، أحمد الجعبري. واكتفت إسرائيل بالهجمات الجوية ونفَّذت مئات الطلعات على غزة، وأدت العمليات إلى مقتل 174 فلسطينياً وجرح 1400.

شنت «حماس» أعنف هجوم على إسرائيل آنذاك، واستخدمت للمرة الأولى صواريخ طويلة المدى وصلت إلى تل أبيب والقدس وكانت صادمة للإسرائيليين. وأُطلق خلال العملية تجاه إسرائيل أكثر من 1500 صاروخ، سقط منها على المدن 58 صاروخاً وجرى اعتراض 431، والبقية سقطت في مساحات مفتوحة.

وقُتل خلال العملية خمسة إسرائيليين، هم أربعة مدنيين وجندي واحد، بالصواريخ الفلسطينية، فيما أُصيب نحو 500 آخرين.

«الجرف الصامد» (العصف المأكول)

هي عملية بدأتها إسرائيل في 8 يوليو (تموز) 2014 واستمرت 51 يوماً، وخلَّفت أكثر من 1500 قتيل فلسطيني ودماراً كبيراً.

اندلعت الحرب بعد أن اغتالت إسرائيل مسؤولين من حركة «حماس» اتهمتهم بأنهم وراء اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

وشنت إسرائيل خلال الحرب أكثر من 60 ألف غارة على القطاع، ودمرت 33 نفقاً من أنفاق «حماس» التي أطلقت في هذه المواجهة أكثر من 8000 صاروخ وصل بعضها للمرة الأولى إلى تل أبيب والقدس وحيفا وتسبب بشل الحركة هناك وإغلاق مطار بن غوريون.

وقُتل في هذه الحرب 68 جندياً إسرائيلياً، و4 مدنيين، وأُصيب 2500 بجروح.

نازحون يفرّون من العملية العسكرية في مدينة غزة يوم الخميس (رويترز)

وقبل نهاية الحرب أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أسرها الجندي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ولا يزال في الأسر.

«صيحة الفجر»

عملية بدأتها إسرائيل صباح يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019 باغتيال قائد المنطقة الشمالية في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» في غزة، بهاء أبو العطا، في شقته السكنية في حي الشجاعية، وردت حركة «الجهاد الإسلامي» بهجمات صاروخية استمرت بضعة أيام، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.

وكانت هذه أول حرب لا تشارك فيها «حماس» مباشرةً.

حارس الأسوار (سيف القدس)

بدأت شرارتها من القدس بعد مواجهات في حي الشيخ جراح، واقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى، ثم تنظيم «مسيرة الأعلام» نحو البلدة القديمة، وهي المسيرة التي حذرت «حماس» من أنها ستقصف القدس إذا تقدمت، وهو ما تم فعلاً يوم العاشر من مايو (أيار) عام 2021.

شنت إسرائيل هجمات مكثفة على غزة وقتلت في 11 يوماً نحو 250 فلسطينياً، وأطلقت الفصائل أكثر من 4000 صاروخ على بلدات ومدن في إسرائيل. ووصلت الصواريخ إلى تخوم مطار رامون، وقُتل في الهجمات 12 إسرائيلياً.

الفجر الصادق (وحدة الساحات)

كررت إسرائيل الهجوم على «الجهاد» في الخامس من أغسطس (آب) 2022 واغتالت قائد المنطقة الشمالية لـ«سرايا القدس» في غزة، تيسير الجعبري، بعد استنفار أعلنته «الجهاد» رداً على اعتقال مسؤولاً كبيراً بها في جنين بالضفة الغربية، وهو بسام السعدي.

وردت «الجهاد الإسلامي» بمئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، وقالت في بيان إنها عملية مشتركة مع «كتائب المقاومة الوطنية» و«كتائب المجاهدين» و«كتائب شهداء الأقصى»، وهي الجناح العسكري لحركة «فتح».

وتوقفت العملية بعد أيام قليلة عقب تدخل وسطاء.

