هل جرّبت مشروب العسل بالليمون أو البرتقال مضافاً إليه ملح الهيمالايا، بقصد التغلب على حرارة الصيف القاسية؟ إذا لم تكن لديك معلومات كافية، فهنا يقدّم لك الاختصاصيون قائمة من الأطعمة والمشروبات المنعشة التي تحفّز الطاقة وتمنحك أوقاتاً لطيفة.
بداية يذكرنا اختصاصي التغذية الدكتور جون ثروت، بأن «أجسامنا تفقد كثيراً من السوائل مع ارتفاع درجات الحرارة، وتفقد معها ما يُعرف بـ(الإلكتروليتس)، وهي أملاح معدنية ضرورية لصحة الجسم»، ويقول إن ذلك «يتسبب في انخفاض ضغط الدم وهبوط شديد لدى الكثيرين، خصوصاً الأطفال وكبار السن، وقد يصل الأمر حد الإغماء لدى البعض».

ومن أجل تعويض الجسم عن «الإلكتروليتس» المفقود بسبب الحر، يقترح ثروت الخيارات الثلاثة الآتية، الأول وهو عبارة عن إحضار لتر ماء ويضاف إليه ملعقة عسل وقدر من عصير الليمون أو البرتقال مع ربع ملعقة من ملح الهيمالايا، والمقترح الثاني: لتر عصير برتقال وتضاف إليه ملعقة عسل، أم المقترح الثالث، فيتمثل في لتر ماء وتضاف إليه شرائح ليمون أو تفاح ومعلقتان من بذور الشيا، خصوصاً إذا رغبت في فقدان الوزن.
ولا تقتصر خطورة الأجواء الحارة على فقدان الجسم للسوائل والأملاح، وإنما تمتد إلى نقص الألياف، الذي يسبب الإصابة بالإمساك، حسبما يقول اختصاص التغذية دكتور عمرو ناجي. ويحذر من أن الجلوس داخل أماكن مكيفة لفترات الطويلة قد يخدع الجسم عبر تخفيف حدة الشعور بالعطش، في وقت يحتاج فيه إلى السوائل.
ويوصي الأخصائيون بتجنب تناول أصناف معينة من المأكولات في الصيف، لأنها ترفع حرارة الجسم، منها الفول السوداني واللوز والأرز بني اللون والحبوب الكاملة الأخرى والفواكه المجففة، ويرجعون ذلك لما تحتويه من كربوهيدرات معقدة تولد حرارة عالية عند هضمها.

أما على صعيد الفاكهة، فإن المفاجأة الكبرى من نصيب «ملك الفواكه»، المانجو، الذي كشفت دراسات أنه حال تناوله بكميات كبيرة يرفع حرارة الجسم، حتى لو كان مثلجاً.
بالانتقال إلى المشروبات، نجد أن الأفضل تناول السوائل من الفواكه في صورتها الطبيعية، وليس في صورة عصائر محلاة، حسب دكتور ناجي، ويضيف: «تناول العصائر المحلاة الغنية بالسكر سيزيد من معدلات الشعور بالجوع والعطش، ويزيد الرغبة في تناول المزيد من السكريات، ما يخلق حالة أشبه بدائرة مفرغة».
أضف إلى ذلك، حسب ناجي، أن «تناول السوائل الباردة مع الثلج، أو الأطعمة المحفوظة بالثلاجة مباشرة قد يؤذي الجسم، لأنه قد يُبطئ عملية الهضم ويُسبب مشكلات أخرى في الأمعاء، التي تتسم بحساسية شديدة تجاه الحرارة». كما قد يسفر عن «مضاعفات أخرى، مثل حساسية الجهاز الهضمي، والتعب، والتهابات الجيوب الأنفية».
وينصح ناجي بضرورة التقليل من تناول المنبهات، منها الشاي والقهوة، ويقول إن الكافيين - حال تناوله بكميات كبيرة - يرفع حرارة الجسم، فضلاً أنها مدرة للبول؛ بالتالي، فإنها تزيد خطر الإصابة بالجفاف.
ومن بين الأفكار المغلوطة المنتشرة أنه من الضروري تجنب تناول الأسماك أثناء الحر الشديد، الأمر الذي يرفضه ناجي، ويقول: «على العكس أنصح بتناولها مرتين أسبوعياً في الصيف، خصوصاً الدهنية منها مثل الماكريل والتونة، لما تحتويه من بروتين حيواني سهل الهضم».
ويعلّق على من يدعو إلى تجنب الفلفل الحار في الصيف: «الحقيقة تناول الفلفل الحار يزيد معدلات التعرق، الذي يعدُّ بدوره وسيلة أساسية لتلطيف حرارة الجسم؛ لذلك نجد أن البلدان الحارة بمختلف أرجاء العالم يشكل الفلفل الحار عنصراً رئيساً في مطبخها».
والآن، ماذا عن أساليب الطهي المناسبة؟ يشرح الشيف هشام عبد الغفار، الذي يعمل بأحد الفنادق الكبرى، «من المهم اختيار وصفات لا تتطلب استخدام الفرن أو الطهي لفترات طويلة، لأن الحرارة الناتجة عن الطبخ تزيد من حرارة المنزل وتسبب إرهاقاً إضافياً».
ويرى أنه من الأفضل الاعتماد على الأطعمة التي تُطهى بسرعة، مثل السلطات الغنية، السندويشات الطازجة، أو أطباق المعكرونة التي تُقدم باردة، علاوة على إعداد الأطعمة بالسلق أو الشوي، وتجنب الطهي بالقلي والطعام المسبك.
ورغم أن الثوم والبصل عنصران أساسيان في طهي الكثير من الأطباق، فإنه ينبغي الاستعانة بهما باعتدال في الصيف لقدرتهما على رفع حرارة الجسم.
أما فيما يخص النكهات، فيقول عبد الغفار إن الأعشاب الطازجة مثل النعناع، والريحان، والكزبرة، تضيف انتعاشاً طبيعياً للأطباق، دون الحاجة إلى مكونات دسمة ثقيلة على المعدة، ويلفت أيضاً إلى أنه يمكن استخدام الحمضيات مثل الليمون والبرتقال لإضفاء نكهة منعشة على السلطات والمشروبات، ما يجعل تناول الطعام أكثر متعة في الجو الحار.










