دعا محمد المنفي، رئيس «المجلس الرئاسي»، الشعب الليبي إلى «التضحية، وتقديم مصلحة الوطن على كل نزاع»، وذلك في ذكرى إعدام عمر المختار (شيخ المجاهدين)، في حين ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تطورات الأزمة السياسية في ليبيا.
وتحتفل ليبيا هذه الأيام بالذكرى الـ94 لاستشهاد المختار، وسط استحضار سيرته للحض على توحيد البلد المنقسم سياسياً وحكومياً، والابتعاد عن الخلافات الجهوية.
تمرّ علينا اليوم الذكرى الـ 94 لاستشهاد شيخ الشهداء عمر المختار، الذي سطّر ملاحم النضال الوطني بدمه الطاهر، وارتقى رمزاً للكرامة والسيادة ورفض الاستعمار، لم يكن مجرد قائد، بل كان ضمير أمة، ومعلماً في مدرسة الفداء والثبات على المبدأ.
— محمد المنفي - Mohamed Menfi (@LPCLYM) September 16, 2025
وقال المنفي عبر حسابه على منصة «إكس» الثلاثاء، إن «شيخ الشهداء عمر المختار، الذي سطّر ملاحم النضال الوطني بدمه الطاهر، وارتقى رمزاً للكرامة والسيادة ورفض الاستعمار، لم يكن مجرد قائد، بل كان ضمير أمة، ومعلماً في مدرسة الفداء والثبات على المبدأ».
وأضاف المنفي، الذي كان يُشارك في القمة العربية - الإسلامية بالدوحة، إنه «يتعين على كل الليبيين في ذكرى استشهاد المختار، استلهام دروس التضحية من سيرته، وأن يُقدّموا مصلحة الوطن على كل نزاع»، كما طالبهم بـ«العمل على إعلاء رايته وصون سيادته؛ فليكن عمر المختار نهجاً، لا مجرد ذكرى، ولتكن ليبيا دائماً فوق كل اعتبار».
وناقش المنفي مع الرئيس إردوغان، على هامش قمة الدوحة، تطورات العملية السياسية في ليبيا، بالإضافة إلى مناقشات أجراها -حسب مكتبه- مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، تناولت «البحث في تطورات المشهد الإقليمي، وسُبل تعزيز التنسيق المشترك».
وعلى وقع انقسام سياسي حاد يسود البلاد، استغل الليبيون ذكرى إعدام المختار، واستحضروا مسيرته الطويلة في مقاومة الاحتلال الإيطالي، وقدرته حينذاك على توحيد البلاد في مواجهة المخاطر والصعاب.

والمختار، الذي يعد أيقونة لليبيين، حارب الإيطاليين لأكثر من 20 عاماً، وجرى إعدامه في 16 سبتمبر (أيلول) عام 1931.
ووحدت ذكرى إعدام المختار كلّاً من رئيسي حكومتي «الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة، والمكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حمّاد، في إصدار قرار موحّد بجعل يوم وفاته عطلة رسمية في المؤسسات والهيئات العامة كافة إحياءً لذكراه.
ويرى الكاتب والسياسي الليبي عمر الحمدي، أنه «حري بالأمة العربية إحياء هذه المناسبة، واستعادة القيمة المعنوية والكفاح الوطني القومي لهذا الرمز الذي وقف ورفاقه ضد إيطاليا الاستعمارية التي غزت ليبيا».
وربط الحمدي، وهو من أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، بين ذكرى «استشهاد» المختار و«ثورة الفاتح من سبتمبر»، وقال إن «مرحلة الجهاد كادت تُنسى حتى قامت ثورة الفاتح، وتضمن بيانها الأول الذي تلاه القذافي ذكر اسم الشيخين عمر المختار وأحمد الشريف السنوسي».
وزار سفراء أوروبيون خلال اليومين الماضيين ضريح المختار في مدينة بنغازي، ووضعوا أكاليل الزهور عليه، في حين اهتمت الحكومة المُكلفة من مجلس النواب، بصيانة الإنارة الخاصة به.
وقال أحميد المرابط الزيداني، المستشار القانوني الليبي والباحث في قضايا حقوق الإنسان، «إنّ العبرة من هذا اليوم إبراز ما دفعته ليبيا وشعبها من ثمن باهظ في حقبة الاستعمار الإيطالي المرير».
وأضاف، في تصريح صحافي الثلاثاء، أن «الجرائم التي ارتكبها الاستعمار كانت وما زالت حاضرة في أذهان الليبيين؛ وقد أسهم الأدب الشّعبي المحلي في توثيق تلك الحقبة الأليمة وحفظ تفاصيلها من الضياع».