وقُتل في الهجمات الإسرائيلية 24 فلسطينياً، بينهم 6 أطفال.

السهم الواقي (ثأر الأحرار)

حرب مفاجئة بدأتها إسرائيل في التاسع من مايو (أيار) 2023، باغتيال ثلاثة من أبرز قادة «سرايا القدس» في قطاع غزة، هم أمين سر المجلس العسكري لـ«سرايا القدس» جهاد غنام (62 عاماً)، وقائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني (44 عاماً)، وعضو المكتب السياسي وأحد مسؤولي العمل العسكري في الضفة الغربية، المبعد إلى غزة، طارق عز الدين (48 عاماً).

كانت هذه الحرب ثالث هجوم تشنه إسرائيل على «الجهاد الإسلامي» منفرداً، والذي رد هذه المرة بتنسيق كامل مع «حماس» عبر الغرفة المشتركة وقصف تل أبيب ومناطق أخرى كثيرة بوابل من الصواريخ تجاوز عددها 500 صاروخ.

طوفان الأقصى... الأدمى على الإطلاق

وهي الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بهجوم صاروخي مباغت تبعه تسلل مئات المسلحين بقيادة «حماس» عبر البر والجو والبحر على مقر قيادة وثكنات فرقة غزة ومستوطنات في غلاف القطاع،

وقتلوا 1200 إسرائيلي واقتادوا إلى غزة 251 أسيراً.

الدخان يتصاعد عقب ضربة جوية على أطراف مدينة غزة يوم الخميس (إ.ب.أ)

وردت إسرائيل بحرب مدمرة مستمرة حتى الآن، اغتالت خلالها أبرز قادة «حماس» مثل إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى، وقتلت أكثر من 65 ألف فلسطيني مخلِّفةً دماراً هائلاً في مناطق كبيرة في غزة، وأحالت بقاعاً فيها إلى كومة من الركام، وجعلت القطاع منطقة غير قابلة للحياة.

أطلقت إسرائيل على هذه الحرب اسم «السيوف الحديدية»، وتضمنت سلسلة عمليات مثل «عربات جدعون1» و«عربات جدعون 2» التي تشير إلى خطة احتلال مدينة غزة، وهي العملية الجارية الآن.

وتقول «حماس» إن العملية كانت «خطوة ضرورية واستجابة طبيعية لمواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات»؛ في حين تقول إسرائيل إنها عازمة على إنهاء حكم الحركة ووجودها في القطاع، وتغيير وجه الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

مبعوثو ترمب إلى الشرق الأوسط... تغريد خارج سرب البيروقراطية

الولايات المتحدة​ ويتكوف في برلين في 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)

مبعوثو ترمب إلى الشرق الأوسط... تغريد خارج سرب البيروقراطية

لم يدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في عهده الثاني برتابة الرؤساء السابقين الذين التزموا بالسياسات الأميركية التقليدية والأعراف الدولية.

رنا أبتر (واشنطن)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد انفجارات نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الخط الأخضر شمال شرقي بيت لاهيا بغزة (أ.ف.ب) play-circle

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين في غزة

كشف الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) أنه قتل فلسطينيين اثنين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (د.ب.أ)

ألمانيا لن تشارك في قوة استقرار بغزة «في المستقبل المنظور»

أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن ألمانيا لن تشارك في المستقبل المنظور في قوة دولية للاستقرار في غزة ضمن خطة السلام الخاصة بالقطاع.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان اليوم الخميس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

تقرير: إسرائيل تصدر أوامر إخلاء جديدة في شرق حي التفاح بمدينة غزة

أصدر الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم (الخميس)، «أوامر إخلاء» جديدة للمواطنين في شرق حي التفاح بمدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة )

الكنيست يوسّع صلاحيات الجيش و«الشاباك» لاختراق كاميرات مدنية

كاميرات مراقبة منزلية تعمل على بروتوكول الإنترنت (بيكساباي)
كاميرات مراقبة منزلية تعمل على بروتوكول الإنترنت (بيكساباي)
TT

