نقولا دانيال لـ«الشرق الأوسط»: ما زلت أتمتع بعنصر الدهشة بسبب الطفل في داخلي

يطلّ حالياً في مسلسل «سلمى» المعرّب

النص الدرامي هو العنصر الذي يدفعه لقبول أو رفض دور ما (إنستغرام)
النص الدرامي هو العنصر الذي يدفعه لقبول أو رفض دور ما (إنستغرام)
TT

نقولا دانيال لـ«الشرق الأوسط»: ما زلت أتمتع بعنصر الدهشة بسبب الطفل في داخلي

النص الدرامي هو العنصر الذي يدفعه لقبول أو رفض دور ما (إنستغرام)
النص الدرامي هو العنصر الذي يدفعه لقبول أو رفض دور ما (إنستغرام)

بدور الأب «نديم»، يطلّ الممثل نقولا دانيال في مسلسل «سلمى» المعرّب. يصف التجربة بأنها جديدة، إذ يشارك فيها فريق تقني أجنبي، كما أنّ النص شدّ انتباهه وشجّعه على خوض هذا العمل.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن تركيبة الشخصية التي أجسّدها أعجبتني، ولا أنكر أنني اطّلعت قليلاً على الدور في نسخته التركية، فكوّنت فكرة عامة عن أجواء القصة. لكنني قدّمت الشخصية بأسلوبي وطريقتي الخاصة. وإذا أجرينا مقارنة سريعة بين أدائي وأداء الممثل التركي، سنجد اختلافاً واضحاً. في النهاية يمكن القول إن دور (نديم) هو الأول الذي أجسّده في مسيرتي الدرامية، علماً بأنه سبق أن أدّاه ممثل آخر».

سبق لدانيال أن لعب دوراً أدّاه زميل له من قبل، وذلك في مسرحية «صيف 840» للراحل منصور الرحباني، حيث كان الراحل أنطوان كرباج قد جسّده سابقاً. «لكنني مثّلته بأسلوبي وأدائي وإلقائي وحركتي الخاصة بي. فالنص، من دون شك، يوجّه الموقف عموماً، غير أنّ التمثيل يتفوّق عليه إذ يفرض هويته. وعندما أدّيت دور نديم في (سلمى) نسيت تماماً كل ما شاهدته في النسخة التركية الأصلية، وانغمست في الدور إلى أقصى حد».

ويشير الممثل المخضرم إلى أن الأسلوب والقالب التركيين يختلفان عن الطريقة اللبنانية. فهناك نوع من التطويل والمبالغة في أحداث العمل. وهو ما يتطلّب بناء الثقة بين الطرفين. وما يدعو الممثل إلى إثبات نفسه، ويتابع: «كان من الضروري أن أقف في الوسط ليلتقي الأسلوبان في الحركة. وأنا راضٍ طبعاً عن العمل ككل. ولولا اقتناعي به لكنت اعتذرت عن المشاركة فيه من دون تردد. فالنص هو الذي يناديني دائماً. وأي مغريات أخرى تحيط به لا تهمني».

يجسد دور الأب نديم في مسلسل «سلمى» المعرّب (إنستغرام)

يؤكد نقولا دانيال أن «سلمى» يلاقي انتشاراً واسعاً، لا سيما وأنه من إنتاج جهة رائدة عربياً (إم بي سي). ويشارك فيه فريق يتألف من ممثلين سوريين ولبنانيين. ويعلّق: «فريق التمثيل برمّته كان رائعاً. وسادت أجواء العمل التناغم والتفاهم، فولدت بيننا علاقات وطيدة. لقد استغرق تصويره نحو 8 أشهر. وكان من البديهي أن تتوطد علاقتي مع زملائي اللبنانيين من بينهم مجدي مشموشي، وتقلا شمعون، وطوني عيسى، وغيرهم. كما أن أداء الممثلة السورية مرام علي كان ممتازاً. فجسدّت دور سلمى ببراعة». وعن ستيفاني عطالله يقول: «إنها أول مرة أجتمع معها في عمل درامي. ولطالما أعجبت بتمثيلها وبالأدوار التي قدمتها. وفي (سلمى) اكتشفت دماثة أخلاقها واجتهادها في العمل. فأنا شخصياً يهمني أسلوب تعاطي الممثل مع زملائه. فمهما بلغ من قدرات تمثيلية عليه أن يتحلّى بأخلاق حميدة. وهو أمر تتمتع به ستيفاني عطالله بشكل ملحوظ».