الكنيست يوسّع صلاحيات الجيش و«الشاباك» لاختراق كاميرات مدنية

كاميرات مراقبة منزلية تعمل على بروتوكول الإنترنت (بيكساباي)
كاميرات مراقبة منزلية تعمل على بروتوكول الإنترنت (بيكساباي)

أقرّ الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، بالقراءة النهائية مشروع قانون حكومياً يتيح للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) اختراق أنظمة كاميرات المراقبة المدنية سراً، وذلك بأغلبية 10 أصوات دون معارضة، عبر تمديد إجراء مؤقت لمدة عام إضافي، كان قد أُقرّ عقب هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»

ويمنح القانون الأجهزة الأمنية صلاحيات واسعة للتدخل في البنية التقنية لكاميرات المراقبة الخاصة، دون الحاجة إلى أمر قضائي، وهو ما فجّر موجة انتقادات حادة من منظمات حقوقية وخبراء قانونيين، اعتبروا أن التشريع يشكّل انتهاكاً غير مسبوق للحق في الخصوصية ويقوّض الضمانات القانونية في دولة تُعرّف نفسها بأنها ديمقراطية.

وكان الإجراء المؤقت، في صيغته الأولى، محصوراً بحالات الطوارئ المرتبطة بالحرب على غزة، ويهدف إلى منع جهات معادية من الوصول إلى محتوى بصري قد يهدد الأمن القومي أو العمليات العسكرية. غير أن التمديد الأخير فصل هذه الصلاحيات عن حالة «العمليات العسكرية الكبرى»، ما يعني استمرار العمل بها حتى في غياب وضع حربي فعلي.

وبرّرت الحكومة هذا التمديد، في المذكرة التفسيرية لمشروع القانون، بتصاعد التهديدات السيبرانية ومحاولات اختراق أنظمة مدنية، معتبرة أن ذلك «يستدعي الإبقاء على أدوات إضافية للتعامل مع وصول عناصر معادية إلى معلومات مرئية تُنتجها كاميرات ثابتة». وجاء هذا التوجه، وفق مراقبين، على خلفية اختراق حساب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على تطبيق «تلغرام» من قبل قراصنة إيرانيين.

لكن توقيت التمديد، ولا سيما في ظل وقف إطلاق النار في غزة، أثار اعتراضات واسعة في الأوساط القانونية والحقوقية. وقال المحامي حاييم رافيا، أحد أبرز خبراء الخصوصية والقانون السيبراني في إسرائيل، إن «التشريع مقلق للغاية؛ لأنه يمنح الجيش، وللمرة الأولى، سلطة العمل داخل الممتلكات والمساحات المدنية».

وأضاف، في تصريحات صحافية، أن «عدم إخضاع هذه الصلاحيات لرقابة قضائية يثير تساؤلات جدية»، مشيراً إلى أن تمديد الإجراء «يفتقر إلى مبررات واضحة، ويفتح الباب أمام انتهاك خطير لخصوصية المواطنين». ولفت إلى أن القانون لا يفرض حتى إبلاغ أصحاب الكاميرات لاحقاً بتعرض أنظمتهم للاختراق.

أما جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، فقد انتقدت القانون بشدة، معتبرة أن الظروف التي برّرت الإجراء في بداية الحرب لم تعد قائمة، وأن تمديده «يفتح الباب أمام تدخل واسع في كاميرات خاصة توثّق مشاهد حساسة، والوصول إلى معلومات شخصية مخزنة على حواسيب المواطنين والمقيمين، استناداً إلى معايير فضفاضة».

وخلصت الجمعية إلى أن «فصل هذه الصلاحيات التوغلية عن حالة الأعمال القتالية يشكّل انتهاكاً غير متناسب لحقوق الإنسان، وعلى رأسها الحق في الخصوصية»، محذّرة من تحوّل الإجراء المؤقت إلى أداة دائمة خارج نطاق الرقابة والمساءلة.