وعما إذا لا يزال يتمتع بحسّ الدهشة في عمله، على الرغم من مشوار تمثيلي طويل يفوق عمره الـ50، يردّ لـ«الشرق الأوسط»: «الشغف هو سيدّ المواقف. وأنا من الممثلين الذين لا يزالون يعملون انطلاقاً من حبّهم للتمثيل. وكلما كان النص جيداً استفزّني لتقديم الأفضل. وأتأثر بلحظات صادقة أخوضها خلاله. فهناك طفل صغير يقبع في داخلي لا يزال لديه القدرة على إبداء دهشته حتى اليوم».

تروج الأعمال المعرّبة اليوم، ويتابعها المشاهد اللبناني بنسب مرتفعة. فهل برأيه استطاعت التعبير عن المجتمع اللبناني؟ يردّ: «الأعمال المعرّبة محورها حالات إنسانية تصلح لكل المجتمعات. والمطلوب هو القدرة على زرعها في بيئة معينة. ولكن هذا الاقتباس ليس معيباً أبداً. وهو رائج جداً في عالم المسرح. وهناك قصص عالمية تحولت إلى لبنانية بعد اقتباسها. فالهموم الإنسانية واحدة و(سلمى) يترجم هذا المبدأ بامتياز. كما أن نسخته الأصلية هي كورية، وحُوّل إلى التركية، واليوم إلى اللبنانية. وهذا يشرح ما أقوله بوضوح».

الممثل نقولا دانيال (إنستغرام)

في «سلمى» يسرقك أداء دانيال من دون استئذان. وهو في كل مرة يجسّد دوراً تمثيلياً يعبر فيه إلى قلوب الناس. فما يخزّنه من تجارب فنية يحوّلها أمام الشاشة إلى خوابي ذهب يرصّع فيها أي عمل بحضوره الأخاذ. ولكن هل برأيه العناصر الفنية المطلوبة تحضر اليوم في الأعمال الدرامية؟ «لا شك أن الزمن يترك بصمته على الدراما. فالجمهور تغيّر مزاجه، كذلك الموضوعات المتناولة. وأرى أن إنتاجنا المحلي ضعيف أمام كل هذه المتغيرات».

يملك نقولا دانيال، صاحب التجربة الأكاديمية والتمثيلية الطويلتين، رؤية خاصة حول مستقبل لبنان الثقافي والفني. ولطالما حلم بإنجازات عامة أكاديمية. فما الذي يستوقفه اليوم؟ يردّ: «لقد علّمت في كلية الفنون لفترة 40 عاماً. وكنت آمل كما زملاء لي أن يتطور قسم التمثيل في كلية الفنون ويتحول إلى معهد عال، فيصبح له كيانه الخاص لدراسة الدراما والتلفزيون والمسرح. وأعددنا دراسة خاصة حول هذا الموضوع. وأرى أن لبنان في حال نهض من مشكلاته وأزماته، يجب أن يهتم بالثقافة، فتوضع سياسة خاصة بها تنسحب على جميع أراضيه، وتتعلق بالإنتاجات التلفزيونية والمسرحية وحتى السينمائية. فلا يبقى الأمر منوطاً بكلية الفنون في الجامعة اللبنانية. وتتوسع لتطال جميع الجامعات ولو حتى كلية الزراعة».

ويضيف: «هذه الفرق الفنية الوطنية في حال تم إنشاؤها من شأنها أن تحرز تطوراً على الصعيدين الفني والثقافي. فقسم التمثيل في كلية الفنون تأسس منذ عام 1965، واليوم نحن في عام 2025، مع الأسف لا يزال على حاله لم ينمُ ولم ينضج، بل بقي مراهقاً حتى الساعة. واليوم نثبت أكثر فأكثر مكانتنا الفنية. والممثل اللبناني صار حاضراً على الخريطة الفنية العربية. وطالما أن الأصالة مقبولة من ناحية الجمهور، فما الذي يمنعنا من إيصال المسلسل اللبناني إلى المكانة المطلوبة؟ وأرى أن كل واحد منّا هو سفير لدولته، وقادر على النهوض بالدراما المحلية وإيصالها إلى العالم أجمع».