تركيا: القبض على «داعشيّ» خطط لهجوم في رأس السنة

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول أثناء عملية ضد عناصر «داعش» (الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول أثناء عملية ضد عناصر «داعش» (الداخلية التركية)
TT

تركيا: القبض على «داعشيّ» خطط لهجوم في رأس السنة

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول أثناء عملية ضد عناصر «داعش» (الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول أثناء عملية ضد عناصر «داعش» (الداخلية التركية)

ألقت السلطات التركية القبض على أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في عملية نُفذت في شرق البلاد بعد معلومات عن تخطيطه لتنفيذ هجوم في ليلة رأس السنة.

وقالت مصادر أمنية إن المخابرات التركية تمكنت، بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن، من القبض على الإرهابي المنتمي لتنظيم «داعش»، إبراهيم بورتاكوتشين، الذي كان يستعد لتنفيذ هجوم خلال احتفالات رأس السنة، وذلك في عملية نُفذت في ولاية مالاطيا في شرق البلاد.

وأضافت المصادر أن جهود المخابرات كشفت عن أن بورتاكوتشين (لم تحدد جنسيته)، كان يعمل داخل تركيا لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي، ويسعى متى سنحت الفرصة للانتقال إلى مناطق الصراع (سوريا والعراق) للالتحاق بصفوف التنظيم.

الداعشي إبراهيم بورتاكوتشين (صورة موزعة من «الداخلية» التركية)

ولفتت إلى أن الإرهابي المذكور كان على تواصل مع العديد من المؤيدين لتنظيم «داعش» داخل البلاد وخارجها.

تحذير من هجمات رأس السنة

وعثرت قوات الأمن خلال العملية على مواد رقمية ومنشورات محظورة تعود للمتهم والتنظيم، وبفحصها تبين أنها تحوي صوراً لرايات «داعش»، وملفات صوتية يستخدمها التنظيم للتحفيز على القيام بالعمليات الانتحارية، ودعم الانضمام إليه، بالإضافة إلى صور ومقاطع فيديو لعناصر وقادة «داعش»، وبيانات عن اتصالات تنظيمية أجراها مع عناصره.

وحذرت قيادة قوات الدرك في أنقرة في تعميم صدر في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، جميع وحداتها من احتمال قيام «داعش» بتنفيذ هجمات في أنقرة وإسطنبول قبيل حلول رأس السنة.

وتنفذ قوات مكافحة الإرهاب والدرك عمليات مكثفة، خلال الأيام الأخيرة، تستهدف عناصر «داعش»، تم خلالها القبض على 115 منهم في إسطنبول، الخميس، في حملة شملت 124 موقعاً في المدينة، التي كانت شهدت هجوماً إرهابياً في رأس السنة عام 2017، نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى بـ«أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي، وأدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين، غالبيتهم من الأجانب.

إحدى المداهمات على منزل لعناصر «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية)

وجاءت العملية في إطار مذكرة توقيف أصدرتها النيابة العامة في إسطنبول، تضمنت أمراً بالقبض على 137 شخصاً تبين أنهم على اتصال بمناطق النزاع (في سوريا والعراق) في إطار أنشطة التنظيم الإرهابي، وصدرت بحق بعضهم أوامر اعتقال على المستويين الوطني والدولي بتهم تتعلق بالإرهاب.

كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية، منذ أيام، القبض على 170 من عناصر «داعش» في عمليات متزامنة في 32 ولاية في أنحاء البلاد، نشطوا بشكل خاص في مجال الدعم المالي واللوجستي والترويج للتنظيم.