مقالات ذات صلة

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، السبت، لرحيل الفنانة سمية الألفي، التي توفيت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)

مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
TT

مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)

أصبحت مهندسة ألمانية، أول مستخدم لكرسي متحرك يخرج إلى الفضاء، بعد قيامها برحلة قصيرة على متن مركبة تابعة لشركة «بلو أوريجين».

وأطلقت الشركة المملوكة للملياردير الأميركي جيف بيزوس، صاروخها «نيو شيبرد» في مهمة جديدة شبه مدارية في تمام الساعة 8,15 صباحاً (14,15 بتوقيت غرينتش) من قاعدتها في تكساس.

بنتهاوس تتحدث إلى هانز كونيغسمان المدير التنفيذي المتقاعد من شركة «سبيس إكس» الذي ساعد في تنظيم رحلتها ورعايتها (ا.ب)

واجتازت ميشيلا بنتهاوس، مهندسة الطيران والفضاء والميكاترونيكس في وكالة الفضاء الأوروبية، مع خمسة سياح فضائيين آخرين خط كارمان الذي يشكل الحد الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء في الرحلة التي استغرقت نحو 10 دقائق.

المهندسة الألمانية ميشيلا بنتهاوس داخل نموذج أولي لكبسولة فضائية يوم الاثنين 15 ديسمبر (ا.ب)

وتستخدم ميشيلا بنتهاوس الكرسي المتحرك نتيجة تعرضها لإصابة في النخاع الشوكي إثر حادث دراجة هوائية جبلية.

وقالت في مقطع فيديو نشرته شركة «بلو أوريجين»: «بعد الحادث الذي تعرضت له، أدركت بحق كم أن عالمنا لا يزال مغلقاً أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة».

وأضافت: «إذا أردنا أن نكون مجتمعاً شاملاً، علينا أن نكون شاملين في كل جانب، وليس فقط في الجوانب التي نرغب أن نكون فيها كذلك».

وأقلع الصاروخ الذي يعمل بشكل آلي بالكامل نحو الفضاء، ثم انفصلت عنه الكبسولة التي تحمل السياح الفضائيين قبل أن تهبط برفق في صحراء تكساس.

وهذه هي الرحلة المأهولة الـ16 لشركة «بلو أوريجين» التي تقدم منذ سنوات برنامج رحلات سياحية فضائية بواسطة صاروخها «نيو شيبرد»، دون الاعلان عن كلفتها.

وبعث رئيس وكالة «ناسا» الجديد، جاريد ايزاكمان، بتهنئة إلى ميشيلا في منشور على منصة إكس، قائلاً: رلقد ألهمت الملايين للنظر إلى السماء وتخيل ما هو ممكن».

وسافر عشرات الأشخاص إلى الفضاء مع «بلو أوريجين»، بمن فيهم المغنية كايتي بيري، والممثل ويليام شاتنر الذي جسد شخصية الكابتن كيرك في مسلسل «ستار تريك».

ميشيلا بنتهاوس بعد هبوط كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» (ا.ب)

وتسعى شركات الفضاء الخاصة التي تقدم رحلات فضائية إلى الترويج لخدماتها عبر الشخصيات المشهورة والبارزة، من أجل الحفاظ على تفوقها مع احتدام المنافسة.

وتقدم «فيرجن غالاكتيك» تجربة طيران فضائي مماثلة.

ولدى «بلو أوريجين» أيضاً طموحات لمنافسة شركة «سبايس إكس» التابعة لإيلون ماسك في سوق الرحلات الفضائية المدارية.

وهذا العام نجحت شركة بيزوس في تنفيذ رحلتين مداريتين بدون طاقم باستخدام صاروخها الضخم نيو غلين الأكثر تطوراً من «نيو شيبرد».


رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري وترك بصمة خاصة».

بدأت سمية الألفي مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي عبر المسرح، ثم انتقلت إلى التلفزيون، لتنطلق في مسيرة قدَّمت خلالها عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما التلفزيونية في المسلسلات والسهرات، أو المسرحيات، بالإضافة إلى بعض المشاركات السينمائية.

وشكَّلت مشاركتها في مسلسل «ليالي الحلمية» بشخصية «البرنسيسة نورهان» نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية. وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» إنَّ السينما لم تكن المساحة الأوسع في مسيرتها، لكن تميُّزها الحقيقي كان في تقديم الأدوار الأرستقراطية بشكل غير مفتعل.


«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.