حملات مكثفة

وتواصل أجهزة الأمن التركية حملاتها على «داعش» وخلاياه، بشكل منتظم، ونتيجةً لهذه الجهود والحملات المكثفة ضد التنظيم، الذي أدرجته تركيا على لائحة المنظمات الإرهابية لديها عام 2013، بعد أن أعلن مسؤوليته عن عمليات إرهابية نُفِّذت على أراضيها بين عامَي 2015 و2017، وأسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات؛ توقّف نشاط التنظيم منذ آخر عملياته في رأس السنة عام 2017.

صورة من داخل كنيسة «سانتا ماريا» في إسطنبول عقب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له في فبراير 2024 (إعلام تركي)

كما تم القبض على آلاف من عناصر التنظيم، وترحيل المئات، ومنع دخول الآلاف إلى الأراضي التركية، للاشتباه في صلتهم به.

وعاود «داعش» نشاطه الإرهابي، بعد 7 سنوات، بالهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» في إسطنبول، مطلع فبراير (شباط) 2024، ما أسفر عن مقتل المواطن التركي تونجر جيهان (52 عاماً).

وعقب الهجوم جرى القبض على 17 من عناصر «ولاية خراسان»، أحد أذرع «داعش»، بعد تحديد هويتهم بواسطة المخابرات التركية وشعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، وجرى التأكد من صلتهم بالهجوم المسلَّح على الكنيسة، والتخطيط لإقامة كيان لتدريب ونشر مسلَّحي «داعش» في دول الشرق الأوسط.

الإرهابي التركي محمد غوران القيادي في تنظيم «ولاية خراسان» التابع لـ«داعش» أُلقي القبض عليه على الحدود الباكستانية - الأفغانية وأعيد إلى تركيا الاثنين الماضي (إعلام تركي)

وفي إطار ملاحقتها عناصر تنظيم «ولاية خراسان»، التابع لـ«داعش»، نجحت المخابرات التركية بالتنسيق مع نظيرتها الباكستانية في القبض على التركي محمد غوران، الذي يحمل الاسم الحركي «يحيى»، يوم الاثنين الماضي، على الحدود الأفغانية - الباكستانية، والذي كان يُخطط لتنفيذ عمليات ضد مدنيين في كل من أفغانستان وباكستان وتركيا وأوروبا، بتكليف من «داعش».

وتبيّن أن غوران عمل سابقاً مع أوزغور ألطون المُكنى بـ«أبو ياسر التركي»، الذي كان يُعد أرفع مسؤول تركي في تنظيم «ولاية خراسان»، والذي لعب دوراً فعالاً في نقل عناصر من «داعش» من تركيا إلى منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية، وأُلقي القبض عليه في عملية مشتركة مع السلطات الباكستانية على الحدود مع أفغانستان حين كان يستعد لدخول باكستان، وجرى جلبه إلى تركيا مطلع يونيو (حزيران) الماضي.


إيران تعلن احتجاز ناقلة أجنبية تحمل وقوداً مهرباً في الخليج

ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تعلن احتجاز ناقلة أجنبية تحمل وقوداً مهرباً في الخليج

ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)
ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)

ذكرت ​وسائل إعلام رسمية اليوم الجمعة أن إيران احتجزت ناقلة نفط أجنبية قرب جزيرة قشم الإيرانية في الخليج، وقالت إنها كانت تحمل أربعة ملايين لتر ‌من الوقود المهرب.

ولم ‌تذكر السلطات ‌اسم ⁠السفينة ​أو ‌تكشف عن جنسيتها. وقالت إنه تم احتجاز 16 من أفراد الطاقم الأجانب بتهم جنائية.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الناقلة احتُجزت يوم الأربعاء.

ناقلة نفط على ساحل بوشهر في إيران (أرشيفية - رويترز)

ونشرت ⁠مواقع إخبارية إيرانية مقاطع مصورة ‌وصوراً لما قالت إنها الناقلة المحتجزة.

كانت طهران قد ذكرت الأسبوع الماضي أنها احتجزت ناقلة أجنبية أخرى تحمل ستة ملايين لتر مما وصفته بالوقود المهرب ​في خليج عمان، دون أن تحدد هوية السفينة أو ⁠جنسيتها.